المجموع : 3
لِلّه طرف جال يا ابن محمد
لِلّه طرف جال يا ابن محمد / فجنت به حوباؤه التأميلا
لما رأى أنّ الظلام أديمه / أهدى لأربعه الهدى تحجيلا
وكأنما في الردف منه مباسم / تبغي هناك لرجله تقبيلا
غنته في شجر الأراك بلابل
غنته في شجر الأراك بلابل / فتحركت في الصدر منه بلابل
وتذكر العهد القديم فشاقه / وتذكرُ الأحباب شغل شاغل
أيام للنعمى عليه رفارف / ولكلِّ أوراق الشباب ذلاذل
والعيش يقطر نفرة فكأنه / خد به ماء الشبيبة جائل
والسجف مرفوع عن القمر الذي / قمر الدجنة من سناه آفل
غصن تحرك في الحليّ وفي الحلى / عن مائل قلبي اليه مائل
ومخيم بين الجوانح راحل / تحكى سلالتهنّ لمة راحل
وسنان ورد جماله في خده / غضّ ونرجس مقلتيه ذابل
كرمت عليه لواحظي بدموعها / ذلا له وهو العزيز الباخل
وكأنما هي في السماحة طيء / وكأنما هو في السماحة وابل
يا صاحب الحدق التي قد ضمنت / من سحرها ما لم تضمّن بابل
عذلوا عليك وخنت عهد مبشر / ان كنت أعلم ما يقول العاذل
ملك تهلّل واستهل فخلته / صبحاً منيراً فيه غيث وابل
وكأنما نور الربيع ونوره / في الحسن أخلاق له وشمائل
وكأنّ نشر زمانه مع بشره / بكر لأيام الصبا وأصائل
أغني العفاة عن السؤال تبرعاً / بالجود حتى ليس يوجد سائل
وأخافَ في الأجم الأسود فلم يكن / ليصول منها في البسيطة صائل
وكأن سطوته معاينة الردى / وغرار صارمه القضاء النازل
حَبَكَ السحاب دروعه لكن له / فوق السحاب من الصباح غلائل
ساعٍ بنور الهدى في صون الذي / هو للمكارم من يديه باذل
فمواطن الاقدام منه مشاعر / ومحاسن الأفعال منه مشاغل
لو رام رُومةَ جاءه أربابها / والبيض أغلال لهم وسلاسل
ولو الجبال يهزها ليهدها / عادت أعاليها وهن أسافل
يُعطي ويمطي العالمين ففضة / أوعسجد أو سابح أو صاهل
أو ملبسٌ نسج النعيم جلاله / نسج الربيع وقد سقاه الهاطل
وقفت عليه من النفوس بواطن / وظواهر وأواخر وأوائل
وتجاذبته مشارق ومغارب / فتلطفته وسائل ورسائل
ولقلّ ذاك فانه القرم الذي / شمل البرية منه فضل شامل
لكم اذا اختصم الملوك لمفخر / حسبٌ يناظر عنكم ويناضل
فسخت مكارمكم مكارم غيركم / والحق يفسخ ما يخطّ الباطل
أضحى بك الأضحى رياضاً تجتلي / وَضُحَ السرورُ به ونيل النائل
زرت المصلى يومه في جحفل / أعلامه للعالمين موائل
غُدرُ الحديد عليهم وكأنما / بأكفهم للمرهفات جداول
وأتاك جيشهم على الجيش الذي / يختال بالمحمول منه الحامل
ومن الجنائب في الطريق جنائب / حسنت فقلنا انهنّ عقائل
مرحت فقلت قطا البطاح وربما / رفِعَت هواديها فقلتُ مطائل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل
في الطيف لو سمح الكرى تعليل / يكفي المحب من الوفاء قليل
وينوب عن شخص الحبيب خياله / ان لم يكنه فانه تمثيل
برق السماء على الغمام علامة / وسنا الصباح على النهار دليل
والروض ان بعدت عليك قطوفه / وفدتك عنه الريح وهو بليل
حسب النسيم من اللطافة انه / صحت به الاجسام وهو عليل
وبمهجتي نجم له في مهجتي / مسرى ولي في نوره تعويل
حولت عهد مناخه بمناخه / فقضى بتحويلٍ لي التحويل
في ليل لمته سريت وفي يدي / سيف كطرة عارضية صقيل
شفق وشارقه علينا ورقه / فكأنما هو بكرة وأصيل
وتنوفة واصلتها بتنوفةٍ / لا يستبين بها اليك سبيل
تقف الرياح بها مقيدة الخطى / ويظل طرف النجم وهو كليل
لا يلتقي طرف إلى طرف بها / فالباع فيها واحد والميل
وركبت ما ترك الوجيه ولا حق / لا ما تخلف شدقم وجديل
ورميت عن قوس ينير لي الدجى / مما يخولني القنا وينيل
وكأنه قدح على أفق الضحى / وعلى جبين مبشر اكليل
ملك كما اتَّقَر الصباح وراءه / طلّ كما برد المساء طليل
جاورت منه البحر الا انه / عذب كما رشف اللمى تقبيل
وصبوت حيث تغازلتِ معي العُلى / فنما اليّ من السماك رسيل
كنف برود الغيث خصب جنابه / ويبيت فيه الدهر وهو نزيل
قوم لهم فلك البروج محلة / والبدر جار والشموس قبيل
واذ رنا للريح طرف شاخص / واحمر خدّ للحسام أسيل
وشدا صهيل مطرب فأجابه / من نحو ألسنة الغمود صليل
وقف الوغى منه على ذي هيبةٍ / يقف العزيز لديه وهو ذليل
واتتك من بغداد بكرمالها / عندي وان كثر الرجال كفيل
عذبت بماء الرافدين وربما / قد بلّ عطفيها بمصر النيلُ
جُمعت وشعري في بساطك مثل ما / جمعت بثينة في الهوى وجميل
ان لم يفتها أو تفته به فلا / تفضيل بينهما ولا تفضيل
انا ذاك لو أني أكون لكندة / ما فاتني فيها الفتى الضليل
لا عيب لي الا النحول رضيتة / ان المهند قاطع ونحيل