المجموع : 5
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه / لمّا أفلنَ وما عرفن أفولا
لله درُّكَ أن نقوَّلَ كاشحٌ / فرددت حدَّ لسانه مفلولا
ما كنت أضمر غير ودٍّ صادقٍ / لك كلّما هجر الخليلُ خليلا
فاقمعْ شرارَ الحاسدينَ فإنهم / طلبوا لتغيير الصفاءِ سبيلا
قلبي على العهدِ القديمِ فرِدْ به / ظلَّ المودة يا خبيرُ ظليلا
لا تطلبنَّ بيَ البديلَ فإنني / لم أتخذ بك في الإخاء بديلا
ألفٌ ألا انعم بالمحبة حالا
ألفٌ ألا انعم بالمحبة حالا / واجررْ لأبراد المنى أذيالا
باء بدا شفق المغيب وأوقدت / سرج النجوم فعاطني الجريالا
تاء تلوت محاسن البيض الدمى / سوراً وجدت بها الرحيق حلالا
ثاء ثوينا نجتني زَهَرَ المنى / من كل غصن في نقا قد مالا
جيم جرت أفلاك بدري أقمرا / مما تدور بأنجم تتلالا
حاء حباني من حبيت بوصله / برضابه فرشفت منه زلالا
خاء خلال الروض وهو ممسك / بتنا نباري الفرقدين وصالا
دال دنت بي منه رحما زورة / فظننتها مما ازدهيت خيالا
ذال ذؤابة من هويت زمرد / لو طاول المسك الأحم لطالا
راء رنا ظبياً وغنى أورقاً / ومشى قضيب نَقا ولاح هلالا
زاء زعمتم بالنصال فطرفه / أَصمى الفؤاد وما أعد نبالا
طاء طوى الهيمان طيَّ وشاحه / بمخصر فتوشح الخلخالا
ظاء ظللنا تحت ظلِّ مودة / في روض أنس نجتني الآمالا
كاف كساه الحسن غرة جعفر / فاهتزَّ من طرب وفاق جمالا
لام لواء المجدِ تحت يمينه / ولجامُ طِرْفِ العز منه مالا
نون نبيل إن تناول رقعة / خلت اليراعة أسمراً عسالا
صاد صدقت لقد بلوت فلم أجد / في المجد لابن أبي الربيع مثالا
ضاد ضمنت لمن أناخ بظله / إلا أن يحط على الخطوب رحالا
عين عفا رسم الوفاء فجددت / منه سوابغ فضله أَطلالا
غين غدت منا اللحاظ كأنما / نرعى به بدر التمام كمالا
فاء فريد الحسن منه يزيده / باللحظ تكرير العيون صقالا
قاف قُدِ العلياء يا قطب النهى / واجعل لها كرم الخلال عقالا
سين سموت وقد نمتكَ عصابة / مَلأَتْ صدوراً هيبة وجمالا
شين شآبيب الندى بأكفهم / عند الشدائد تطرد الأمحالا
هاء هم الغر الكرام وإن عروا / أردوا على الغر الكرام رجالا
واو وعندهم حمام عدوهم / من قبل أن ينضوا عليه نصالال
ياء يُلاقي ذكرهم لفؤاده / جزعاً كما يلقى النسيم ذبالا
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا / أَوَما رأيتَ دمَ العلا مطلولا
هذا جوادُ أبي شجاعٍ مخبرٌ / أن الجواد انقضَّ عنه قتيلا
ولطالما لبس الدروعَ غلائلا / ولطالما جرَّ الرماح ذيولا
وسرى إلى الغارات وهي كتيبةٌ / ملء الفضاء فوارساً وخيولا
واستقبل الزمنَ البهيم فلم تزل / أيَّامه غرراً به وحجولا
حتى استفاض عليه بحرُ حمامِهِ / يربدُّ فيه أسنَّة ونصولا
في مأزق ضنك المسالك رتَّلَتْ / فيه الظُّبا سُوَرَ الردى ترتيلا
خام الكماةُ فكرَّ كرة ضيغم / لم يرضَ إلا السمهرية غيلا
لبس الشهادةَ حلَّةً حمراء من / عَلَقٍ تعم السابريَّ فضولا
يا شدَّ ما اتخذ المنيَّة خلَّة / من بعد ما اتخذ الحسام خليلا
وأجال عادية الجياد محارباً / وأذلَّ أعناق البلاد منيلا
يا راحلاً ركب الحمام مطيَّة / هل ترتجي بعد الرحيل قُفولا
