القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 22
حُلومُ التَعَتّبِ وَالدَلالِ
حُلومُ التَعَتّبِ وَالدَلالِ / مُرُّ التَعَنُّتِ وَالمَطالِ
في وَجهِهِ وَلِحاظِهِ / ما في الغَزالَةِ وَالغَزالِ
وَلِجَرحِهِ جُرحٌ سِوى / جَرحِ الجَوارِحِ بِالنِبالِ
قَمَرٌ هَداني نورُهُ / لَكِن إِلى طُرقِ الضَلالِ
ما كانَ أَكمَلَ حُسنَهُ / لَو كانَ أَكمَلَ في الفِعالِ
لَقَنِعتُ مِن عِدَةٍ وَوَص / لٍ بِالخَيالِ وَبِالمُحالِ
عِدني وَخَلِّ الوَعدَ يَغ / لَقُ مِنكَ في رَهنِ المِطالِ
خَوَّفتَني مِمّا يُقا / لُ فَإِن رَضيتَ فَما أُبالي
زادَ اِعتِدالُكَ أَو أَما / لَكَ عَن سَبيلِ الإِعتِدالِ
أَهلاً بِطَيفٍ رَسمُهُ / قَطعُ الحَبائِلِ وَالحِبالِ
أَنتَ الهِلالُ وَلَم يَكُن / طَيفُ البُدورِ سِوى الهِلالِ
وَلَقَد خَفيتُ كَما خَفي / تَ وَكُلُّنا طَيفُ الخَيالِ
وَقَد اِستَرَحنا فيكَ مِن / قيلٍ مِنَ الواشي وَقالِ
لِلَهِ ما أَسراكَ مِن / طَيفٍ عَلى رَغمِ اللَيالي
حَيثُ الظَلامُ عَجاجَةٌ / وَالنَجمُ فيها كَالنِبالِ
ما حَلَّ إِلّا عابِراً / بِأَسِنَّةِ القَومِ الحِلالِ
أَنّى اِهتَدَيتَ وَدونَنا / خُرسُ القَواضِبِ في جِدالِ
وَكَأَنَّما ضيقُ الغَرا / مِ مُفَرِّجٌ ضيقَ المَجالِ
وَإِذا جَرى ماءُ الهَوى / جَرَّا عَلى ماءِ النِضالِ
يا راكِباً ظَهرَ الهَوى / مِن تَحتِ أَسرارِ اللَيالي
فَالراكِبُ الأَشواقِ لَي / سَ يُصيبُهُ مَسُّ الكَلالِ
ظَمآنُ أَعطَشَهُ الصَبا / حُ وَإِن جَرى جَرى الزُلالُ
بَدراً أُوَسِّدُهُ يَمي / نِيَ ثُمَّ أَلحِفُهُ شِمالي
أَوزارُ حَربي أَلسُنُ العُذّالِ
أَوزارُ حَربي أَلسُنُ العُذّالِ / وَالقَطعُ عِندَ تَقاطُعِ الأَقوالِ
فَإِذا جَرى دَمعي فَذَلِكَ مِن دَمي / ماءٌ جَرى مِنّي لَكُم وَجَرى لي
وَبي العُيونُ وَإِنَّها لَصَوارِمُ / وِبِيَ القُدودُ وَإِنَّها لَعَوالِ
فَمَتى أَقولُ بِسَلمِ مِن أَهوى وَما اِس / تحسَنتُ مِنهُ آلَةً لِقِتالي
عَذَلوا وَلَولا الحُبُّ ما عَذَلوا
عَذَلوا وَلَولا الحُبُّ ما عَذَلوا / يا لَيتَ ما نَصَروا وَلا خَذَلوا
لا لُمتُهُم في لَومِهِم فَهُمُ / أَحبابُنا وَعداةُ ما جَهِلوا
دَخَلوا إِلى سَمعي وَأخبرُكُمُ / أَنَّ الفُؤادَ إِلَيهِ ما دَخَلوا
وَقَد اِدَّعَيتُ قَبولَ قَولِهِمُ / وَقَد اِستَرابوا بي وَما قَبِلوا
لا تَسمَعوا عَذلاً فَما قَبِلوا / مِنّا فَقَد عَذَلوا وَما عَدَلوا
