المجموع : 8
سكرتْ بخمرِ زلازلٍ رقصتْ لها
سكرتْ بخمرِ زلازلٍ رقصتْ لها / رقصَ القلوصِ براكبٍ مستعجلِ
سقياً لسقياها فدمعي قاطرٌ / لمصابِ منزلِها وأهل المنزلِ
قِفْ وِقفَةَ المتألِّمِ المتأمِّلِ
قِفْ وِقفَةَ المتألِّمِ المتأمِّلِ / بمعرةِ النعمانِ وانظرْ بي ولي
تلكَ المعاهدُ والمعالمُ والربى / وملاعبُ الغزلانِ والمتغزلِ
وطنٌ يخيِّلُ لي تخيُّله الصِبا / في ذكرهِ ذكرُ الزمانِ الأول
زمنٌ قطعناهُ وكنّا صبْيةً / لا يسألونَ عنِ السوادِ المقبلِ
للّهِ أيامُ الصِّبا وجنونُهُ / وفنونُهُ وغصونُهُ لم تذبلِ
يا ليتَ أمرَ صبايَ عاودني لكي / أشكو إلى الماضي من المستقبلِ
يا سعدُ زُرْ أرضَ المعرةِ نائباً / عنِّي وسرْ فيها مسيرَ مبجَّلِ
وإذا نظرتَ إلى الخزامى يانعاً / قفْ وابْكِ منْ ذكرى الحبيبِ ومنزلِ
وادي المعرةِ في النفوسِ معظَّمٌ / لا سيَّما زمنُ الربيعِ المقبلِ
هرماسُها لما تخضَّبَ سيفُهُ / بعثوا إليهِ منَ النسيم بصيقلِ
مذْ أطربَ الأغصانَ صوتُ خريرهِ / مالتْ إليهِ ونقَّطَتْهُ بالحلي
في روضةٍ عبثَ النسيمُ بخدِّها / فتضمَّخَتْ بالطيبِ كفُّ الشمأل
باتتْ يضاجعُها الندى فتعلَّقَتْ / بذيولِهِ تفديهِ مِنْ مُترحِّلِ
نشرَتْ عساكرَ دوْحِها مِنْ حولِها / خيماً تَلوَّنُ كالعرائسِ تنجلي
شابتْ بها الأغصانُ شيباً ناصلاً / وسوى الغصونِ مشيبُها لم ينصلِ
يبكي الغمامُ لها ويبتسمُ الثرى / ضدَّيْنِ فعلُ أخي الصبابةِ والخلي
وادي فضالتِها وبابُ شبابها / كفلا لساكنِها بسعدٍ مكْمَلِ
قلبي لعينِ زريقَ صادٍ شينَ مَنْ / أَلِفَ العتابَ ولامَ لومَ مضلِّلِ
يا عاذلي كنْ عاذري في حبِّها / يفنى القميصُ وفيهِ عرفُ المندلِ
لو زرْتُها لفتحْتُ بابَ جنانِها / وأقولُ يا نفسُ اطمئني وادخلي
إنَّ القلوبَ إلى القلوبِ مشوقةٌ / قدْ أذكرتها بالرحيقِ السلسلِ
وزهورُها وطيورُها وسرورُها / وقصورُها وديورُها للمجتلي
اللّهُ قدَّرَ رحلتي عن ربعِها / يا قلبُ لا تهلكْ أسى وتجمَّلِ
يا ليتَ قومي يعلمونَ بنعمتي / لكنْ لأجلِ فراقِها لم تكملِ
أقسمْتُ لوْ نطقَتْ لأبدَتْ شوقَها / نحوي كشوقي نحوها وترقُّ لي
لمَ لا ترقُّ لدمعِ عينِ ما رقا / وجوارحٍ جرْحَى وبالٍ قدْ بلي
موتي حسينيٌّ بها ومَلامُكُمْ / فيها يزيدٌ وقدرُها عندي علي
بحضورِكُمْ نتجمَّلُ
بحضورِكُمْ نتجمَّلُ / وبقربِكُمْ نتأهلُ
وبكمْ يتمُّ سرورنا / فتصدَّقوا وتفضلوا
يا مَنْ أكادُ لحسنِ صورتِهِ
يا مَنْ أكادُ لحسنِ صورتِهِ / وجمالِهِ أنْ لا أمثِّلهُ
ما أنتَ للفقراءِ منفعلٌ / أمّا مَنِ استغْنى فأنتَ لَهُ
عزلوكَ لمَّا قلتَ ما
عزلوكَ لمَّا قلتَ ما / أُعطي وولَّوا مَنْ بَذَلْ
أوَ ما علمتَ بأنَّ ما / حرفٌ يكفُّ عنِ العملْ
أصبحتُ صوفياً أقولُ بشاهدٍ
أصبحتُ صوفياً أقولُ بشاهدٍ / عدلٍ لهُ في الحبِّ ألفُ قبيلِ
فحسامُ ناظرِهِ وعاملُ قدِّهِ / قدْ بالغا في الجرحِ والتعديلِ
البردُ قدْ ولَّى فما لكَ راقداً
البردُ قدْ ولَّى فما لكَ راقداً / يا أيُّها المدثرُ المزَّمِلُ
أو ما ترى وجهَ الربيعِ وحسنَهُ / والروضَ يضحكُ والحيا يتهللُ
لو يفطنُ العاتي الظلومُ لحالِهِ
لو يفطنُ العاتي الظلومُ لحالِهِ / لبكى عليها فهْيَ بئسَ الحالُ
يكفيهِ شؤمُ وفاتِهِ وقبيحُ ما / يُثنى عليهِ وبعدَ ذا أهوالُ