المجموع : 4
كلفٌ يحنّ وَلَيسَ يألو
كلفٌ يحنّ وَلَيسَ يألو / صَبراً عَن اللائين وَلّوا
إن يَضمَحلّ هَوى المَها / فَهوى الحمى لا يَضمَحِلُّ
كلفٌ يَزيد ثَباته / إن قيل ذو كلف يزلُّ
وَلَئِن خَلا قلب فمن / همّ المَعالي لَيسَ يَخلو
قالوا سَلا أَوطانه / وَأَخو الصَبابة لَيسَ يَسلو
وَلَقَد حسبت أَحبّتي / فَوَجدتهم كثروا وَقَلّوا
وَذكرتهم في حين قَد / نَسي الوداد أَخ وَخلُّ
وَاللَيل شاب قذاله / وَالفَجر في الحجرات طفلُ
تَجري الدُموع عَلى الصَهي / لِ وَما لِخَيل الدمع صهلُ
يا عين طلّك وابلٌ / أَبَداً ووبل سواك طلُّ
وَجواك يا وَطني له / بِبواطن الأَحشاء شعلُ
لَولا الضَنى وَصروفه / لشئا إِلَيك الذكر رجلُ
ذِكراك يا وَطَن الصبى / ذكراي أَرحل أَو أَحلُّ
لَكَ في الحَشاشَةِ يا أُمَيمُ مَقيلُ
لَكَ في الحَشاشَةِ يا أُمَيمُ مَقيلُ / رَبعٌ أَغَرُّ وَمَنزِلٌ مأهولُ
عَونانِ عَيني وَالفُؤادُ عَلى دَمي / مَن لي به وَالقاتِلُ المَقتولُ
فَعَلى أَسيل خُدودِ آرامِ النقا / أَمسَت نُفوسُ العاشِقينَ تَسيلُ
ميلٌ كَأَنَّ عُهودَها بقُدودِها / مَعقودَةٌ فَتَميلُ حَيثُ تَميلُ
مِن كُلِّ ماطِلَةٍ لَوَت دَيّانَها / كَيفَ التَقاضي وَالغَريمُ مَطولُ
لا تأملن صِلَةً وَإِن هي واعدت / هَيهات كُلَّ عِداتِها تأميلُ
قَد حرّمت وَصلي وَحَلَّ لها دَمي / فَغَدا لَها التَحريمُ وَالتَحليلُ
نَفسي الفِدا لِقوامها وَرضابها / هَذاك عَسّالٌ وَذا مَعسولُ
أَفَهَل إِلى ذاكَ الرضاب مُعَرِّجٌ / أَم هَل لهاتيكَ اللثاتِ سَبيلُ
أَمسى الهَوى جُمَلاً فَفازَ ببعضها / بَعضٌ وَأَصبَحَ عِنديَ التَفصيلُ
وَتَنَزَّلَت سُوَرُ الغَرامِ عَلى الوَرى / مِدَحاً فَكانَ بمدحتي التَنزيلُ
هَيهاتَ ما لاقى كَثيرٌ في الهَوى / شَغَفي وَلا قاسى هَوايَ جَميلُ
فلأقطَعَنَّ من الهَوى أَعلاقه / أَو يَشتَفي داءٌ لَديَّ دَخيلُ
أَمُعَلِّلَ الأَحشاءِ في نيل المُنى / هَيهات لا يُجدي الحَشا تَعليلُ
رَتِّل بذكر مُساعِدِ بن خَليفَةٍ / فَلَقَد حلا في ذكره التَرتيلُ
أَسَدٌ مَخالِبُه الأَسِنَّةُ وَالظبى / وَله ثنيّة كُلّ مَجدٍ غيلُ
وَمُبَجَّلٌ عَظُمَت مَهابَةُ عَزمِهِ / فينا فَحَقَّ لِمِثلِهِ التَبجيلُ
فيهِ يُذابُ الكَربُ وَهوَ مُعَظَّمٌ / وَبِهِ يُجَلّى الخَطبُ وَهوَ جَليلُ
لَو أَنَّ عَضبَ الدهر صادَف حَدَّهُ / لَغَدا وَحدّ حُسامِهِ المَفلولُ
