القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد المحسن الكاظمي الكل
المجموع : 4
كلفٌ يحنّ وَلَيسَ يألو
كلفٌ يحنّ وَلَيسَ يألو / صَبراً عَن اللائين وَلّوا
إن يَضمَحلّ هَوى المَها / فَهوى الحمى لا يَضمَحِلُّ
كلفٌ يَزيد ثَباته / إن قيل ذو كلف يزلُّ
وَلَئِن خَلا قلب فمن / همّ المَعالي لَيسَ يَخلو
قالوا سَلا أَوطانه / وَأَخو الصَبابة لَيسَ يَسلو
وَلَقَد حسبت أَحبّتي / فَوَجدتهم كثروا وَقَلّوا
وَذكرتهم في حين قَد / نَسي الوداد أَخ وَخلُّ
وَاللَيل شاب قذاله / وَالفَجر في الحجرات طفلُ
تَجري الدُموع عَلى الصَهي / لِ وَما لِخَيل الدمع صهلُ
يا عين طلّك وابلٌ / أَبَداً ووبل سواك طلُّ
وَجواك يا وَطني له / بِبواطن الأَحشاء شعلُ
لَولا الضَنى وَصروفه / لشئا إِلَيك الذكر رجلُ
ذِكراك يا وَطَن الصبى / ذكراي أَرحل أَو أَحلُّ
لَكَ في الحَشاشَةِ يا أُمَيمُ مَقيلُ
لَكَ في الحَشاشَةِ يا أُمَيمُ مَقيلُ / رَبعٌ أَغَرُّ وَمَنزِلٌ مأهولُ
عَونانِ عَيني وَالفُؤادُ عَلى دَمي / مَن لي به وَالقاتِلُ المَقتولُ
فَعَلى أَسيل خُدودِ آرامِ النقا / أَمسَت نُفوسُ العاشِقينَ تَسيلُ
ميلٌ كَأَنَّ عُهودَها بقُدودِها / مَعقودَةٌ فَتَميلُ حَيثُ تَميلُ
مِن كُلِّ ماطِلَةٍ لَوَت دَيّانَها / كَيفَ التَقاضي وَالغَريمُ مَطولُ
لا تأملن صِلَةً وَإِن هي واعدت / هَيهات كُلَّ عِداتِها تأميلُ
قَد حرّمت وَصلي وَحَلَّ لها دَمي / فَغَدا لَها التَحريمُ وَالتَحليلُ
نَفسي الفِدا لِقوامها وَرضابها / هَذاك عَسّالٌ وَذا مَعسولُ
أَفَهَل إِلى ذاكَ الرضاب مُعَرِّجٌ / أَم هَل لهاتيكَ اللثاتِ سَبيلُ
أَمسى الهَوى جُمَلاً فَفازَ ببعضها / بَعضٌ وَأَصبَحَ عِنديَ التَفصيلُ
وَتَنَزَّلَت سُوَرُ الغَرامِ عَلى الوَرى / مِدَحاً فَكانَ بمدحتي التَنزيلُ
هَيهاتَ ما لاقى كَثيرٌ في الهَوى / شَغَفي وَلا قاسى هَوايَ جَميلُ
فلأقطَعَنَّ من الهَوى أَعلاقه / أَو يَشتَفي داءٌ لَديَّ دَخيلُ
أَمُعَلِّلَ الأَحشاءِ في نيل المُنى / هَيهات لا يُجدي الحَشا تَعليلُ
رَتِّل بذكر مُساعِدِ بن خَليفَةٍ / فَلَقَد حلا في ذكره التَرتيلُ
أَسَدٌ مَخالِبُه الأَسِنَّةُ وَالظبى / وَله ثنيّة كُلّ مَجدٍ غيلُ
وَمُبَجَّلٌ عَظُمَت مَهابَةُ عَزمِهِ / فينا فَحَقَّ لِمِثلِهِ التَبجيلُ
فيهِ يُذابُ الكَربُ وَهوَ مُعَظَّمٌ / وَبِهِ يُجَلّى الخَطبُ وَهوَ جَليلُ
لَو أَنَّ عَضبَ الدهر صادَف حَدَّهُ / لَغَدا وَحدّ حُسامِهِ المَفلولُ
