المجموع : 3
عُج بِالمدينةِ تلقَ ثمّ كَريما
عُج بِالمدينةِ تلقَ ثمّ كَريما / خيرَ الوَرى نَسباً وأكرم خيما
هوَ مَن قَد غدا بالمُؤمنينَ رَحيما / هو خيرةُ اللَّهِ القديمِ قديما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
أَقبِل عَلى أعتابهِ متأدّبا / مُستعطفاً متلطّفاً مُتحبّبا
مُتنظّفاً متطهّراً متطيّبا / وَمُصلّياً ومسلّماً تسليما
صلّوا عليه وسلّموا تَسليما /
وَاِسكُب هناكَ محاسن العبراتِ / وَاِغسل مَساوي سالف الزلّاتِ
وَاِخلع ذُنوبكَ واِلبس الخلعاتِ / فَلَقد قَصدتَ أخا الرجاءِ كريما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
اِقصد بِصدقٍ والقبولُ محقّق / وَإِذا قُبلت فبدرُ سعدك مشرقُ
وَعُصمتَ مِن نارٍ تشبّ فتحرقُ / إِذ قَد أتيت السيّد المَعصوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما /
وَاِذكر فديتكَ لَوعَتي وتلهّفي / وَتفرّقي وتحرّفي وتأسّفي
وَقلِ السلامُ عليكم من يوسف / يا خيرَ مَن أروى العطاشَ الهيما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما /
فَإذا أَجابَ فذاكَ غايات المنى / زالَ الصدى زالَ الردى زالَ العنا
حصَل الرِضا حصلَ الجَدى حصلَ الهنا / وأحوزُ مِن إكرامهِ التَكريما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
هوَ سيّدُ الرسلِ الكرام الأكرمُ / أَرقاهمُ رُتباً وأعلى أعلمُ
وَعليهمُ في المكرُمات مقدّمُ / وَاللَّه أولى ذلكَ التقديما
صلّوا عليهِ وسلِّموا تَسليما /
هوَ صفوةُ الرحمنِ خيرةُ خلقهِ / في علوهِ في سفلهِ في أفقهِ
في أرضهِ في غربهِ في شرقهِ / عظّمهُ جهدكَ لَن تكون مَلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
حَسدَ السماءُ الأرضَ منذ ولادته / أَسفاً عليه فأكرمت بوفادَتِه
فَتَساوَتا بعدَ السرى بسعادته / سُبحانَ مَن أَسرى بهِ تَعظيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
الأنبياءُ جَميعُهم أحياءُ / لمّا أَتى البيتَ المقدّس جاؤوا
صلّى بِهم وهمُ لديه ولاءُ / كانَ الإمامَ وكلّهم مأموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
شَرُفت بهِ الأرضونَ حين وجودهِ / وسَمت بهِ الأفلاك حين صعودهِ
وَهُما ومَن حَوتا بحكم حسودهِ / لمّا رأى لا كيفَ لا تَجسيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
تاللَّه ما في الخلقِ أصدق لهجةً / منهُ ولا أَبهى وأبهرُ بهجة
كلّا وَلا أَقوى وأثبتُ حجّةً / منهُ ولا أسمى علاً وعلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
قُرآنهُ شهدَ الجميعُ بأنّهُ / لَم يحكِ حُسن القول أجمع حسنه
فاقَ الفنونَ فلم تُشابه فنّه / وَالكتب طرّاً حادثاً وقديما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
هذا كلامُ اللَّه جلّ جلالهُ / مَعدومةٌ أشباههُ أمثالهُ
خيرُ الكلامِ ولا يحدُّ كماله / وبهِ حبيبُ اللَّه كان كليما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما /
خصُّوا أبا جهلٍ بذمٍّ يفضحُ / وهو الحريُّ بكلّ وصفٍ يقبحُ
وَهوَ الجهولُ وجهلهُ لا يشرحُ / بِعدواةِ المختارِ حلَّ جَحيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما /
لكنّهُ قَد سادَ في أزمانهِ / مِن قبلِ بعثتهِ على أقرانهِ
فَاِستاءَ من حَسدٍ برفعةِ شانهِ / فَغَدا بجحدِ محمّدٍ مَذموما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما /
وَأشدُّ منهُ جَهالةً من يكفرُ / بِمحمّدٍ والحقُّ أبلج أظهرُ
وَتَرى الكثيرَ قُلوبهم لا تنكرُ / صدقَ النبيِّ ويلزمونَ اللوما
صلّوا عليه وسلّموا تسليما /
عمّم أبا جَهلٍ فكلٌّ جاهل / ظنَّ الإقامةَ وهو سارٍ راحلُ
وإِلى لَظى عمّا قريبٍ واصلُ / وَيكون فيها بالنبيّ عليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
جمعَ التليدَ مِن الضلالِ وطارفا / وَتراهُ مِن بحرِ الغِوايةِ غارفا
ومنَ الهدايةِ عارياً لا عارفا / لَم يعرفِ الهادي فعاشَ بَهيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما /
