القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عِماد الدين الأَصْبَهانيّ الكل
المجموع : 10
والغصن مهزوزُ القوام كَانَّما
والغصن مهزوزُ القوام كَانَّما / دارت عليه من الشمال شمولُ
والدهرُ كالليل البهيم وأنتم / غُرَرٌ تنيرُ ظلامَه وحُجولُ
عُذرُ الزَّمانِ بأيِّ وجهٍ يُقبلُ
عُذرُ الزَّمانِ بأيِّ وجهٍ يُقبلُ / ومحبُّكم بالصدِّ فيهِ ويُقتلُ
مالي سوى إنسان عيني مُسعداً / بالَّمعِ إنسانٌ عليه أُعَوِّلُ
الَّهرُ ليل كلُّه في ناظري / لا صبحَ إلا وجهُكَ المُتهلِّلُ
خيرتمُ بينَ المنيّةِ والنوى / لا تهجروا فالموتُ عنيَ أَسْهَلُ
ما كانَ منكرُ فضل حقِّي جاهلاً / إن كنتُ أنكر فضلكم أو أَجهلُ
يا غائبينَ وهمْ بفكريَ حُضّرٌ / يا راحلينَ وهمْ بقلبيَ نُزَّلُ
ما للسُّلوِّ إلى فؤادي منهجٌ / ما للصبابةِ غيرَ قلبي مَنْهلُ
لا تعدلوا عنّي فما لي معدلٌ / عنكمْ وليس سواكمُ لي موئلُ
كلُّ الخطوبِ دفعتُها بتجلُّدي / إلاّ التفرُّقَ فهو خطبٌ مُعْضِلُ
إذا لم يجدني طيفُكُم في زورةٍ / فلأنني منه أدّقُّ وأَنحلُ
لا صبرَ لي لا قلب لي لا غمضَ لي / لا علمَ لي بالبينِ ماذا أَفعلُ
إن تذهلوا عنّي فإنّي ذاهلٌ / بهواكم عن ذكركم لا أَذهلُ
مَنْ للعُلى مَنْ للذُّرى مَنْ للهُدى
مَنْ للعُلى مَنْ للذُّرى مَنْ للهُدى / يحميه مَنْ للبأسِ مَنْ للنائلِ
طلبَ البقاءَ لملكهِ في آجلٍ / إذ لم يثقْ ببقاءِ مُلْكِ العاجلِ
بحرٌ أَعادَ البرَّ بحراً برّه / وبسيفهِ فُتحتْ بلادُ السّاحلِ
مَنْ كان أَهلُ الحقِّ في أَيامهِ / وبعزِّهِ يردونَ أَهلَ الباطلِ
وفتوحُهُ والقدسُ مِن أَبكارِها / أَبقتْ له فضلاً بغيرِ مُساجلِ
ما كنتُ أستسقي بغيرِكَ وابلاً / ورأَيتُ جودَكَ مُخجلاً للوابلِ
فسقاكَ رضوانُ الإله لأنَّني / لا أَرتضي سُقيا الغمامِ الهاطلِ
قد أُهدِيَ الإثراءُ في الإيفاضِ لي
قد أُهدِيَ الإثراءُ في الإيفاضِ لي / مذ فاضَ لي بالرَّحبِ بحرُ الفاضلِ
قد عاضَ لي ملقاهُ من فقري غنىً / ما زالَ صَرْفُ الدَّهرِ منه عاضلي
كم من مُنىً ظَلَّتْ وعاودتِ الهدى / بلقائهِ حتى غلبتُ مناضلي
عاينتُ طَوْدَ سكينةٍ ورأيتُ شم / س فضيلةٍ ووردتُ بحرَ فواضلِ
ولقيتُ سَحْبانَ البلاغةِ ساحباً / ببيانهِ ثوبَ الفخارِ لوائلِ
أَبصرتُ قُساً في الفصاحةِ معجزاً / فعرفتُ أَنيّ في فَهاهةِ باقِلِ
حلفُ الفصاحةِ والحصافةِ والسّما / حةِ والحماسةِ والتُّقى والنائلِ
بحرٌ من الفضلِ الغزيرِ خِضَمُّهُ / طامي العُبابِ ومالهُ من ساحلِ
وجميع ما في الأرض سبعة أَبحر / وبحوره تُسمْى بعشر أَنامل
في كفِّهِ قلمٌ يُعجِّلُ جريُهُ / ما كان من أجلٍ ورزقٍ آجلِ