أَو أنَّ حاتمَ وابن يحيى فُضِّلا / في الجود كان لِجودِهِ التَفضيلُ
المَجدُ تَحتَ بساطِهِ مُتَواضِعٌ / وَالعِزُّ فَوقَ رواقِهِ مَسدولُ
سأقول لا كَذِباً وَكُلُّ مَقالَةٍ / قالٌ إِذا فاتَت عُلاكَ وَقيلُ
أَنتَ المُنى إِمّا سَرَيت إِلى مُنى / وَإِذا سأَلتُ نَدىً فأَنتَ السُولُ
مَثَّلتُ في جدواك وَكّافَ الحَيا / وَبِمِثلِ جودِكَ يَحسُنُ التَمثيلُ
إِن يَسمَحِ الغَيثُ الملثُّ عَلى الوَرى / فَعَلى نَداكَ غَدا لَهُ التَطفيلُ
أَو تسحبِ الذَيلَ العُفاةُ فَطالَما / سُحِبَت بِرَبعِكَ لِلعُفاة ذُيولُ
الفِكرُ عَن إِدراكِ كُنهكَ قاصِرٌ / وَالعَقلُ عَن تِمثالِهِ مَعقولُ
سَأصول فيكَ عَلى النَوائِب بَعدَما / كانَت عَليّ النائباتُ تَصولُ
هَذا غَريمُ الدَهرِ طالَ مطالُهُ / فاِغرم فَإِنَّكَ ضامِنٌ وَكَفيلُ
إِن يأفل البَدرُ المُنيرُ عَلى الوَرى / فَبُدورُ فَضلِكَ ما لَهُنَّ أُفولُ
وَاِسلم إِلى العَلياءِ طوداً شامِخاً / تأوي الأَنامُ لِظِلِّهِ وَتقيلُ
أَنتَ البِلادُ وَما تُقلّ
أَنتَ البِلادُ وَما تُقلّ / أَنتَ الأَعزّ بِها الأَجَلُّ
أَنتَ الجِبالُ ثَوابِتاً / إن قيلَ أَهلُ الرأي زلّوا
عش للبلاد وَأَنت نَه / لٌ للبلاد وَأَنتَ عَلُّ
ما زِلتَ تطلع فيهم / كالبدر لا يعروه أفلُ
هَل يَصدأ العزم الطَري / ر وَأَنتَ للعزمات صقلُ
من كانَ سعداً حدُّه / عِندَ الشَدائِد لا يُفلُّ
بِاللَهِ أَنتَ وَبالمَلي / كِ وَبالألى وَلوا وَأَولوا
وَبقومك القوم الألى / في حلبَة الأَقوامِ جَلّوا
وَبِعزمكَ الماضي الَّذي / تَمضي الشُكوكُ مَتى يسلُّ
أَصبَحتَ فينا واحِداً / في الذكر يعظمُ أَو يجلُّ
يا سعد ظلّكَ شامِلٌ / يأوي إِلَيهِ المستظلُّ
إن قلتُ أَنتَ الناسُ كُل / لُ الناسِ يَوماً لَستُ أَغلو
يَصبو إِلَيكَ المشرقا / نِ وَأَنتَ للإثنين حبلُ
إِمّا يَمُتُّ فَلَيسَ قَط / عٌ أَو يبتُّ فَلَيسَ وَصلُ
الغَربُ لا يَرضى بِما / لِلشرق يعقد أَو يحلُّ
يَومان ما أَحلاهُما / وَالذكر لليومين يَحلو
يَومٌ تفرّق شملهُ / يَومٌ تجمَّع منه شَملُ
إِذ يبتَدي الحُكم الصَحي / حُ وَيَنتَهي الحكم الأَشَلُّ
تهنيك آمالٌ وَعت / كَ وَأَنتَ للآمال فألُ
يا سَعدُ أَهلك كرّمو / كَ وَأَنتَ للتَكريم أَهلُ
هَيهات ما لِسواكَ عق / دٌ في أمورهم وَحلُّ
عدلوا فَكُنتَ حُكومَةً / وَحكومةُ الدستور عَدلُ
جاءَ الزَمان عَلى يَدي / ك يَتوبُ وَالبُشرى تهلُّ
