المجموع : 7
نِعم المعين على الوغى في مأزقٍ
نِعم المعين على الوغى في مأزقٍ / لبِست بِه الأبطالُ نَفْعَ القَسْطلِ
فرس أشم المنكِبين مقابل / يرمي الجنادل مِن يديه بِجندل
تُنبِيك عن أفعاله أعضاؤه / حُسْنا وعن أخراه عِتقُ الأوّلِ
عَجِرُ الوظِيفِ كأنّ لونَ أدِيمه / حُبُكُ السحابِ بعارٍ مُتَهَلِّلِ
وترى له ذَنَباً يَهُزُّ فضولَهُ / ويَجرُّهُنَّ كَرَيْطَة المتغزّلِ
في حُسْن عُرْفٍ قد تكامل نَبْتُه / جَعْدٍ كحاشيةِ الرداءِ المسبلِ
وكأنما مبيضّ أعلى وجهه / وجبِينِه ضوءُ الصباحِ المقبِلِ
أَمْضَى إذا أرسلته في حلبة / من قول لا ومن التفاتَةِ مُعْجَلِ
وكأنّ دَفَّةَ سَرجِه ولجامِه / شُدَّا على ظهرِ السِّماكِ الأعزلِ
وكأن حافِرهُ إذا وطئ الحصى / شَدّاً يَخُطّ به حساب الجُمَّلِذ
ويسابِق البرقَ المثارَ بخَطوِه / وَيزيد فيه على الصَّبا والشَّمأَلِ
وتراه يمرح في العِنانِ إذا بدا / مَرَحَ المحبِّ التائهِ المتدلِّلِ
سَلَبَ الغوانيَ حسنَهُنَّ فجاء في / أَبْهَى مِن القمر المنير وأَجْمل
فكأنّما لَبِس الخدودَ ولاح في / جِلْدٍ برَيْعان الضّحى مُتَسَرْبِلِ
يُخْفى وراءَ قَذاله من طُوله / في السَّرْجِ فارسَه عن المستقبِل
صافي الصَّهِيلِ كأنّ في تَرْجِيعِه / غَرِدٌ تَبَدَّى في الثقيل الأَوّل
ذو فَوْنسٍ مالَت نَواحِي عُرْفِهِ / مُسْتشْرفُ الأَعْلَى رَحِيبُ الأسفلِ
فكأنّما يَقَقُ البَياضِ بوجهِه / ماءٌ بَدَا مُتَدافِعاً في جَدْولِ
مُتشاوسُ العينين يُربِي فيهما / حُسْناً على عَيْنِ الغزال الأَكْحلِ
يبدو فيَسْبِي الناظرين ولا تَرى / للقَوم عن لَحَظاته مِن مَعْدِلِ
لَدْن الأَعالي في ذُرَاهُ تَمَوُّجٌ / مَوْجَ العَذارَى في الكثيب الأهيل
فكان هامَتَهُ هنالِك غازلت / شَرْبَ المدام الخندريس السَّلْسَلِ
يَغْدُو به الملِكُ العزيزُ كأنه / قمر على نجم السماءِ المعتلي
تتأمّل الأبصار منه إذا بدا / مَلكاً أَغَرّ على أَغَرَّ مُحَجَّلِ
يا بن الوصِي المرتضَى يا بن الإِما / مِ المجتبى يابنَ النبي المرسَلِ
ما بال مالِكَ ليس يرمِيه الندى / إلا يُوافِق منه مَوْضِعَ مَقْتلِ
كرم يباري الريح غير مقصّرٍ / وجَداً يزيد على الغَمامِ المُسْبِلِ
ومواهب تسرِي لمن لم يسرِ فِي / طلب الغنى وتُنيل من لم يسأل
هذي فضائِلك التي قد نزّلت / بالنصّ في آيِ الكتاب المنزل
أنت المحصّل في زمانٍ أصبحت / أملاكه كالقول غير محصّلِ
لو لم تكن ذا جَحْفَلٍ لَغَدَوْتَ من / عَزَماتِ رأيك وَحْدَه في جَحْفَلِ
عجباً لأبصارٍ تراك ولو درت / مِقدارَ فَضْلِك كُنَّ عنك بِمَعْزِلِ
لو وازن الأطوادَ فضلُك فاقها / عظماً ومال بعالِج وبيَذْبُلِ
إن الصَّبوح هو السرورُ بأَسِهِ
إن الصَّبوح هو السرورُ بأَسِهِ / وهْوَ اللذاذةُ والنعِيمُ الكامِلُ
لا شيءَ اَحْسَنُ حينَ يَنْحَسِرُ الدُّجَى / ويلوحُ لأْلاءُ النّهارِ الشّاملُ
مِنْ أَن تُباكِرَ بالنَّدَامى قهوةً / صفراءَ مِمّا عَتَّقَتْها بابِلُ
خيرُ النهارِ شبابُه فارتع على ال / لذّاتِ فيه إنَّهنّ رواحِلُ
سِيماء ساقٍ قد أتى مُتَقَرْطِقاً / والجوُّ صافٍ والخطوبُ غوافلُ
