القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 8
إِنّي دُعيتُ إِلى اِحتِفالِكَ فَجأَةً
إِنّي دُعيتُ إِلى اِحتِفالِكَ فَجأَةً / فَأَجَبتُ رَغمَ شَواغِلي وَسَقامي
وَدَعَوتُ شِعري يا أَمينُ فَخانَني / أَدَبي وَلَم يَرعَ القَريضُ ذِمامي
فَأَتَيتُ صِفرَ الكَفِّ لَم أَملِك سِوى / أَمَلي بِصَفحِكَ عَن قُصورِ كَلامي
واخَجلَتي أَيَكونُ هَذا مَوقِفي / في حَفلَةِ التَوديعِ وَالإِكرامِ
وَأَنا الخَليقُ بِأَن أُرَتِّلَ لِلوَرى / آياتِ هَذا المُصلِحِ المِقدامِ
وَأَقومُ عَن نَفسي وَعَن غَيري بِما / يَقضي الوَلاءُ وَواجِبُ الإِعظامِ
بِنها لَقَد وُفّيتِ قِسطَكِ مِن مُنىً / وَسَعادَةٍ وَرِعايَةِ وَنِظامِ
فَدَعي سِواكِ يَفُز بِقُربِ مُوَفَّقٍ / هُوَ في الحُكومَةِ نُخبَةُ الحُكّامِ
لَبِسَ التَواضُعَ حُلَّةً وَمَشى إِلى / رُتَبِ الجَلالِ مُسَدَّدِ الأَقدامِ
وَغَدا بِأَبراجِ العُلا مُتَنَقِّلاً / كَالبَدرِ يُسعِدُهُ السُرى بِتَمامِ
أَحيَيتَ مَيتَ رَجائِنا بِصَحيفَةٍ
أَحيَيتَ مَيتَ رَجائِنا بِصَحيفَةٍ / أَثنى عَلَيها الشَرقُ وَالإِسلامُ
أَضحَت مُصَلّىً لِلبَلاغَةِ عِندَما / سَجَدَت بِرَحبِ فَنائِها الأَقلامُ
فَعَلى مُؤَيَّدِكَ الجَديدِ تَحِيَّةٌ / وَعَلى مُؤَيَّدِكَ القَديمِ سَلامُ
مُلِكَت عَلَيَّ مَذاهِبي
مُلِكَت عَلَيَّ مَذاهِبي / وَعَصانِيَ الطَبعُ السَليمُ
وَجَفا يُراعي الصاحِبا / نِ فَلا النَثيرُ وَلا النَظيمُ
أَشقى وَأَكتُمُ شِقوَتي / وَاللَهُ بي وَبِها عَليمُ
حَلِمَ الأَديمُ وَما الَّذي / أَرجو وَقَد حَلِمَ الأَديمُ
لا مِصرُ تُنصِفُني وَلا / أَنا عَن مَوَدَّتِها أَريمُ
وَإِذا تَحَوَّلَ بائِسٌ / عَن رَبعِها فَأَنا المُقيمُ
فيها صَحِبتُكَ وَاِصطَفَي / تُكَ أَيُّها الخِلُّ الحَميمُ
أَنا مَن عَرَفتَ وَمَن خَبَر / تَ وَمَن مَوَدَّتُهُ تَدومُ
لِلَّهِ ذَيّاكَ الجِوا / رُ وَذَلِكَ العَيشُ الرَخيمُ
بِالجانِبِ الغَربِيِّ فَو / قَ النيلِ وَالدُنيا نَعيمُ
أَيّامَ يَعرِفُنا السُرو / رُ بِها وَتُنكِرُنا الهُمومُ
أَيّامَ نَلهو بِالظِبا / ءِ وَفي مَسارِحِها نَهيمُ
لا أَنتَ تُصغي لِلعَذو / لِ وَلا أُبالي مَن يَلومُ