اِغفر له زلّاته / أَيّ الخَلائِق لا يَزَلُّ
وَليذهَبنَّ بكلّ من / يُمسي وَيصبح وَهوَ كلُّ
لا خَيرَ في رَجل تؤخ / خره عَن الإِقدام رجلُ
هَيهات لَم تبرُد له / حُرقٌ وَلَم يَبتَلّ غلُّ
الصَيدُ في أَخلاقهم / بَعضٌ وَأَنتَ اليَوم كُلُّ
يَقف الزَمان وَأَنتَ تَم / شي في طَريقكَ لا تملُّ
أَنتَ العَظيم همامَةً / أَنتَ الهمامُ المصمئلُّ
منك الهداةُ تَعلّموا / أَنَّ المحرَّم لا يحلُّ
وَالصَعبُ إِن عالجته / بِتَتابع العزمات سَهلُ
القَولُ لَيسَ بِنافِعٍ / حَتّى يَزين القَولَ فِعلُ
من لَم تَكن أَخلاقُهُ / نَهجا له فالعلم جهلُ
ما زِلتَ تحملُ هَمَّ قو / مك أَو يَقولوا خفّ حَملُ
وَتَذودُ عَنهم من أَبا / حوا واِستَباحوا وَاِستحلّوا
وَتظلّ تعمَل أَو تَرا / هُم قَد تَولّوا واِضمحلّوا
وَتَرى بلادك حرّةً / وَلَها عَلى الأَحرار دَلُّ
الحكم جاءَ إِلَيكَ يَس / عى وَالمَسافَةُ لا تَقلُّ
وَقَد اِستَوى فيهِ الأَعز / ز لَدى التَشاور وَالأذلُّ
حلّيت جيدَ الحكم حَت / تى لا يَشين الجيدَ عطلُ
وَحللتَ في دَست الوَزا / رة كَي يَطيب بك المحلُّ
يا سَعدُ أَنتَ دُعاءُ قو / مك كُلّما صاموا وَصَلّوا
قَد أَجزَلوا لَك شكرهم / وَالأَجرُ عِندَ اللَه جزلُ
يهنيك شَعبٌ حافِلٌ / لَك كُلَّ يَوم منه حَفلُ
يا شَعب سَعدٌ ليثك ال / وثابُ وَالسعديّ شبلُ
فَرضٌ عَلَينا حبّ شَع / بٍ حبّ سَعدٍ فيهِ نفلُ
أَوزارةَ الشَعبِ اِستَهل / لي إنَّ شعبك يَستهلُّ
عَصراً تناقله العصو / رُ وَذكره في الخلق نقلُ
وزراءَنا جدّوا بِنا / عملا فجدُّ الدهر هزلُ
إن تُغفِلوا أَعمالكم / فَوزارة العُمّال غُفلُ
طالَ المَطال فَهَل يقص / صر في يَد العمّال مطلُ
أَبناءَ مَصرٍ كلّكم / سَعدٌ وَسَعدٌ لا يكلُّ
هَذا أَبوكم فاِبتَنوا / ما يَبتَنيه وَلا تخلوا
وَزِنوا الرِجال فَربّما / في خفّة الميزان ثقلُ
لا تُثلمنكم خمرة / راووقها عَسلٌ وَخَلُّ
وَتعهّدوا أَن تَملأوا / تِلكَ المَقاعد حين تَخلو
وَسلوا النهى تتبيّنوا / أَنّ اِحتلال القوم سِلُّ
وَالداء هان عُضاله / إِن عالج الأَدواء عَقلُ
وَلربّما صدق الألى / قالوا وَقولهم الأدلُّ
عُقدٌ مسائلنا وَما / غَيرُ الجَلاء لهنّ حلُّ
يا مصر بخلك في الوَرى / جودٌ وَجودُ سواك بخلُ
نُمسي وَروضك ناضِرٌ / أَبَداً وَنصبح وَهوَ خضلُ
بخسوكِ إِذ يَتَساومو / ن وَربحهم خسرٌ وَبطلُ
خلّوكِ واِنصَرِفوا بِغَي / ر هُدى إِذ اِنصَرَفوا وَخلوا
لَيتَ الألى وُلّوا أُمو / رك قبلَ هَذا اليوم ولّوا