وَلَقَد تَعاطَوا بِالمَلامَةِ كَي / يَصِلوا مَكانَكُمُ فَما وَصَلوا
ذاكَ المَكانُ حِمىً لَكُم وَبِكُم / لا الخَمرُ تَبلِغُهُ وَلا الأَمَلُ
فَلَو اِبنُ نوحٍ كانَ مَوضِعَكُم / لَحَماهُ ما لَم يَحمِهِ الجَبَلُ
الريحَ أُرسِلُ في البِعادِ فَإِن / تَدنوا فَمِن أَنفاسِنا الرُسُلُ
صَبراً عَلى نَكَدِ الحَبيبِ وَمَطلِهِ
صَبراً عَلى نَكَدِ الحَبيبِ وَمَطلِهِ / فَإِذا العِذارُ أَتى أَتاكَ بِشَغلِهِ
حَلَقاتُ شَعرٍ تَستَديرُ كَأَنَّها / حَلَقُ البَريدِ بِها قَعاقِعُ عَزلِهِ
يا مَن يُوَفّي المُحسِنينَ أُجورَهُم / وَيَزيدُهم مِن فَضلِهِ في فَضلِهِ
إِن يمكُرِ الأَعداءُ مَكراً سَيِّئاً / فَالوَعدُ حَقٌّ أَن يَحيقَ بِأَهلِهِ
لِلحُسنِ في ذا الوَجهِ مُعجِزَةٌ
لِلحُسنِ في ذا الوَجهِ مُعجِزَةٌ / نَطَقَت لِتُخرِسَ ناطِقَ العُقَلا
مِن حَيَّةٍ في الجَمرِ ما اِحتَرَقَت / وَالجَمرُ فَوقَ الخَدِّ ما اِشتَعَلا
لَو أَنَّها تِلكَ الَّتي اِنقَلَبَت / يَومَ العَصا لَم يَعصِ مَن جَهِلا
اعشَق فَإِنَّكَ لا مَحالَةَ تَعذِرُ
اعشَق فَإِنَّكَ لا مَحالَةَ تَعذِرُ / فَإِذا عَشِقتَ فَقُل لَنا مَن يَقبَلُ
وَإِذا بَدا وَجهُ الحَبيبِ وَوَجهُ مَن / يَلحى عَلَيهِ مَن تُرى تَتَأَمَّلُ
وَإِذا الدُموعُ وَقَفنَ بَينَ صَبابَةٍ / وَتَجَمُّلٍ أَفَمُمسِكٌ أَم مُرسِلُ
يا مَن حَكَمتَ عَلَيَّ فيهِ لِحِكمَةٍ / قُل لي فَما أَنتَ الَّذي يَتَقَوَّلُ
بِاللَهِ قُل لِلنَيلِ عَنّي إِنَّني
بِاللَهِ قُل لِلنَيلِ عَنّي إِنَّني / لَم أَشفِ مِن ماءِ الفُراتِ غَليلا
وَسَلِ الفُؤادَ فَإِنَّهُ لِيَ شاهِدٌ / إِن كانَ طَرفي بِالبُكاءِ بَخيلا
يا قَلبُ كَم خَلَّفتَ ثَمَّ بُثَينَةً / وَأُعيذُ صَبرَكَ أَن يَكونَ جَميلا
أَبَداً كَذا عَنكَ السُعودُ تُناضِلُ
أَبَداً كَذا عَنكَ السُعودُ تُناضِلُ / وَسُيوفُها قَبلَ السُيوفِ تُقاتِلُ
وعيونُها بكَ إذ تَقَرُّ قريرةٌ /
وَأَكُفُّها لَو قُلتَ يَوماً ناوِلي / كَفّي النُجومَ الطالِعاتِ تُناوِلُ
وَإِذا أَقَمتَ فَفي ذَراكَ مُقيمَةٌ / مَهما أَقَمتَ وَإِن رَحَلتَ تُراحِلُ
يَتَعَجَّبونَ لِعاجِلٍ مِنها وَما / أَدراهُمُ أَنَّ الأَجَلَّ الآجِلُ
عَهدي بِأَبوابِ المُلوكِ مَعاقِلاً / فَلَها يُحاصِرُ نازِلٌ وَينازِلُ
مِن دونِها لِلبُخلِ بابٌ مُقفَلٌ / وَإِلَيكَ لِلجَدوى الطَريقُ السابِلُ
فَاليَومَ أَصبَحتُم بِحاراً لِلنَدى / مِن دونِها الأَبوابُ وَهيَ سَواحِلُ