تاللَّه إنّ البهمَ أحسنُ حالةً / ممّن حَوى بالهاشميّ جهالةً
وَالبهمُ أعظمُ حُرمةً وجلالةً / ممّن يَرى من هدبهِ مَحروما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
هَذي الغزالةُ خاطبتهُ وسلّمت / شهدَت له أَثَنت عليه تألّمت
فَأجابَها وكذا البعيرُ قد اِنفلت / فَأجارهُ لمّا أَتى مَظلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
وَالعنكبوتُ حبتهُ دِرعاً مُحكما / ردَّ السيوفَ كليلةً والأسهما
وَببيضِها ستَرته ورقاءُ الحما / كرَماً وأكرِم بالحِمام كَريما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
وَالضبُّ أفصحُ بالرسالةِ يشهدُ / وَتعجّبَ السرحانُ ممّن يجحدُ
يا ليتَ مَن جَحدوه بالبهمِ اِقتدوا / فَقدِ اِهتدت وهمُ أضلُّ حلوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
يا لَيتَهم كانوا اِقتدوا بالحجرِ / يا لَيتَهم كانوا اِقتدوا بالشجرِ
هذا أَطاع أَتى بدون تأخّر / وَدَعاه ذاكَ مسلّماً تسليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
بعدَ الغروبِ الشمسُ عادَت أذرعا / وَالبدرُ خرَّ على الجبالِ مصدّعا
وَغَدا الغمامُ مصاحباً أنّى سَعى / فَوقاهُ من حرِّ الهجيرِ سموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
وَالجذعُ حنَّ لبعدهِ متضرّراً / حتّى أتاهُ فضمّه فتصبّرا
وَحَكى الذراعُ لهُ الحديثَ كما جرى / إِذ أَحضروه لأكلهِ مَسموما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
وَرَمى قُريشاً بالترابِ وقد سرى / عَلَناً فمَا أحدٌ هنالكَ أبصرا
وَرَمى بكفّ حصاً فبدّد عَسكرا / وَاِرتدّ جيشُ عدوّه مَهزوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
وَبكفّهِ الحصباءُ كانت تفصحُ / عَن صدقهِ فيما اِدّعى فتسبّحُ
قَد صمَّ جاحدهُ فأنّى يفلحُ / وَعَماهُ كانَ عن النبيّ عَميما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما /
وَالماءُ مِن بينِ الأصابعِ نابع / أَروى الخميسَ ولَم يزل يتتابعُ
وَكَفى المئينَ بصاعهِ فَتراجعوا / لَم يَفقدوا مِن صاعهِ مَطعوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
وَأعادَ عينَ قتادةٍ نجلاء / مِن بعدِ ما ساءَت وسالت ماءَ
وشَفى عليّاً إِذ حباهُ لواءَ / وَبِفتحِ خيبرَ كان عنهُ زَعيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
اِذكُر شَفاعتهُ بيوم المحشرِ / وَالخلقُ في كَربٍ هنالك أكبر
قَصدوا أباهُ آدماً بتحيّر / موسى وَعيسى نوحاً اِبراهيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما /
كلٌّ تذكّرَ منهُ فعلاً ماضيا / فأَجابَهم نَفسي اِذهبوا لِسوائِيا
حتّى أتَوا هذا النبيّ الماحيا / فَدَنا فحكّمَ فيهمُ تَحكيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
وَأجابَهم غضب الإلهِ قدِ اِنتهى / وَأَنا لَها وَأَنا لَها وأنا لَها
بِمحامدٍ حمدَ الإله أتى بِها / بِفتوحهِ لا حفظَ لا تَعليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
وَأَطالَ سجدتهُ وقد قيلَ اِرفعِ / سَل تُعط واِشفع في الجميع تشفّعِ
اللَّه ميّزهُ بذاك المجمعِ / وَأنالهُ شَرفاً هناك عَميما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
أَبدى الإلهُ مقامهُ المَحمودا / يومَ القِيامة ظاهِراً مَشهودا
أَبداهُ بينَ العالمين فريدا / قَد سلَّموا تَفضيلهُ تَسليما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
أَولاهُ مَولاهُ اللِواءَ الأعظما / مِن تحتهِ جعلَ الجميعَ وآدما
أَخفاهُ في ذا الكونِ عن أهلِ العَمى / وَهُناكَ أظهرَ قدرهُ المَعلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
أَرجو وَآملُ أَن أكونَ بظلِّهِ / في ذلكَ اليومِ العظيمِ وهولهِ
وَأنالَ مِن جدواهُ خالصَ فضلهِ / فَأفوزَ فَوزاً بالنبيِّ عَظيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما /
وَأنالَ منهُ شَفاعةً لا تنكرُ / عندَ الكريمِ وَنعمةٍ لا تحصرُ
فَأروحَ مِن بعدِ الشكايةِ أشكرُ / وبهِ أكونُ المذنبَ المَرحوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
وَأَرى المساويَ ثمَّ صرنَ مَحاسنا / وَمخاوِفي في الحشرِ عُدنَ مآمِنا
وَيُقالَ لي بمحمّدٍ كُن آمِنا / فَبهِ لَقد نلتَ النعيمَ مُقيما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
يا ربِّ بِالمُختارِ عبدك أسألُ / منكَ الرِضا وَبجاههِ أتوسّلُ
لا تَفضحنّي إِنّ ستركَ أجملُ / وَبِحقّهِ اِغفِر ذنبيَ المَكتوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
يا ربِّ هَبني يا رحيمُ مَراحما / فَقد اِقترفتُ جَرائراً وجَرائما
كَم ذا ظُلمتُ وكَم أتيتُ مظالِما / بِحياتهِ اِرحم ظالِماً مَظلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
يا ربِّ هذا العبدُ بابك يقرعُ / وَبخيرِ مَن شفّعته يتشفّعُ
خصّصتهُ بشفاعَةٍ لا تُدفعُ / وَجَعلتهُ بِالمؤمنين رَحيما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
يا ربِّ رُبَّ فتىً جَنى فاِستَأمنا / بِمحمَّدٍ قَد قال غاياتِ المُنى
فَبِجاههِ اِغفِر ما جنيتُ فَها أنا / لِندامَتي قَد صرتُ ربِّ نَديما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
يا ربِّ إنّي في جواركَ لائذ / وَبحصنِ عفوكَ من عذابك عائذُ
ولَديكَ جاهُ المُصطفى هو نافذ / وَله اِلتجأتُ فَلن أُرى مَحروما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
يا ربِّ صلّ عليهِ والآلِ الأُلى / حازوا بِنسبتهِ المقامَ الأفضلا
وَعلى صَحابتهِ الكرامِ وَزِد عَلى / أَتباعهِ حتّى المعادِ عُموما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تَسليما /
وَاِخصُص بِها يا ربّنا الصدّيقا / خيرَ الجميعِ وبعدهُ الفاروقا
عثمانَ مَن بالحقِّ كان حَقيقا / وَأبا بنيهِ السيّدَ المَعلوما
صلّوا عليهِ وَسلّموا تسليما /
فَعَلى الجميعِ وآله الرضوانُ / وَعَلى البغيضِ وحزبه الخذلانُ
ما زالَ حبُّ الكلِّ وهو أمانُ / مَع حبِّ طه لازماً ملزوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تسليما /
قَد كنتُ قبلَ مديحِ أحمدَ مُجرما / وَبهِ غدوتُ بحمدِ ربّي مُسلما
فَاِجعَل إِلهي منّةً وتكرّما / أَجَلي بدينِ محمّدٍ مَختوما
صلّوا عليهِ وسلّموا تَسليما /
أُمّوا المدينةَ حيثُ جلّ المغنمُ
أُمّوا المدينةَ حيثُ جلّ المغنمُ / حيثُ الهُدى حيث النبيُّ الأكرمُ
وَمَتى فَقدتُم عينَها فتيمّموا / بِمديحهِ وتنعّموا وتَرنّموا
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
مَأوى النبوّةِ والفتوّةِ والهدى / مَأوى الرِسالةِ والبسالةِ والندى
مَأوى أجلّ الرسل طرّاً أحمدا / مهما تَعالَوا فهوَ أعلى منهمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
العرشُ كانَ لَها أجلّ الحُسّدِ / لمّا حَوَت جسدَ النبيّ محمّدِ
روحُ الوجودِ وَروح كلّ موحّد / لَولاه ما عرف الهداية مسلمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
أَكرِم بمعهدِ أحمدٍ وعهودهِ / وَبدارِ هجرتهِ وأرض جنودهِ
وَمحلِّ نُصرتهِ وعقد بنودهِ / كَم سارَ مِنها في رضاه عرمرمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
هيَ بَلدةٌ للنصرِ والأنصارِ / دارُ الهدى أكرم بها من دارِ
شرُفَت على الأمصارِ بالمختارِ / وَعَلَت بروضته فأين الأنجمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
كَم كانَ فيها للنبيّ مسارح / في كلِّ يومٍ ثمَّ غادٍ رائحُ
وَبكلِّ وَقتٍ مِن شذاهُ نوافح / حتّى القيامة وهو فيها قيّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
هيَ طيبةٌ حوتِ النبيّ الطيّبا / فَسَمت وكانت قبلُ تُدعى يثربا
كَرمت بهِ تلكَ الوهادُ مع الربا / وَكذاكَ مَن صحبَ الأكارم يكرمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
هيَ معهدُ التشريعِ والتنزيلِ / هيَ موطنُ التحريم والتحليلِ
