القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : صَفِيّ الدِّين الحِلّي الكل
المجموع : 19
لِمَنِ الشَوازِبُ كَالنَعامِ الجُفَّلِ
لِمَنِ الشَوازِبُ كَالنَعامِ الجُفَّلِ / كُسِيَت حِلالاً مِن غُبارِ القَسطَلِ
يَبرُزنَ في حُلَلِ العَجاجِ عَوابِساً / يَحمِلنَ كُلَّ مُدَرَّعٍ وَمُسَربَلِ
شِبهَ العَرائِسِ تُجتَلى فَكَأَنَّها / في الخِدرِ مِن ذَيلِ العَجاجِ المُسبَلِ
فَعَلَت قَوائِمُهُنَّ عِندَ طِرادِها / فِعلَ الصَوالِجِ في كُراتِ الجَندَلِ
فَتَظَلُّ تَرقُمُ في الصُخورِ أَهِلَّةً / بِشَبا حَوافِرِها وَإِن لَم تُنعَلِ
يَحمِلنَ مِن آلِ العَريضِ فَوارِساً / كَالأُسدِ في أَجَمِ الرِماحِ الذُبَّلِ
تَنشالُ حَولَ مُدَرَّعٍ بِجِنانِهِ / فَكَأَنَّهُ مِن بَأسِهِ في مَعقِلِ
مازالَ صَدرَ الدِستِ صَدرَ الرُتبَةِ ال / عَلياءِ صَدرَ الجَيشِ صَدرَ المَحفَلِ
لَو أَنصَفَتهُ بَنو مَحاسِنَ إِذ مَشَوا / كانَت رُؤوسُهُمُ مَكانَ الأَرجُلِ
بَينا تَراهُ خَطيبَهُم في مَحفَلٍ / رَحبٍ تَراهُ زَعيمَهُم في جَحفَلِ
شاطَرتُهُ حَربَ العُداةِ لِعِلمِهِ / أَنّي كِنانَتُهُ الَّتي لَم تُنثَلِ
لَمّا دَعَتني لِلنِزاِلِ أَقارِبي / لَبّاهُمُ عَنّي لِسانُ المُنصُلِ
وَأَبَيتُ مِن أَنّي أَعيشُ بِعِزِّهِم / وَأَكونَ عَنهُم في الحُروبِ بِمَعزِلِ
وافَيتُ في يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ / أَغشى الهِياجَ عَلى أَغَرَّ مُحَجَّلِ
ثارَ العَجاجُ فَكُنتُ أَوَّلَ صائِلٍ / وَعَلا الضِرامُ فَكُنتُ أَوَّلَ مُصطَلِ
فَغَدا يَقولُ كَبيرُهُم وَصَغيرُهُم / لا خَيرَ فيمَن قالَ إِن لَم يَفعَلِ
سَل ساكِني الزَوراءَ وَالأُمَمَ الَّتي / حَضَرَت وَظَلَّلَها رِواقُ القَسطَلِ
مَن كانَ تَمَّمَ نَقصَها بِحُسامِهِ / إِذ كُلُّ شاكٍ في السِلاحِ كَأَعزَلِ
أَو مَن تَدَرَّعَ بِالعَجاجَةِ عِندَما / نادى مُنادي القَومِ يا خَيلُ اِحمِلي
تُخبِركَ فُرسانُ العَريكَةِ أَنَّني / كُنتُ المُصَلّي بَعدَ سَبقِ الأَوَّلِ
ما كانَ يَنفَعُ مَن تَقَدَّمَ سَبقُهُ / لَو لَم تُتَمِّمها مَضارِبُ مُنصُلي
لَكِن تَقاسَمنا عَوامِلَ نَحوِها / فَالإِسمُ كانَ لَهُ وَكانَ الفِعلُ لي
وَبَديعَةٍ نَظَرَت إِلَيَّ بِها العِدى / نَظَرَ الفَقيرُ إِلى الغَنِيِّ المُقبِلِ
وَاِستَثقَلَت نُطقي بِها فَكَأَنَّما / لَقِيَت بِثالِثِ سورَةِ المُزَّمِّلِ