لِلَّهِ أَندِيَةٌ لَنا / قَد زانَها الخُلُقُ الكَريمُ
لَم يَغشَها وَغدٌ وَلَم / يَنزِل بِساحَتِها لَئيمُ
تَمشي الخَلاعَةُ في نَوا / حيها تُراقِبُها الحُلومُ
لَهوٌ كَما شاءَ الصِبا / وَحِجاً كَما شاءَ الحَكيمُ
وَمُدامَةٌ يَسعى بِها / مُتَأَدِّبٌ وَيَطوفُ ريمُ
يَجري عَلى كاساتِها / أُنسٌ يَخِفُّ لَهُ الحَليمُ
لا تَشتَكي مِنّا وَلا / يَشكو عَواقِبَها النَديمُ
وَالنيلُ مِرآةٌ تَنَف / فَسَ في صَحيفَتِها النَسيمُ
سَلَبَ السَماءَ نُجومَها / فَهَوَت بِلُجَّتِهِ تَعومُ
نُشِرَت عَلَيهِ غِلالَةٌ / بَيضاءُ حاكَتها الغُيومُ
شَفَّت لِأَعيُنِنا سِوى / ما شابَهُ مِنها الأَديمُ
وَكَأَنَّنا فَوقَ السَما / ءِ وَتَحتَنا ذاكَ السَديمُ
تَجري الحَوادِثُ حَيثُ تَج / ري لا نُضامُ وَلا نَضيمُ
لا الصُبحُ يُزعِجُنا بِأَن / باءِ الزَمانِ وَلا الصَريمُ
يا لَيتَ شِعري كَيفَ أَن / تَ وَكَيفَ حالُكَ يا زَعيمُ
أَمّا أَنا فَكَما أَنا / أَبلى كَما يَبلى الرَديمُ
لا خِلَّ بَعدَكَ مُؤنِسٌ / نَفسي وَلا قَلبٌ رَحيمُ
كادَ الزَمانُ لَنا وَلا / عَجَبٌ إِذا كادَ الغَريمُ
أَمسى اِحتَواكَ الزَمهَري / رُ وَظَلَّ يَصهَرُني الجَحيمُ
فَشَرابُكَ الماءُ الشُنا / نُ وَشُربِىَ الماءُ الحَميمُ
وَمُناكَ لَو طَلَعَت ذُكا / ءُ عَلَيكَ في يَومٍ يَصومُ
وَمُنايَ لَو مُحِقَت ذُكا / ءُ وَغالَها لَيلٌ بَهيمُ
فَبَلِيَّتي الحَرُّ الأَلي / مُ وَخَطبُكَ القُرُّ الأَليمُ
فَكَأَنَّني فِرعَونُ مِص / رَ وَأَنتَ شَيطانٌ رَجيمُ
فَاِبعَث إِلَيَّ بِنَفحَةٍ / بَرَداً بِها يَحدو الهَزيمُ
أَبعَث إِلَيكَ بِلَفحَةٍ / حَرّى بِها تَجري السَمومُ
أَمّا تَحِيَّتُنا إِلَي / كَ فَسَوفَ يَشرَحُها الرَقيمُ
كَم تَحتَ أَذيالِ الظَلامِ مُتَيَّمُ
كَم تَحتَ أَذيالِ الظَلامِ مُتَيَّمُ / دامي الفُؤادِ وَلَيلُهُ لا يَعلَمُ
ما أَنتَ في دُنياكَ أَوَّلُ عاشِقٍ / راميهِ لا يَحنو وَلا يَتَرَحَّمُ
أَهرَمتَني يا لَيلُ في شَرخِ الصِبا / كَم فيكَ ساعاتٍ تُشيبُ وَتُهرِمُ
لا أَنتَ تَقصُرُ لي وَلا أَنا مُقصِرٌ / أَتعَبتَني وَتَعِبتَ هَل مَن يَحكُمُ
