المجموع : 22
حُلومُ التَعَتّبِ وَالدَلالِ
حُلومُ التَعَتّبِ وَالدَلالِ / مُرُّ التَعَنُّتِ وَالمَطالِ
في وَجهِهِ وَلِحاظِهِ / ما في الغَزالَةِ وَالغَزالِ
وَلِجَرحِهِ جُرحٌ سِوى / جَرحِ الجَوارِحِ بِالنِبالِ
قَمَرٌ هَداني نورُهُ / لَكِن إِلى طُرقِ الضَلالِ
ما كانَ أَكمَلَ حُسنَهُ / لَو كانَ أَكمَلَ في الفِعالِ
لَقَنِعتُ مِن عِدَةٍ وَوَص / لٍ بِالخَيالِ وَبِالمُحالِ
عِدني وَخَلِّ الوَعدَ يَغ / لَقُ مِنكَ في رَهنِ المِطالِ
خَوَّفتَني مِمّا يُقا / لُ فَإِن رَضيتَ فَما أُبالي
زادَ اِعتِدالُكَ أَو أَما / لَكَ عَن سَبيلِ الإِعتِدالِ
أَهلاً بِطَيفٍ رَسمُهُ / قَطعُ الحَبائِلِ وَالحِبالِ
أَنتَ الهِلالُ وَلَم يَكُن / طَيفُ البُدورِ سِوى الهِلالِ
وَلَقَد خَفيتُ كَما خَفي / تَ وَكُلُّنا طَيفُ الخَيالِ
وَقَد اِستَرَحنا فيكَ مِن / قيلٍ مِنَ الواشي وَقالِ
لِلَهِ ما أَسراكَ مِن / طَيفٍ عَلى رَغمِ اللَيالي
حَيثُ الظَلامُ عَجاجَةٌ / وَالنَجمُ فيها كَالنِبالِ
ما حَلَّ إِلّا عابِراً / بِأَسِنَّةِ القَومِ الحِلالِ
أَنّى اِهتَدَيتَ وَدونَنا / خُرسُ القَواضِبِ في جِدالِ
وَكَأَنَّما ضيقُ الغَرا / مِ مُفَرِّجٌ ضيقَ المَجالِ
وَإِذا جَرى ماءُ الهَوى / جَرَّا عَلى ماءِ النِضالِ
يا راكِباً ظَهرَ الهَوى / مِن تَحتِ أَسرارِ اللَيالي
فَالراكِبُ الأَشواقِ لَي / سَ يُصيبُهُ مَسُّ الكَلالِ
ظَمآنُ أَعطَشَهُ الصَبا / حُ وَإِن جَرى جَرى الزُلالُ
بَدراً أُوَسِّدُهُ يَمي / نِيَ ثُمَّ أَلحِفُهُ شِمالي
أَوزارُ حَربي أَلسُنُ العُذّالِ
أَوزارُ حَربي أَلسُنُ العُذّالِ / وَالقَطعُ عِندَ تَقاطُعِ الأَقوالِ
فَإِذا جَرى دَمعي فَذَلِكَ مِن دَمي / ماءٌ جَرى مِنّي لَكُم وَجَرى لي
وَبي العُيونُ وَإِنَّها لَصَوارِمُ / وِبِيَ القُدودُ وَإِنَّها لَعَوالِ
فَمَتى أَقولُ بِسَلمِ مِن أَهوى وَما اِس / تحسَنتُ مِنهُ آلَةً لِقِتالي
عَذَلوا وَلَولا الحُبُّ ما عَذَلوا
عَذَلوا وَلَولا الحُبُّ ما عَذَلوا / يا لَيتَ ما نَصَروا وَلا خَذَلوا
لا لُمتُهُم في لَومِهِم فَهُمُ / أَحبابُنا وَعداةُ ما جَهِلوا
دَخَلوا إِلى سَمعي وَأخبرُكُمُ / أَنَّ الفُؤادَ إِلَيهِ ما دَخَلوا
وَقَد اِدَّعَيتُ قَبولَ قَولِهِمُ / وَقَد اِستَرابوا بي وَما قَبِلوا
لا تَسمَعوا عَذلاً فَما قَبِلوا / مِنّا فَقَد عَذَلوا وَما عَدَلوا
وَلَقَد تَعاطَوا بِالمَلامَةِ كَي / يَصِلوا مَكانَكُمُ فَما وَصَلوا