أحظَى البلاد بوصلِ جبرائيل / هو للنبيّ مصاحبٌ ومعلّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
مِن طيّها سننُ الشريعةِ فرضها / نُشِرَت وطيُّ الباطلاتِ وَدَحضها
فَغَدت مُشرّفةً وهذي أَرضُها / حرمٌ كما قال النبيُّ محرّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
أَكَلت كَما قَد أخبرَ الهادي القرى / وَسَرى الهُدى مِنها إلى كلِّ الورى
وَاِستَحكمت فيها لِملّتهِ العُرى / وَبهِ أساسُ الدينِ فيها محكمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
حُرِسَت منَ الطاعونِ والدجّالِ / وَنَفت إليهِ الخبثُ بالزلزالِ
خَيرٌ لأهليها وللنزّالِ / لَو يعلمونُ وهل سواه يعلمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
وَإِلى حِماها يأرزُ الإيمانُ / ينضمُّ يَأتي حرزها فيُصانُ
وَمِثالهُ بحديثهِ الثعبانُ / فاِنظره تفهَم والموفّق يفهمُ
بِحياته صلّوا عليه وسلّموا /
للَّه درُّ عِصابةٍ حلّوا بها / حازوا بِقربِ المُصطفى كلّ البها
تاللَّه قَد هامَ الكرامُ بحبِّها / وَالقصدُ ساكنُها الحبيب الأعظمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
مَن لي بأن أَحظى بقربِ المنزلِ / وَأكونَ ضيفاً للكريم المُفضلِ
وَأنالَ مِن جدواهُ غاية مأملي / مِن فضلهِ فهوَ الجواد الأكرمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
مَن لي بِأن أَحظى بلثمِ ترابهِ / وَأُرى عزيزاً واقفاً في بابهِ
وَأفوزَ بِالغفران في أحبابهِ / فيقولَ لي قَد فُزتَ إنّك منهمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
مَن لي برؤيةِ ذلك الشبّاكِ / وَأَرى هنالكَ مهبط الأملاكِ
وَالنورَ أشهدهُ بطرفٍ باكي / وَالثغر من فرحٍ به مبتسمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
مَن لي بِأن أَغدو بِروضة قربهِ / وَأَروحَ فيها هائماً في حبّهِ
وَيجودَ لي بمروّقٍ من شربهِ / فَأظلَّ ثمَّ بمدحهِ أترنّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
وَأَرى ضجيعيهِ وأكرِم بهما / الخيرُ كلّ الخير في حبّهما
وَاِنظر إذا وُفّقتَ في قُربهما / هَذاك ساعدهُ وهذا المعصمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
مَن لي بِأكنافِ المدينةِ زائرا / روضاتِ جنّات سمين مَقابرا
حازَت منَ القوم الكرامِ مَعاشرا / هوَ شمسُهم وهمُ لديه أنجمُ
بِحياتِهِ صلّوا عليه وسلّموا /
مَن لي بميتةِ صادقٍ في حبّهم / في حبِّ أحمدَ حِبّهم ومُحبّهم
وَأكونَ مدفوناً هناكَ بقربِهم / ضَيفاً له وهوَ الكريمُ المكرمُ
بحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
لا تَنسَ مَسقطَ رأسهِ أمَّ القرى / مهدَ النبوّة والرسالةِ والقِرى
مِنها بَدا الدينُ المبينُ وأَسفرا / بدرُ الهوى والكون ليلٌ مظلمُ
بِحياته صلّوا عليه وسلّموا /
في حِجرِها وُلدَ النبيُّ المرسلُ / خيرُ النبيّين الختام الأوّلُ
رَبّته طفلاً وهيَ تَكفي تكفلُ / وَبدرّها قَد أرضعته زمزمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
فيها مَعاهدهُ وجلُّ حياتهِ / ما بينَ أهليهِ وبين لداتهِ
واللَّه أنزلَ مُبتدا آياتهِ / فيها فَقال اِقرأ وربّك أكرمُ
بِحَياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
فيها الصَفا والبيت ذو الأستارِ / فيها وفيها سيّد الأحجارِ
وَمناسكُ الحجّاجِ والعمّارِ / كَم قَد أتاها وَهو داعٍ محرمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
فيها أجلُّ مَساجدِ الرحمنِ / في القدسِ ثالثُها وطيبة ثاني
طهَ لهُ قد كان أوّل باني / فلهُ على التقوى أساسٌ محكمُ
بحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
بلدُ الإلهِ وأهلها بجوارهِ / وهوَ الّذي يدعو الحجيج لدارهِ
حظرَ الجدالَ ومَن أساءَ فدارهِ / وَلَكم أساؤوا الهاشميّ فيحلمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
حرمُ الإلهِ بهِ الأمان لداخلِ / مِن نابتٍ أو طائرٍ أو جافلِ