لا عُطِّلَت تِلكَ المَنازِلُ إِنَّها / لِلنازِلينَ عَلى نَداكَ مَنازِلُ
لا يَدَّعونَ عَلَيكَ باباً مُقفَلاً / أَو لا فَيُسأَلُ عَنكَ مَن هُوَ قافِلُ
تَتَفَسَّرُ الأَحلامُ مِن آمالِنا / فيها وَأَكثَرُها قَديماً باطِلُ
ما عِندَ ذاكَ الجودِ خَلقٌ آيَسٌ / إِلّا الَّذي هُوَ فيهِ يَوماً عاذِلُ
ما لَم يَكُن في رَوضِهِم بَقلٌ فَما / سَحبانُ لَو مَطَرَتهُ إِلّا باقِلُ
لا خارِجٌ دَخَلَت عَلَيهِ غِبطَةٌ / مِنها وَلَم يَخرُج عَلَيها داخِلُ
قُلنا وَما فَعَلوا فَما أَغناهُمُ / عِندَ المَكارِمِ ما يَقولُ القائِلُ
بَشَرٌ كَما تُنبي وَلَكِن ما أَرى
بَشَرٌ كَما تُنبي وَلَكِن ما أَرى / بَشَراً سِواهُ يُريدُ أَن يَتَفَضَّلا
هَل تَعرِفونَ مِنَ المَنازِلِ بَينَكُم / في غَيرِ مَنزِلِهِ لِخَلقٍ مَنزِلا
فَكَأَنَّ مَنزِلَهُ العُفاةُ وَكُلُّهُم / ضَيفٌ لَهُ فَكُفيتُمُ أَن يَرحَلا
لَو لَم يُعَطَّل خاطِري مِن سَلوَةٍ
لَو لَم يُعَطَّل خاطِري مِن سَلوَةٍ / ما كانَ خَدّي بِالمَدامِعِ حالِ
أَودَعتُهُ قَلبي فَخانَ وَديعَتي / فَسَوادُهُ في خَدِّهِ بِالخالِ
فَعَلَ السَقامُ بِمُهجَتي وَجَوارِحي / أَفعالَ حِصنِ الدينِ بِالأَموالِ
لَم يَبقَ في أَيّامِهِ مِن فِتنَةٍ / لِلناسِ إِلّا فَتنَةً بِجَمالِ
تُسمى الرِماحُ قَناً فَأَمّا بَعدَما / صارَت بِكَفِّكَ فَالرِماحُ عَوالِ
مِن قُعدُدِ العَرَبِ الَّذينَ أَكُفُّهُم
مِن قُعدُدِ العَرَبِ الَّذينَ أَكُفُّهُم / تعطي عَلى الإِكثارِ وَالإِقلالِ
يَمشونَ مِن أَضيافِهِم وسيوفهم / وَوُحوشِهِم وَالطَيرِ بَينَ عِيالِ
وَهُمُ الشُموسُ الطالِعاتُ وَرُبَّما / أَمسَكتَ مِنهُم موثَقاتِ حِبالِ
يَمشي بِها سُرُجاً وَيَومُكَ مُظلِمٌ / فَتَرى الذَوابِلَ نُصِّلَت بِذُبالِ
مِثلَ الصِلالِ يَحوفُ نَفثُ طِعانِها / يَستَلئِمُ العاري ثِيابَ صِلالِ
وَيَحَرُّها طَوراً وَيَصلى حَرَّها / فَيَكونُ مُحتَطِباً وَطَوراً صالِ
كَم قُلتَ لِلعاني المُنى بِلَحاقهِ
كَم قُلتَ لِلعاني المُنى بِلَحاقهِ / خَفِّض عَلَيكَ فَلَستَ مِن أَشكالِهِ
إِن تَلتَمِس دَرَكَ الجَحيمِ فَعادِهِ / أَو تَلتَمِس دَرَكَ النَسيمِ فَوالِهِ
مَن كانَ يُعدِمُ أَو يَخافُ زَمانَهُ / فَليَستَذِمَّ بِمالِهِ وَمَآلِهِ
لا يَخدَعَنّي مُنعِمٌ مِن بَعدِهِ / أَغنى نَداهُ البَحرُ عَن أَوشالِهِ
خَفَّفتَ بَل ثَقَّلتَ ظَهري بِالنَدى / فَعَسى الثَناءُ يَحُطُّ مِن أَثقالِهِ
فَلتَجهَدِ الأَيّامُ فِيَّ بِجَهدِها / إِنّي سَلَكتُ بِرَغمِها بِظِلالِهِ