حَتّى اِنثَنَت لَم تَدرِ ما تَتَّقي / عِندَ الوَقائِعِ صارِمي أَم مِقوَلي
حَمَلوا عَلَيَّ الحِقدَ حَتّى أَصبَحَت / تَغلي صُدورُهُمُ كَغَليِ المِرجَلِ
إِن يَطلُبوا قَتلي فَلَستُ أَلومُهُم / دَمُ شَيخِهِم في صارِمي لَم يَنصُلِ
ما لي أُسَتِّرُها وَتِلكَ فَضيلَةٌ / الفَخرُ في فَصدِ العَدُوِّ بِمِنجَلِ
قَد شاهَدوا مِن قَبلِ ذاكَ تَرَفُّعي / عَن حَربِهِم وَتَماسُكي وَتَجَمُّلي
لَمّا أَثاروا الحَربَ قالَت هِمَّتي / جَهِلَ الزَمانُ عَلَيكَ إِن لَم تَجهَلِ
فَالآنَ حينَ فَلَيتُ ناصِيَةَ الفَلا / حَتّى تَعَلَّمَتِ النُجومُ تَنَقُّلي
أَضحى يُحاوِلُني العَدُوُّ وَهِمَّتي / تَعلو عَلى هامِ السِماكِ الأَعزَلِ
وَيَرومُ إِدراكي وَتِلكَ عَجيبَةٌ / هَل يُمكِنُ الزَرزورَ صَيدَ الأَجدَلِ
قُل لِلَّيالي وَيكِ ما شِئتِ اِصنَعي / بَعدي وَلِلأَيّامِ ما شِئتِ اِفعَلي
حَسبُ العَدُوِّ بِأَنَّني أَدرَكتُهُ / لَمّا وَليتُ وَفُتُّهُ لَمّا وَلي
سَأَظَلُّ كُلَّ صَبيحَةٍ في مَهمَهٍ / وَأَبيتُ كُلَّ عَشِيَّةٍ في مَنزِلِ
وَأَسيرُ فَرداً في البِلادِ وَإِنَّني / مِن حَشدِ جَيشِ عَزائِمي في جَحفَلِ
أَجفو الدِيارَ فَإِن رَكِبتُ وَضَمَّني / سَرجُ المُطَهَّمِ قُلتُ هَذا مَنزِلي
لا تَسمَعَنَّ بِأَن أُسِرتُ مُسَلَّماً / وَإِذا سَمِعتَ بِأَن قُتِلتُ فَعَوِّلِ
ما الاِعتِذارُ وَصارِمي في عاتِقي / إِن لَم يَكُن مِن دونِ أَسري مَقتَلي
ما كانَ عُذري إِن صَبَرتُ عَلى الأَذى / وَرَضيتُ بَعدَ تَدَلُّلي بِتَذَلُّلي
فَإِذا رُميتَ بِحادِثٍ في بَلدَةٍ / جَرِّد حُسامَكَ صائِلاً أَو فَاِرحَلِ
فَلِذاكَ لا أَخشى وُرودَ مَنِيَّتي / وَأَرى وُرودَ الحَتفِ عَذبَ المَنهَلِ
فَإِذا عَلا جَدّي فَقَلبي جُنَّتي / وَإِذا دَنا أَجَلي فَدِرعي مَقتَلي
ما تِهتُ بِالدُنيا إِذا هِيَ أَقبَلَت / نَحوي وَلا آسى إِذا لَم تُقبِلِ
وَكَذاكَ ما وَصَلَت فَقُلتُ لَها اِقطَعي / يَوماً وَلا قَطَعَت فَقُلتُ لَها صِلي
صَبراً عَلى كَيدِ العُداةِ لَعَلَّنا / نَسقي أَخيرَهُمُ بِكَأسِ الأَوَّلِ
يا عُصبَةً فَرِحوا بِمَصرَعِ لَيثِنا / ماذا أَمِنتُم مِن وُثوبِ الأَشبُلِ
قَومٌ يُعِزّونَ النَزيلَ وَطالَما / بَخِلَ الحَيا وَأَكُفُّهُم لَم تَبخَلِ
يَفنى الزَمانُ وَفيهِ رَونَقُ ذِكرِهِم / يَبلى القَميصُ وَفيهِ عَرفُ المَندَلِ