حَرُمَ القتالُ لظالمٍ ولعادل / وَأُبيحَ وَقتاً للنبيّ بها الدمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وَسلّموا /
اللّهُ فيها ضاعفَ الأعمالا / وَأزالَ عمّن حلّها الأهوالا
وَعلى الإرادةِ آخذَ الجهّالا / وَسِوى مُتابعِ شرعه لا يسلمُ
بحَياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
فَمَتى يَراني اللَّه فيها مُحرما / وَمُبَجِّلاً حُرماته ومعظّما
لا رافثاً لا فاسقاً لا مجرما / وَلشرعِ أحمدَ تابعاً لا أظلمُ
بِحَياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
فَأنالَ سَعياً عندهُ مَشكورا / وَأحجَّ حَجّاً كامِلاً مَبرورا
وَيَكون بيتُ هِدايتي مَعمورا / وَأزورَ آثارَ النبيّ فأغنمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
وأزورَ بالمعلاةِ كلَّ سميدع / راضٍ قرير العين غير مروّعِ
مَن يثوِ فيهم يلقَ كلّ مشفّع / وَأبو البتولِ هو الشفيع الأعظمُ
بِحَياته صلّوا عليهِ وَسلّموا /
للَّه مكّةُ ما أجلَّ بهاءَها / وجَمالها وَجلالها وَسناءَها
وَلَها فضائلُ لا أرى إحصاءَها / مِنها النبيُّ وحزبهُ المتقدّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
مِنها الّذينَ إِلى المدينةِ هاجروا / قَد جاهَدوا قَد رابطوا قد صابروا
هَجَروا الجميعَ وبالعداوةِ جاهروا / في حبِّ أحمدَ وهو أيضاً منهمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
مِنها الّذين بهم سَما الإيمانُ / صدّيقهُ فاروقهُ عثمانُ
وأبو بنيهِ عليهمُ الرضوانُ / فبهِ لَهم قبل الجميع تقدّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
مِنها نساءُ المُصطفى وبناتهُ / أَعمامهُ أخواله خالاتهُ
أَصهارهُ أختانه ختنانهُ / كَم ذا له رحمٌ هنالك محرمُ
بِحياتهِ صلّوا عليه وسلّموا /
مِنها نَحا المختارُ بيت المقدسِ / وَسَرى عَلى متنِ البراق الأنفسِ
أَسرى بهِ الربّ الجليل بحندسِ / جبريلُ صاحبه رفيقٌ يخدمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
أَمَّ النبيّين الكرامَ هنالكا / ثمَّ اِرتقى معهُ فشقَّ حوالكا
كَم مِن نَبيٍّ في السما وملائكا / قالوا لهُ أهلاً فنعم المقدمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
حتّى اِنتَهى معهُ لسدرةِ منتهى / قالَ السفيرُ هنا المقام قدِ اِنتهى
بِمحمّدٍ في النورِ زُجَّ وفي البها / فرَأى وشاهدَ والمكتّمُ أعظمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
نالَ الصلاةَ مكبّراً ومسبِّحا / وَثَنى الرِكابَ وبالأباطحِ أصبحا
وَحَكى فصدّقهُ اللبيبُ فَأفلحا / وَالحقُّ عندَ العاقلين مسلّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
أَكرِم بمكّةَ والمدينة أكرم / وَاِنثُر بِمدحِهما اللآلئَ واِنظمِ
مَهما اِستطعتَ القول قُل وترنّم / فاللَّه يَرضى والنبي يتبسّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
للَّه درُّ الواصلينَ إليهما / حَسدَتهما الأقطارُ في فضليهما
لولا النبيُّ لَما رأيتَ عليهما / هَذي الفضائل فهو أَفضلُ أكرمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
وَنَعَم فضائلُ مكّةٍ لا تنكرُ / لكِن محاسنُ طيبةٍ لا تحصرُ
الفضلُ أكثرُ والذكي يتحيّرُ / قِف عندَ أحمدَ فالتوقّف أسلمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
عَجَزَ الورى عَن مُعجزات جنابهِ / وَالكونُ مَهما شاء طوع خطابهِ
وَصوابُ كلِّ الخلقِ بعضُ صوابهِ / قرآنهُ مُتشابهٌ أو محكمُ
بحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
اللَّه أنزلَهُ عليه نُجوما / فَغَدا لأصنامِ الضلال رجوما
طفَحَت مَبانيهِ هدىً وعلوما / غيرُ النبيِّ بسرّه لا يعلمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
عَجزَ الوَرى كلُّ الورى عن بعضهِ / عَن نهيهِ عَن نفلهِ عن فرضهِ
عَن قصّهِ عن وعظهِ عن حضّهِ / لَو كانَ مِن تلقائهِ ما أحجموا
