المجموع : 27
إِن كانَ مَن فَعَلَ الكَبائِرَ مُجبَراً
إِن كانَ مَن فَعَلَ الكَبائِرَ مُجبَراً / فَعِقابُهُ ظُلمٌ عَلى ما يَفعَلُ
وَاللَهُ إِذ خَلَقَ المَعادِنَ عالِمٌ / أَنَّ الحِدادَ البيضَ مِنها تُجعَلُ
سَفَكَ الدِماءَ بِها رِجالٌ أَعصَموا / بِالخَيلِ تُلجَمُ بِالحَديدِ وَتُنعَلُ
لا تُمسِ في نارِ الضَميرِ فَراشَةً / فَضَغائِنُ الصَدرِ الحَريقُ المُشعَلُ
أَجمِل فَعالَكَ إِن وُليتَ وَلا تَجُر
أَجمِل فَعالَكَ إِن وُليتَ وَلا تَجُر / سُبلَ الهُدى فَلِكُلِّ والٍ عازِلُ
لِلعالَمِ العُلوِيِّ فيما خَبَّروا / شِيَمٌ بِها قَدرُ الكَواكِبِ نازِلُ
أَتَرى الهِلالَ وَلَيسَ فيهِ مَظَنَّةٌ / يَصبو إِلى جَوزائِهِ وَيُغازِلُ
وَيَنالُهُ نَصَبٌ يُطيلُ عَناءَهُ / فَلَهُ كَساري المُدلِجينَ مَنازِلُ
وَيُقيمُ في الدارِ المُنيفَةِ لَيلَةً / وَإِذا تَرَحَّلَ لَم يَعُقهُ الآزِلُ
وَالبَدرُ أَنضَتهُ الغَياهِبُ وَالسَرى / فَليَرضَ إِن يُنَضَّ الفَنيقُ البازِلُ
عَلَّ السَماكَ إِذا اِستَقَلَّ بِرُمحِهِ / بَطَلٌ يُمارِسُ قِرنَهُ وَيُنازِلُ
أَيقَنتَ مِن قَبلِ النُهى أَنَّ السُهى / ساهٍ يُضاحِكُ جارَهُ وَيُهازِلُ
وَالشَمسُ غازلَةٌ تَمُدُّ خُيوطَها / فَلِذاكَ نِسوانُ الأَنامِ غَوازِلُ
أَمّا النُجومُ فَإِنَّهُنَّ رَكائِبٌ / تَحتَ الزَمانِ فَهَل لَهُنَّ هَوازِلُ
يا حَبَّذا العَيشُ الأَنيقُ وَلَم تَرُم / هَدمَ السُرورِ مِنَ الخُطوبِ زَلازِلُ
أَيّامَ سُنبُلَةُ البُروجِ غَضيضَةٌ / وَاللَيثُ شِبلٌ وَالنُسورُ جَوازِلُ
وَهَمَمتَ أَن تُحظى وَلَكِن طالَما / خَزَلَتكَ عَن نَيلِ المُرادِ خَوازِلُ
أَنسِل أَوِ اِعقُم فَالتَوَحُّدُ راحَةٌ
أَنسِل أَوِ اِعقُم فَالتَوَحُّدُ راحَةٌ / سَيّانَ نَجلُكَ وَالخَبيثُ الناسِلُ
وَالشَرُّ أَغلَبُ عُصبَةٌ جَمَعَت لَنا / أَقذاءَ دُنيانا وَفَذٌّ غاسِلُ
عَسَلَت قَناً وَخَوامِعٌ وَثَعالِبٌ / أَعقَت هَناً وَأَطابَ نَحلٌ عاسِلُ
وَالنَفعُ لَم يَكمُل بِهِ لَكِن لَهُ / ضَيرٌ وَكَم أَردى الغَريقَ سُلاسِلُ