غادرْتَ معمور المكارم بلقعاً / وتركت ربع المعلواتِ محيلا
إن كنتَ ودَّعْتَ الحياةَ فإنما / أودعت داءً في القلوب دخيلا
أو كان واراك الصفيحُ فإنما / وارى رقيق الشفرتين صقيلا
أزرى به طولُ الضراب وغادرتْ / في مضربية الحادثاتُ فلولا
أمَّا الأنام عيونهم وقلوبهم / فلقد مُلئنَ مدامعاً وغليلا
عندي حديث عن وجيبِ ضلوعهم / لو كنتَ تصغي للحديث قليلا
لم تَبْقَ من نُطَفِ المدامعِ قطرة / إلاَّ وراح مصونُها مبذولا
ما زلت صباً بالشهادة في الوغى / حتى وجدتَ إلى الوصالِ سبيلا
فبكى الحصان الأعوجيُّ تحمحماً / والهندوانيُّ الجُرازُ صليلا
واغرورقتْ عين السماء وربما / رفعت كواكبها عليك عويلا
وتغير الصبح المنير فخلته / مما تسربل بالشحوب أصيلا
يا حسرةً نفتِ الرقادَ وأَطلعتْ / للشيب في رأسِ الوليد نصولا
ما كان أَحرانا لمصرع أرقمٍ / أَنْ نغتدي في حيث حلَّ حلولا
أفبعده تبغي الحياةَ إذن فلا / دفع البكا منا عليه غليلا
قل للمؤمِّل حدتَ عن شأوِ المنى / رَمَتِ المنونُ فأَصْمَتِ المأمولا
واهرب كمن ركب السرى فسرى فتىً / يحدى السرى بعد الوزير قتيلا
خلع ابن لبونٍ ثيابَ حياته / فاخلع وجيفاً بعد وذميلا
يا حامليه للثرى رفقاً به / فالمجدُ أَصبح للثرى محمولا
خصُّوا به قلب الشجي لفقده / ولتجعلوه من الضريح بديلا
أو فاكفليه يا سماء فإنَّه / ما اعتاد نجم في سواك أفولا
كان الشهابَ المستضيءَ فلم يَنُبْ / عن نوره نور السِّماكِ دليلا
كان الغمامَ المستهلَّ فما لنا / نشكو أوان همى السحاب محولا
يا دهر أَنَّى غلت منه مثقَّفاً / لدنَ المهزِّ وصارماً مصقولا
يا قبر كيف وسعت منه سحابةً / وطفاءَ ساحبة الذيول هطولا
عظم المصاب وقد أصيب بمعرك / أخذت به منه العداة ذحولا
والرزء ليس يجل أو يُلفى الذي / أَصماهُ سهم الحادثات جليلا
أين الذي هدمت صوارمه الطلى / وغدا بتشييد العلاء كفيلا
أين الذي ملكت علاه نواظراً / ومسامعاً وقرائحاً وعقولا
وسرى فسمَّيْنا النجوم حباحباً / وحبا فسمَّيْنا الغمام بخيلا
من ذا يسدُّ مكانه في غارة / تركت سوابقها الحزون سهولا
أم من ينوب منابَهُ لحوادث / تذر العزيز بحكمهنَّ ذليلا
أَوَ لم يكن يغشى الحروب منازلاً / فيشبّها بحسامه مسلولا
أو ما غدا بجياده فتبخترت / مرحاً ورجَعتِ الغناء صهيلا
ما باله نبذ السوابغ والقنا / وأقام عن شغلٍ بها مشغولا
ما باله ترك الجفون سحائباً / ما باله ترك الجسوم طلولا
قد زرت موضع قبره فكأنما / قلّبتُ منه روضة وقبولا
ونشرت حُرَّ ثنائه فكأنما / عاطيت منه السامعين شمولا
ما راعنا موت العزيز فلم يزل / حيَّاً لمن يتأوِّل التنزيلا
لكن جزعنا للفراق وقد نوى / عنَّا إلى دار القرار رحيلا
أَلله أنزله الجنان ومدَّ من / رضوانه ظلاً عليه ظليلا
لو كنتَ شاهده وقد غَشِيَ الوغى
لو كنتَ شاهده وقد غَشِيَ الوغى / يختالُ في ضافي الحديد المسبلِ
لرأيتَ منه والحسامُ بكفه / بحراً يريق دمَ الكماة بجدول
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ / في جفنه عضبٌ يَقُدُّ مَفاصلي
يسطو بذاكَ وذا فيغدو قِرْنُهُ / بهما صريعَ لواحظٍ ومناصل
ماضٍ كلا السيفين لكنْ لحظُهُ / أمضى وإلا فاسألنَّ مقاتلي