لكفوكِ شرّاً طالَما / شَقي العِبادُ به وَضلّوا
وَإِذا سألتِ حَقيقة / دلّوا عليها واِستَدَلّوا
ووقوك يَوماً كُلّهُ / أَلَمٌ وَأَشجانٌ وَثُكلُ
نَفيٌ وَتَعذيب وَسِج / نٌ واِستباحاتٌ وَقَتلُ
بعداً لِيَوم قربُه / غَدرٌ وَتَضليل وَختلُ
إنّ القلوب عليهم / جمر وَدمع العَين وبلُ
يا مصر أَنتِ رواية / يَبدو لَها فصل فَفَصلُ
وَكَذا السياسة يَختَفي / شَكلٌ لَها وَيبينُ شَكلُ
وَعدٌ فَوَعدٌ لا يغب / ب وَراءه إلّ فإلُّ
وَلَعَلَّ هَذا اليَوم فص / لٌ لِلمَطامِع وَهيَ وَصلُ
وَلعلّه حقّ عَلا / وَالحَقّ إن تنصرهُ يعلُ
وَلعلّه يوم المُنى / وَلعَلَّ تصدقنا لعلُّ
وَلَعَلَّ سَعداً لَيسَ يَش / غله عَن الأَوطان شغلُ
أَبَداً يَسيرُ وَلا يُقا / ل لسيره عجل وَمَهلُ
خلدت محامِدُه الَّتي / طول المَدى لا تَضمَحِلُّ
يا نيلُ أَنتَ أَبٌ لَنا / وَأَبو الأَعِزَّة لا يذلُّ
مَن كنت أَنتَ أَبا لَهُ / فَبنوه قَد نهلوا وَعلوا
لِبَنيكَ أَمثالٌ وَما / لأبيكَ في الآباء مثلُ
فَإِذا همُ نَسَجوا عَلى / منواله عَزّوا وَجَلّوا
الحلُّ وَالتِرحالُ في / كَ إِلَيكَ إن رحلوا وحلّوا
إِن طابَ فَرعٌ منك في / مصر فَفي السودان أَصلُ
وَالفرع لَولا أَصله / ما زاد فيهِ منه فَضلُ
لك في العراق وَفي الشآ / م وَنجد وَالحرمين أَهلُ
وَلَك الأبرّ من الجَزي / رة ما يبرّ أَخ وخلُّ
يَتَساءَلونَ وَما لَهُم / إِلّاك يا ذا المنّ سؤلُ
أَن تَستَقلَّ كَما تَرج / جوا فالرَجا أَن يَستقلّوا
أَرَأَيتَ كَيفَ نَوى الرَحيلا
أَرَأَيتَ كَيفَ نَوى الرَحيلا / أَرأَيتَ كَيفَ سَرى عجولا
أَرأَيتَ كَيفَ الركب ما / لَ مُخالِفاً منّا الميولا
حثّ المَطايا شائياً / تِلكَ الَّتي شأت النصولا
وَحدا لهنّ فَأَصبحت / سبل الحزون لَها سهولا
مالَت إِلى كلّ الجِها / ت كأنَّها شربت شُمولا
أَيدي المَطايا خفّفي / يصل الوَخيد بك الذَميلا
وَترفّقي بثرى حمى / أَمسى الرفاق به حلولا
حملوا الجلال وَأَدلجوا / يا راحلين ضعوا الحمولا
يا راحلين تريّثوا / وَقِفوا عَلى الوادي قَليلا
تلكَ الذبالة غودِرَت / في الغَيهبِ الداجي ذبولا
تلكَ الربوعُ المشرقا / ت من السَنى أَمسَت طلولا
من كانَ ينزل قفرها / ويردّ موحشها أَهيلا
أَمسى تراباً وَالترا / ب عَلى محياه أَهيلا
أَرأَيتَ تلك النَفس كَي / فَ أَبَت عَلى الخسف النزولا
مَخضوبَة بدم المُنى / نصلت من الدنيا نصولا
من بعد ما هدت النُفو / سَ وَنبّهت منها الخمولا