وَلَقَد أَسيرُ عَلى الضَلالِ وَلَم أَقُل
وَلَقَد أَسيرُ عَلى الضَلالِ وَلَم أَقُل / أَينَ الطَريقُ وَإِن كَرِهتُ ضَلالي
وَأَعافُ تَسآلَ الدَليلِ تَرَفَّعاً / عَن أَن يَفوهَ فَمي بِلَفظِ سُؤالِ
حوشيتَ مِن زَفَراتِ قَلبي الوالِهِ
حوشيتَ مِن زَفَراتِ قَلبي الوالِهِ / وَكُفيتَ ما يَلقاهُ مِن بَلبالِهِ
وَأُعيذُ سِرَّكَ أَن يَكابِدَ بَعضَ ما / لاقَيتُ مِن قيلِ العَذولِ وَقالِهِ
يا مَن يُعيرُ الغُصنَ لينَ قَوامِهِ / وَيُغيرُ بَدرَ التَمَّ عِندَ كَمالِهِ
ما حَلَّتِ الواشونَ ما عَقَدَ الهَوى / تَفنى اللَيالي وَالغَرامُ بِحالِهِ
صِل عاشِقاً لَولاكَ ما ذَكَرَ الحِمى / وَلَما غَدا مُتَغَزِّلاً بِغَزالِهِ
وَاِجعَل كِناسَكَ في القُلوبِ فَإِنَّها / تُغنيكَ عَن شيحِ العَذيبِ وَضالِهِ
لِلَّهِ بِالزَوراءِ لَيلَتُنا وَقَد / جَرَّدتُ غُصنَ البانِ مِن سِربالِهِ
وَرَشَفتُ بَردَ الراحِ مِن مَعسولِهِ / وَضَمَمتُ قَدَّ اللَدنِ مِن عَسالِهِ
رَشَأٌ كَبَدرِ التَمِّ في إِشراقِهِ / وَكَمالِ طَلعَتِهِ وَبُعدِ مَنالِهِ
ما اِهتَزَّ وافِرُ رِدفِهِ في خَطوِهِ / إِلّا تَشَكّىالخَصرُ مِن أَثقالِهِ
ما بالُهُ أَضحى يَشينُ وَعيدَهُ / بِنَجازِهِ وَوُعودَهُ بِمَطالِهِ
وَيُذيقُني طَعمَ المَلالِ تَدَلُّلاً / فَأَذوبُ بَينَ دَلالِهِ وَمَلالِهِ
ما ضَرَّ طَيفَ خَيالِهِ لَو أَنَّهُ / يَسخو عَلَيَّ وَلَو بِطَيفِ خَيالِهِ
ما كانَ مِن فِعلِ الجَميلِ يَضُرُّهُ / لَو كانَ يَجعَلُهُ زَكاةَ جَمالِهِ
قَسَماً بِضادِ ضِياءِ صُبحِ جَبينِهِ / وَوَحَقَّ سينِ سَوادِ عَنبَرِ خالِهِ
لِأُكابِدَنَّ لَهيبَ نارِ صُدودِهِ / وَلَأَركَبَنَّ عُبابَ بَحرِ مَلالِهِ
وَلَأَحمِلَنَّ اليَمَّ فَرطَ عَذابِهِ / وَأَدومُ مُصطَبِراً عَلى أَهوالِهِ
حَتّى تَقولَ جَميعُ أَربانِ الهَوى / هَذا الَّذي لا يَنتَهي عَن حالِهِ
أَفدي الغَزالَ المُستَبيحَ بِلَحظِهِ / قَتَلَ الأُسودِ وَما دَنَت لِقِتالِهِ
رَشأٌ تَفَرَّدَ في المَحاسِنِ فَاِغتَدى / تَفصيلُ رَسمِ الحُسنِ في إِجمالِهِ
ما حُرِّكَت سَكَناتُ فاتِرِ طَرفِهِ / إِلّا وَأَصمى القَلبَ وَقعُ نِبالِهِ
حَكَمَت فَجارَت في القُلوبِ لِحاظُهُ / كَأَكُفِّ نَجمِ الدينِ في أَموالِهِ
المالِكُ المَنصورُ وَالمَلِكُ الَّذي / تَخشى النُجومُ الشُهبُ شُهبَ نِصالِهِ