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
العربُ أوّل مَن هداهُ فأُسعدا / وَالعجمُ خيرهمُ الّذي قَد قلّدا
وَهُناكَ حِزبٌ للجحيمِ تولّدا / غَلبت هُدى الهادي عليه جهنّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وَسلّموا /
هوَ سيّدُ الرسلِ الكرامِ إمامهم / سُلطانُهم مِقدامُهم علّامُهم
سَبَقوا وَمِن أيّامه أيّامهم / هُم قادةٌ وهو المليكُ الأعظمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
أَنا قَد لجأتُ إِلى فسيح رحابهِ / وَحططتُ أثقالي على أعتابهِ
وَلَزمتُ بعدَ اللَّه وجهة بابهِ / فَهوَ الكريمُ ومن أتاه يكرمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
حَسَدتنيَ الأفلاكُ في أمداحهِ / في بَلدتيهِ أرومَتَي أفراحهِ
إِن كانَ إسمي عدَّ في مدّاحهِ / فَأنا السعيدُ وبالسعادة أختِمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
صلّى عليهِ اللَّه ما شادٍ شدا / صلّى عليه اللَّه ما سُمعَ الندا
صلّى عليهِ فهوَ أوّل مُبتدا / خَبرٌ لفائدةِ الوجود متمّمُ
بِحياتهِ صلّوا عليهِ وسلّموا /
أَقبِل عَلى مدحِ النبيِّ مُفخّما
أَقبِل عَلى مدحِ النبيِّ مُفخّما / وَمُنصّصاً ومخصّصاً ومعمّما
وَمبجّلاً ومفضّلاً ومعظّما / وَمُتحّياً ومصلّياً ومسلّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
هوَ سيّدُ الرسلِ الكرام محمّدُ / أَولاهمُ بِعُلا المحامد أحمدُ
وَأجلُّهم قدراً وأمجدُ أسعدُ / وَلَقد عَلاهم فاتِحاً ومتمّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
لا خلقَ أفضلُ منهُ عند الخالقِ / في العالمين مخالفٍ وموافقِ
مِن حاضرٍ من سابقٍ من لاحق / ما ثمّ إلّا اللَّه أعلى أعظما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
خيرُ الوَرى نَسباً وأفضلُ عُنصرا / أَذكاهمُ خَبراً وأطيبُ مَخبرا
أَسماهمُ خُطباً وأرفعُ مِنبرا / يومَ الفخارِ إِذا الحسودُ تكلّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
خلقَ المُهيمنُ نوره من نورهِ / وَالكون منهُ كبيره بصغيرهِ
وَلَقد تأخّر خاتماً بظهورهِ / للرسلِ وهوَ كَما علمت تقدّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
اللَّهُ أكرمهُ بفضلِ نبوّته / مِن قبلِ آدمه وقبل أبوّتِه
وَتشرّفَت أجدادهُ ببنوّته / في عالمِ التجسيمِ حين تجسّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
لا جدَّ إلّا وهوَ فرد زمانهِ / متميّزٌ فضلاً على أقرانهِ
مُتوارثونَ وصيّةً في شانهِ / مِن آدمٍ وإلى الخليل وبعدما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
كانَت وصيّتُهم وقايةَ نورهِ / مِن عارضٍ ببطونهِ وظهورهِ
في كلِّ طاهرةٍ وكلّ طهورهِ / حتَّى بَدا في الكون نوراً أعظما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
أَنبا بهِ تلكَ القرون خبيرُهم / تَوراتهُم إِنجيلُهم وزبورُهم
قَد جاءَ بِالقرآنِ وهو كبيرُهم / لِلخلقِ قاطبةً فزادَ وترجما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
اللَّه أكرمهُ بحفظِ قبيلهِ / مِن كيدِ أبرهة الخبيث وفيلهِ
الفيلُ أحجمَ باركاً بسبيلهِ / نورَ النبيِّ رأى هناكَ فأحجما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
تَعساً لذيّاك اللعينِ وحزبهِ / فازَت أبابيلُ الطيورِ بحربهِ
بلدُ النبيِّ رَمى وكعبة ربّهِ / بجنودهِ فرمتهُمُ طيرُ السما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَرمتهمُ بِحجارةٍ سجّيلها / الجيشُ مصروعٌ بها مقتولها
كانَت وقَد أفناهمُ تَنكيلها / نَصراً لأحمدَ جاءَه متقدِّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
أَسَفي لِوالدة النبيِّ ووالده / لَم يَشهَدا في الدين خيرَ مَشاهدِه
عادا فَكانا في عدادِ شَواهدِه / أَحياهُما الربُّ القديرُ فأَسلما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
حَمَلت بهِ تلكَ الأمينةُ آمنه / فَغَدت بهِ من كلّ سوءٍ آمنَه