يَا أَيُّها السَيفُ المُقيمُ بِغِمدِهِ / وَالمُلكُ يَذخَرُهُ لِيَومِ نِزالِهِ
لَقَعَدتَ عَن رُتَبِ الكَمالِ بِرِفعَةٍ / عِلماً بِحالِ البَدرِ عِندَ كَمالِهِ
ما خادِمُ السُلطانِ إِلّا عُرضَةٌ / مِن فَيضِ وابِلِهِ وَلفظِ وَبالِهِ
عَجِلَت عُقوبَةُ كُلِّ جارِحَةٍ بِهِ / مِن قَبلِ يَومٍ موقَفٍ لِنكالِهِ
فَجَنانُهُ بِجُمودِهِ وَرواؤُهُ / بِخُمودِهِ وَلِحاظُهُ بِكَلالِهِ
وَالهَمُّ يَطرُقُهُ لَدى غُدُواتِهِ / وَالهَمُّ يُصليهِ لَدى آصالِهِ
يُعزى إِلى التَزويقِ في إِكثارِهِ / وَيُزَنُّ بِالتَكذيبِ في إِقلالِهِ
مَن لي بِرِزقٍ لَيسَ مِن أَرزاقِهِ / مَن لي بِشُغلٍ لَيسَ مِن أَشغالِهِ
وَلَقَد شَقيتُ بِخَوفِهِ وَحَرامِهِ / فَمَتى أَلَذُّ بِأَمنِهِ وَحَلالِهِ
مُتَرَجِّياً لِلعَيشِ في إِعزازِهِ / مُتَخَوِّفاً لِلمَوتِ في إِذلالِهِ
وَمَعَ البِعادِ بَقاءُ صِدقِ وِدادِهِ / وَبِحُبِّهِ قَد عَقَّ راحَةَ بالِهِ
كَالنارِ يَحتَرِقُ القَريبُ بِجَمرِها / وَالضَوءِ يُجلي القَصدَ مِن أَشكالِهِ
وَالبَحرِ يَغرَقُ سابِحٌ في لُجِّهِ / وَيَنالُ طيبَ الرِيِّ مِن أَوشالِهِ
وَالشِعرُ ثَوبٌ طُلتَ عَنهُ وَرُبَّما / يَتَعَثَّرُ الكُرَماءُ في أَذيالِهِ
سَهلٌ عَلى الأَسماعِ لا الأطماعِ في / تَقريبِ مُطمِعِهِ وَبُعدِ مَنالِهِ
كَالروحِ تُدرِكُها العُقولُ بِفِعلِها / وَيَضِلُّ عَنها الفِكرُ في تَجوالِهِ
وَنَوَيتُ فيها أَن أُقَصِّرَ خَطوَها / وَأَخَفتُ بَحرَ القَولِ وَقعَ نَوالِهِ
فَأَتى الأَتِيُّ فَمَن يُطيقُ دِفاعَهُ / أَو مَن يَرُدُّ الغَيثَ عَن تَهطالِهِ
لي حالَتانِ إِلى عُلاهُ تَخاصَما / وَتَراضَيا في فَصلِها بِمَقالِهِ
أَمَلٌ يُخَوِّفُهُ الإِياسُ فَيَنثَني / وَضَرورَةٌ بَعَثَت عَلى تَرحالِهِ
نادى الرِجالُ بِهِ وَنادى سَيفَهُ
نادى الرِجالُ بِهِ وَنادى سَيفَهُ / في كَربِهِ يا ذا الفَقارِ وَيا عَلي
وَكَأَنَّما كَرّاتُهُ كَرّاتُهُ / رِدءاً لِتَأييدِ النَبِيِّ المُرسَلِ
وَكُئوسُهُ تَحتَ النُجومِ مُدارَةٌ / سارَ الخُيولُ بِهِنَّ تَحتَ القَسطَلِ
وَدِنانُها هامُ الكُماةِ وَإِنَّما / يَنزِلنَ مِن طُرُقِ الشَبابِ بِمَنزِلِ
لَيسَت مَعاقِلُهُ الحُصونَ كَغَيرِهِ / بَل حَلَّ مِن ظَهرِ الحِصانِ بِمَعقِلِ
اللَهُ جارُكَ ضارِباً بِالنَصلِ كَم / فَلَّلتَهُ يا ضارِباً بِالمُنصُلِ
وَكَريمُ أَنسابِ الطِعانِ فَلَم يَكُن / ذا طَعنَةٍ في مُدبِرٍ مِن مُقبِلِ
