المجموع : 5
إن كان هذا الحلم غركمو
إن كان هذا الحلم غركمو / فلتنظرن من بعده جللا
لن يستطيل الدهر نومته / عنكم ولكن يؤثر المهلا
عيثوا فساداً إنه أمد / يمتد غير مجاوز أجلا
الله ما أحلى دلالك
الله ما أحلى دلالك / رنت العيون فصن جمالك
نزهت عن هذا الورى / ذاتاً فمن يرجو وصالك
لا يجعلوك مماثلاً / فالله لم يخلق مثالك
لم ترض في هذا الوجو / د مشابهاً حتى خيالك
تمشي فتطلبك اللحا / ظ وأنت أسمى أن تنالك
لولا مخافة سبة / تأتيك قلنا لا أبا لك
رحماك لا تشطط بنا / أكثرت تيهك واختيالك
في مثل خطبك تدمع المقل
في مثل خطبك تدمع المقل / يا دولة رقت لها الدول
قست الخطوب الفادحات به / فإذا هو المستأسد الجلل
فلينشد الشعراء ما نظموا / أما أنا فاليوم أرتجل
من خاطري والدمع لي مدد / فكلاهما ينبوعه خضل
اليوم يبدي الود كاتمه / وتنم عن أسرارها المقل
ويظل قلب أخي الوفاء إذا / جد أدكار العهد يشتعل
سنتان لم تنثلثا قصراً / مضتا ولم يثقلهما مهل
عهد كأن نعيمه حلم / ما دام إلا ريث ينتقل
وكأن طيفاً قد ألم بنا / وارتد وهو مروع عجل
لما نعى الناعي الحسين نعى / أمل البلاد فقد ثوى الأمل
لكنها بفؤادها وثقت / أن البلاد عليه تتكل
أحسين يومك لم يدع جلداً / إن القلوب عليك تقتتل
يا ويحها بجسيم ما حملت / لا قلب إلا فوقه جبل
طال ابتهال الناس مذ علموا / بضناك والأبناء تبتهل
سألوا شفاء أبيهم فاتى / حكم القضاء بضد ما سألوا
لله احشاء معذبة / قد ساورتها في الدجى العلل
باتت على الأوجاع صابرة / حتى أتى فاراحها الأجل
حزن الملوك بأن قضى ملك / وبكى الرجال بأن قضى رجل
ستعيش آثار مخلدة / لك لم يخلف مثلها الأول
صلى الأله عليك ما ذكرت / تلك الصفات وصلت الرسل
لو كان يؤذن بالمقال أقول
لو كان يؤذن بالمقال أقول / عندي الكثير وما ترون قليل
يا أيها الشعراء إن أخاكم / لم يعي لكم المقام جليل
إن البدائه والقوافي لم تزل / طوعي أسيل معينها فيسيل
وأنا أخو الورقاء شجوي شجوها / فلها ولي طول الربيع هديل
تمسي لنا خضر الرياض مآلفاً / وتميل أغصان بنا فنميل
أنا والأزاهر أهل بيت واحد / هو نفحة فيها وفيّ غليل
حسنت علينا في الشبيبة نضرة / وزها علينا في المشيب ذبول
اسمو لملك النيرات بخاطري / وأجوب في آفاقه وأجول
متعجلاً منه هلال العيد في / إقباله ولمثله التعجيل
أهلاً بوجه العيد أقبل باسماً / إقبال مثلك حقه التأهيل
لو نستطيع لقبلتك شفاهنا / إن الأهلة حظها التقبيل
أقرأ لسلطان البلاد تحية / من شعبه فاليوم أنت رسول
خبره عن أخلاصنا ودعائنا / وعليهما القلب الكريم دليل
أحسين مجدك فوق غايات / النهى من دونه التشبيه والتمثيل
ما في الملوك السابقين مشابه / لك فليفاخر بابنه اسماعيل
تقضي العقائل والأوانس ليلها / لك بالدعاء فليلها ترتيل
تتعاقب الكتب الثلاث عندها ال / قرآن والتوراة والأنجيل
في كل خدر كوكب متضرع / قد شف عنه سجفه المسدول
هن الملائك بالدعاء تجاوبت / ونصيبهن لدى الأله قبول
في مثل عهدك يزهر الأمل
في مثل عهدك يزهر الأمل / يا دولة شخصت لها الدول
الآن ابدى الغيب أحسن ما / فيه وأنجز وعده الأزل
قد عاد مصر زمان سؤددها / وتجددت أيامها الأول
راقت فسامع طيرها طرب / وصفت فوارد نيلها ثمل
فلينشد الشعراء ما نظموا / أما أنا فاليوم أرتجل
يا مصر جاد لك الزمان بما / قد صده عن بذله البخل
هذا الربيع وأنت روضته / فتآلفا فكلاكما خضل
إن ينتقل عنك الهلال فلا / عجب فإن أخاه ينتقل
أو ترتضي من بعد بدلاً / فاليوم شمسك بعده بدل
أدنى العلاء إليك غايته / وتمهد منه لك السبل
نهج كحد السيف مطرد / ومدى كعود الرمح معتدل
لو أن نسل الشمس قد بعثوا / ورأوا مكانك في العلى ذهلوا
هذا الذي راموا فما قدروا / وسعوا لغايته فما وصلوا
ملك أقام على قواعده / كالدهر لا وهن ولا ميل
الشرق بعد بكاه مبتسم / قد ناب عن جزع به الجذل
لما أماد الظلم دولته / وتبينت في جسمها العلل
وتكاثرت فتن على فتن / وغدت بها كالنار تأتكل
وجفت من الأبناء من علموا / ورعت من الأبناء من جهلوا
وغدا بناء الملك منهدماً / وأقام عنه ذلك الطلل
بعث الزمان لها حوادثه / فأصابهم وأصابها الأجل
ما كان خالقهم ليظلمهم / لو أنهم في حكمهم عدلوا
أزكى السلام على الحسين إذا / دعت البلاد ولبت الملل
ملك جميل الرأي يصحبه / فكلاهما بأخيه متصل
الناس تحسب أنه ملك / والله يعلم أنه رجل
تملي مدائه مناقبه / ما تصنع الألفاظ والجمل
تقع العيون على أنامله / فكأنها من أهلها قبل
مولاي مصرك روضة أنف / وقطوفها للمجتني ذلل
فانهض بها بين الحوادث لا / وإن إذا جدت ولا وكل
إن كنت كهل السن لا حرج / إن العزائم ليس تكتهل
والراي تنميه تجاربه / ويبين في رأي الفتى الخطل
أنت المملك حكمه حكم / فحكم فإن الدهر ممتثل