المجموع : 3
سَيفٌ بجَفنكَ مُغمدٌ مَسلولُ
سَيفٌ بجَفنكَ مُغمدٌ مَسلولُ / ماضٍ عَلى العُشّاقِ وَهوَ كَليلُ
يَهوى مُضارَبَة الجَريح بحدّهِ / وَيَهيمُ مِن شَغَفٍ بِهِ المَقتولُ
هَل عند مُعتَدِلِ القَوامِ لعاشِقٍ / عَدلٌ وَهَل عِندَ الجميلِ جَميلُ
رَشأٌ بَخيلٌ بِالسَلامِ أُحبُّهُ / ومن العَجائبِ أَن يُحبَّ بَخيل
وُمُعقرب الأَصداغ ما لِلَديغها / راقٍ وَلا لِعَليلها تَعليل
واذا تَبَدّى في سَماءِ قِبائِه / وَالسُكرُ يَعطِفُ عِطفَه فَيَميلُ
عقدَ القُلوبَ بِخصرهِ المَعقودِ اذ / حَلَّ العَزائم بندُه المَحلولُ
واذا صَباً أَو شَمالٌ مالَت ضُحىً / بالغُصنِ مالَ بِه صِبّاً وَشَمولُ
ان تكحل الكَحلاء وَهيَ غنيَّةٌ / فَكَذاك يُمهى السَيفُ وَهوَ صَقيل
يا بَدرُ عُذّالي عَلَيكَ كَثيرَةٌ / وَالمُسعِدون عَلى هَواكَ قَليل
وَأَليم هجركَ ما يَراكَ مواصِلي / وَلَذيذُ وَصلِكَ ما اليه وصول
لَهفي لِما في فيكَ طابَ مَذاقُهُ / مِن سَلسَبيلٍ ما اليه سَبيلُ
قَد جاءَ عُذّالي وجرتَ وَقاتِلي / سِيّانَ حُبٌّ قاتِلٌ وَعَذولُ
أَلقاكَ كَي أَشكو فأسكتُ هَيبَةً / وَأَقولُ ان عُدنا فَسَوفَ أَقولُ
وَأَغارُ أَن يأتي الَيكَ بِقصَّتي / غَيري وَلَو أَنَّ الرياحَ رَسولُ
انَّ الملاحةَ دَولَةٌ سَتَزولُ / وَأَميرُها بعذارِهِ مَعزولُ
بادِر باحسانٍ وَحُسنك لَم يَحُل / واعلم بأنَّ الحُسنَ سَوفَ يَحولُ
قَد بانَ في الخَدِّ الصَقيل لِناظِر / كَلَفٌ وَفي الغُصنِ الرَطيبِ ذُبول
كَم ذا الدَلال وَقَد كبرتَ وَخضرةٌ / في عارضيكَ عَلى العِذار دَليل
أَنا كنتُ أَولَ عاشِقيكَ وَقَد سَلا / غَيري وودّي بِالوَفاءِ ثَقيلُ
أَنتَ الحَبيبُ مِن البَريّة كُلِّها / وَمُحَمَّدٌ دونَ الوَرى المأمولُ
مَلِكٌ تَفَرَّد بِالجَمال فَلَم يَزَل / مُذ كانَ ذا مُلكٌ وَلَيسَ يَزولُ
غَذاه عِرقٌ في المَكارِمِ معرقٌ / وَنَماهُ أَصلٌ في الفَخار أَصيلُ
بَحر له بيضُ العَطايا لُجَّة / أَسَدٌ لَهُ سُمرُ العَوالي غيلُ
وَلَهُ العُلى وَلشانئيهِ شَينُهُم / وَلَهُ النَدى وَلسائليه السُول
حَيثُ النُفوس تَسيلُ في سُبُل الرَدى / وَالخَيلُ في سَيلِ الدِماءِ تَجولُ
صَبغَ النَجيعُ شِياتها فَبَدَت وَما / يَبدو لَها غُرَرٌ وَلا تَحجيلُ
لَولا جُدودُكَ وَالمَنايا شُرَّعٌ / حالَت قَناً دونَ المُنى وَنُصولُ
يا ابنَ الأَكارِمِ كابِراً عَن كابِرٍ / طابَت فُروعٌ مِنهُمُ وَأُصولُ