ذاكَ المَكانُ حِمىً لَكُم وَبِكُم / لا الخَمرُ تَبلِغُهُ وَلا الأَمَلُ
فَلَو اِبنُ نوحٍ كانَ مَوضِعَكُم / لَحَماهُ ما لَم يَحمِهِ الجَبَلُ
الريحَ أُرسِلُ في البِعادِ فَإِن / تَدنوا فَمِن أَنفاسِنا الرُسُلُ
صَبراً عَلى نَكَدِ الحَبيبِ وَمَطلِهِ
صَبراً عَلى نَكَدِ الحَبيبِ وَمَطلِهِ / فَإِذا العِذارُ أَتى أَتاكَ بِشَغلِهِ
حَلَقاتُ شَعرٍ تَستَديرُ كَأَنَّها / حَلَقُ البَريدِ بِها قَعاقِعُ عَزلِهِ
يا مَن يُوَفّي المُحسِنينَ أُجورَهُم / وَيَزيدُهم مِن فَضلِهِ في فَضلِهِ
إِن يمكُرِ الأَعداءُ مَكراً سَيِّئاً / فَالوَعدُ حَقٌّ أَن يَحيقَ بِأَهلِهِ
لِلحُسنِ في ذا الوَجهِ مُعجِزَةٌ
لِلحُسنِ في ذا الوَجهِ مُعجِزَةٌ / نَطَقَت لِتُخرِسَ ناطِقَ العُقَلا
مِن حَيَّةٍ في الجَمرِ ما اِحتَرَقَت / وَالجَمرُ فَوقَ الخَدِّ ما اِشتَعَلا
لَو أَنَّها تِلكَ الَّتي اِنقَلَبَت / يَومَ العَصا لَم يَعصِ مَن جَهِلا
اعشَق فَإِنَّكَ لا مَحالَةَ تَعذِرُ
اعشَق فَإِنَّكَ لا مَحالَةَ تَعذِرُ / فَإِذا عَشِقتَ فَقُل لَنا مَن يَقبَلُ
وَإِذا بَدا وَجهُ الحَبيبِ وَوَجهُ مَن / يَلحى عَلَيهِ مَن تُرى تَتَأَمَّلُ
وَإِذا الدُموعُ وَقَفنَ بَينَ صَبابَةٍ / وَتَجَمُّلٍ أَفَمُمسِكٌ أَم مُرسِلُ
يا مَن حَكَمتَ عَلَيَّ فيهِ لِحِكمَةٍ / قُل لي فَما أَنتَ الَّذي يَتَقَوَّلُ
بِاللَهِ قُل لِلنَيلِ عَنّي إِنَّني
بِاللَهِ قُل لِلنَيلِ عَنّي إِنَّني / لَم أَشفِ مِن ماءِ الفُراتِ غَليلا
وَسَلِ الفُؤادَ فَإِنَّهُ لِيَ شاهِدٌ / إِن كانَ طَرفي بِالبُكاءِ بَخيلا
يا قَلبُ كَم خَلَّفتَ ثَمَّ بُثَينَةً / وَأُعيذُ صَبرَكَ أَن يَكونَ جَميلا
أَبَداً كَذا عَنكَ السُعودُ تُناضِلُ
أَبَداً كَذا عَنكَ السُعودُ تُناضِلُ / وَسُيوفُها قَبلَ السُيوفِ تُقاتِلُ
وعيونُها بكَ إذ تَقَرُّ قريرةٌ /
وَأَكُفُّها لَو قُلتَ يَوماً ناوِلي / كَفّي النُجومَ الطالِعاتِ تُناوِلُ
وَإِذا أَقَمتَ فَفي ذَراكَ مُقيمَةٌ / مَهما أَقَمتَ وَإِن رَحَلتَ تُراحِلُ
يَتَعَجَّبونَ لِعاجِلٍ مِنها وَما / أَدراهُمُ أَنَّ الأَجَلَّ الآجِلُ
عَهدي بِأَبوابِ المُلوكِ مَعاقِلاً / فَلَها يُحاصِرُ نازِلٌ وَينازِلُ
مِن دونِها لِلبُخلِ بابٌ مُقفَلٌ / وَإِلَيكَ لِلجَدوى الطَريقُ السابِلُ
فَاليَومَ أَصبَحتُم بِحاراً لِلنَدى / مِن دونِها الأَبوابُ وَهيَ سَواحِلُ
لا عُطِّلَت تِلكَ المَنازِلُ إِنَّها / لِلنازِلينَ عَلى نَداكَ مَنازِلُ