يجري ولا جَرْيَ الحسام إذا مضى / حدّاهُ بل جَرْيَ القضاء النازلِ
نابتْ كتابتُهُ منابَ كتيبةٍ / كُفِلَتْ بهزمِ كتائبٍ وجحافلِ
كم جادَ إسعافاً لعافيهِ وكم / أَملى التجاحَ على رجايَ الآملِ
بيراعهِ أَبداً يُراعى عالمٌ / في سِرْبهِ ويُراعُ سربُ الجاهلِ
فعدُّوهُ في عَدْوهِ ووليُّهُ / في عَدْلهِ يا حُسْنَ عادٍ عادلِ
ريّانُ من ماءِ التُّقى صاد إلى / كَسْبِ المحامدِ وهي خيرُ مناهلِ
غَطّتْ فضيلتُهُ نقيضةَ دهرِنا / عنّا وأَذهبَ حَقُّهُ بالباطلِ
كفلتْ كفايتُه بكلِّ فضيلةٍ / أَكرمْ بكافٍ للفضائلِ كافلِ
أَكرمْ به من خِدْنِ إفضال وذي / فَضْلٍ لأهل الشام شافٍ شاملِ
ما حلَّ في بلدٍ فكانَ مَحَلُّهُ / إلاّ محلَّ حياً بروضٍ ماحلِ
ففداءُ حزمِكَ كلُّ غاشٍ غاشمٍ / وفداءُ فضلكَ كلُّ غافٍ غافلِ
يا أَوحدَ العصرِ الذي بزَّ الورى / فضلاً بغيرِ مشاكهٍ ومشاكلِ
يا أفضلَ الفصحاءِ بل يا أَفصحَ ال / بلغاءِ منفرداً بغيرِ مساجلِ
يا حالياً بالفضلِ حلِّ تفضلاً / منِّي بجدِّك جيدَ خطٍّ عاطلِ
كم ناقصٍ إدبارهُ قد ردَّني / لكنّما إقبالُ فضلكَ قابلي
قد كان هذا الشّامُ لولا أنتمُ / روعَ المقيمِ بهِ وروحَ الرَّاحلِ
كيف السّبيلُ إلى نجاحِ مقاصدي / ومحاسني وهي العيوب وسائلي
ما لي وجاه الجاهلين فأغنني / عنهم كفيتَهُمُ وجُدْ بالجاهِ لي
جُدْ لي بمنّتكَ الضعيفة مُنّتي / عنها وأَثقلْ من جميلك كاهلي
أَرجوك معتنياً لدى السُّلطان بي / كرماً فمثلُكَ يَعتني بأَماثلي
تُوفي وليّكَ دَيْنَ مَجْدٍ عاقَهُ / ليُّ الوعودِ من الزَّمانِ الماطلِ
قرِّرْ ليَ الشُّغلَ المبجّلَ مخلياً / بالي من الهمِّ المقيم الشّاغلِ
لا زلتَ غيثَ مكارمٍ وبقيتَ غَوْ / ثَ أَكارمٍ وسلمتَ كهفَ أَفاضلِ
كُنْ عاذري في حُبِّهم لا عاذلي
كُنْ عاذري في حُبِّهم لا عاذلي / يا فارغاً من شُغلِ قلبي الشّاغلِ
هَبْ أَنَّ سمعي للنصيحةِ قابلٌ / ما نافعي والقلبُ ليس بقابلِ
أَخفيتُ سرَّ الوَجْدِ خيفةَ عُذَّلي / فتعرَّفوا من أَدمعي ومخايلي
لم يقبلوا عذرَ المحبِّ وقابلوا / حقَّ الهوى من لؤمهم بالباطلِ
مالُوا إلى وصلي فحينَ وَصَلتُهُم / ملُّوا وليس يُمَلُّ غير الواصلِ
يا ناشداً يبغي فؤاداً ضائعاً / يومَ النّوى إثرَ الخليطِ الزائلِ
أَين الفوادُ أَراحلٌ في إثرهم / أَم سائلٌ ما بينَ دمعٍ سائلِ
وأَغنَّ أَغنى طَرْفُه في سحرهِ / ورُضابُه في سكرهِ عن بابلِ
مَنْ وجهُهُ حَسنٌ وليس بمحسنٍ / والقدُّ معتدِلٌ وليس بعادلِ
متلوِّنٌ كمدامعي متعفِّفٌ / كضمائري متعذرٌ كوسائلي
أَنا في الضّنى كالخصرِ منه أَشتكي / من جائر ما يشتكي من جائلِ
يا قلبه القاسي تعلّمْ عطفةً / وتمايلاً من عطْفهِ المتمايلِ