أَنتَ الجَبانُ إِذا المَنِيَّةُ أَعرَضَت / وَعَلى ثَنِيَّتِكَ الشُجاعُ الباسِلُ
نَهجُ العُلا يُنضي الرِكابَ وَكُلُّنا / كَسلانُ دونَ المَجدِ أَو مُتَكاسِلُ
وَالنَفسُ في جِسمٍ تَعَلَّلُ بِالمُنى / وَمُنىً يُلاحِظُ يَومَها وَيُراسِلُ
لَم يَمنَعِ اِبنَ المَلكِ مِن آفاتِهِ / عُوَذٌ تُناطُ بِكَشحِهِ وَمَراسِلُ
سَقياً لِطيبِ العَصرِ لَو أَنَّ الفَتى / بِالمُرغِباتِ إِلى بَقاءٍ واسِلُ
فَالرَوضُ مَجنونٌ وَما حَمَلَ الثَرى / غِلّاً وَلَكِن لِلوَميضِ سَلاسِلُ
أَجَأٌ أُجيءَ إِلى الحُتوفِ قَطينُهُ / فَمَضى وَواسَلَ بِالمَنونِ مَواسِلُ
يَتَحارَبُ الطَبعُ الَّذي مُزِجَت بِهِ
يَتَحارَبُ الطَبعُ الَّذي مُزِجَت بِهِ / مُهَجُ الأَنامِ وَعَقلُهُم فَيَفُلُّهُ
وَيَظَلُّ يَنظُرُ ما سَناهُ بِنافِعٍ / كَالشَمسِ يَستُرُها الغَمامُ وَظِلُّهُ
وَحَتّى إِذا حَضَرَ الحِمامُ تَبَيَّنوا / أَنَّ الَّذي فَعَلوهُ جَهلٌ كُلُّهُ
وَالعَقلُ في مَعنى العِقالِ وَلَفظِهِ / فَالخَيرُ يَعقِلُ وَالسَفاهُ يَحُلُّهُ
وَتَغَرُّبُ الشِرّيرِ يوجَبُ حَتفَهُ / مِثلُ الوِجارِ إِذا تَسَحَّبَ صِلُّهُ
وَلُزومُهُ الأَوطانَ أَبقى لِلرَدى / كَالسَيِّدِ يُستَرُ في الضَرّاءِ أَزَلُّهُ
وَالنَفسُ آلِفَةُ الحَياةِ فَدَمعُها / يَجري لِذِكرِ فِراقِها مُنهَلُّهُ
ما خُلَّةٌ بِأَغَرَّ مِنها وَالفَتى / يَبكي إِذا رَكِبَ الصَريمَةَ خِلُّهُ
لا تُحجَزُ الأَقدارُ وَهيَ كَثيرَةٌ / كَالغَيثِ وابِلُهُ يَصوبُ وَطَلُّهُ
وَمِنَ الجُنودِ عَلى الكَمِيِّ جَوادُهُ / وَحُسامُهُ وَسِنانُهُ وَمِتَلُّهُ
مَيِّز إِذا اِنكَلَّ الغَمامُ وَميضَهُ / فَالبَرقُ يُخبِرُ أَينَ يَسقُطُ كُلُّهُ
وَلَقَد عَلِمتُ فَما أَسِفتُ لِفائِتٍ / أَنَّ البَقِيَّةَ مِن مَدايَ أَقَلُّهُ
وَالبَرُّ يَلتَمِسُ الحَلالَ وَلَم أَجِد / هَذا الوَرى إِلّا فَقيداً حِلُّهُ
يُمسي وَقَد مَلَّ البَقاءَ وَيَغتَدي / وَلَهُ رَجاءٌ فيهِ لَيسَ يَمَلُّهُ
فَاِحفَظ أَخاكَ وَإِن تَبَيَّنَ أَنَّهُ / بالي الوَدادِ ضَعيفُهُ مُختَلُّهُ
فَالغِمدُ يُذعَرُ في اللِقاءِ كَهامُهُ / وَالسَيفُ لَم يُبدِ الخَبيثَةَ سَلُّهُ