أَو أنَّ حاتمَ وابن يحيى فُضِّلا / في الجود كان لِجودِهِ التَفضيلُ
المَجدُ تَحتَ بساطِهِ مُتَواضِعٌ / وَالعِزُّ فَوقَ رواقِهِ مَسدولُ
سأقول لا كَذِباً وَكُلُّ مَقالَةٍ / قالٌ إِذا فاتَت عُلاكَ وَقيلُ
أَنتَ المُنى إِمّا سَرَيت إِلى مُنى / وَإِذا سأَلتُ نَدىً فأَنتَ السُولُ
مَثَّلتُ في جدواك وَكّافَ الحَيا / وَبِمِثلِ جودِكَ يَحسُنُ التَمثيلُ
إِن يَسمَحِ الغَيثُ الملثُّ عَلى الوَرى / فَعَلى نَداكَ غَدا لَهُ التَطفيلُ
أَو تسحبِ الذَيلَ العُفاةُ فَطالَما / سُحِبَت بِرَبعِكَ لِلعُفاة ذُيولُ
الفِكرُ عَن إِدراكِ كُنهكَ قاصِرٌ / وَالعَقلُ عَن تِمثالِهِ مَعقولُ
سَأصول فيكَ عَلى النَوائِب بَعدَما / كانَت عَليّ النائباتُ تَصولُ
هَذا غَريمُ الدَهرِ طالَ مطالُهُ / فاِغرم فَإِنَّكَ ضامِنٌ وَكَفيلُ
إِن يأفل البَدرُ المُنيرُ عَلى الوَرى / فَبُدورُ فَضلِكَ ما لَهُنَّ أُفولُ
وَاِسلم إِلى العَلياءِ طوداً شامِخاً / تأوي الأَنامُ لِظِلِّهِ وَتقيلُ
أَنتَ البِلادُ وَما تُقلّ
أَنتَ البِلادُ وَما تُقلّ / أَنتَ الأَعزّ بِها الأَجَلُّ
أَنتَ الجِبالُ ثَوابِتاً / إن قيلَ أَهلُ الرأي زلّوا
عش للبلاد وَأَنت نَه / لٌ للبلاد وَأَنتَ عَلُّ
ما زِلتَ تطلع فيهم / كالبدر لا يعروه أفلُ
هَل يَصدأ العزم الطَري / ر وَأَنتَ للعزمات صقلُ
من كانَ سعداً حدُّه / عِندَ الشَدائِد لا يُفلُّ
بِاللَهِ أَنتَ وَبالمَلي / كِ وَبالألى وَلوا وَأَولوا
وَبقومك القوم الألى / في حلبَة الأَقوامِ جَلّوا
وَبِعزمكَ الماضي الَّذي / تَمضي الشُكوكُ مَتى يسلُّ
أَصبَحتَ فينا واحِداً / في الذكر يعظمُ أَو يجلُّ
يا سعد ظلّكَ شامِلٌ / يأوي إِلَيهِ المستظلُّ
إن قلتُ أَنتَ الناسُ كُل / لُ الناسِ يَوماً لَستُ أَغلو
يَصبو إِلَيكَ المشرقا / نِ وَأَنتَ للإثنين حبلُ
إِمّا يَمُتُّ فَلَيسَ قَط / عٌ أَو يبتُّ فَلَيسَ وَصلُ
الغَربُ لا يَرضى بِما / لِلشرق يعقد أَو يحلُّ
يَومان ما أَحلاهُما / وَالذكر لليومين يَحلو
يَومٌ تفرّق شملهُ / يَومٌ تجمَّع منه شَملُ
إِذ يبتَدي الحُكم الصَحي / حُ وَيَنتَهي الحكم الأَشَلُّ
تهنيك آمالٌ وَعت / كَ وَأَنتَ للآمال فألُ
يا سَعدُ أَهلك كرّمو / كَ وَأَنتَ للتَكريم أَهلُ
هَيهات ما لِسواكَ عق / دٌ في أمورهم وَحلُّ
عدلوا فَكُنتَ حُكومَةً / وَحكومةُ الدستور عَدلُ
جاءَ الزَمان عَلى يَدي / ك يَتوبُ وَالبُشرى تهلُّ
اِغفر له زلّاته / أَيّ الخَلائِق لا يَزَلُّ