لا يَدَّعونَ عَلَيكَ باباً مُقفَلاً / أَو لا فَيُسأَلُ عَنكَ مَن هُوَ قافِلُ
تَتَفَسَّرُ الأَحلامُ مِن آمالِنا / فيها وَأَكثَرُها قَديماً باطِلُ
ما عِندَ ذاكَ الجودِ خَلقٌ آيَسٌ / إِلّا الَّذي هُوَ فيهِ يَوماً عاذِلُ
ما لَم يَكُن في رَوضِهِم بَقلٌ فَما / سَحبانُ لَو مَطَرَتهُ إِلّا باقِلُ
لا خارِجٌ دَخَلَت عَلَيهِ غِبطَةٌ / مِنها وَلَم يَخرُج عَلَيها داخِلُ
قُلنا وَما فَعَلوا فَما أَغناهُمُ / عِندَ المَكارِمِ ما يَقولُ القائِلُ
بَشَرٌ كَما تُنبي وَلَكِن ما أَرى
بَشَرٌ كَما تُنبي وَلَكِن ما أَرى / بَشَراً سِواهُ يُريدُ أَن يَتَفَضَّلا
هَل تَعرِفونَ مِنَ المَنازِلِ بَينَكُم / في غَيرِ مَنزِلِهِ لِخَلقٍ مَنزِلا
فَكَأَنَّ مَنزِلَهُ العُفاةُ وَكُلُّهُم / ضَيفٌ لَهُ فَكُفيتُمُ أَن يَرحَلا
لَو لَم يُعَطَّل خاطِري مِن سَلوَةٍ
لَو لَم يُعَطَّل خاطِري مِن سَلوَةٍ / ما كانَ خَدّي بِالمَدامِعِ حالِ
أَودَعتُهُ قَلبي فَخانَ وَديعَتي / فَسَوادُهُ في خَدِّهِ بِالخالِ
فَعَلَ السَقامُ بِمُهجَتي وَجَوارِحي / أَفعالَ حِصنِ الدينِ بِالأَموالِ
لَم يَبقَ في أَيّامِهِ مِن فِتنَةٍ / لِلناسِ إِلّا فَتنَةً بِجَمالِ
تُسمى الرِماحُ قَناً فَأَمّا بَعدَما / صارَت بِكَفِّكَ فَالرِماحُ عَوالِ
مِن قُعدُدِ العَرَبِ الَّذينَ أَكُفُّهُم
مِن قُعدُدِ العَرَبِ الَّذينَ أَكُفُّهُم / تعطي عَلى الإِكثارِ وَالإِقلالِ
يَمشونَ مِن أَضيافِهِم وسيوفهم / وَوُحوشِهِم وَالطَيرِ بَينَ عِيالِ
وَهُمُ الشُموسُ الطالِعاتُ وَرُبَّما / أَمسَكتَ مِنهُم موثَقاتِ حِبالِ
يَمشي بِها سُرُجاً وَيَومُكَ مُظلِمٌ / فَتَرى الذَوابِلَ نُصِّلَت بِذُبالِ
مِثلَ الصِلالِ يَحوفُ نَفثُ طِعانِها / يَستَلئِمُ العاري ثِيابَ صِلالِ
وَيَحَرُّها طَوراً وَيَصلى حَرَّها / فَيَكونُ مُحتَطِباً وَطَوراً صالِ
كَم قُلتَ لِلعاني المُنى بِلَحاقهِ
كَم قُلتَ لِلعاني المُنى بِلَحاقهِ / خَفِّض عَلَيكَ فَلَستَ مِن أَشكالِهِ
إِن تَلتَمِس دَرَكَ الجَحيمِ فَعادِهِ / أَو تَلتَمِس دَرَكَ النَسيمِ فَوالِهِ
مَن كانَ يُعدِمُ أَو يَخافُ زَمانَهُ / فَليَستَذِمَّ بِمالِهِ وَمَآلِهِ
لا يَخدَعَنّي مُنعِمٌ مِن بَعدِهِ / أَغنى نَداهُ البَحرُ عَن أَوشالِهِ
خَفَّفتَ بَل ثَقَّلتَ ظَهري بِالنَدى / فَعَسى الثَناءُ يَحُطُّ مِن أَثقالِهِ
فَلتَجهَدِ الأَيّامُ فِيَّ بِجَهدِها / إِنّي سَلَكتُ بِرَغمِها بِظِلالِهِ