لِلَّهِ مَوقِفُنا وَقَد ناجَيتُها / بِعَظيمِ ما يُخفى الفُؤادُ وَيَكتُمُ
قالَت مَنِ الشاكي تُسائِلُ سِربَها / عَنّي وَمَن هَذا الَّذي يَتَظَلَّمُ
فَأَجَبنَها وَعَجِبنَ كَيفَ تَجاهَلَت / هُوَ ذَلِكَ المُتَوَجِّعُ المُتَأَلِّمُ
أَنا مَن عَرَفتِ وَمَن جَهِلتِ وَمَن لَهُ / لَولا عُيونُكِ حُجَّةٌ لا تُفحَمُ
أَسلَمتُ نَفسي لِلهَوى وَأَظُنُّها / مِمّا يُجَشِّمُها الهَوى لا تَسلَمُ
وَأَتَيتُ يَحدو بي الرَجاءُ وَمَن أَتى / مُتَحَرِّماً بِفِنائِكُم لا يُحرَمُ
أَشكو لِذاتِ الخالِ ما صَنَعَت بِنا / تِلكَ العُيونُ وَما جَناهُ المِعصَمُ
لا السَهمُ يَرفُقُ بِالجَريحِ وَلا الهَوى / يُبقي عَلَيهِ وَلا الصَبابَةُ تَرحَمُ
لَو تَنظُرينَ إِلَيهِ في جَوفِ الدُجى / مُتَمَلمِلاً مِن هَولِ ما يَتَجَشَّمُ
يَمشي إِلى كَنَفِ الفِراشِ مُحاذِراً / وَجِلاً يُؤَخِّرُ رِجلَهُ وَيُقَدِّمُ
يَرمي الفِراشَ بِناظِرَيهِ وَيَنثَني / جَزِعاً وَيُقدِمُ بَعدَ ذاكَ وَيُحجِمُ
فَكَأَنَّهُ وَاليَأسُ يُنشِفُ نَفسَهُ / لِلقَتلِ فَوقَ فِراشِهِ يَتَقَدَّمُ
رُشِقَت بِهِ في كُلِّ جَنبٍ مُديَةٌ / وَاِنسابَ فيهِ بِكُلِّ رُكنٍ أَرقَمُ
فَكَأَنَّهُ في هَولِهِ وَسَعيرِهِ / وادٍ قَدِ اِطَّلَعَت عَلَيهِ جَهَنَّمُ
هَذا وَحَقِّكَ بَعضُ ما كابَدتُهُ / مِن ناظِرَيكَ وَما كَتَمتُكَ أَعظَمُ
قالوا أَهَذا أَنتَ وَيحَكَ فَاِتَّئِد / حَتّامَ تُنجِدُ في الغَرامِ وَتُتهِمُ
كَم نَفثَةٍ لَكَ تَستَثيرُ بِها الهَوى / هاروتُ في أَثنائِها يَتَكَلَّمُ
إِنّا سَمِعنا عَنكَ ما قَد رابَنا / وَأَطالَ فيكَ وَفي هَواكَ اللُوَّمُ
فَاِذهَب بِسِحرِكَ قَد عَرَفتُكَ وَاِقتَصِد / فيما تُزَيِّنُ لِلحِسانِ وَتوهِمُ
أَصغَت إِلى قَولِ الوُشاةِ فَأَسرَفَت / في هَجرِها وَجَنَت عَلَيَّ وَأَجرَموا
حَتّى إِذا يَئِسَ الطَبيبُ وَجاءَها / أَنّي تَلِفتُ تَنَدَّمَت وَتَنَدَّموا
وَأَتَت تَعودُ مَريضَها لا بَل أَتَت / مِنّي تُشَيِّعُ راحِلاً لَو تَعلَمُ
أَقسَمتُ بِالعَبّاسِ إِنّي صادِقٌ / فَمُريهِمُ بِجَلالِهِ أَن يُقسِموا
مَلِكٌ عَدَوتُ عَلى الزَمانِ بِحَولِهِ / وَغَدَوتُ في آلائِهِ أَتَنَعَّمُ