والروضُ قد هَزّ النسيمَ رياحُه / ومجونُنا قد غاب عنه العاذلُ
يا من تَبَرَّمَ بالرقِي
يا من تَبَرَّمَ بالرقِي / بِ وبات يشكو منه هَوْلا
ورآه بالإعراض عن / ه حَبِيبُهُ أحْرَى وأوْلَى
أنا مِن حِبيبِي بالغٌ / أقصَى المنى فِعلاً وقَولا
إن قلتُ زُرْنِي ساعةً / أَبدَى رِضاهُ وزارَ حَولا
ترفُ المحاسِنِ ليس في / ه لمن يروم العَيْبَ لولا
إنِي وإن مُلِّكتُه / لأراه لِي في الحبّ مَوْلى
إن كنتِ مُتْهِمتي بِغَدْرِكِ فاسأَلي
إن كنتِ مُتْهِمتي بِغَدْرِكِ فاسأَلي / عنّي ركُوبي فيكِ كُلّ جليلِ
وفُتورَ أعضائي ونارَ تَنَفُّسِي / ودموعَ أجفاني وطولَ نُحولي
وخُفوقَ قلبي عندَ ذكركِ هَيْبةً / لك واطّراحِي فيكِ كُلَّ عذول
إنِّي ليعذُبُ لِي إليكِ تذلُّلِي / حُبّاً وما أنا في الورى بذلِيلِ
وأَرى التَّهتّك في هواك صَبابةً / وأرى التَّجَمُّلَ فيكِ غَيْرَ جمِيل
سؤلُ البرِيّةِ أَن تفوزَ بلحظةٍ / منّي ووجهُك أنت وَحْدَكِ سولِي
ولوِ استطعتُ خَبَأْتُ شخصَكِ غَيْرَةً / في مُهْجتي مَعَ زَفْرتي وغلِيلي
شهرُ الصّيامِ أَجلُّ شَهْرٍ مُقْبِلِ
شهرُ الصّيامِ أَجلُّ شَهْرٍ مُقْبِلِ / وبه يُمَحَّصُ كُلُّ ذَنْبٍ مَثْقِلِ
وكذاكَ أنت أَبَرُّ من وَطِيءَ الحصَا / وأَجلُّ أبناءِ النّبيّ المرسَل
يا حُجّة الرحمانِ عند عباده / وشِهابَهُ في كلّ أمرٍ مُشْكِلِ
من لم يكن في صَوْمِه مُتَقَرِّبا / بك للإلهِ فَصَوْمُه لم يُقْبَل
فسلمِتُ للإسلامِ تَحْمِي شَرْعَهُ / بالمَشْرَفيّةِ والرِّماح الذُّبِّل
يا من بفَضْل زمانِه وطِباعِه / شهِدتْ براهينُ الكتابِ المنزَل
لولاك لم يَصْفُ الزمان ولم تُنَلْ / فيه أفانِينُ النعيم الْمُكْمَلِ
فجزاكَ عَنَّا اللهُ أَفْضَلَ ما جَزَى / مَلِيكاً وخَصَّك بالبقاءِ الأَطَولِ
وأَذَلَّ مَن عاداك ذِلّةَ راغمٍ / ورماه بالحدَثِ المهِمِّ المُعْضِلِ
وكذاك من أَضْحَى يُكِّدر نِعمةً / لك عِندنا لا زالَ أَسْفَلَ أَسفَلِ
ما زلتَ فينا مُنْعِماً متَفَضِّلاً / أَبِشرْ بنَصْرِ المنعِم المتفضّل
كُحِلت عُيونٌ حُسَّدٌ لَكَ بالقَذَى / كي لا تَرَى وفُقِئْنَ إن لم تُكْحَلِ
وعليكَ صلّى الله يا بنَ نَبِيِّهِ / وأحَلَّ مَجْدَك فوقَ أَرْفَعِ منزِل
لَهْفِي على الظًّبيْ الّذِي
لَهْفِي على الظًّبيْ الّذِي / تُدْمِي سوالِفَه القُبَلْ
تَحْكي عذوبةُ رِيقهِ / خَمْراً تُعَلُّ بماءِ طَلّ
حَلَفَ الهوَى لا يَنْتهِي / حَتَّى يُصَيِّرنِي مَثَلْ
يأيها المَلِك الْمُصَفَّى جوهراً
يأيها المَلِك الْمُصَفَّى جوهراً / والممطِرُ الإنعامَ والإفضالا
صلَّى عليكَ اللّهُ مِن مُتَأَمِّرٍ / ملأَ المعالِي حِكمةً وفَعَالاَ
حتى لقد طُلْتَ النجومَ تَسامِيا / وفضحتَ أَبكارَ السحابِ نَوالا
ولقد نهضتَ إلى العلا فحويتَ ما / قد كان أَعيا معشرا ورِجالا
وطلعتَ مَعْ شمسِ الضحى لعيوننا / شمساً ولُحْت مع الهلالِ هِلالا
حاشاكَ مِن وعدٍ يَمُدُّك نحوَه / كرمُ الطباعِ فيْستردُّ مِطالا
فالجُود ليس بمستطاب طعمُه / إلا إذا لم يُتعب السُّؤَّالا
إني سأَشغَل بالمَناقبِ فِكْرتي / حتى أَمدَّ لها عليك ظِلالا
تحسِينُ حالِكَ بالقوافي همّتي / ما عشتُ فاغْدُ مُحَسِّناً لي حالا