المجموع : 4
وطني عليك تحيتي وسلامي
وطني عليك تحيتي وسلامي / وقف بحلّي غربتي ومقامي
وطني اليك احن في سفرفي وفي / حضري اجل وبيقظتي ومنامي
وطني ولي بك ما بغيرك لم يكن / من كوثر عذب ودار سلام
وطني وان نقلت شذاك لي الصبا / هاجت شجوني وانفتحن كلامي
وطني ويلويني لدى خطراتها / ذكر الصبا ومراتع الآرام
وطني وادعو في ظلام الليل ان / لا يبتليك الله بالظلام
وطني وارجو ان يدوم لك الهنا / ابداً بظل عدالة الحكّام
وطني بروحي افتديك إذا التوت / عنك الرّعاة وطاشَ سهم الحامي
وطني إذا ما شاك مجدك شائك / فكأنما هو ناخر بعظامي
وطني إذا ما شان فضلك شائن / فانا الغيور وعزة الاسلام
وطني العزيز وفيك كل صبابتي / وتدلّهي وتولّهي وهيامي
وطني العزيز وعنك خلت محدّثي / انحى على سمعي ببنت الجام
وطني العزيز وان الّم بك الأسى / قامت بقلبي سائر الآلام
وطني العزيز وأنت حنتي التي / فيها اعدّ العيش من أيامي
وطني العزيز وأنت من يحلو به / غزلي وتشبيبي وسجع نظامي
وطني العزيز وأنت من أدعو له / عقبى صلاتي دائماً وصيامي
وعلاك في الأوطان جلّ مطالبي / ومآربي ومقاصدي ومرامي
وإذا اضلّ الحزم قومك تلقني / ابكي بعيني عروة بن حزام
وإذا تلاهوا عن نجاحك وارتأوا / طول الخمول تخيّبتَ احلامي
ايها بني وطني اقيموا عزّة / ان الديار تعزّ بالأقوام
احيوا المعارف واكبروا ان تفخروا / بعظام اسلاف مضين رمام
فالمجد ما قد جددتموه بجدكم / لا ذكر اجداد قدمن كرام
والعلم اصل للمفاخر كلها / وبنوره ينجاب كل ظلام
فيه الحياة لكل مجد تالد / أو طارف كالروح للأجسام
سلّم أمورك للمهيمن تسلمِ
سلّم أمورك للمهيمن تسلمِ / وعلى عبادته استقم تتقومِ
والزم مراضيه تنل حسن الرضا / وتفز بنعمى القرب منه وتنعم
واربأ بنفسك ان تذل لغيره / أبداً وأكرِمها بصبرك تكرم
وارض القناعة فهي جوهرة التقى / ودع المطامع فهي باب المأثمِ
ما كان قسمتك انتهى لك دون ما / تعب ولن تحظى بما لم يُقسم
وإذا حباك بثروة المال احتفل / بزكاته عملاً بشكر المنعم
فالشكر قيد سوابغ النعم التي / أولاكها والغنم في ذا المغرم
وإذا مُنحت الجاه في الدنيا فلا / تصرفه إلا في رضاه يعظم
واعلم بأنك عنه تُسأل فاحتذر / يوماً اعانةَ ظالمٍ متظلّم
والكبرياءُ رداء ربك وحده / ان رمته قسماً بربّك تُقصم
ومتى جعلت لك التواضع حلية / عند العباد وعنده تتقدم
وإذا حكمت فكن حكيماً منصفاً / وتوّقَ ظلم الخلق وارحم تُرحم
فهمُ عيال اللَه من يرأف بهم / يظفر ومن حسن الجزا لم يُحرم
ولقد اقول لصاحب ولي الصبا / عنه ولم يخلع شعار المغرم
متهافت دوماً على حب الظبا / مثل الفراش على اللهيب المضرم
خَّلِ التصابي فالشباب قد انقضى / ونضا عليك الشيب أمضى مِخذم
واستحيي من عشق الحسان فما الذي / تبغى الحمائم عند نسر قشعم
واسل الهيام بكل جفن فاتر / لا تَقضِ عُمركَ بالسقيم المُسقم
واترك مناجاة الديار ولا تقل / يا دار عبلة بالجواء تكلّمي
واحفظ شؤونك ان تُراق على الثرى / عبثاً فما يجدي بكاء الأرسُمِ