وَليذهَبنَّ بكلّ من / يُمسي وَيصبح وَهوَ كلُّ
لا خَيرَ في رَجل تؤخ / خره عَن الإِقدام رجلُ
هَيهات لَم تبرُد له / حُرقٌ وَلَم يَبتَلّ غلُّ
الصَيدُ في أَخلاقهم / بَعضٌ وَأَنتَ اليَوم كُلُّ
يَقف الزَمان وَأَنتَ تَم / شي في طَريقكَ لا تملُّ
أَنتَ العَظيم همامَةً / أَنتَ الهمامُ المصمئلُّ
منك الهداةُ تَعلّموا / أَنَّ المحرَّم لا يحلُّ
وَالصَعبُ إِن عالجته / بِتَتابع العزمات سَهلُ
القَولُ لَيسَ بِنافِعٍ / حَتّى يَزين القَولَ فِعلُ
من لَم تَكن أَخلاقُهُ / نَهجا له فالعلم جهلُ
ما زِلتَ تحملُ هَمَّ قو / مك أَو يَقولوا خفّ حَملُ
وَتَذودُ عَنهم من أَبا / حوا واِستَباحوا وَاِستحلّوا
وَتظلّ تعمَل أَو تَرا / هُم قَد تَولّوا واِضمحلّوا
وَتَرى بلادك حرّةً / وَلَها عَلى الأَحرار دَلُّ
الحكم جاءَ إِلَيكَ يَس / عى وَالمَسافَةُ لا تَقلُّ
وَقَد اِستَوى فيهِ الأَعز / ز لَدى التَشاور وَالأذلُّ
حلّيت جيدَ الحكم حَت / تى لا يَشين الجيدَ عطلُ
وَحللتَ في دَست الوَزا / رة كَي يَطيب بك المحلُّ
يا سَعدُ أَنتَ دُعاءُ قو / مك كُلّما صاموا وَصَلّوا
قَد أَجزَلوا لَك شكرهم / وَالأَجرُ عِندَ اللَه جزلُ
يهنيك شَعبٌ حافِلٌ / لَك كُلَّ يَوم منه حَفلُ
يا شَعب سَعدٌ ليثك ال / وثابُ وَالسعديّ شبلُ
فَرضٌ عَلَينا حبّ شَع / بٍ حبّ سَعدٍ فيهِ نفلُ
أَوزارةَ الشَعبِ اِستَهل / لي إنَّ شعبك يَستهلُّ
عَصراً تناقله العصو / رُ وَذكره في الخلق نقلُ
وزراءَنا جدّوا بِنا / عملا فجدُّ الدهر هزلُ
إن تُغفِلوا أَعمالكم / فَوزارة العُمّال غُفلُ
طالَ المَطال فَهَل يقص / صر في يَد العمّال مطلُ
أَبناءَ مَصرٍ كلّكم / سَعدٌ وَسَعدٌ لا يكلُّ
هَذا أَبوكم فاِبتَنوا / ما يَبتَنيه وَلا تخلوا
وَزِنوا الرِجال فَربّما / في خفّة الميزان ثقلُ
لا تُثلمنكم خمرة / راووقها عَسلٌ وَخَلُّ
وَتعهّدوا أَن تَملأوا / تِلكَ المَقاعد حين تَخلو
وَسلوا النهى تتبيّنوا / أَنّ اِحتلال القوم سِلُّ
وَالداء هان عُضاله / إِن عالج الأَدواء عَقلُ
وَلربّما صدق الألى / قالوا وَقولهم الأدلُّ
عُقدٌ مسائلنا وَما / غَيرُ الجَلاء لهنّ حلُّ
يا مصر بخلك في الوَرى / جودٌ وَجودُ سواك بخلُ
نُمسي وَروضك ناضِرٌ / أَبَداً وَنصبح وَهوَ خضلُ
بخسوكِ إِذ يَتَساومو / ن وَربحهم خسرٌ وَبطلُ
خلّوكِ واِنصَرِفوا بِغَي / ر هُدى إِذ اِنصَرَفوا وَخلوا
لَيتَ الألى وُلّوا أُمو / رك قبلَ هَذا اليوم ولّوا