وَالبُردُ يَكفيكَ العُيونَ دَريسُهُ / وَالعُضوُ يَنفَعُ في الخُطوبِ أَشَلُّهُ
وَالعُمرُ لا يَدري الحَكيمُ أَكُثرُهُ / خَيرٌ لَهُ مُتَغَبِّراً أَم قُلُّهُ
لا تَهزَأَن بِالشَيخِ كَم مِن لَيلَةٍ / جازَت بِهِ كَالبَدرِ يَحسُنُ دَلُّهُ
أَيّامَ يُهتَكُ في البَطالَةِ سِترُهُ / كَالطَرفِ مُزِّقَ في التَمَرُّحِ جُلُّهُ
شَرُّ الزَمانِ زَمانُ أَشيَبَ دالِفٍ / وَصِباهُ أَنفَسُ وَقتِهِ وَأَجَلُّهُ
ما لي أَيَفهَمُ سامِعِيَّ نَصيحَتي / فَأَبيتُ أَنهَلُ مُصغِياً وَأَعُلُّهُ
يَجري بِفارِسِهِ الطِمِرُّ مُؤَجَّلاً / وَإِذا اِنقَضى أَجَلٌ فَلَيسَ يُقِلُّهُ
وَالفَقرُ بَكرٌ تَرتَقيهِ شَذاتُهُ / وَاليُسرُ عَودٌ ما تَسَوَّرَ عَلُّهُ
أَجتابُ شَهراً أَوَّلاً فَأُبيدُهُ / وَيَجيءُ ثانٍ بَعدَهُ فَأُهِلُّهُ
يُمسي عَلى حَدِّ المُهَنَّدِ أَخمَصي / فَتَرى اليَسيرَ مَن مِنَ الأُمورِ يُزِلُّهُ
وَالناسُ جائِرُ مَسلَكٍ مُستَرشِدٌ / وَأَخٌ عَلى غَيرِ الطَريقِ يَدُلُّهُ
نَفسُ الفَتى وَلَيسَت لَهُ جَسَداً
نَفسُ الفَتى وَلَيسَت لَهُ جَسَداً / إِنَّ الوِلايَةَ بَعدَها عَزلُ
لا تَخزِلُ الأَوقاتُ مُهجَتَهُ / قَد تَفضَحُ السَرِقاتُ وَالخَزلُ
مَقِرٌ يُدافُ لِيُستَصَحَّ بِهِ / وَدَمٌ يُراقُ لِيَذهَبَ الأَزلُ
كَالدِنِّ ضاقَ بِما تَضَمَّنَهُ / حَتّى يَكونَ لِراحِهِ بَزلُ
وَسَناً يُضيءُ وَبَعدَهُ غَسَقٌ / فَاِنظُر أَجِدٌّ ذاكَ أَم هَزلُ
وَاللُبُّ يَحمِلُ مِن هَواجِسِهِ / ما لَيسَ ناهِضَةً بِهِ البُزلُ
قَضِّ الزَمانَ بِعِفَّةٍ وَتُقىً / فَلِكُلِّ مَطعَمِ آكِلٍ نُزلُ
وَلتَغدُ هَوناتُ المَناكِبِ أَمثا / لَ العَناكِبِ شَأنُها الغَزلُ
لا خَيرَ في جَزلِ العَطاءِ أَتى / رَجُلاً بِأَنَّ كَلامَهُ جَزلُ
يَرجو فَيَمدَحُ غَيرَ مُرتَقَبٍ / رَبّاً وَكُلُّ مَقالِهِ إِزلُ
خَيرٌ لَعَمري مِن جَمائِلِهِ ال / كَومِ الجِلادِ جَمائِلٌ جُزلُ
شَهَرَت سُيوفَ القَولِ طائِفَةٌ / كُذبٌ وَأَفضَلُ مِنهُمُ العُزلُ
إِن هَلَّلَت أَفواهُكُم فَقُلوبُكُم
