القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الزَّقّاق البَلَنْسِي الكل
المجموع : 5
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه
يا كوكباً بهر الكواكب حسنه / لمّا أفلنَ وما عرفن أفولا
لله درُّكَ أن نقوَّلَ كاشحٌ / فرددت حدَّ لسانه مفلولا
ما كنت أضمر غير ودٍّ صادقٍ / لك كلّما هجر الخليلُ خليلا
فاقمعْ شرارَ الحاسدينَ فإنهم / طلبوا لتغيير الصفاءِ سبيلا
قلبي على العهدِ القديمِ فرِدْ به / ظلَّ المودة يا خبيرُ ظليلا
لا تطلبنَّ بيَ البديلَ فإنني / لم أتخذ بك في الإخاء بديلا
ألفٌ ألا انعم بالمحبة حالا
ألفٌ ألا انعم بالمحبة حالا / واجررْ لأبراد المنى أذيالا
باء بدا شفق المغيب وأوقدت / سرج النجوم فعاطني الجريالا
تاء تلوت محاسن البيض الدمى / سوراً وجدت بها الرحيق حلالا
ثاء ثوينا نجتني زَهَرَ المنى / من كل غصن في نقا قد مالا
جيم جرت أفلاك بدري أقمرا / مما تدور بأنجم تتلالا
حاء حباني من حبيت بوصله / برضابه فرشفت منه زلالا
خاء خلال الروض وهو ممسك / بتنا نباري الفرقدين وصالا
دال دنت بي منه رحما زورة / فظننتها مما ازدهيت خيالا
ذال ذؤابة من هويت زمرد / لو طاول المسك الأحم لطالا
راء رنا ظبياً وغنى أورقاً / ومشى قضيب نَقا ولاح هلالا
زاء زعمتم بالنصال فطرفه / أَصمى الفؤاد وما أعد نبالا
طاء طوى الهيمان طيَّ وشاحه / بمخصر فتوشح الخلخالا
ظاء ظللنا تحت ظلِّ مودة / في روض أنس نجتني الآمالا
كاف كساه الحسن غرة جعفر / فاهتزَّ من طرب وفاق جمالا
لام لواء المجدِ تحت يمينه / ولجامُ طِرْفِ العز منه مالا
نون نبيل إن تناول رقعة / خلت اليراعة أسمراً عسالا
صاد صدقت لقد بلوت فلم أجد / في المجد لابن أبي الربيع مثالا
ضاد ضمنت لمن أناخ بظله / إلا أن يحط على الخطوب رحالا
عين عفا رسم الوفاء فجددت / منه سوابغ فضله أَطلالا
غين غدت منا اللحاظ كأنما / نرعى به بدر التمام كمالا
فاء فريد الحسن منه يزيده / باللحظ تكرير العيون صقالا
قاف قُدِ العلياء يا قطب النهى / واجعل لها كرم الخلال عقالا
سين سموت وقد نمتكَ عصابة / مَلأَتْ صدوراً هيبة وجمالا
شين شآبيب الندى بأكفهم / عند الشدائد تطرد الأمحالا
هاء هم الغر الكرام وإن عروا / أردوا على الغر الكرام رجالا
واو وعندهم حمام عدوهم / من قبل أن ينضوا عليه نصالال
ياء يُلاقي ذكرهم لفؤاده / جزعاً كما يلقى النسيم ذبالا
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا
كذبت ظنونُك ما العزاء جميلا / أَوَما رأيتَ دمَ العلا مطلولا
هذا جوادُ أبي شجاعٍ مخبرٌ / أن الجواد انقضَّ عنه قتيلا
ولطالما لبس الدروعَ غلائلا / ولطالما جرَّ الرماح ذيولا
وسرى إلى الغارات وهي كتيبةٌ / ملء الفضاء فوارساً وخيولا
واستقبل الزمنَ البهيم فلم تزل / أيَّامه غرراً به وحجولا
حتى استفاض عليه بحرُ حمامِهِ / يربدُّ فيه أسنَّة ونصولا
في مأزق ضنك المسالك رتَّلَتْ / فيه الظُّبا سُوَرَ الردى ترتيلا
خام الكماةُ فكرَّ كرة ضيغم / لم يرضَ إلا السمهرية غيلا
لبس الشهادةَ حلَّةً حمراء من / عَلَقٍ تعم السابريَّ فضولا
يا شدَّ ما اتخذ المنيَّة خلَّة / من بعد ما اتخذ الحسام خليلا
وأجال عادية الجياد محارباً / وأذلَّ أعناق البلاد منيلا
يا راحلاً ركب الحمام مطيَّة / هل ترتجي بعد الرحيل قُفولا