لكفوكِ شرّاً طالَما / شَقي العِبادُ به وَضلّوا
وَإِذا سألتِ حَقيقة / دلّوا عليها واِستَدَلّوا
ووقوك يَوماً كُلّهُ / أَلَمٌ وَأَشجانٌ وَثُكلُ
نَفيٌ وَتَعذيب وَسِج / نٌ واِستباحاتٌ وَقَتلُ
بعداً لِيَوم قربُه / غَدرٌ وَتَضليل وَختلُ
إنّ القلوب عليهم / جمر وَدمع العَين وبلُ
يا مصر أَنتِ رواية / يَبدو لَها فصل فَفَصلُ
وَكَذا السياسة يَختَفي / شَكلٌ لَها وَيبينُ شَكلُ
وَعدٌ فَوَعدٌ لا يغب / ب وَراءه إلّ فإلُّ
وَلَعَلَّ هَذا اليَوم فص / لٌ لِلمَطامِع وَهيَ وَصلُ
وَلعلّه حقّ عَلا / وَالحَقّ إن تنصرهُ يعلُ
وَلعلّه يوم المُنى / وَلعَلَّ تصدقنا لعلُّ
وَلَعَلَّ سَعداً لَيسَ يَش / غله عَن الأَوطان شغلُ
أَبَداً يَسيرُ وَلا يُقا / ل لسيره عجل وَمَهلُ
خلدت محامِدُه الَّتي / طول المَدى لا تَضمَحِلُّ
يا نيلُ أَنتَ أَبٌ لَنا / وَأَبو الأَعِزَّة لا يذلُّ
مَن كنت أَنتَ أَبا لَهُ / فَبنوه قَد نهلوا وَعلوا
لِبَنيكَ أَمثالٌ وَما / لأبيكَ في الآباء مثلُ
فَإِذا همُ نَسَجوا عَلى / منواله عَزّوا وَجَلّوا
الحلُّ وَالتِرحالُ في / كَ إِلَيكَ إن رحلوا وحلّوا
إِن طابَ فَرعٌ منك في / مصر فَفي السودان أَصلُ
وَالفرع لَولا أَصله / ما زاد فيهِ منه فَضلُ
لك في العراق وَفي الشآ / م وَنجد وَالحرمين أَهلُ
وَلَك الأبرّ من الجَزي / رة ما يبرّ أَخ وخلُّ
يَتَساءَلونَ وَما لَهُم / إِلّاك يا ذا المنّ سؤلُ
أَن تَستَقلَّ كَما تَرج / جوا فالرَجا أَن يَستقلّوا
أَرَأَيتَ كَيفَ نَوى الرَحيلا
أَرَأَيتَ كَيفَ نَوى الرَحيلا / أَرأَيتَ كَيفَ سَرى عجولا
أَرأَيتَ كَيفَ الركب ما / لَ مُخالِفاً منّا الميولا
حثّ المَطايا شائياً / تِلكَ الَّتي شأت النصولا
وَحدا لهنّ فَأَصبحت / سبل الحزون لَها سهولا
مالَت إِلى كلّ الجِها / ت كأنَّها شربت شُمولا
أَيدي المَطايا خفّفي / يصل الوَخيد بك الذَميلا
وَترفّقي بثرى حمى / أَمسى الرفاق به حلولا
حملوا الجلال وَأَدلجوا / يا راحلين ضعوا الحمولا
يا راحلين تريّثوا / وَقِفوا عَلى الوادي قَليلا
تلكَ الذبالة غودِرَت / في الغَيهبِ الداجي ذبولا
تلكَ الربوعُ المشرقا / ت من السَنى أَمسَت طلولا
من كانَ ينزل قفرها / ويردّ موحشها أَهيلا
أَمسى تراباً وَالترا / ب عَلى محياه أَهيلا
أَرأَيتَ تلك النَفس كَي / فَ أَبَت عَلى الخسف النزولا
مَخضوبَة بدم المُنى / نصلت من الدنيا نصولا
من بعد ما هدت النُفو / سَ وَنبّهت منها الخمولا