إِن هَلَّلَت أَفواهُكُم فَقُلوبُكُم / وَنُفوسُكُم دونَ الحُقوقِ مُهَلَّلَه
آلَيتُ ما تَوراتُكُم بِمُنيرَةٍ / إِن أُلفِيَت فيها الكُمَيتُ مَحَلَّلَه
لا تَأمَنوا بَرقَ الغَمامِ فَإِنَّما / تِلكَ السُيوفُ مِنَ القَضاءِ مُسَلَّلَه
قالَ اِفتِكارٌ في الحَوادِثِ صادِقٌ / جَعَلَ الصِعابَ مِنَ الحَذارِ مُذَلَّلَه
هَفَتِ الحَنيفَةُ وَالنَصارى ما اِهتَدَت / وَيَهودُ حارَت وَالمَجوسُ مُضَلَّلَه
اِثنانِ أَهلُ الأَرضِ ذو عَقلٍ بِلا / دينٍ وَآخَرُ دَيِّنٌ لا عَقلَ لَهُ
الدَهرُ لا تَبقى عَلَيهِ نَعامَةٌ
الدَهرُ لا تَبقى عَلَيهِ نَعامَةٌ / سَهلاً تَحُلُّ وَتَتَّقي أَجرالَها
وَوَرى لَها بَرقٌ فَهاجَ زَفيفَها / أُدَحِيَّها تَبغي بِذاكَ وَرالَها
تُلفي بِها رَيبَ الزَمانِ مُوَكَّلاً / إِن لَم يَزُرها بِالنَهارِ سَرى لَها
تَدري الحَمامَةُ حينَ تَهتِفُ بِالضُحى
تَدري الحَمامَةُ حينَ تَهتِفُ بِالضُحى / أَنَّ الأَجادِلَ لا تُطيلُ جِدالَها
وَهَدى لَها قَدرٌ أُتيحَ بِسُدفَةٍ / صَقراً فَفَجَّعَ بِالهَديلِ هِدالَها
وَمَها الصَوّانِ أَدالَها مُتَخَتِّلٌ / وَرَأى المَليكُ عَدُوَّها فَأَدالَها
وَخَدى لِأَرضٍ بِالفَقيرِ نَجِيُّهُ / فَأَصابَ ثَروَتَها وَحازَ خِدالَها
طَلَبَ الخَسائِسَ وَاِرتَقى في مِنبَرٍ
طَلَبَ الخَسائِسَ وَاِرتَقى في مِنبَرٍ / يَصِفُ الحِسابَ لِأُمَّةٍ لِيَهولَها
وَيَكونُ غَيرَ مُصَدِّقٍ بِقِيامَةٍ / أَمسى يُمَثِّلُ في النُفوسِ ذُهولَها
وَوَجَدتُ لَيلَ الغَيِّ أَلبَسَ مُردَها / وَشُيوخَها وَشَبابَها وَكُهولَها
لَو قامَ أَمواتُ العَواصِمِ وَحدَها / مَلَأوا البِلادَ حَزونَها وَسُهولَها
فَخُذِ الَّذي قالَ اللَبيبُ وَعِش بِهِ / وَدَعِ الغُواةَ كَذوبَها وَجَهولَها
اِفهَم عَنِ الأَيّامِ فَهيَ نَواطِقٌ
اِفهَم عَنِ الأَيّامِ فَهيَ نَواطِقٌ / مازالَ يَضرِبُ صَرفُها الأَمثالا
لَم يَمضِ في دُنياكَ أَمرٌ مُعجِبٌ / إِلّا أَرَتكَ لِما مَضى تِمثالا
لِم لا أُؤَمِّلُ رَحمَةً مِن قادِرٍ
لِم لا أُؤَمِّلُ رَحمَةً مِن قادِرٍ / وَالسولُ يُطَلَبُ في السَحابِ الأَسوَلِ