مَلِكٌ يَسيرُ النَصرُ عَن تَلقائِهِ / وَوَرائِهِ وَيَمينِهِ وَشِمالِهِ
مَلِكٌ تَقولُ الأَرضُ إِذ يَمشي بِها / حَسبي مِنَ التَشريفِ مَسُّ نِعالِهِ
فَإِذا دَعا الدَهرَ العَبوسَ أَجابَهُ / مُتَعَثِّراً بِالرُعبِ في أَذيالِهِ
سُلطانُ عَصرٍ عَزمُهُ راضَ الوَرى / فَكَفاهُ ماضيهِ عَنِ اِستِقبالِهِ
أَضحى حِمى الحَدباءِ عِندَ إِيابِهِ / يَستَنجِدُ الإِقبالَ مِن إِقبالِهِ
ضَرَبَ الخِيامَ عَلى الحِمى فَأَكُفُّهُ / كَمِياهِهِ وَحُلومُهُ كَجِبالِهِ
أَعطى وَأَجزَلَ في العَطاءِ تَبَرُّعاً / حَتّى سَئِمتُ نِزالَهُ بِنَوالِهِ
ذَلَّت صُروفُ الدَهرِ لَمّا عايَنَت / دونَ الأَنامِ تَعَلُّقي بِحِبالِهِ
وافَيتُهُ وَكَأَنَّني مِن رِقَّهِ / فَأَعَزَّني فَكَأَنَّني مِن آلِهِ
يالَيتَ قَومي يَعلَمونَ بِأَنَّني / أَدرَكتُ طيبَ العَيشِ بَعدَ زَوالِهِ
في ظِلِّ مَلكٍ مُذ حَلَلتُ بِرَبعِهِ / جاءَ الزَمانُ يَرومُ حَلَّ عِقالِهِ
ما ضَلَّ فِكري في جَميلِ صِفاتِهِ / إِلّا اِهتَدى شِعري بِحُسنِ خِلالِهِ
أَو أَصدَأَ الإِيّامُ سَيفَ قَريحَتي / إِلّا جَعَلتُ مَديحَهُ كَصِقالِهِ
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي غَدَتِ العُلى / مَقرونَةً بِجِلادِهِ وَجِدالِهِ
أَغرَقتَ بِالإِنعامِ عَبدَكَ فَاِغتَدى / مِن بَحرِكَ التَيّارِ دُرُّ مَقالِهِ
طَوَّقتَهُ بِنَداكَ طَوقَ كَرامَةٍ / وَجَعَلتَ فَيضَ الجودِ مِن أَغلالِهِ
أَصفى لَمَحضِ وَلاكَ عِقدَ ضَميرِهِ / فَسِوى مَديحَكَ لا يَمُرُّ بِبالِهِ
ما زالَ ظِلُّ نَداكَ شامِل
ما زالَ ظِلُّ نَداكَ شامِل / يا مَن يُمَوِّلُ كُلَّ آمِل
يا مَن غَدا كَهفَ الأَيا / مى وَاليَتامى وَالأَرامِل
حُزتَ العُلى وَالجودَ يا / رَبَّ الفَضائِلِ وَالفَواضِل
وَكَمَلتَ كُلَّ فَضيلَةٍ / يا مَلِكاً في الفَضلِ كامِل
وُقَّيتَ حادِثَةَ اللَيالي
وُقَّيتَ حادِثَةَ اللَيالي / وَحُرِستَ مِن عَينِ الكَمالِ
يا مالِكاً بِصَنيعِهِ / حازَ المَعاني وَالمَعالي
قَسَماً بِأَنعُمِكَ الجِسا / مِ عَلى المُؤَمِّلِ وَالمَوالي
إِنّي لَمُشتاقٌ إِلى / تِلكَ الشَمائِلِ وَالجَمالِ
وَلَقَد ذَكَرتُ القُربَ مِن / كَ وَطيبَ أَيّامي الخَوالي
فَطَفِقتُ أَصفُقُ راحَتي / وَعِندَ صَفقَتِها مَقالي
كَيفَ السَبيلُ إِلى سُعا / دَ وَدونَها فَلَكُ الحَيالي