يَا أَيُّها السَيفُ المُقيمُ بِغِمدِهِ / وَالمُلكُ يَذخَرُهُ لِيَومِ نِزالِهِ
لَقَعَدتَ عَن رُتَبِ الكَمالِ بِرِفعَةٍ / عِلماً بِحالِ البَدرِ عِندَ كَمالِهِ
ما خادِمُ السُلطانِ إِلّا عُرضَةٌ / مِن فَيضِ وابِلِهِ وَلفظِ وَبالِهِ
عَجِلَت عُقوبَةُ كُلِّ جارِحَةٍ بِهِ / مِن قَبلِ يَومٍ موقَفٍ لِنكالِهِ
فَجَنانُهُ بِجُمودِهِ وَرواؤُهُ / بِخُمودِهِ وَلِحاظُهُ بِكَلالِهِ
وَالهَمُّ يَطرُقُهُ لَدى غُدُواتِهِ / وَالهَمُّ يُصليهِ لَدى آصالِهِ
يُعزى إِلى التَزويقِ في إِكثارِهِ / وَيُزَنُّ بِالتَكذيبِ في إِقلالِهِ
مَن لي بِرِزقٍ لَيسَ مِن أَرزاقِهِ / مَن لي بِشُغلٍ لَيسَ مِن أَشغالِهِ
وَلَقَد شَقيتُ بِخَوفِهِ وَحَرامِهِ / فَمَتى أَلَذُّ بِأَمنِهِ وَحَلالِهِ
مُتَرَجِّياً لِلعَيشِ في إِعزازِهِ / مُتَخَوِّفاً لِلمَوتِ في إِذلالِهِ
وَمَعَ البِعادِ بَقاءُ صِدقِ وِدادِهِ / وَبِحُبِّهِ قَد عَقَّ راحَةَ بالِهِ
كَالنارِ يَحتَرِقُ القَريبُ بِجَمرِها / وَالضَوءِ يُجلي القَصدَ مِن أَشكالِهِ
وَالبَحرِ يَغرَقُ سابِحٌ في لُجِّهِ / وَيَنالُ طيبَ الرِيِّ مِن أَوشالِهِ
وَالشِعرُ ثَوبٌ طُلتَ عَنهُ وَرُبَّما / يَتَعَثَّرُ الكُرَماءُ في أَذيالِهِ
سَهلٌ عَلى الأَسماعِ لا الأطماعِ في / تَقريبِ مُطمِعِهِ وَبُعدِ مَنالِهِ
كَالروحِ تُدرِكُها العُقولُ بِفِعلِها / وَيَضِلُّ عَنها الفِكرُ في تَجوالِهِ
وَنَوَيتُ فيها أَن أُقَصِّرَ خَطوَها / وَأَخَفتُ بَحرَ القَولِ وَقعَ نَوالِهِ
فَأَتى الأَتِيُّ فَمَن يُطيقُ دِفاعَهُ / أَو مَن يَرُدُّ الغَيثَ عَن تَهطالِهِ
لي حالَتانِ إِلى عُلاهُ تَخاصَما / وَتَراضَيا في فَصلِها بِمَقالِهِ
أَمَلٌ يُخَوِّفُهُ الإِياسُ فَيَنثَني / وَضَرورَةٌ بَعَثَت عَلى تَرحالِهِ
نادى الرِجالُ بِهِ وَنادى سَيفَهُ
نادى الرِجالُ بِهِ وَنادى سَيفَهُ / في كَربِهِ يا ذا الفَقارِ وَيا عَلي
وَكَأَنَّما كَرّاتُهُ كَرّاتُهُ / رِدءاً لِتَأييدِ النَبِيِّ المُرسَلِ
وَكُئوسُهُ تَحتَ النُجومِ مُدارَةٌ / سارَ الخُيولُ بِهِنَّ تَحتَ القَسطَلِ
وَدِنانُها هامُ الكُماةِ وَإِنَّما / يَنزِلنَ مِن طُرُقِ الشَبابِ بِمَنزِلِ
لَيسَت مَعاقِلُهُ الحُصونَ كَغَيرِهِ / بَل حَلَّ مِن ظَهرِ الحِصانِ بِمَعقِلِ
اللَهُ جارُكَ ضارِباً بِالنَصلِ كَم / فَلَّلتَهُ يا ضارِباً بِالمُنصُلِ