وَالدَهرُ أَكوانٌ تَمُرُّ سَريعَةً / وَيَكونُ آخِرُها نَظيرَ الأَوَّلِ
وَيُؤَلِّفُ الوَقتَ المُديرُ قِصارَها / حَتّى يُعَدَّ مِنَ الزَمانِ الأَطوَلِ
وَالعَقلُ يُزجَرُ وَالطِباعُ مَعَ النُهى / كَالفيلِ يُضرَبُ رَأسُهُ بِالمِغوَلِ
دُنياكَ أُمٌّ قَد أَجابَ مَليكُها / فيها مِنَ الأَبناءِ دِعوَةَ جِروَلِ
وَتَجولُ فَوقَ الساكِنينَ كَأَنَّها / وَرهاءُ هاجِرَةٌ غَدَت في مِجوَلِ
وَالفَقرُ أَروَحُ في الحَياةِ مِنَ الغِنى / وَالمَوتُ يَجعَلُ خائِلاً كَمُخَوَّلِ
إِنَّ اللِقاحَ وَإِن أَتاكَ بِثَروَةٍ / فَأَقَلُّ مِنهُ أَذىً حِيالُ الحُوَّلِ
وَالمَرءُ يَعقِدُ بِالبَعيدِ رَجاءَهُ / كَالرِسلِ رُجِّيَ في النِياقِ الشُوَّلِ
كَم أَحرَزَ المالَ المُقيمُ بِجَدِّهِ / وَسَعى الحَريصُ فَعادَ غَيرَ مُمَوَّلِ
وَرَأَيتُ شَرَّ الجارِ يَشمَلُ جارَهُ / كَرَحى الفَمِ اِنتُزِعَت بِذَنبِ المِقوَلِ
شَعرٌ كَساهُ الدَهرُ صِبغَةَ حاذِقِ
شَعرٌ كَساهُ الدَهرُ صِبغَةَ حاذِقِ / لَوناً أَقامَ بِحالِهِ لَم يَنصُلِ
شَبَحي وَإِن نِلتُ الثَرَيّا لِلثَرى / طُعمٌ وَعُنصُرُ خَيرِنا كَالعُنصُلِ
وَالناسُ كُلُّهُمُ بَغى ما فاتَهُ / وَغَدا يُحاوِلُ مَطلَباً لَم يَحصُلِ
مُتَنَصِّلٌ مِن غَيرِ ذَنبٍ فيهِمُ / وَأَخو ذُنوبٍ لَيسَ بِالمُتَنَصِّلِ
لَو خُيِّروا بَينَ الحَياةِ وَغَيرِها / ما كانَتِ الدُنيا اِختِيارَ مُحَصِّل
وَأَرى الفَتى بَلَغَ المَكارِمَ وَالعُلا / بِالحَظِّ لا بِسِنانِهِ وَالمُنصُلِ
جِسمٌ يَذُمُّ النَفسَ وَهيَ تَذُمُّهُ / في مُجمَلٍ مِن أَمرِها وَمُفَصَّلِ
يَتَقاطَعونَ وَفي القَطيعَةِ راحَةٌ / مِن بُؤسِ عَيشٍ بِالأَذاةِ مُوَصَّلِ
تَلقى النُفوسُ حُتوفَها مِن مُظلِمٍ / أَو مُصبِحٍ أَو مُظهِرٍ أَو مُؤصِلِ
فَكَأَنَّ روحَكَ لَم يَحُلَّ بِشَخصِهِ / وَالراحُ ما دَبَّت لَهُ في مَفصِلِ
آلَيتُ أَرغَبُ في قَميصِ مُمَوِّهٍ
آلَيتُ أَرغَبُ في قَميصِ مُمَوِّهٍ / فَأَكونَ شارِبَ حَنظَلٍ مِن حَنضَلِ
نَجى المَعاشِرَ مِن بَراثِنَ صالِحٍ / رَبٌّ يُفَرِّجُ كُلَّ أَمرٍ مُعضِلِ
