القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 8
نفسي على نفسي الوجود بها نزل
نفسي على نفسي الوجود بها نزل / فَرْضاً وتقديراً ترتب في الأزلْ
فتلبست نفس الوجود بغيرها / وتقيد الإطلاق منها وانعزلْ
وهو الذي هو لم يزل في غيبه / وأنا الذي هو في انعدامٍ لم أزل
وكذاك حكم الكائنات جميعها / فدع العَنا يا من تَرَيَّضَ واعتزل
واعلم بأنك أنت تقدير الذي / هو ناسج لك بالمشيئة ما غزل
والحضرتان له فحضرة ذاته / محض الوجود ووَصفُهُ نظمُ الغزل
وهي الصفات جميعنا آثارها / من جدَّ فهو بها يجدُّ ومن هزل
وإذا تعرض خاطر لك فاسد / فارجع إلى التقدير إن العقل زل
وإذا الوجود الحق أعرض عنك قل / نفسي على نفسي الوجود بها نزل
نور تلفَّف بالظلام مكملُ
نور تلفَّف بالظلام مكملُ / نودى هنا يا أيها المزملُ
قم فيه وهو الليل أي بأموره / طبق الإرادة ما علا والأسفلُ
ذرني ومن فيه خلقت من الورى / فيه وحيداً مستقلاً يفعل
واغلظ عليهم قال أي بنفوسهم / وهو الرؤوف بنا الرحيم المفضل
وهو العزيز عليه ما عَنِتَ السوى / وهو الحريص على الجيمع ليكملوا
بحر وهم أمواجه وهو الذي / بالحق قام كصورة تتخيل
وافهم إشارة قوله قد جاءكم / من عين أنفسكم إليكم مرسل
تجد الذي بالروح عنه وبالحجى / كنّى الإلهُ وما درى من يجهل
وهو الحقيقة والشريعة والهدى / لمن اهتدى وهو الحبيب المقبل
والسنة الغراء فيه طريقنا / ويد الجماعة والكتاب المنزل
طوراً يغيب ونحن نظهر عنه في / هذا الزمان لنا المقام الأفضل
ونغيب نحن به ويظهر تارة / هو قائمٌ عنا بنا يتمثل
ووراء هذا في الغيوب حقيقة / تطوي الحقائق كلها لا تعقل
قد أجملت نور النبيِّ وفصلت / وتظل تجمل للورى وتفصل
وهي الوجود وما سواها هالكٌ / ويقال موجود يلوح ويأفل
نور على نور وللثاني أتى / أو في الصلاة بها يجود الأول
طول المدى ما هب ريح الروح في / روض الجسوم وما تغنّى البلبل
إنا فهمنا عنه أمثالاً لنا
إنا فهمنا عنه أمثالاً لنا / هو ضاربٌ فينا بخلقٍ أكملِ
لم نضرب الأمثالَ نحن له ولم / نعدل عن النهج القويم الأعدلِ
ولهم ضربنا قوله الأمثالَ في / حق الذين تقدموا فتأمَّلِ
لا تضربوا الأمثال لله الذي / قد قال ذلك في الكتاب المنزلِ
فالله يعلم والبرية كلهم / لا يعلمون بمجمل ومفصَّلِ
ومتى رأينا عالماً في صورة / كونية قلنا هو الحق الجلي
رام الظهور بصورة في علمه / وبها توجه للحضيض الأسفل
والكل ذو علم ولو بحقيقة / فيما مضى والآن والمستقبل
والحق عنها قد تنزه قبلها / وهو المنزه بعدها عنها العلي
والحكم فيها قد أتى منه على / ما كان منها في القديم الأول
وهو الذي ما زال عن إطلاقه / وهي التي عن نفيها لم ننزل
لكنها ثبتت به منه له / كشفاً بعلمٍ ليس بالمتحوّل
وتخصُّصاً بإرادة وتقدُّراً / بالقدرة القصوى عن المتأمل
فاشهده منها مطلقاً في نفسه / ومقيداً بخصوصها المتأثِّل
أو شئت فاشهدها به معدومة / لما تزل وهو الشهيد لها الولي
إن الشهادة والولاية كانتا / للحق حتى صارتا بالحق لي