وَكَريمُ أَنسابِ الطِعانِ فَلَم يَكُن / ذا طَعنَةٍ في مُدبِرٍ مِن مُقبِلِ
فَأَرى لِسانَ السَيفِ يُفصِحُهُ إِذا / ما جِئتَ مِن نَسجِ الحَديدِ بِمُشكِلِ
أَرَبيعَنا قَبلَ الرَبيعِ إِلَيهِ لا / لِلشَهرِ يُسنَدُ عَن رَبيعِ الأَوَّلِ
وَهِلالَنا وَهوَ الهِلالُ بِعَينِهِ / لا يَستَقِرُّ كَما نَراهُ بِمَنزِلِ
تَأتي عَطاياهُ الجَميلَةُ جُملَةً / وَتَجيءُ مِن غُرِّ الثَناءِ بِمُجمَلِ
أَعطاكَ مِن قَبلِ السُؤالِ وَبَعدَهُ / ما كُنتَ تَأَمُلُهُ وَما لَم تَأمُلِ
فَعَطاؤُهُ يَأتي وَلَو لَم تَأتِهِ / لا بُدَّ مِنهُ سَأَلتَ أَو لَم تَسأَلِ
أَسرَعتَ في جودٍ وَلَستَ بِمُبطِئٍ / وَصَدَقتُ في شُكرٍ فَلَستُ بِمُبطِلِ
الجودُ مِن فَوقِ المَقالِ مَزِيَّةٌ / فَالمَدحُ غَيرُ مُساجِلٍ بَل مُسجِلِ
وَمَدَحتُ أَهلَ البَيتِ مِنكُم بِالَّذي / شَهِدَ الرِجالُ بِأَنَّ ذاكَ البَيتَ لي
مَن ذا يَوَفّيكُم أَقَلَّ حُقوقِكُم / إِنَّ المُكَثِّرَ فيهِ كَالمُتَقَلِّلِ
وَهيَ السَعادَةُ في السِماكِ فَلَو تَشا / لَطَعَنتَ مِنها رامِحاً بِالأَعزَلِ
وَجهٌ لَهُ شَمسُ السَماءِ تَرَجَّلَت / وَالشَمسُ تُذكَرُ دائِماً بِتَرَجُّلِ
وَتَخَلَّلَت سُحُبَ الرِماحِ لَعَلَّها / تَحظى بِلَحظِ جَبينِهِ المُتَزَمِّلِ
وَلَعَلَّها في بَدرِ حَربِكَ تَلتَظي / فَاِفسَح لَها في وَقفَةِ المُتَظَلِّلِ
أَهلُ الهَوى وَذَوو العَمى شُغِلوا
أَهلُ الهَوى وَذَوو العَمى شُغِلوا / في النارِ وَالجَنّاتُ في شُغلِ
شُغلٌ شَقيتُ بِهِ وَحاصِلُهُ / ما شِئتَ مِن هَمٍّ وَمِن ذُلِّ
وَيُقالُ مُشتَغِلٌ وَيَحسُدُني / مَن لَيتَهُ في شُغلِهِ مِثلي
ما كُلُّ شُغلٍ بِالسَواءِ فَلا / تَذهَب بِكَ الغَمَراتُ في الجَهلِ
وَالظِلُّ ذو شُعَبٍ وَذو عُشُبٍ / وَكِلاهُما نُسميهِ بِالظِلِّ
ما كُلُّ بارِقَةٍ تُشامُ فَكَم / طَلَعَ الوَبالُ بِطَلعَةِ الوَبلِ
سَهلُ المَوارِدِ لا أُؤَمِّلُهُ / إِلّا لِغَيرِ المَطلَبِ السَهلِ
وَأَخافُ سَطوَتَها فَأَمزُجُها / لَقَد اِتَّقَيتُ القَتلَ بِالقَتلِ
سَأَلَ اللوى وَسُؤالُهُ تَعليلُ
سَأَلَ اللوى وَسُؤالُهُ تَعليلُ / وَمِنَ المُحالِ بِأَن يُجيبَ مَحيلُ
يا دارُ جُهدُ جُفونِنا وَضُلوعِنا / لَكِ بِالبُكاءِ وَبِالأَسى مَبذولُ
زُرَّت عَلَيهِ مِنَ الرِياضِ مَلابِسٌ / خَيطُ الغَمامِ لِوَشيِها مُحلولُ
رَقَّ العَذولُ لِما رَأى مِن حالَتي / فَاليَومَ عادَ إِلَيهِ وَهوَ رَسولُ