كانَت بِها خيرُ الجواهرِ كامنَه / وَالنورُ عَن عين الوجودِ مكتّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
حتّى اِستنارَ الكونُ يوم ولادته / وَسَرى السرورُ إلى الورى بوفادته
وَالجنُّ هاتِفُهم بحسنِ شهادته / قَد ظلَّ ينشدُ مدحهُ مترنّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
غارَت بُحيرةُ فارسٍ نيرانها / خَمَدت وشُقَّ وقَد علا إيوانها
وَالموبذانُ رَأى فبان هوانُها / قالَ السطيحُ محمّداً وَعرمرما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
هَذي وِلادته وذلك نورهُ / بانَت بأرضِ الشامِ منه قصورهُ
فَدَنا له ولجيشهِ تسخيرهُ / وَعَلى المَمالك بالفتوح تقدّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
وَتَنكّست لقدومهِ أَصنامُهم / فَتَنكّست مِن بعدها أعلامُهُم
وَعنِ اِستراقِ السمعِ صُدّ إِمامهم / وَجُنوده فَغدا بأحمدَ مُرغما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
يا سَعدَ سعدٍ أرضعتهُ فتاتُها / قويَت مطيّتها ودرّت شاتها
وَأتتهُ يومَ حنينهِ ساداتها / فَعَفا وقد حازَ القبيلةَ مَغنما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
شقّت مَلائكةُ المهيمنِ صدرهُ / شَرفاً وشقّ له المهيمن بدرهُ
ما الكونُ إلّا نهيهُ أو أمرهُ / اللَّه حكّمهُ به فتحكّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
إنّ الملائكةَ الكرامَ جنودهُ / وَالأنبيا إخوانهُ وجدودهُ
خَفَقت على أَعلى السماء بنودهُ / وَسَما صعوداً حيث لا أحدٌ سما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
في الخلقِ ربُّ الخلقِ أنفذ حكمهُ / في الكلِّ كانوا حربهُ أو سلمهُ
لَو لم يرجّح في البرايا حلمَهُ / لَدعا فعاجلتِ الكفورَ جهنّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
جاءَ الوَرى والجاهليّةُ غالبَه / وَالشركُ قَد عمّ البَرايا قاطبَه
فَدعا لِتوحيدِ الإله أقاربَه / وَالخلقَ قاطبةً فخصّ وَعمّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَأَجابهُ قَومٌ هناك قرومُ / رَجَحت لهُم بين الأنام حلومُ
ما مِنهمُ إلّا أغرّ كريم / يَفدي النبيَّ بروحهِ إِذ أَسلما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
سَبَقَ الجميعَ خديجةٌ وأبو الحَسن / زيدٌ أبو بكرٍ بلال المُمتَحن
وَهدى سِواهم فتيةً تركوا الفتن / روحي فِداهم ما أبرَّ وأكرما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
سَعدٌ أبو حفصٍ سعيدٌ حمزتُه / وَأبو عبيدةَ وابن عوفٍ طلحَتُه
زوجُ اِبنتيه والزبيرُ عُبيدَتُه / أَكرِم بهِ ليثاً وحمزة ضيغما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
وَسِواهمُ قوماً دعا فأجيبا / مُستعذبينَ بحبّهِ التَعذيبا
وَالدينُ كانَ كَما أفادَ غَريبا / وَالكفرُ كان مطنّباً ومخيِّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
ثمّ اِنبرى نحوَ القبائل داعياً / وكمِ اِنثَنى لا شاكراً بل شاكيا
ما زالَ أمرُ الدين فيهم واهيا / حتّى اِهتدى أنصارهُ فاِستحكما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
وَعليهِ أحزابُ الضلالِ تحزّبوا / وَتَجمّعوا وتذمّروا وتألّبوا
وَتأزّروا في كُفرِهم وتعصّبوا / هَجَموا عليهِ وَالمهيمن قَد حمى
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَرماهمُ مِن أرضِهم بِتُرابهم / أَعمى عيونهمُ عَمى ألبابِهم
ومَضى لِطيبة واِنثنى بِعذابهم / فَسَقى الرَدى قوماً وقوماً علقما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
يا يومَ بدرٍ حينَ بادر نصرهُ / فيهِ بأفقِ الدين أشرق بدرهُ
عيدٌ عَلى بقرِ الضلالة نحرهُ / أهدى بِها وحشَ الفلا طيرَ السما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
أَصحابهُ مِن كلّ ليثٍ كاسر / خاضوا بِسمرٍ في الوَغا وبواترِ
عَبَسوا بوجهِ الكفرِ عبسة خادر / حتّى رأَوا ثغرَ النبيّ تبسّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