يا للبرية إن قلبي ما ارتوى
يا للبرية إن قلبي ما ارتوى /
ممن معي لا زال يظهر بالقوى /
وأنا الذي أشكو المحبة والجوى /
وأمر ما لاقيتُ من ألم النوى / قرب الحبيب وما إليه وصولُ
يدنو فأحسب أنه أني وما /
هو غير قرب والجهول له العمى /
فاعجب لنور فيه كوني أظلما /
كالعيس في البيداء يقتلها الظما / والماء فوق ظهورها محمولُ
دع من يجادل أو يماطلْ
دع من يجادل أو يماطلْ / واعلم بأن الكلَّ باطلْ
والحق حق واحدٌ / وبه غبار الكون ساطل
يا من يعدده ولا / يدريه خاطٍ أنت خاطل
يا غافلون تنكبوا / عنا فغيث الفتح هاطل
هذا الذي لا تعرفو / ن ولو جريتم في القساطل
وقفوا بأرض عقولكم / إن الذي تدرون عاطل
ما حظكم غير السوى / منه وما فزتم بناطل
الله أكبر هذه / ذكرى لأفئدة العواطل
ظهر الوجود الحق في مرآتنا
ظهر الوجود الحق في مرآتنا / إذ نحن في العدم المقدر لم نزلْ
فوجودنا هو صورة لوجوده / لا أنه ذاك الوجود علا وجلّْ
وكذا ظهرنا نحن في مرآته / مع أننا عدم ومنه على وجل
وهو المقدر بالصفات ذواتنا / وصفاتنا من غير بدء في الأزل
إذ نحن أجمعنا هو العدم الذي / ما شم رائحة الوجود إذا نزل
فظهوره فينا بقول قل انظروا / ماذا الذي هو في السما والأرض هل
وكذاك وهو الله قال بأنه / هو في السما والأرض من يجحده زل
وظهوره فينا بحكم كلامه / في كل شيء هالك إلا الأَجَلّْ
مع أننا نحن العوالم كلها / موجودة فافهم وفصِّل ما انجمل
واحذر تظن تغيراً وتبدُّلاً / في ربنا عما عليه فما انتقل
وكذلك احذر أن تظن بأننا / عما عليه لنا التغير والبدل
فإذا رآنا فهو راء نفسه / لا أننا هو أو بنا حاشاه حَلّْ
وإذا رأيناه فأنفسنا نرى / لا غير فاكشف عن سنا هذا المحل
هذا هو العرفان وهو أجل ما / يأتي به بشر وحققه الأمل
إرث النبيِّ محمد وهو الذي / جاءت به ساداتنا القوم الأول
أقبل ودع عنك الكسلْ
أقبل ودع عنك الكسلْ / وكن الذباب على العسلْ
وإذا طردت فعد إلى / ما كنت تطلبه وسل
واعلم بأنك قاتل / فالنصل في طول الأسل
والحب يخرج مثله / والبزر أشجاراً نسل
ومتى تركت تركت لا / طهر الإناء ولا انغسل
هذا القديم وهذه أفعالُهُ
هذا القديم وهذه أفعالُهُ / وجلالُه هو ظاهر وجمالُهُ
لا حادث إلا الذي في علمه / بالحق كان لذكره إنزاله
والكل فيه وليس شيء خارجاً / عنه وهذا في الظهور كماله
والحادث المعلوم ليس بحادث / علم قديم مثله أحواله
لكن له حدث يقال شريعة / إن الطاهرة رفعه وزواله
كالعبد يعلم ثم يذكر علمه / لا خارجاً عنه وذاك خياله
أهل الجمال لهم به بسط كما / أهل الجلال بقبضهم إجلاله
لا هؤلاء لهؤلاء مجانس / هيهات أين الليل أين هلاله
جمع الإله الحق يوم قيامة / كل الجلال لناره إضلاله
وكذا الجمال جميعه المجموع في / نور الجنان تفيَّأته ظلاله
ذاك الذي للظالمين كما الذي / للصالحين هو الجمال وآله
مقسومة في العلم تلك وهذه / حكمت بقسمتها لنا آزاله
لا خلف لا تبديل في كلماته / نص الكتاب درت به أبداله

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025