الشرق جلّ مصابهُ / بزعيمه فَبَكى طَويلا
الشرق لَيسَ بمرتَض / بالشرق من سعد بَديلا
الشرقُ حارَ دليلهُ / يا مَن له كنت الدَليلا
الشرق ضاقَ مجالهُ / لسواك فيه أَن يَجولا
أَينَ البَيان وَسحره / وَالعزم لا يَغدو كَليلا
أَينَ الغنيّ برأيه / وَالسيف لا يغني فَتيلا
مَن ذا طَوى العلم الرَفي / عَ وَقلّص الظلّ الظَليلا
مَن ذا اِستَطال إِلى الَّذي / شاد البناء المُستَطيلا
طَعن اللَيالي طعنةً / مَنَعته فيها أَن يَصولا
وَرأته كرّ فَسلّمت / فَغَدا القؤول بها الفعولا
لَو شاءَ قتل الدهر ثم / مَ رَمى لألفاه قَتيلا
لرمى الحمامُ بمثلهِ / لَو أَدرك الطرف الختولا
يا أَيُّها الفحل الَّذي / بذّ الجهابذةَ الفحولا
هضبُ البَسيطة أَوشكت / من هول يومك أَن تزولا
بكر النعيّ فَطأطأت / شمّ الأُنوف له ذهولا
دَهت الزَمان بِفادِحٍ / جَفلَ الزَمان له جفولا
دهياء تَجتاح الفرو / ع مَتى أَناخَت وَالأصولا
قصّامة في مرّها / قَصمَت لنا الظهرَ الحمولا
جاشَت علينا بالرَعي / ل من الخطوب يلي الرعيلا
راع الشَبابَ نزولها / وَالشيب منّا وَالكهولا
بَينا لِسعدٍ يهتفو / نَ إِذا الهتاف غَدا عَويلا
حَمَلوكَ وَالعالي الذرى / وَطووك وَالمَجد الأَثيلا
حملوا المصاب وَأَغمَدوا / في تربك العضب الصَقيلا
ما كنت أَحسب أرؤساً / أَعلَيتها ترتدّ ميلا
لَولا القَضاء لأقبَلوا / يَتلو القَبيل لك القَبيلا
وَتجرّعوا عنك الدَوا / ءَ المرّ وَالداء الوَبيلا
واِستَقبَلوا بصدورهم / وَنحورهم تلك النصولا
غررُ المَعالي قَد أَبَت / إِلّاك يا سعد سَليلا
الثاكِلات وَحيدها / ملأت بك الدنيا ثكولا
يا بدر مصر طالِعاً / من ذا أَتاح لك الأفولا
أَمَقيلنا عثراتنا / هَلّا تركت لنا مقيلا
هلّا تَركتَ لَنا رَدي / فاً في مكانك أَو زميلا
عِبء الرئاسةِ باهِظٌ / مَن يحملُ العبء الثَقيلا
ليلُ السياسةِ حالكٌ / مَن ذا يضيء لَنا السَبيلا
مَن ذا وكلت بأمّة / يا مَن لَها كنت الوَكيلا
مَن ذا يَقوم مَقام شخ / صكَ جائِلاً فيها صؤولا
أَترى أقيلَ اليومَ سعدٌ / أَم رأى أَن يَستَقيلا
حاشاه ما كانَ السؤو / م منَ الجِهاد وَلا المَلوما
مَن كانَ ملء الأَرضِ أَص / بَحَ في الثَرى شبحاً ضَئيلا
من كانَ يَحمي غيل مص / ر قيلَ عنهُ اليومَ غيلا
لَيتَ الرَحيل وَلَيت لا / تجدي أَعادَ لَنا الرَحيلا
قَد كانَ لي أَمَل فَزا / وله الضَنى حَتّى أزيلا
لَم يبق لي برح الضَنى / إِلّا التألّم وَالنُحولا
القَلب شبّ أواره / هَل نهلة تَشفي الغَليلا