فَأَرى لِسانَ السَيفِ يُفصِحُهُ إِذا / ما جِئتَ مِن نَسجِ الحَديدِ بِمُشكِلِ
أَرَبيعَنا قَبلَ الرَبيعِ إِلَيهِ لا / لِلشَهرِ يُسنَدُ عَن رَبيعِ الأَوَّلِ
وَهِلالَنا وَهوَ الهِلالُ بِعَينِهِ / لا يَستَقِرُّ كَما نَراهُ بِمَنزِلِ
تَأتي عَطاياهُ الجَميلَةُ جُملَةً / وَتَجيءُ مِن غُرِّ الثَناءِ بِمُجمَلِ
أَعطاكَ مِن قَبلِ السُؤالِ وَبَعدَهُ / ما كُنتَ تَأَمُلُهُ وَما لَم تَأمُلِ
فَعَطاؤُهُ يَأتي وَلَو لَم تَأتِهِ / لا بُدَّ مِنهُ سَأَلتَ أَو لَم تَسأَلِ
أَسرَعتَ في جودٍ وَلَستَ بِمُبطِئٍ / وَصَدَقتُ في شُكرٍ فَلَستُ بِمُبطِلِ
الجودُ مِن فَوقِ المَقالِ مَزِيَّةٌ / فَالمَدحُ غَيرُ مُساجِلٍ بَل مُسجِلِ
وَمَدَحتُ أَهلَ البَيتِ مِنكُم بِالَّذي / شَهِدَ الرِجالُ بِأَنَّ ذاكَ البَيتَ لي
مَن ذا يَوَفّيكُم أَقَلَّ حُقوقِكُم / إِنَّ المُكَثِّرَ فيهِ كَالمُتَقَلِّلِ
وَهيَ السَعادَةُ في السِماكِ فَلَو تَشا / لَطَعَنتَ مِنها رامِحاً بِالأَعزَلِ
وَجهٌ لَهُ شَمسُ السَماءِ تَرَجَّلَت / وَالشَمسُ تُذكَرُ دائِماً بِتَرَجُّلِ
وَتَخَلَّلَت سُحُبَ الرِماحِ لَعَلَّها / تَحظى بِلَحظِ جَبينِهِ المُتَزَمِّلِ
وَلَعَلَّها في بَدرِ حَربِكَ تَلتَظي / فَاِفسَح لَها في وَقفَةِ المُتَظَلِّلِ
أَهلُ الهَوى وَذَوو العَمى شُغِلوا
أَهلُ الهَوى وَذَوو العَمى شُغِلوا / في النارِ وَالجَنّاتُ في شُغلِ
شُغلٌ شَقيتُ بِهِ وَحاصِلُهُ / ما شِئتَ مِن هَمٍّ وَمِن ذُلِّ
وَيُقالُ مُشتَغِلٌ وَيَحسُدُني / مَن لَيتَهُ في شُغلِهِ مِثلي
ما كُلُّ شُغلٍ بِالسَواءِ فَلا / تَذهَب بِكَ الغَمَراتُ في الجَهلِ
وَالظِلُّ ذو شُعَبٍ وَذو عُشُبٍ / وَكِلاهُما نُسميهِ بِالظِلِّ
ما كُلُّ بارِقَةٍ تُشامُ فَكَم / طَلَعَ الوَبالُ بِطَلعَةِ الوَبلِ
سَهلُ المَوارِدِ لا أُؤَمِّلُهُ / إِلّا لِغَيرِ المَطلَبِ السَهلِ
وَأَخافُ سَطوَتَها فَأَمزُجُها / لَقَد اِتَّقَيتُ القَتلَ بِالقَتلِ
سَأَلَ اللوى وَسُؤالُهُ تَعليلُ
سَأَلَ اللوى وَسُؤالُهُ تَعليلُ / وَمِنَ المُحالِ بِأَن يُجيبَ مَحيلُ
يا دارُ جُهدُ جُفونِنا وَضُلوعِنا / لَكِ بِالبُكاءِ وَبِالأَسى مَبذولُ
زُرَّت عَلَيهِ مِنَ الرِياضِ مَلابِسٌ / خَيطُ الغَمامِ لِوَشيِها مُحلولُ
رَقَّ العَذولُ لِما رَأى مِن حالَتي / فَاليَومَ عادَ إِلَيهِ وَهوَ رَسولُ
أَو ما تَراني حامِلاً مِن بَعدِهِ / ثِقَلَ الأَسى فَكَأَنَّني مَحمولُ