وَلَقَد أَروحُ إِلى القَنيصِ وَأَغتَدي
وَلَقَد أَروحُ إِلى القَنيصِ وَأَغتَدي / في مَتنِ أَدهَمَ كَالظَلامِ مُحَجَّلِ
رامَ الصَباحُ مِنَ الدُجى اِستِنقاذَهُ / حَسَداً فَلَم يَظفَر بِغَيرِ الأَرجُلِ
فَكَأَنَّهُ صِبغُ الشَبيبَةِ هابَهُ / وَخَطُ المَشيبِ فَجاءَهُ مِن أَسفَلِ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالسُيوفُ مُواطِرٌ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالسُيوفُ مُواطِرٌ / كَالسُحبِ مِن وَبلِ النَجيعِ وَطَلِّهِ
فَوَجَدتُ أُنساً عِندَ ذِكرِكِ كامِلاً / في مَوقِفٍ يَخشى الفَتى مِن ظِلِّهِ
لا حُبَّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ
لا حُبَّ إِلّا لِلحَبيبِ الأَوَّلِ / فَاِصرِف هَواكَ عَنِ الحَبيبِ الأَوَّلِ
وَدَعِ العَتيقَ فَلِلجَديدِ حَلاوَةٌ / تُنسيكَ ماضي العَيشِ بِالمُستَقبَلِ
أَعلى المَراتِبِ في الحِسابِ أَخيرُها / فَقِسِ المِلاحَ عَلى حِسابِ الجُمَّلِ
أَتَشُكُّ في أَنَّ النَبِيَّ مُحَمَّداً / خَيرُ البَرِيَةِ وَهوَ آخِرُ مُرسَلِ
مَن لي بِأَنَّكَ يا خَلي
مَن لي بِأَنَّكَ يا خَلي / لُ تَكونُ في الدُنيا خَليلي
وَصلٌ قَبيحٌ مِنكَ أَح / لى لي مِنَ الصَبرِ الجَميلِ
مَن كُنتَ أَنتَ رَسولَهُ
مَن كُنتَ أَنتَ رَسولَهُ / كانَ الجَوابُ قَبولَه
هُوَ طَلعَةُ الشَمسِ الَّذي / جاءَ الصَباحُ دَليلَه
لَم يَبدُ وَجهُكَ قَبلَهُ / إِلّا اِرتَقَبتُ وُصولَه
فَلِذاكَ إِذ واجَهتَني / بَلِّ الفُؤادُ غَليلَه
عُجنا عَلى وادي الصَفا فَصَفا
عُجنا عَلى وادي الصَفا فَصَفا / عَيشي وَوَلّى الهَمُّ مُرتَحِلا
وَلَنا بِها وَالشَمسُ في أَسَدٍ / قَيظاً فَخِلنا بُرجَها الحَمَلا
في رَوضَةٍ حاكَ الرَبيعُ لَها / بُسطاً وَأَلبَسَ دَوحَها حُلَلا
ما إِن تَزالُ رِياضُها قُشُباً / أَبَداً وَبُردَةُ شَمسِها سَمِلا
فَكَأَنَّ صَوبَ المُزنِ يَعشَقُها / فَأَقامَ لا يَبغي بِها حِوَلا
ما زالَ يَبكيها وَيَعتَبُها / حَتّى تَوَرَّدَ خَدُّها خَجَلا
كَفاكَ تَهمي بِالنَوالِ وَتَهمُلُ
كَفاكَ تَهمي بِالنَوالِ وَتَهمُلُ / وَيَداكَ تَجزي بِالجَميلِ وَتُجزِلُ
وَعُلاكَ يَقضي لِلمُؤَمِّلِ بِالرِضى / وَعَطاكَ يَكفي الوافِدينَ وَيَكفَلُ
أَنتَ الَّذي إِن أَمَّهُ مُستَصرِخٌ / يَكمي العَطِيَّةَ لِلنَزيلِ وَيَكمُلُ