الداء عزّ دواؤُهُ / هَل نظرةٌ تبري الغَليلا
أَحَمامَة الوادي اِهدلي / إِنّي أُشاطرك الهَديلا
أَيكي وأيكك واحِد / يَبكي الخَليل به الخَليلا
قولي كَما قالَت يدي / بَيني وَبَينَ السَيف حيلا
كبرى المَصائِب حاولت / دون الأَماني أَن تَحولا
كبرى المَصائِب حوّلت / شَمس الضُحى فينا أَصيلا
قَد كنت أَعذل جازِعاً / وَأَرى العَذير له جَهولا
وَاليَوم أَعذر من بَكا / كَ وَواصلَ الدمعَ الهطولا
لَو جَمَّعوا شمل الدُمو / عِ لَزاد هَذا النيل نيلا
جرحتك يا شرق الخُطو / ب فرمّ جرحك أَن يَسيلا
الجرحُ إِن أَهملتهُ / أَعجلتَ لِلجرحِ النغولا
قُل لِلمَصائِب فلتهل / ما شاءَ خطب أَن يَهولا
نَفذ القَضاء فَلا تَرُم / مَنجى لسعدٍ أَو مقيلا
حسر الزَمان فشمّروا / وَذَروا وَراءَكمو الكَسولا
يَدعو إِلى نيل المُنى / من كانَ من قصد منيلا
فتكفَّلوا بِنَجاح من / بِنجاحكم كانَ الكَفيلا
وَتَضامَنوا تصل المنى / إِن غابَ من ضمن الوصولا
أَترى يعود لنا الهَنا / أَم ذاكَ لا يَنوي قفولا
أَيَعود فينا ممكناً / ما عادَ فينا مُستَحيلا
جادَ الزَمان به زَما / ناً ثُمَّ عادَ بِهِ بَخيلا
أَتَرى تَزول حياة من / أَحيا المَدارِك وَالعُقولا
مَن لي بِسعد إِن جَرى / مطر الخطوب بنا سيولا
هُوَ ذَلِك الرَجل الَّذي / عدم الرِجال له مَثيلا
فَإِذا تمثّل شخصه / مثلت لَنا الحُسنى مثولا
أَو عَنّ يَوماً فضله / فضل الوَرى أَمسى فَضولا
ذكراه قَد هاجَت جوى / في كلّ جانحة دَخيلا
هَيهات لا ترخي العُصو / ر عَلى مآثره سدولا
ما بال سعد لا يُجي / ب وَلا يردّ اليَوم سولا
يا سعد عذرك بيّن / يا سعد لا تَخشى العذولا
إِنّا وَردنا حنظلاً / ووردت أَنتَ السَلسَبيلا
دنيا بلوت خلالها / وَسبرتها عرضاً وَطولا
تَركَتك تُصلح شأنها / وَتَرَكتها قالا وَقيلا
وَسَتذكر الأَجيالُ صن / عك في الوَرى جيلاً فَجيلا
لَك أَفضَل الأَجرين في الد / دارين مِن أُخرى وَأولى
اليَوم يومك فاِبتدر / وأعد لَنا الصنع الجَميلا
عُد لِلمَواقفِ واِرتَجل / دعت القضيّة أَن تَقولا
أَولَيتنا المنن الجِسا / م فهاكه شكراً جَزيلا
وَاللَه أَولى أَن يزي / دَ لك الجزاءَ غداة تولى
اللَّيث أَصحر فاِرقبي / يا مصر في الغاب الشبولا
طولي بسعد إن أَبت / أَيّام سعد أَن تطولا
أَبناء سعدٍ حقّقوا / بالجدّ مقصده النَبيلا
سيروا عَلى منوالهِ / أَو أَن يقال القصد نيلا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025