النَجمُ مِن حُرّاسِهِ وَالدَهرُ مِن / خُدّامِهِ وَهوَ العَزيزُ المُنعِمُ
هَلَّلتُ حينَ رَأَيتُ رَكبَكَ سالِماً / وَرَأَيتُ عَبّاساً بِهِ يَتَبَسَّمُ
وَحَمِدتُ رَبّي حينَ حَلَّ عَرينَهُ / مُتَجَدِّدَ العَزَماتِ ذاكَ الضَيغَمُ
خَفَقَت قُلوبُ المُسلِمينَ وَأَشفَقَت / دارُ الخِلافَةِ وَالمَليكُ الأَعظَمُ
وَدَعا لَكَ البَيتُ الحَرامُ فَأَمَّنَت / بَطحاءُ مَكَّةَ وَالحَطيمُ وَزَمزَمُ
وَدَوى بِمِصرَ لَكَ الدُعاءُ فَنيلُها / وَسُهولُها وَفَصيحُها وَالأَعجَمُ
وَمَشى الصَغيرُ إِلى الكَبيرِ مُسائِلاً / يَتَسَقَّطُ الأَخبارَ أَو يَتَنَسَّمُ
حَتّى اِطمَأَنَّت بِالشِفاءِ نُفوسُهُم / وَطَلَعتَ بِالسَعدِ العَميمِ عَلَيهِمُ
مَولايَ أُمَّتُكَ الوَديعَةُ أَصبَحَت / وَعُرا المَوَدَّةِ بَينَها تَتَفَصَّمُ
نادى بِها القِبطِيُّ مِلءَ لَهاتِهِ / أَن لا سَلامَ وَضاقَ فيها المُسلِمُ
وَهمٌ أَغارَ عَلى النُهى وَأَضَلَّها / فَجَرى الغَبِيُّ وَأَقصَرَ المُتَعَلِّمُ
فَهِموا مِنَ الأَديانِ ما لا يَرتَضي / دينٌ وَلا يَرضى بِهِ مَن يَفهَمُ
ماذا دَها قِبطِيَّ مِصرَ فَصَدَّهُ / عَن وُدِّ مُسلِمِها وَماذا يَنقِمُ
وَعَلامَ يَخشى المُسلِمينَ وَكَيدَهُم / وَالمُسلِمونَ عَنِ المَكايِدِ نُوَّمُ
قَد ضَمَّنا أَلَمُ الحَياةِ وَكُلُّنا / يَشكو فَنَحنُ عَلى السَواءِ وَأَنتُمُ
إِنّي ضَمينُ المُسلِمينَ جَميعُهُم / أَن يُخلِصوا لَكُم إِذا أَخلَصتُمُ
رَبِّ الأَريكَةِ إِنَّنا في حاجَةٍ / لِجَميلِ رَأيِكَ وَالحَوادِثُ حُوَّمُ
فَأَفِض عَلَينا مِن سَمائِكَ حِكمَةً / تَأسو القُلوبَ فَإِنَّ رَأيَكَ أَحكَمُ
وَاِجمَع شَتاتَ العُنصُرَينِ بِعَزمَةٍ / تَأتي عَلى هَذا الخِلافِ وَتَحسِمُ
فَكِلاهُما لِعَزيزِ عَرشِكَ مُخلِصٌ / وَكِلاهُما بِرِضاكَ صَبٌّ مُغرَمُ
قَد مَرَّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ
قَد مَرَّ عامٌ يا سُعادُ وَعامُ / وَاِبنُ الكِنانَةِ في حِماهُ يُضامُ
صَبّوا البَلاءَ عَلى العِبادِ فَنِصفُهُم / يَجبي البِلادَ وَنِصفُهُم حُكّامُ
أَشكو إِلى قَصرِ الدُبارَةِ ما جَنى / صِدقي الوَزيرُ وَما جَبى عَلّامُ