ناجى القَنا هاماً ليدروا أمرها / وَاِستَكشَفوا بفمِ الصوارمِ سرّها
نادَتهمُ كفراً فجزّوا شرّها / وَبِأمرِهم أَسروا اِمرءاً مُستسلما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
أَهلُ القليبِ وَما القليبُ لهم مَقر / لكنّه كانَ الطريقَ إلى سقَر
عادوا النبيَّ وهُم أكابرُ مَن كفَر / فيهِم يمينُ الكفرِ أصبَح أجذما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
حَضرَ الوقيعةَ جبرئيلُ بعسكر / وَاللَّه ناصرهُ وإن لم يحضرِ
صلّى الإله عليهِ خيرَ مُبشّر / بِالفتحِ لم يُسلم أَخاه وسلّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
لَو لَم يكُن يوم الوَغا جبريلهُ / لَو لَم يكُن أنصارهُ وقبيلهُ
لَكَفى العدوَّ برميهِ تنكيلهُ / هوَ ما رمى إنّ المُهيمنَ قَد رمى
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
وَاِجتاحَ سائرَ غيّهم في فتحهِ / أمَّ القُرى قهراً بعنوةِ صلحهِ
شرحَ الصدورَ فقُل بهِ وبشرحهِ / ما شئتَ في مدحِ النبيّ معظّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَتحٌ به أمرُ النبيِّ اِستَفحَلا / وَبهِ غَدا بابُ الضلالةِ مُقفلا
فَتحٌ بهِ وجهُ النبيِّ تَهلّلا / وَالدينُ مِن بعدِ العبوسِ تبسّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَتحٌ سَرى بينَ البسيطةِ نورهُ / البيتُ مَسرورٌ به معمورهُ
فَتحٌ أجلُّ المرسلينَ أميرهُ / قَد كانَ فيه حاكِماً وَمحكّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَتحٌ لأسبابِ الرِضا مُستجمعُ / الدينُ عنه مُأصّلٌ ومفرّعُ
فتحٌ بهِ وَبمثلهِ لا يسمعُ / قَد أكرمَ اللَّه النبيّ الأكرما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَتحٌ دعا الإسلامَ أزهرَ أنورا / وَأَعادَ وجهَ الكفرِ أشعث أغبرا
شادَ النبيُّ الدينَ في أمِّ القرى / وَالشرك هدّمهُ بِها فتهدَّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
فَتحٌ به الدينُ المبينُ تأيّدا / وَبهِ غَدا الحرمُ الحرامُ مُمهّدا
قَد حلَّ فيهِ له القتالُ معَ العدا / وَقتاً وعادَ على الدوامِ محرّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
قَد قادَ فيهِ منَ الصحابةِ عَسكرا / كَسَروا الضلالَ وَجيشهُ فَتكسّرا
ما بَينَهم قَد كانَ بدراً مُسفِرا / مِن غيرِ تَشبيهٍ وَكانوا أنجُما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
قَد جاءَ نصرُ اللَّهِ فيهِ وفتحهُ / لِمُحمّدٍ والشركُ فرّ وقبحهُ
ساءَ اللعينَ ومُشركيه طرحهُ / بِقضيبهِ أصنامَهم مُتهكّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
كانَ النبيُّ بهِ أجلَّ سموحِ / مِن غيرِ إِسرافٍ ولا تسريحِ
لين المسيحِ به وشدّة نوحِ / خلّى هناكَ وسارَ سَيراً أقوما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
ما كانَ يخطرُ عفوهُ في خاطر / مِن كثرِ زلّاتٍ وعظمِ جرائرِ
لَكِن عَفا عفوَ الكريم القادرِ / وَأراقَ مِن أشرارِهم بعض الدما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
يا فتحَ مكّة فتح فتوحنا / نَفديكَ يا فتحَ الفتوح بروحنا
في حُزنِهم بالغتَ في تَفريحنا / بالنصرِ يا فتحَ النبيّ الأعظما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
ذَلّت قُريشٌ أيَّ ذلٍّ كاسر / عزّت بهِ فاِعجَب لكسرٍ جابرِ
قومُ النبيِّ وبعدَ نبوة باترِ / صارَت لهُ دِرعاً وسيفاً مخذما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
في نُصرةِ الدينِ المُبين بَدا لها / مِن بعدُ آثارٌ أبانَت فَظلها
فَتَحت بلادَ اللَّه حزن وسهلها / وَلدينِ أحمدَ عمّمت فتعمّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /
هيَ ذاتُ فَضلٍ في الأنامِ مسلّمِ / خيرُ الورى مِنها وكلّ مقدّمِ
البعضُ مِنها كان أوّل مُسلمِ / بِمحمّدٍ والبعضُ كان متمّما
اللَّهُ قَد صلّى عليهِ وسلّما /