فَإِذا شَكا جَورَ الحَوادِثِ جارُهُ / يُعدي النَزيلَ عَلا الزَمانِ وَيَعدِلُ
ما كُنتَ لِلشَهباءِ إِلّا وابِلاً / يُرسى عَليها بِالقُطارِ وَيُرسَلُ
ما شاهَدَت عَينايَ قَبلَكَ حاكِماً / يُعزى إِلى فِعلِ الجَميلِ فَيُعذَلُ
مَولايَ دونَكَ نَظمَ شاكٍ شاكِرٍ / يُغضي فَيَحمي العَتبَ عَنكَ وَيَحمِلُ
وَأُجِلَّ مَجدَكَ أَن يَكونَ مُساعِدي / دَهراً فَتُبدي ضِدَّ ذاكَ وَتُبدِلُ
فَسِواكَ مَن يَرضى بِفِعلِ دَنِيَّةٍ / يَشكو الصَديقَ مِنَ المِطالِ فَيَشكُلُ
لا زالَ ظِلِّكَ لِلعُفاةِ ظَليلا
لا زالَ ظِلِّكَ لِلعُفاةِ ظَليلا / وَرَبيعُ مَجدِكَ لِلمُقِلِّ مَقيلا
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي آراؤُهُ / سَحَبَت عَلى هامِ السِحابِ ذُيولا
أَنتَ المُؤَيَّدُ مِن إِلَهِكَ بِالَّذي / طُلتَ الأَنامَ بِهِ وَنِلتَ السولا
بِسَماحَةٍ تَذَرُ العُفاةَ أَعِزَّةً / وَحَماسَةٍ تَذرُ العَزيزَ ذَليلا
وَشَمائِلٍ لَو صافَحَت عِطفَ الصَبا / خِلتَ الشَمالَ مِنَ الصَفاءِ شَمولا
وَصَوارِمٍ حَمَتِ البِلادَ حُدودُها / وَأَرَتكَ في حَدِّ الزَمانِ فُلولا
فَنَظَمتَها فَوقَ الرِقابِ غَلاغِلاً / وَتَخالُها بَينَ الضُلوعِ غَليلا
طَمَحَت إِلى عَلياكَ أَحداقُ الوَرى / وَاِرتَدَّ طَرفُ الدَهرِ عَنكَ كَليلا
وَهَبَت لَكَ العَلياءُ حَقَّ صَداقِها / حَتّى رَضيتَ بِأَن تَراكَ خَليلا
إِن أَمَّ رَبعَكَ مِن وُفودِكَ قاصِدٌ / أَمسَت بُيوتُ المالِ مِنكَ طُلولا
تُعطي وَتَسأَلُ سائِليكَ مَعَ العَطا / عُذراً فَكُنتَ السائِلَ المَسؤُولا
تَجِدُ اليَسيرَ مِنَ المَدائِحِ مُفرِطاً / وَتَرى الكَثيرَ مِنَ العَطاءِ قَليلا
يا مَن إِذا وَعَدَ الجَميلَ لِوَفدِهِ / أَضحى الزَمانُ بِما يَقولُ كَفيلا
مَولايَ تَثقيلي عَليكَ كَثيرٌ / إِذ كانَ ظَنّي في عُلاكَ جَميلا
وَبِريفِ مِصرِكَ لي عَزيزٌ لَم أَجِد / بِسِواكَ لِلإِنصافِ مِنهُ سَبيلا
لَمّا عَرَضتُ عَلى عُلاكَ لِذِكرِهِ / طَرفاً وَصادَفَ مِن نَداكَ قَبولا
هَنَّأتُ نَفسي ثُمَّ قُلتُ لَها ابشِري / وَثِقي فَذَلِكَ وَعدُ إِسماعيلا
هُوَ صادِقُ الوَعدِ الَّذي لِوَفائِهِ / نَستَشهِدُ الآياتِ وَالتَنزيلا
قَد ظَلَّ يَفتَخِرُ القَريضُ بأَنَّني / صَيَّرتُهُ طَوراً إِلَيكَ رَسولا
وَالعَبدُ مُشتَهِرٌ بِحُبِّكَ ناطِقٌ / بِجَميلِ ذِكرِكَ بُكرَةً وَأَصيلا