قُل لِلمُحايِدِ هَل شَهِدتَ دِماءَنا / تَجري وَهَل بَعدَ الدِماءِ سَلامُ
سُفِكَت مَوَدَّتُنا لَكُم وَبَدا لَنا / أَنَّ الحِيادَ عَلى الخِصامِ لِثامُ
إِنَّ المَراجِلَ شَرُّها لا يُتَّقى / حَتّى يُنَفِّسَ كَربَهُنَّ صِمامُ
لَم يَبقَ فينا مَن يُمَنّي نَفسَهُ / بِوِدادِكُم فَوِدادُكُم أَحلامُ
أَمِنَ السِياسَةِ وَالمُروءَةِ أَنَّنا / نَشقى بِكُم في أَرضِنا وَنُضامُ
إِنّا جَمَعنا لِلجِهادِ صُفوفَنا / سَنَموتُ أَو نَحيا وَنَحنُ كِرامُ
وَدَعا عَلَيكَ اللَهَ في مِحرابِهِ / الشَيخُ وَالقِسّيسُ وَالحاخامُ
لاهُمَّ أَحيِ ضَميرَهُ لِيَذوقَها / غُصَصاً وَتَنسِفَ نَفسَهُ الآلامُ
لا مَرحَباً بِكَ أَيُّهَذا العامُ
لا مَرحَباً بِكَ أَيُّهَذا العامُ / لَم يُرعَ عِندَكَ لِلأُساةِ ذِمامُ
في مُستَهَلِّكَ رُعتَنا بِمَآتِمٍ / لِلنافِعينَ مِنَ الرِجالِ تُقامُ
عَلَمانِ مِن أَعلامِ مِصرَ طَواهُما / فيكَ الرَدى فَبَكَتهُما الأَهرامُ
غَيَّبتَ شُكري وَهوَ نابِهُ عَصرِهِ / وَأَصَبتَ إِبراهيمَ وَهوَ إِمامُ
خَدَما رُبوعَ النيلِ في عَهدَيهِما / وَالطِبُّ نَبتٌ لَم يَجُدهُ غَمامُ
وَالناسُ بِالغَربِيِّ في تَطبيبِهِ / وَلِعوا عَلى بُعدِ المَزارِ وَهاموا
حَتّى اِنبَرى شُكري فَأَثبَتَ سَبقُهُ / أَنَّ اِبنَ مِصرَ مُجَرِّبٌ مِقدامُ
وَأَقامَ إِبراهيمُ أَبلَغَ حُجَّةٍ / أَنَّ العَرينَ يَحُلُّهُ ضِرغامُ
وَتَرَسَّمَ المُتَعَلِّمونَ خُطاهُما / فَاِنشَقَّ مِن عَلَمَيهِما أَعلامُ
قَد أَقسَموا لِلطِبِّ أَن يَسموا بِهِ / فَوقَ السِماكِ فَبَرَّتِ الأَقسامُ
وَغَدَت رُبوعُ الطِبِّ تَحكي جَنَّةً / فيها لِبُقراطَ الحَكيمِ مَقامُ
وَرَأى عَليلُ النيلِ أَنَّ أُساتَهُ / بَذّوا الأُساةَ فَلَم يَرُعهُ سَقامُ
يا مِصرُ حَسبُكِ ما بَلَغتِ مِنَ المُنى / صَدَقَ الرَجاءُ وَصَحَّتِ الأَحلامُ
وَمَشى بَنوكِ كَما اِشتَهَيتِ إِلى العُلا / وَعَلى الوَلاءِ كَما عَلِمتِ أَقاموا
وَمَدَدتِ صَوتَكِ بَعدَ طولِ خُفوتِهِ / فَدَعا بِعافِيَةٍ لَكِ الإِسلامُ
وَرَفَعتِ رَأسَكِ عِندَ مُفتَخَرِ النُهى / بَينَ المَمالِكِ حَيثُ تُحنى الهامُ
كَم فيكِ جَرّاحٌ كَأَنَّ يَمينَهُ / عِندَ الجِراحَةِ بَلسَمٌ وَسَلامُ