أَو ما تَراني حامِلاً مِن بَعدِهِ / ثِقَلَ الأَسى فَكَأَنَّني مَحمولُ
مَن لي بِخَطٍّ بِالفَضائِلِ عارِفٍ / فَيَحِقُّ حينَئِذٍ لِيَ التَفضيلُ
اَغمِد لِسانَكَ أَن يَقولَ فَإِنَّهُ / عَضبٌ أَحاطَ بِجانِبَيهِ فُلولُ
وَاِمنَعهُ مِن نَفَثاتِهِ وَكَفى بِها / فَمِنَ الكَلامِ أَسِنَّةٌ وَنُصولُ
كَفِّل زَمانَكَ أَن يُغَيِّرَ كُلَّ ما / أَنكَرتَهُ فَكَفاكَ مِنهُ كَفيلُ
لَبِثتُ عَلى بابِ الأَميرِ مُعَلَّلاً
لَبِثتُ عَلى بابِ الأَميرِ مُعَلَّلاً / بِوَعدٍ أَسيرٍ في سَلاسِلِ مَطلِهِ
فَيَأَيَّها الكَهفُ الَّذي قَد رَجَوتُهُ / لَقَد نِمتَ عَنّى مِثلَ نَومِ أَهلِهِ
يا مُطمِعي لَفظاً بِكُلَّه
يا مُطمِعي لَفظاً بِكُلَّه / وَالبُخلُ يَمنَعُ مِن لَعَلِّه
قَد جارَ دَهرُكَ فَاِنتَظَر / نا عَودَةً مِن رَسمِ عَدلِه
كَالبَحرِ يَمنَعُ مِلحَهُ / وَرداً وَيَمنَعُهُ بِبُخلِه
يا ضَيعَةَ الآمالِ إِذ / عَلِقَت أَنامِلُها بِحَبلِه
وَمَواعِدٍ رَسَفَت عَلى / رَغمِ العُلا في قَيدِ مَطلِه
يا رَحمَةً لِسَعادَةٍ / قضد أَصبَحَت في قَيدِ جَهلِه
أَمّا وِلايَتُهُ فَقَد / شَهِدَت عَلى العَليا بِعَزلِه
إِيّاكَ مِن جِدِّ الزَما / نِ فَأَنتَ مِن آياتِ هَزلِه
شُكراً لِرَبٍّ لَم أَزَل / مُتَقَلِّباً في فَضلِ فَضلِه
إِن ضاقَ بي بَلَدٌ فَما / ضاقَ الكَريمُ بِشَدِّ رَحلِه
وَبِنَفسِهِ عُذِرَ المُقَصِّ / رُ ما الوَفاءُ عَلى مَحَلِّه
إِن أَمحَلَت ساحاتُهُ / فَاِترُكهُ مَشغولاً بِمَحلِه
وَيَعولُ أَهلاً قَد أَلِم / تُ لَدَيهِمُ مِن نَقصِ عَقلِه
وَإِذا تَأَمَّلَ أَمرَهُ / فَرَحيلُهُ أَولى بِأَهلِه
عادى بَني العَبّاسِ حَتّى إِنَّهُ
عادى بَني العَبّاسِ حَتّى إِنَّهُ / خَلَعَ السَوادَ مِنَ العُيونِ بِكَحلِهِ
ما إِن يُرَدُّ إِلى مُرادٍ أَوَّلِ
ما إِن يُرَدُّ إِلى مُرادٍ أَوَّلِ / حَتّى يُرَدَّ إِلى زَمانٍ أَوَّلِ
وَالهاطِلاتُ لَهُم وَما قَنِعوا بِها / وَالراسِخاتُ فَمَن يَهُزُّ وَكَيفَ لي
يا دَهرُ إِتن كانَ القَليلُ هُوَ الَّذي / يَبقى بِهِ ماءُ الوُجوهِ فَقَلِّلِ
لا تَسأَلِ الرِزقَ العِبادَ فَرُبَّما / يَأتي بِهِ عَفواً وَإِن لَم تَسأَلِ
أَهلاً وَسَهلاً بِالكِتابِ الواصِلِ
أَهلاً وَسَهلاً بِالكِتابِ الواصِلِ / لِيَهيجَ مِن أَلَمِ الفِراقِ بَلابِلي
وافى فَواقى لي بِطيبِ بَشائِرٍ / وَدَنا فَأَدنا لي سُرورَ مَخابِلي
فَطَفَقتُ أُدنيهِ عَلى كَبَدي عَسى / يُطفي حَرارَةَ مُهجَتي وَبَلابِلي