مَن لي بِخَطٍّ بِالفَضائِلِ عارِفٍ / فَيَحِقُّ حينَئِذٍ لِيَ التَفضيلُ
اَغمِد لِسانَكَ أَن يَقولَ فَإِنَّهُ / عَضبٌ أَحاطَ بِجانِبَيهِ فُلولُ
وَاِمنَعهُ مِن نَفَثاتِهِ وَكَفى بِها / فَمِنَ الكَلامِ أَسِنَّةٌ وَنُصولُ
كَفِّل زَمانَكَ أَن يُغَيِّرَ كُلَّ ما / أَنكَرتَهُ فَكَفاكَ مِنهُ كَفيلُ
لَبِثتُ عَلى بابِ الأَميرِ مُعَلَّلاً
لَبِثتُ عَلى بابِ الأَميرِ مُعَلَّلاً / بِوَعدٍ أَسيرٍ في سَلاسِلِ مَطلِهِ
فَيَأَيَّها الكَهفُ الَّذي قَد رَجَوتُهُ / لَقَد نِمتَ عَنّى مِثلَ نَومِ أَهلِهِ
يا مُطمِعي لَفظاً بِكُلَّه
يا مُطمِعي لَفظاً بِكُلَّه / وَالبُخلُ يَمنَعُ مِن لَعَلِّه
قَد جارَ دَهرُكَ فَاِنتَظَر / نا عَودَةً مِن رَسمِ عَدلِه
كَالبَحرِ يَمنَعُ مِلحَهُ / وَرداً وَيَمنَعُهُ بِبُخلِه
يا ضَيعَةَ الآمالِ إِذ / عَلِقَت أَنامِلُها بِحَبلِه
وَمَواعِدٍ رَسَفَت عَلى / رَغمِ العُلا في قَيدِ مَطلِه
يا رَحمَةً لِسَعادَةٍ / قضد أَصبَحَت في قَيدِ جَهلِه
أَمّا وِلايَتُهُ فَقَد / شَهِدَت عَلى العَليا بِعَزلِه
إِيّاكَ مِن جِدِّ الزَما / نِ فَأَنتَ مِن آياتِ هَزلِه
شُكراً لِرَبٍّ لَم أَزَل / مُتَقَلِّباً في فَضلِ فَضلِه
إِن ضاقَ بي بَلَدٌ فَما / ضاقَ الكَريمُ بِشَدِّ رَحلِه
وَبِنَفسِهِ عُذِرَ المُقَصِّ / رُ ما الوَفاءُ عَلى مَحَلِّه
إِن أَمحَلَت ساحاتُهُ / فَاِترُكهُ مَشغولاً بِمَحلِه
وَيَعولُ أَهلاً قَد أَلِم / تُ لَدَيهِمُ مِن نَقصِ عَقلِه
وَإِذا تَأَمَّلَ أَمرَهُ / فَرَحيلُهُ أَولى بِأَهلِه
عادى بَني العَبّاسِ حَتّى إِنَّهُ
عادى بَني العَبّاسِ حَتّى إِنَّهُ / خَلَعَ السَوادَ مِنَ العُيونِ بِكَحلِهِ
ما إِن يُرَدُّ إِلى مُرادٍ أَوَّلِ
ما إِن يُرَدُّ إِلى مُرادٍ أَوَّلِ / حَتّى يُرَدَّ إِلى زَمانٍ أَوَّلِ
وَالهاطِلاتُ لَهُم وَما قَنِعوا بِها / وَالراسِخاتُ فَمَن يَهُزُّ وَكَيفَ لي
يا دَهرُ إِتن كانَ القَليلُ هُوَ الَّذي / يَبقى بِهِ ماءُ الوُجوهِ فَقَلِّلِ
لا تَسأَلِ الرِزقَ العِبادَ فَرُبَّما / يَأتي بِهِ عَفواً وَإِن لَم تَسأَلِ
أَهلاً وَسَهلاً بِالكِتابِ الواصِلِ
أَهلاً وَسَهلاً بِالكِتابِ الواصِلِ / لِيَهيجَ مِن أَلَمِ الفِراقِ بَلابِلي
وافى فَواقى لي بِطيبِ بَشائِرٍ / وَدَنا فَأَدنا لي سُرورَ مَخابِلي
فَطَفَقتُ أُدنيهِ عَلى كَبَدي عَسى / يُطفي حَرارَةَ مُهجَتي وَبَلابِلي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025