بَيتٌ مِن الأَدناس خالٍ مُقفِرٌ / وَمِن المَكارِم عامِرٌ مأهول
رأيٌ يُضيءُ اذا الحَوادِثُ أَظلَمَت / فَدجت وَيَمضي وَالحُسام كَليلُ
وَنَدىً إِذا يَممتَه فَسأَلته / سالَت عَلَيكَ مِن العَطاءِ سُيولُ
لَيثٌ بِهِ السُلطان أَرغم ضدَّهُ / وَبِهِ يَطولُ عَلى العِدى وَيَصولُ
لَيث الوَغى شَهدت لَه أَفعالُهُ / وَالمَوتُ أَحمَرُ وَالدِماءُ تَسيلُ
وَإِذا تَناهى مادِحٌ في وَصفِه / عَضَدَ المقولَ بِصدقِه المَعقولُ
حاميتَ يَومَ حماةَ غَيرَ مُفَنَّدٍ / وَحملتَ عِبءَ الحَربِ وَهوَ ثَقيلُ
وَكررتَ يَومَ التَلِّ حَتّى لَم يَكُن / إِلّا أَسيرٌ مِنهُمُ وَقَتيلُ
فَمُجَدَّلٌ يَسعى إِلَيهِ أَجدَلٌ / أَو هارِبٌ طارَت إِلَيهِ خُيولُ
ماضٍ وَقَد نَبَتِ السُيوفَ وَواقِف / ثَبتٌ عَلى أَنَّ المَقامَ مَهولُ
في ظِلِّ غازٍ ما لِنَفسٍ تَحتَه / قَدَمٌ وَلا لِسِوى الأُسود مَقيلُ
سامي العَلاءِ إِلى السَماءِ فَفي عُلا / كُلِّ امرىءٍ قِصَرٌ وَفيهِ طولُ
مِن طَيّبينَ مَصونَةُ أَعراضُهُم / أَبَداً وَوافِرُ وَفرهُم مَبذولُ
قَومٌ أَذالوا في الحُروبِ نُفوسَهُم / لِلمُلكِ حَتّى مُلِّكوا وَأديلوا
الكاشِفين الكَربَ وَهوَ مُجلّلٌ / وَالفارِجين الخَطب وَهوَ جَليلُ
يا ناصِرَ الدين الَّذي مَن يأتِهِ / أَضحى عَزيزَ الكُفرِ وَهوَ ذَليلُ
فالدينُ مَنصورٌ بِهِ وَمؤَيَّدٌ / وَالشِركُ مَخذولٌ بِهِ مَغلولُ
حاشى غَمامَكَ أَن يُفارِقَ مَنزِلي / أَو لا يَكونَ لَهُ عَلَيهِ نُزول
أَنا في جنابِكَ مُذ وَليتَ وَمجدبٌ / لا مِنهُ مأمول وَلا مَطلول
فاِنظر اليّ بِعَينِ جودكَ نَظرَةً / لا زِلتَ تُسأل دائِماً وَتُنيلُ
واسلم عَلى رُغمِ الحَسودِ مُخلَّداً / في حالِ عِزٍّ مالَها تَحويلُ
مَولايَ سعدَ الدين دعوةَ آمِلٍ
مَولايَ سعدَ الدين دعوةَ آمِلٍ / مِن بَحر فَيضِ يَدَيكَ خير مُؤَمِّلِ
إِن ارتَحِل بالجِسم عَنكَ فانَّ لي / قَلباً أَقامَ لَدَيكَ لَمّا يَرحلِ
أَعدَدتُهُ لِلدَهر أَنفَعَ عُدَّةٍ / وَعَليهِ بَعدَ اللَهِ فيهِ مُعَوّلي
لَو حارَبَت أَرضٌ سِواها حارَبَت / أَرض الشامِ عليه أَرضَ الموصِل
تَشتاقه أَرضُ الشامِ وَأَهلُها / شَوقَ العِطاشِ إِلى بَرود المنهَلِ
غَيثُ الفَقرِ المرمِلِ كهف الغَري / بِ المُبتَلى رَدءُ الضَعيفِ الأَعزَل
ربُّ الشَجاعَة وَالسَماحَةِ وَالتُقى / أَسَدُ الوَغى الحامي وَزادَ المرمِلِ