ما كانَ لي فيها جَناحُ بَعوضَةٍ / وَاللَهُ أَلبَسَهُم جَناحَ تَفَضُّلِ
هِيَ غُربَتانِ فَغُربَةٌ مِن عاقِلٍ
هِيَ غُربَتانِ فَغُربَةٌ مِن عاقِلٍ / ثُمَّ اِغتِرابٌ مِن مُحَكِّمِ عَقلِهِ
وَالطَبعُ يَثبُتُ كَالهِضابِ وَمَن يَرُم / نَقلاً لَهُ يَعجَز وَيَعيَ بِنَقلِهِ
وَالحَقُّ يُثقِلُ كُلَّ غاوٍ ظالِمٍ / وَأَخو الدِيانَةِ ما يُحِسُّ بِثِقلِهِ
لِلخَيرِ مَنزِلَتانِ عِندَ مَعاشِرٍ
لِلخَيرِ مَنزِلَتانِ عِندَ مَعاشِرٍ / وَلَهُ عَلى رَأيٍ ثَلاثُ مَنازِلِ
وَاللَهُ يَغفِرُ في الحِسابِ لِنِسوَةٍ / جاهَدنَ إِذ فُقِدَ الحَيا بِمَغازِلِ
فَكَسبنَ مِنها ما يَقومُ بِأَنفُسٍ / وَالصَبرُ يَبدُنُ في الزَمانِ الهازِلِ
أَتَصَدَّقَت بِالخَيطِ ثُمَّ هَوَت إِلى ال / حَمراءِ فَاِعتَصَمَت بِخَيطِ الغازِلِ
وَأَنالَتِ المِسكينَ أُكلَةَ جائِعٍ / فَغَدَت كَرَوضى في المَقامِ الآزِلِ
إِنَّ البَعوضَةَ مِن تُقىً مَوزونَةٌ / بِالفيلِ عِندَ مَليكِها وَالبازِلِ
وَتَصونُ حَبَّةُ خَردَلٍ قَدَمَ الفَتى / عَن زِلَّةٍ وَاليَومُ حِلفُ زَلازِلِ
خَف دَعوَةَ المَظلومِ فَهيَ سَريعَةٌ / طَلَعَت فَجاءَت بِالعَذابِ النازِلِ
عُزِلَ الأَميرُ عَنِ البِلادِ وَما لَهُ / إِلّا دُعاءُ ضَعيفِها مِن عازِلِ
عَزَّ الَّذي بِالمَوتِ رَدَّ غَنِيَّنا
عَزَّ الَّذي بِالمَوتِ رَدَّ غَنِيَّنا / كَفَقيرِنا وَمُقيمَنا كَالراحِلِ
ما أَسرَعَ التَغيِيرَ إِن مَرِهَ الفَلا / بِسَرابِهِ فَاللَيلُ إِثمِدُ كاحِلِ
أَعيا الخَلاصُ مِنَ السَقامِ وَصورَةُ ال / قَمَرِ المُنيرِ إِلى هِلالٍ ناحِلِ
أَعَجِبتَ لِلطِفلِ الوَليدِ بِمَهدِهِ / لَم يَخطُ كَيفَ سَرى بِغَيرِ رَواحِلِ
قَد عاشَ يَومَيهِ وَعُمِّرَ ثالِثاً / ثُمَّ اِستَراحَ مِنَ المَدى المُتَماحِلِ
كَم سارَ مِن سَنَةٍ أَبوهُ فَيا لَهُ / قَطَعَ المَسافَةَ في ثَلاثِ مَراحِلِ
رُفِعَت لَهُ لُجَجُ البِحارِ فَعامَها / وَنَجا وَأَصبَحَ سالِماً بِالساحِلِ
لا يَغبَطَن ماشٍ فَوارِسَ شُزَّبٍ
لا يَغبَطَن ماشٍ فَوارِسَ شُزَّبٍ / ما فارِسٌ إِلّا كَآخَرَ راجِلِ