الشرق جلّ مصابهُ / بزعيمه فَبَكى طَويلا
الشرق لَيسَ بمرتَض / بالشرق من سعد بَديلا
الشرقُ حارَ دليلهُ / يا مَن له كنت الدَليلا
الشرق ضاقَ مجالهُ / لسواك فيه أَن يَجولا
أَينَ البَيان وَسحره / وَالعزم لا يَغدو كَليلا
أَينَ الغنيّ برأيه / وَالسيف لا يغني فَتيلا
مَن ذا طَوى العلم الرَفي / عَ وَقلّص الظلّ الظَليلا
مَن ذا اِستَطال إِلى الَّذي / شاد البناء المُستَطيلا
طَعن اللَيالي طعنةً / مَنَعته فيها أَن يَصولا
وَرأته كرّ فَسلّمت / فَغَدا القؤول بها الفعولا
لَو شاءَ قتل الدهر ثم / مَ رَمى لألفاه قَتيلا
لرمى الحمامُ بمثلهِ / لَو أَدرك الطرف الختولا
يا أَيُّها الفحل الَّذي / بذّ الجهابذةَ الفحولا
هضبُ البَسيطة أَوشكت / من هول يومك أَن تزولا
بكر النعيّ فَطأطأت / شمّ الأُنوف له ذهولا
دَهت الزَمان بِفادِحٍ / جَفلَ الزَمان له جفولا
دهياء تَجتاح الفرو / ع مَتى أَناخَت وَالأصولا
قصّامة في مرّها / قَصمَت لنا الظهرَ الحمولا
جاشَت علينا بالرَعي / ل من الخطوب يلي الرعيلا
راع الشَبابَ نزولها / وَالشيب منّا وَالكهولا
بَينا لِسعدٍ يهتفو / نَ إِذا الهتاف غَدا عَويلا
حَمَلوكَ وَالعالي الذرى / وَطووك وَالمَجد الأَثيلا
حملوا المصاب وَأَغمَدوا / في تربك العضب الصَقيلا
ما كنت أَحسب أرؤساً / أَعلَيتها ترتدّ ميلا
لَولا القَضاء لأقبَلوا / يَتلو القَبيل لك القَبيلا
وَتجرّعوا عنك الدَوا / ءَ المرّ وَالداء الوَبيلا
واِستَقبَلوا بصدورهم / وَنحورهم تلك النصولا
غررُ المَعالي قَد أَبَت / إِلّاك يا سعد سَليلا
الثاكِلات وَحيدها / ملأت بك الدنيا ثكولا
يا بدر مصر طالِعاً / من ذا أَتاح لك الأفولا
أَمَقيلنا عثراتنا / هَلّا تركت لنا مقيلا
هلّا تَركتَ لَنا رَدي / فاً في مكانك أَو زميلا
عِبء الرئاسةِ باهِظٌ / مَن يحملُ العبء الثَقيلا
ليلُ السياسةِ حالكٌ / مَن ذا يضيء لَنا السَبيلا
مَن ذا وكلت بأمّة / يا مَن لَها كنت الوَكيلا
مَن ذا يَقوم مَقام شخ / صكَ جائِلاً فيها صؤولا
أَترى أقيلَ اليومَ سعدٌ / أَم رأى أَن يَستَقيلا
حاشاه ما كانَ السؤو / م منَ الجِهاد وَلا المَلوما
مَن كانَ ملء الأَرضِ أَص / بَحَ في الثَرى شبحاً ضَئيلا
من كانَ يَحمي غيل مص / ر قيلَ عنهُ اليومَ غيلا
لَيتَ الرَحيل وَلَيت لا / تجدي أَعادَ لَنا الرَحيلا
قَد كانَ لي أَمَل فَزا / وله الضَنى حَتّى أزيلا
لَم يبق لي برح الضَنى / إِلّا التألّم وَالنُحولا