أولى بنفسك أن يكون لها الدعا / من أن تقول لدار مَيٍّ أيا اسلمي
قد كنت مثلك والزمان مساعد / والعمر يرفل في الشباب المُعلَم
أُمسي وأُصبح في مغازلة الظبا / ثملا ولم أعبأ بنصح اللوّم
طلق العنان مع الهوى لم اخل من / كلف بسعدى تارة وبمريم
حتى انجلى صبح المشيب بعارضي / واتى الوقار وقال للنفس الزمي
هلا كصاحبك اكتفيت من الهوى / وإلى هنا فارجع هُديت وأحجم
واقرن متابك بالندامة قبل أن / تأتي المنون ولات ساعة مندم
عجل فديتك واسأل المولى الرضا / أني أخاف عليك ان لم تُرحم
باللَه يا ملك الندامى
باللَه يا ملك الندامى / أنعم بها جاما فجاما
صهباء قد صاغ المزا / ح من الجمان لها وساما
أفلا ترى أقداحها / بالنور تضطرم اضطراما
وبلابل الابريق قد / صدحت فهيجت الهياما
والدن يعبق نشره / والكاس تعجبك ابتساما
فانهض إلى روض اللذا / ئذ واجلها بكرا مداما
بصفاء بالك قد صفا / مُلك المسرة واستقاما
جنب مجالسها الألى / سكروا بها ونسوا الذماما
واحفل بحضرة قدسها / واختر لها العرب الكراما
فهم سوانح انسها / وجوانح الملك القدامى
بوفائهم يثق الندي / يم إذا جفا القوم الندامى
وانا الذي بالغادة الحس / ناء أصبح مستهاما
كلفت بها روحي ومن / لا يعشق البدر التماما
كم مهجة إذ تنثني / تهفو وأفئدة ترامى
وارحمتا للعاشقي / ن فكم قضوا فيها غراما
سبحان من خلق العوا
سبحان من خلق العوا / لم ثم علم بالقلم
وبه تجلى مقسماً / فأجله شرف القسم
وحباه منزلة بها / جعل السيوف له خدم
من قاسه بالرمح وال / غصن النضير فقد ظلم
هو مستقيم لم يمل / وعليهما الميل احتكم
والقلب منه منور / ابدا وقلبهما ظلم
لولاه ما حفظ النث / ير ولا القريض المنتظم
لولاه ضاع العلم ما / بين الورى والجهل عم
هو حادث لكنه / ينيبيك عن سر القدم
كم قد أجاد رسائلاً / بجمانها الدهر ابتسم
ولكم أعان متيماً / وشفى محباً من سقم
وهو المسود كم قضى / فجرى القضاء بما حكم
وهو المسدد من غدا / بعلومه الفرد العلم
كل الفنون بنوه فاعجب / وهو طفل ما احتكم
مسك المداج لبانه / ودواته ثدي الكرم
هو ترجمان الذهن وه / و بريد أفكار الأمم
يجلو مناجاة الضما / ئر وهي غالية القيم
ويبين عن عقل الفتى / والعقل جوهرة النِعم
فوجوده جود من المو / لى أهم من الديم
هو ناطق بل سامع / وبصير طرف لم ينم
يصغي لما هجس الخيا / ل ويشهد المعنى الأغم
وإذا تغنى في السطو / ر شجاك في حسن النغم
ذرني اعدد فضله / ودع الحواسد في ضرم
ذرني ولا تخشى السيو / ف العمي والرمح الأصم
أني يفاخره المهن / د وهو ملتطخ بدم
شتان بين القاطع الجا / في ومن يوفي الذمم
هذا مزيته الوجو / د وذاك مغزاه العدم
هذا ينيل متى يشا / نعما وذلك للنقم
طوع البنان يسير ان / ي شئت في النهج الأمم
ما ان يخونك قط ان / خان الحسام أو انثلم
وإذا بدا منه الخطا / يمحى خطاه ويصطلم
والسيف ان أخطا المضا / رب نال صاحبه الألم
ان تمتدح ذا فرقة / يوماً فمن أخرى يذم
هو كعبة الدنيا ورك / ن حياتها والملتزم
لا تنتهي ايامها / إلا إذا جف القلم