غادرْتَ معمور المكارم بلقعاً / وتركت ربع المعلواتِ محيلا
إن كنتَ ودَّعْتَ الحياةَ فإنما / أودعت داءً في القلوب دخيلا
أو كان واراك الصفيحُ فإنما / وارى رقيق الشفرتين صقيلا
أزرى به طولُ الضراب وغادرتْ / في مضربية الحادثاتُ فلولا
أمَّا الأنام عيونهم وقلوبهم / فلقد مُلئنَ مدامعاً وغليلا
عندي حديث عن وجيبِ ضلوعهم / لو كنتَ تصغي للحديث قليلا
لم تَبْقَ من نُطَفِ المدامعِ قطرة / إلاَّ وراح مصونُها مبذولا
ما زلت صباً بالشهادة في الوغى / حتى وجدتَ إلى الوصالِ سبيلا
فبكى الحصان الأعوجيُّ تحمحماً / والهندوانيُّ الجُرازُ صليلا
واغرورقتْ عين السماء وربما / رفعت كواكبها عليك عويلا
وتغير الصبح المنير فخلته / مما تسربل بالشحوب أصيلا
يا حسرةً نفتِ الرقادَ وأَطلعتْ / للشيب في رأسِ الوليد نصولا
ما كان أَحرانا لمصرع أرقمٍ / أَنْ نغتدي في حيث حلَّ حلولا
أفبعده تبغي الحياةَ إذن فلا / دفع البكا منا عليه غليلا
قل للمؤمِّل حدتَ عن شأوِ المنى / رَمَتِ المنونُ فأَصْمَتِ المأمولا
واهرب كمن ركب السرى فسرى فتىً / يحدى السرى بعد الوزير قتيلا
خلع ابن لبونٍ ثيابَ حياته / فاخلع وجيفاً بعد وذميلا
يا حامليه للثرى رفقاً به / فالمجدُ أَصبح للثرى محمولا
خصُّوا به قلب الشجي لفقده / ولتجعلوه من الضريح بديلا
أو فاكفليه يا سماء فإنَّه / ما اعتاد نجم في سواك أفولا
كان الشهابَ المستضيءَ فلم يَنُبْ / عن نوره نور السِّماكِ دليلا
كان الغمامَ المستهلَّ فما لنا / نشكو أوان همى السحاب محولا
يا دهر أَنَّى غلت منه مثقَّفاً / لدنَ المهزِّ وصارماً مصقولا
يا قبر كيف وسعت منه سحابةً / وطفاءَ ساحبة الذيول هطولا
عظم المصاب وقد أصيب بمعرك / أخذت به منه العداة ذحولا
والرزء ليس يجل أو يُلفى الذي / أَصماهُ سهم الحادثات جليلا
أين الذي هدمت صوارمه الطلى / وغدا بتشييد العلاء كفيلا
أين الذي ملكت علاه نواظراً / ومسامعاً وقرائحاً وعقولا
وسرى فسمَّيْنا النجوم حباحباً / وحبا فسمَّيْنا الغمام بخيلا
من ذا يسدُّ مكانه في غارة / تركت سوابقها الحزون سهولا
أم من ينوب منابَهُ لحوادث / تذر العزيز بحكمهنَّ ذليلا
أَوَ لم يكن يغشى الحروب منازلاً / فيشبّها بحسامه مسلولا
أو ما غدا بجياده فتبخترت / مرحاً ورجَعتِ الغناء صهيلا
ما باله نبذ السوابغ والقنا / وأقام عن شغلٍ بها مشغولا
ما باله ترك الجفون سحائباً / ما باله ترك الجسوم طلولا
قد زرت موضع قبره فكأنما / قلّبتُ منه روضة وقبولا
ونشرت حُرَّ ثنائه فكأنما / عاطيت منه السامعين شمولا
ما راعنا موت العزيز فلم يزل / حيَّاً لمن يتأوِّل التنزيلا
لكن جزعنا للفراق وقد نوى / عنَّا إلى دار القرار رحيلا
أَلله أنزله الجنان ومدَّ من / رضوانه ظلاً عليه ظليلا
لو كنتَ شاهده وقد غَشِيَ الوغى
لو كنتَ شاهده وقد غَشِيَ الوغى / يختالُ في ضافي الحديد المسبلِ
لرأيتَ منه والحسامُ بكفه / بحراً يريق دمَ الكماة بجدول
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ
ومهندٍ عضبٍ براحةِ أغيدِ / في جفنه عضبٌ يَقُدُّ مَفاصلي
يسطو بذاكَ وذا فيغدو قِرْنُهُ / بهما صريعَ لواحظٍ ومناصل
ماضٍ كلا السيفين لكنْ لحظُهُ / أمضى وإلا فاسألنَّ مقاتلي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025