القَلب شبّ أواره / هَل نهلة تَشفي الغَليلا
الداء عزّ دواؤُهُ / هَل نظرةٌ تبري الغَليلا
أَحَمامَة الوادي اِهدلي / إِنّي أُشاطرك الهَديلا
أَيكي وأيكك واحِد / يَبكي الخَليل به الخَليلا
قولي كَما قالَت يدي / بَيني وَبَينَ السَيف حيلا
كبرى المَصائِب حاولت / دون الأَماني أَن تَحولا
كبرى المَصائِب حوّلت / شَمس الضُحى فينا أَصيلا
قَد كنت أَعذل جازِعاً / وَأَرى العَذير له جَهولا
وَاليَوم أَعذر من بَكا / كَ وَواصلَ الدمعَ الهطولا
لَو جَمَّعوا شمل الدُمو / عِ لَزاد هَذا النيل نيلا
جرحتك يا شرق الخُطو / ب فرمّ جرحك أَن يَسيلا
الجرحُ إِن أَهملتهُ / أَعجلتَ لِلجرحِ النغولا
قُل لِلمَصائِب فلتهل / ما شاءَ خطب أَن يَهولا
نَفذ القَضاء فَلا تَرُم / مَنجى لسعدٍ أَو مقيلا
حسر الزَمان فشمّروا / وَذَروا وَراءَكمو الكَسولا
يَدعو إِلى نيل المُنى / من كانَ من قصد منيلا
فتكفَّلوا بِنَجاح من / بِنجاحكم كانَ الكَفيلا
وَتَضامَنوا تصل المنى / إِن غابَ من ضمن الوصولا
أَترى يعود لنا الهَنا / أَم ذاكَ لا يَنوي قفولا
أَيَعود فينا ممكناً / ما عادَ فينا مُستَحيلا
جادَ الزَمان به زَما / ناً ثُمَّ عادَ بِهِ بَخيلا
أَتَرى تَزول حياة من / أَحيا المَدارِك وَالعُقولا
مَن لي بِسعد إِن جَرى / مطر الخطوب بنا سيولا
هُوَ ذَلِك الرَجل الَّذي / عدم الرِجال له مَثيلا
فَإِذا تمثّل شخصه / مثلت لَنا الحُسنى مثولا
أَو عَنّ يَوماً فضله / فضل الوَرى أَمسى فَضولا
ذكراه قَد هاجَت جوى / في كلّ جانحة دَخيلا
هَيهات لا ترخي العُصو / ر عَلى مآثره سدولا
ما بال سعد لا يُجي / ب وَلا يردّ اليَوم سولا
يا سعد عذرك بيّن / يا سعد لا تَخشى العذولا
إِنّا وَردنا حنظلاً / ووردت أَنتَ السَلسَبيلا
دنيا بلوت خلالها / وَسبرتها عرضاً وَطولا
تَركَتك تُصلح شأنها / وَتَرَكتها قالا وَقيلا
وَسَتذكر الأَجيالُ صن / عك في الوَرى جيلاً فَجيلا
لَك أَفضَل الأَجرين في الد / دارين مِن أُخرى وَأولى
اليَوم يومك فاِبتدر / وأعد لَنا الصنع الجَميلا
عُد لِلمَواقفِ واِرتَجل / دعت القضيّة أَن تَقولا
أَولَيتنا المنن الجِسا / م فهاكه شكراً جَزيلا
وَاللَه أَولى أَن يزي / دَ لك الجزاءَ غداة تولى
اللَّيث أَصحر فاِرقبي / يا مصر في الغاب الشبولا
طولي بسعد إن أَبت / أَيّام سعد أَن تطولا
أَبناء سعدٍ حقّقوا / بالجدّ مقصده النَبيلا
سيروا عَلى منوالهِ / أَو أَن يقال القصد نيلا