وَيَدايَ في دُنيايَ وَهِيَ حَبيبَةٌ / كَيَدَي أَبي لَهبٍ غَداً في الآجِلِ
وَإِذا اِفتَكَرتَ فَما يَهيجُ تَفَكُّري / فيما أُكابِدُ غَيرَ لَومِ الناجِلِ
وَأَرَحتُ أَولادي فَهُم في نِعمَةِ ال / عَدَمِ الَّتي فَضَلَت نَعيمَ العاجِلِ
وَلَو أَنَّهُم ظَهَروا لَعانوا شِدَّةً / تَرميهُمُ في مُتلِفاتِ هَواجِلِ
أَسوِئ بِحالِ الظَبيِ وَهوَ مُرَبَّبٌ / في الإِنسِ يَمرَحُ في حُلىً وَجَلاجِلِ
أُطلُب لِنَفسِكَ يا أَغَنُّ مَحَلَّةً / في حَيثُ لا تُدميكَ زَجلَةُ زاجِلِ
لَولا نَوافِرُ في القَديمِ تَناسَلَت / ما أَنضَجَ الظَبِيّاتِ غَليُ مَراجِلِ
وَسَوالِفُ القُمرِ السَواكِنُ بِالفَلا / غُذّينَ أَيدِيَ أَيِّدٍ بِمَناجِلِ
لا تَأسَفَنَّ حَواجِلُ الغِربانِ وَال / فِتيانُ كُلُّهُمُ بِقَيدٍ حاجِلِ
وَسِجِلُّ مَوتٍ راحَ يَكتُبُهُ الرَدى / لِمُساجِلٍ مِنّا وَغَيرِ مُساجِلِ
غَلَتِ الشُرورُ وَلَو عَقَلنا صُيَّرَت
غَلَتِ الشُرورُ وَلَو عَقَلنا صُيَّرَت / دَيَّةُ القَتيلِ كَرامَةً لِلقاتِلِ
هَذي حِبالُ الشَمسِ وَهِيَ ضَعيفَةٌ / دامَت وَكَم أَبلَت حِبالَةَ خاتِلِ
أَسُرِرتَ إِذا مَرَّ السَنيحُ تَفاؤُلاً
أَسُرِرتَ إِذا مَرَّ السَنيحُ تَفاؤُلاً / وَالفالُ مِن رَأيٍ لَعَمرُكَ فائِلِ
أَرَأَيتَ فِعلَ الدَهرِ في أُمَمٍ مَضَت / قَبلاً وَمَرجَ قَبائِلٍ بِقَبائِلِ
أَسرِج كُمَيتَكَ في الكَتائِبِ جائِلاً / وَدَعِ الكُمَيتَ أَخا الحَبابِ الجائِلِ
خَسِرَ الَّذي باعَ الخُلودَ وَعَيشَهُ / بِنَعيمِ أَيّامٍ تُعَدُّ قَلائِلِ
وَتَخَيَّرَ المَغرورُ طولَ بَقائِهِ / سَفَهاً وَما طولُ البَقاءِ بِطائِلِ
وَتَفاوُتُ الأَجسامِ ثُمَّ جَميعُها / مُتَقارِباتٌ في نُهىً وَخَصائِلِ
حُرٌّ يَضيقُ عَنِ الوَليدَةِ طَولُهُ / وَسِواهُ لَم يَقنَع بِتِسعِ حَلائِلِ
جَمَدَ النُضارُ لَهُ فَما هُوَ سائِلٌ / مِن جودِ راحَتِهِ بِراحَةِ سائِلِ
ما المَرءُ نائِلُ رُتبَةٍ مِن سُؤدُدٍ / حَتّى يُصَيَّرَ مالُهُ في النائِلِ
لَو عُدتُ مِن أَسَدِ النُجومِ بِجَبهَةٍ / أَو بُتُّ في ذَنَبٍ لِشَبوَةِ شائِلِ