وَيَزيدُني شَوقاً إِلَيهِ أَن أَرى / أَهلَ الفَضائِلِ عادِمي متَفضِّل
تَمَّت فَواضِلُهُ عَلى سُؤالِهِ / وَنَمت فَعَمَّت كُلَّ مَن لَم يَسألِ
أَصبَحتَ سعدَ الدينِ أَسعَدَ آمِلٍ / وَجَنى الحَديثِ وَنزهَةَ المتأمِّل
وَنَصَرتَ نورَ الدينِ حينَ نَصحتَ بالرَ / أيِ الأَصيلِ وَبالحُسامِ المُفضلِ
وَشَهامَةٌ أَبَداً تقيِّدُ مَنزِلاً / عَن شاهِقٍ وَمُجَّدلاً عَن أَجدَلِ
غَيثُ الوَرى ذو ديمَة لا تَنجَلي / لَيثُ الوَغى ذو عَزمَة ما تأتَلي
وَعد الفَتى دينٌ وَعبدُكَ ساهِم / في الحالَتين فعَلتَ أَو لَم تَفعَلِ
أَهلاً بِها وَبِما أَتَتنما تَحمِلُ
أَهلاً بِها وَبِما أَتَتنما تَحمِلُ / خَلاً نَرى الاقبالَ ساعةَ تُقبِلُ
جاءَت تنزَّعُ تَحتَ أَكرم مَن مَشى / وَكَأَنَّها تَحتَ السَحابَة شَمأل
يَغُذُّ بهم إِمّا أَقبُّ مَطيّهم / نَهدُ المَراكِل أَو أَغرٌّ مُحَجَّل
وَكَأَنَّهُ مِن غِلمةٍ من فَوقِهِ / تَزهى فَيشمعُ أَو تَتيهُ فَيصهَل
طارَت بِهِ فَأَقامَ وَبلُ نَوالِهِ / يَجري فَيهمي أَو يَسُحُّ فَيَهطل
بَحرُ النَدى الغَمِرُ الَّذي رَحَلَت بِهِ / عَنّا وَأَنجمُ جُودِهِ ما تَرحَلُ
لَيثٌ إِذا لاقى الأَعادي مُشبِلٌ / غَيثٌ إِذا لاقاهُ عافٍ مُسبِلُ
وَالنَسرُ يَتبعُ جَيشَه وَالأَجدَلُ / عِلماً بأَنَّ عَدوَّهُ سَيُجَدَّلُ
وَلَهُ إِذا ما الغَيثُ خَصَّ بسيبهِ / فَضلٌ يَعُمُّ بِه البِلادَ وَمُفضِلُ
وَإِذا عَرضتَ لِنَيلِهِ مُستَجدياً / لاقاكَ مِنهُ العارِضُ المتهمِّلُ
إِنَّ الزَمانَ مُحَمَّدٌ بِمُحَمَّدٍ / وَبِفعلهِ الحَسَنِ الجَميلِ مُجمَّلُ
طودُ العُلى السامي بِما يَتَحَمَّلُ / بَحرُ النَدى الكافي بِما يَتَكفَّل
متمنطِقٌ بِالمحمداتِ مُتَوَّجٌ / مُتآزرٌ بالمكرُمات مُسَربَكُ
قَبلٌ أَبوه كانَ أَصلاً ثابِتاً / لِلمُلكِ قِدماً وَهوَ فَرعٌ أَطوَلُ
فَبَنى عَلى أَساس والدِهِ لَه / بَيتاً دَعائِمُهُ الوشيجُ الذُبَّلُ
مالٌ يُبادِرُ مَن دَعاهُ مُسارِعاً / وَعَلى الَّذي لَم يَدعِه مُتَطَفِّل
وَنَدىً يَعُمُّ وَلَم يَخصَّ وَلا نَرى / مَجداً يُنالُ بِلا نَوالٍ يَشمَلُ
إِن يُشرِكوكَ فانَّهم لَم يَبذُلوا / يَومَ النَدى وَلَدى الوَغى ما تَبذل
بأسٌ يُعانيهِ الشُجاعُ فَيَنثَنى / وَنَدىً يُعاينُهُ السَحابُ فَيَخجَلُ
وَلَيسَ لي / بَعدَ الالهِ عَلى سِواكَ مُعَوّلُ