سقياً لوصلِ الغانياتِ وشربنا / كأْسَ الرُّضابِ على غناءِ خلاخلِ
بنواظرٍ قد خلتُهُنَّ غوافلاً / لفتورهنَّ وهنَّ غيرُ غوافلِ
وقدودُهنَّ قدود سمرِ رواعفٍ / وجفونهنَّ جفونُ بيضِ مناصلِ
أَيامَ لا عهدُ الوفاءِ بحائلٍ / غَدْراً ولا أُمُّ الصّفاء بحائلِ
أَعقيلةَ الحيِّ اللَّقاحِ ودُونَها / بيضٌ وسُمْرٌ من ظُبىً وذوابلِ
بكرتْ تلومُ على لزومِ مواطنٍ / وضعُ الرَّفيعِ بها ورفعُ الخاملِ
طالَ التردُّدُ في البلادِ فلم أَفزْ / منها على رغمِ العدوِّ بطائلِ
أَو ما رأَيتَ البحرَ يُغرِقُ درَّهُ / ويخلِّصُ الأَزبادَ نَحوَ الساحلِ
مضريّةٌ عَذلتْ على حبِّ النّدى / من ليس يسمعُ فيه عذلَ العاذلِ
يا هذه لولا السّماحةُ لم يكنْ / ينميكِ خيرُ عشائرِ وقبائلِ
عنّفت في حبِّ السّماحةِ مُؤثراً / عُدْمَ الكريم على ثراءِ الباخلِ
أَو هل يخافُ العُدْمَ مَنْ وجدَ الغنى / من جودِ مولانا الإمامِ العادلِ
ولقد وردتُ فِناءَ بحرٍ للندى / أَغنى بهِ عن أَنهرٍ وجداولِ
في كفِّهِ للجوِ خمسةُ أَبحرٍ / فياضةٍ تُسمْى بخمسِ أَناملِ
ممدودُ ظلِّ العدلِ ليس بزائلٍ / معمودُ رُكنِ المُلكِ ليس بمائلِ
وَعَرَمْرَمٍ لَجِبٍ كمنهالِ النّقا / مَجْرٍ ومنهلِّ السّحابِ الهاملِ
سترَ الغزالةَ بالعجاجةِ مُطلعاً / زُهرَ الأَسنّةِ في سماءِ قساطلِ
فالشّمسُ ما بينَ العجاجِ كأَنّها / بدرٌ تطلّع جُنح ليلٍ لائلِ
والنقعُ يَنْصُلُ بالنُّصُولِ خضابُهُ / فكأَنّه لونُ الشباب الناصلِ
والمُقْرَباتُ بأَنْسُرٍ وقوائمٍ / تحكي قوادِمَ أَنْسُرٍ وأَجادلِ
في مأزِقٍ لا يسمعُ الواغي بهِ / إلاَّ أَنينَ صوارمٍ وصواهلِ
والجيشُ مَن مَلكَ الجيوشَ برأْيهِ / في صائبٍ وبجأشهِ في صائلِ
هزم العدا قبلَ اللِّقاءِ برعبهِ / فغدوا بأُمٍ في الشّقاوةِ هابلِ
طلبوا الفرارَ ولم يزلْ مُتكفِّلاً / بهزيمة الرِّعديدِ بأْسُ الباسلِ
أَمطوِّقَ الأَعناقِ من إفضاله / نِعَماً تسامتْ عن سؤالِ السائلِ
ماذا أَقولُ ولا يقومُ بشكرِ ما / توليهِ من نُعمى لسانُ القائلِ
أو هل بلوغ مقاصدي بقصائدي / أَم هل قبول وسائلي برسائلي
أَم ق كفى سبباً إلى دركِ المُنى / صدقُ الولاء وحُسنُ ظنِّ الآمل
الفخرُ كُلُّ الفخرِ لي نظمي لكم / مِدَحاً تَزِينُ مشاهدي ومحافلي
لكن يقولُ الحاسدونَ لمَ انثنى / غِرِّيدُ مدحِهمُ بجيدٍ عاطل
وإذا حظيتُ من الإمامِ برتبةٍ / فيها الفخارُ على جميعِ النّاس لي
لا زلتَ غيثَ مواهبٍ وبقيتَ غَوْ / ثَ ممالكٍ وسلمتَ كَهْفَ أَراملِ
يا باخلاً عندَ الوَداعِ بوقفةٍ
يا باخلاً عندَ الوَداعِ بوقفةٍ / لو سامني روحي بها لم أَبخلِ
ما كانَ ضرَّكَ لو وقفتَ لسائلٍ / تركَ الفؤادَ بدائهِ في المنزلِ