أَو كُنتُ رَأسَ الغولِ وَهوَ مُوَقَّرٌ / في الشُهبِ لَم آمَن تَهَجُّمَ غائِلِ
كانَ الشَبابُ ظَلامَ جِنحٍ فَاِنجَلى / وَالشَيبُ يَذهَبُ في النَهارِ الزائِلِ
وَالغِرُّ يُرسِلُ قَولَهُ بِمَواعِدٍ / وُلُدٍ فَتَنتِجُ عَن يَمينٍ حائِلِ
وَأَقَلُّ أَهلِ الأَرضِ حَظّاً في العُلا / مَن يَكتَفي مِنها بِخُطبَةِ قائِلِ
وَالحَيُّ شاهِدُ رُزءِ خَطبٍ هائِلٍ / مِن كَونِ مَيتٍ تَحتَ أُنمُلٍ هائِلِ
قَد خِلتَ أَنَّكَ مُحسِنٌ فيما مَضى / وَالخالُ يَكذِبُ فيهِ ظَنُّ الخائِلِ
لا تَفرَحَنَّ بِدَولَةٍ أوتَيَها / إِنَّ المُدالَ عَلَيهِ مِثلُ الدائِل
وَمَتى حَظَيتَ بِنِعمَةٍ مِن مُنعِمٍ / فَتَوَقَّ وَاِحذَر صَولَةً مِن صائِلِ
وَعَقائِلُ الأَلبابِ غَيرُ أَوامِرٍ / بِأَذاةِ أَيتامٍ وَهَتكِ عَقائِلِ
وَإِذالَةُ الإِنسانِ لَيسَ بِمانِعٍ / مِنها تُحَرِّزُهُ بِدِرعٍ ذائِلِ
وَحَبائِلُ الدُنيا تَزيدُ عَلى الحَصى / وَأَقَلُّ أَنفاسي أَدَقُّ حَبائِلي
حِكَمٌ تَدِلُّ عَلى حَكيمٍ قادِرٍ
حِكَمٌ تَدِلُّ عَلى حَكيمٍ قادِرٍ / مُتَفَرِّدٍ في عِزِّهِ بِكَمالِ
وَالمالُ خِدنُ النَفسِ غَيرَ مُدافِعٍ / وَالفَقرُ مَوتٌ جاءَ بِالإِهمالِ
أَوَما تَرى حُكمَ النُجومِ مُصَوِّراً / بَيتَ الحَياةِ يَليهِ بَيتُ المالِ
وَمِنَ الجِهاتِ السِتِّ رَبّي حائِطي / لا عَن يَميني مَرَّةً وَشِمالي
أَرواحُنا أُلفينَ كَالأَرواحِ في / خَيرٍ وَشَرٍّ مِن صَباً وَشَمالِ
وَالمَرءُ كانَ وَمِثلَ كانَ وَجَدتُهُ / حالَيهِ في الإِلغاءِ وَالإِعمالِ
ثَمِلَ الأَنامُ مِنَ الضَلالَةِ وَاِنتَشَوا / بِالخَمرِ فَاِعجَب مِن ثِمالِ ثُمالِ
قَومٌ تَغَنَّوا مُرمِلينَ مِنَ الهُدى / فَتَضاعَفَ الإِرمالُ بِالإِرمالِ
وَهُمُ البِهامُ قَصيرَةٌ أَعمارُهُم / وَيُؤَمِّلونَ أَطاوِلَ الآمالِ
لَم تَلقَ إِلّا جاهِلاً مُتَعاقِلاً / مُتَجَمِّلاً مِنهُم بِغَيرِ جَمالِ
مِثلَ البَهائِمِ أُبهِمَت عَن رُشدِها / إِلا اِحتِمالَ ثَقائِلِ الأَحمالِ
دُنياكَ أَرزاقٌ تُذَكِّرُ بَعدَها / أُخرى تُنالُ بِصالِحِ الأَعمالِ