قَد صيغَ مِبضَعُهُ وَإِن أَجرى دَماً / مِن رَحمَةٍ فَجَريحُهُ بَسّامُ
وَمُوَفَّقٍ جَمِّ الصَوابِ إِذا اِلتَوى / داءُ العَليلِ وَحارَتِ الأَفهامُ
يُلقي بِسَمعٍ لا يَخونُ إِذا هَفَت / أُذُنٌ وَخانَ المِسمَعَينِ صِمامُ
وَإِذا عُضالُ الداءِ أَبهَمَ أَمرُهُ / عَرَفَت خَفِيَّ دَبيبِهِ الإِبهامُ
يَستَنطِقُ الآلامَ وَهيَ دَفينَةٌ / خَرساءُ حَتّى تَنطِقَ الآلامُ
كَم سَلَّ مِن أَيدي المَنايا أَنفُساً / وَثَنى عِنانَ المَوتِ وَهوَ زُؤامُ
وَمُطَبِّبٍ لِلعَينِ يَحمِلُ ميلُهُ / نوراً إِذا غَشّى العُيونَ قَتامُ
وَكَأَنَّ إِثمِدَهُ ضِياءٌ ذَرَّهُ / عيسى بنُ مَريَمَ فَاِنجَلى الإِظلامُ
وَمُطَبِّبٍ لِلطِفلِ لَم تَنبُت لَهُ / سِنٌّ وَلَم يَدرُج إِلَيهِ فِطامُ
يَشكو السَقامَ بِناظِرَيهِ وَما لَهُ / غَيرُ التَفَزُّزِ وَالأَنينِ كَلامُ
فَكَمِ اِستَشَفَّ وَكَم أَصابَ كَأَنَّما / في نَظرَتَيهِ الوَحيُ وَالإِلهامُ
وَمُوَلِّدٍ عَرَفَ الأَجِنَّةُ فَضلَهُ / إِن أَعسَرَت بِوِلادِها الأَرحامُ
كَم قَد أَنارَ لَها بِحالِكَةِ الحَشا / سُبُلاً تَضِلُّ سُلوكَها الأَوهامُ
لَولا يَداهُ سَطا عَلى أَبدانِها / كَربُ المَخاضِ وَشَفَّها الإيلامُ
فَبِهَؤُلاءِ الغُرِّ يا مِصرَ اِهنَئي / فَبِمِثلِهِم تَتَفاخَرُ الأَيّامُ
وَعَلى طَبيبَيكِ اللَذَينِ رَماهُما / رامي المَنونِ تَحِيَّةٌ وَسَلامُ
عَلَمانِ مِن أَعلامِ مِص
عَلَمانِ مِن أَعلامِ مِص / رَ عَدا الرَدى فَطَواهُما
حَسَنٌ وَزُهدي لَم يُمَت / تَع بِالشَبابِ كِلاهُما
سَلَكا سَبيلَ الحَقِّ ما / عاشا وَما أَولاهُما
داسَ الأَثيمُ حِماهُما / تَحتَ الدُجى وَدَهاهُما
فَرَمى النُهى وَالفَضلَ مُج / تَمِعينَ حينَ رَماهُما
إِن تَذكُروا هِمَمَ الرِجا / لِ فَقَدِّموا ذِكراهُما
أَو تَسأَلوني عَن شَهي / دَي مَبدَإٍ فَهُما هُما
عيدٌ هُنا وَهُناكَ قامَ المَأتَمُ
عيدٌ هُنا وَهُناكَ قامَ المَأتَمُ / مَلِكٌ يَنوحُ وَتابِعٌ يَتَرَنَّمُ
عَجَباً أَرى تِلكَ الدِماءَ فَهاهُنا / دَمُ فَرحَةٍ وَهُناكَ لِلقَتلى دَمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025