هلاّ وقفتَ لقلبِ مَن أَحرْتَهُ / مقدارَ إطفاءِ الحريقِ المُشْعَلِ
إنْ أَسْرِ مُرتحلاً ففي أَسْرِ الهوى / قلبي لديكَ مُقيَّداً لم يرحلِ
عَذُبَ العذابُ لدى فؤاِ المبتلى / إذ كنتَ أَنتَ معذِّبي والمبتلي
والقدسُ أَعضلَ داؤه مِن قبلكم
والقدسُ أَعضلَ داؤه مِن قبلكم / فوفيتمُ بشفاءِ ذاكَ المعضلِ
درجَ الملوكُ على تَمنِّي فتحهِ / زمناً وغلتهمْ بهِ لم تبللِ
وأَتى زمانكمُ فأَمكن آخراً / ما قد تعذَّرَ في الزَّمانِ الأَولِ
ما كان قطُّ ولا يكونُ كفتحكمْ / للقدسِ في الماضي ولا المستقبلِ
أَوجدتمُ منه الذي عَدِمَ الورى / وفعلتُم في الفتحِ ما لم يفعلِ
أَيدي الملوكِ تقاصرتْ عن مفخرٍ / طلتمْ به فبلوا لبعضِ الأَنملِ
أحييتُم فرعَ الكرامِ ولم يزلْ / نصرُ المحقِّ بكم وقهرُ المبطلِ
باللّهِ يا ريحَ الشّمالِ تحمّلي
باللّهِ يا ريحَ الشّمالِ تحمّلي / منّي التحية نحوَ ذاكَ المنزلِ
خُفِّي على حملِ السّلامِ وخَفِّفي / عن قلب صبٍ بالصّبابةِ مثقلِ
قولي لمن شغلَ الفؤاد بحبِّه / ويحاكَ إنَّ فؤادَهُ منه خلي
حلَّتْ عقودُ موعهِ وعقودُهُ / وعهودُهُ معقودةٌ لم تحللِ
سقياً لأَحبابٍ تبدَّلَ وُدُّهم / بعدي ولم أَنقضْ ولم أَتبدَّلِ
الظّاعنينَ وودُّهم مستوطنٌ / والرَّاحلينَ وذكرُهم لم يرحلِ
لي بعدهم حالُ المعنَّى المُبتلى / حُزناً وعينُ السَّاهرِ المتململِ
يا راكباً يطوي الفلا مستعجلاً / هَيّجتَ أَحزاني فلا تستعجلِ
أَقفلت بابَ مسرَّتي وفتحتَ من / دمعي وحُزني كلَّ بابٍ مقفلِ
عَرجْ وعُجْ نحوَ الحمى سُقي الحمى / أَعدلْ فليس عن الحمى مِن معدلِ
قلبي العليل فكيفَ سُ
قلبي العليل فكيفَ سُ / وِّغَ وصفُ طرفكَ بالعليلِ
وأَنا المحبُّ المستها / مُ فما لخصرِكَ والنُّحولِ
سلبتْ شمائلُكَ العقو / لَ فما يرادُ من الشَّمولِ
وسلافُ ثغرِكَ ليس يش / في غيرُ رشفتها غليلي
ولقد ظمئتُ فهل سبي / لٌ نحوَ ذاكَ السّلسبيلِ
سلْ سيفَ ناظرِه لماذا سلَّهُ
سلْ سيفَ ناظرِه لماذا سلَّهُ / وعلى دمي لمَ دَلَّهُ قدٌ لهُ
واستفتِ كيف أَباحَ في شرعِ الهوى / دمَ مَنْ يَهيمُ به وفيمَ أَحلّهُ
سلْ عَطفَه فعسى لطافةُ عطْفهِ / تُعدي قساوةَ قلبه ولعلَّهُ
كَثُرَتْ لقسوةِ قلبه جَفَواتهُ / يا ما أَرقَّ وفاءَه وأَقلَّهُ
يا منجداً ناديتهُ مُستنجداً / في خَلّتي والمرءُ يُنجدُ خِلَّهُ
سِرْ حاملاً سِرّي فأَنت لحملهِ / أَهلٌ وخفَّف عن فؤادي ثِقلَهُ
وإذا وصلتَ فَغضَّ عن وادي الغضا / طَرْفَ المريبِ وحَيِّ عنّي أَهلَهُ
أَهْدِ السَّلام هديتَ للرَّشأ الذي / أَعطاه قلبي رُشدَه فأَضَلّهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025