فَاِجعَل إِجازَةَ شِعرِهِ مِن مالِهِ / إِذ شَأنُهُ أَن لا يَرى التَثقيلا
أَضرَبتَ صَفحاً إِذ أَتَتكَ صَحيفَتي
أَضرَبتَ صَفحاً إِذ أَتَتكَ صَحيفَتي / فَطَوَيتَ كَشحاً عِندَ رَدَّ رَسائِلي
أَظَنَنتَ كُلَّ الرَدِّ يَقبُحُ فِعلُهُ / رَدُّ الجَوابِ خِلافُ رَدِّ السائِلِ
لَم تَبغِ هِمَّتُكَ المَحَلَّ العالي
لَم تَبغِ هِمَّتُكَ المَحَلَّ العالي / إِلّا وَأَنتَ مُوَفَّقٌ لِكَمالِ
وَكَذاكَ ما عَشِقَت خَلائِقُكَ العُلى / إِلّا وَلِلأَموالِ قَلبُكَ قالي
أَمُجَدِّلَ الأَبطالِ بَل يا باذِلَ ال / أَموالِ بَل يا حامِلَ الأَثقالِ
صَيَّرتَ أَسحارَ السَماحِ بَواكِراً / وَجَعَلتَ أَيّامَ الكِفاحِ لَيالي
بِحَماسَةٍ مَقرونَةٍ بِسَماحَةٍ / وَجَلادَةٍ مَشفوعَةٍ بِجِدالِ
تُحمي الجِوارَ مِنَ الحَوادِثِ مِثلَما / يَحمي فَريسَتَهُ أَبو الأَشبالِ
أَغياثَ دينِ اللَهِ يا مَن رَأيُه / يُغنيهِ عَن خَطِّيَّةٍ وَنِصالِ
ما كُنتُ أَعلَمُ قَبلَ لُحتَ لِناظِري / أَنَّ الخُيولَ تَسيرُ بِالأَجبالِ
طاوَعتُ فيكَ تَفَرُّسي وَتَوَسُّمي / وَعَصَيتَ فيكَ مَلامَةَ العُذّالِ
ما زِلتُ مِنذُ سَرى رُكابُكَ مائِلاً / أَتَوَقَّعُ الإِقبالَ بِالإِقبالِ
وَجَهَدتُ أَنّي لا أَسيرُ مُيَمَّماً / حَتّى أُمَثَّلَ بِالمَقَرِّ العالي
في جَنَّةِ الفِردوسِ كانَ مُقامُناً / وَبِمِثلِها في الحَشرِ يَنجَحُ فالي
فَكَأَنَّ ذاكَ اليَومَ رِقدَةِ نائِمٍ / وَكَأَنَّ عَيشي فيهِ طَيفُ خَيالِ
ما تِلكَ لِلسُلطانِ أَوَّلَ مِنَّةٍ / عَمَّت يَداهُ بِمِثلِها أَمثالي
مَلَكٌ عَرَفتُ بِهِ المُلوكَ فَلَم يَزَل / شِعري بِهِ عالي سِعرِيَ غالي
لَمّا رَأَيتَ لِسانَ شُكري قاصِراً / وَعَلِمتَ وِدّي مِن لِسانِ الحالِ
وَحَفَظتُ عَهدَكَ مِثلَ حِفظي صِحَّتي / وَشَهِدتَ في ذاكَ المَقامِ مَقالي
أَغَراكَ جودُكَ بي فَجُدتَ تَبَرُّعاً / وَسَأَلتَني لَمّا أَمِنتَ سُؤالي
فَأَبَيتُ أَن أَرضى لِصِدقِ مَحَبَّتي / ثَمَناً وَأُرخِصُ قَدرَ وُدّي الغالي
وَمَنَحتَني فَبَذَلتُ مالَكَ في يَدي / وَحَسَدتُ جودَكَ لي فَجُدتُ بِمالي
إِذ كُنتُ أَرغَبُ في رِضاكَ وَلَم يَكُن / لي مَع وِدادِكَ رَغبَةٌ في المالِ
وَأَوَدُّ أَن أُجري بِبالِكَ بَعضَ ما / يُجري مَديحُكَ وَالثَناءُ بِبالي
ما كُنتُ أَنهَكُ بِالتَوَقُّعِ بِالعَطا / عِرضي فَأُسمِنَ جارَتي بِهُزالي
لَكِن أُزيلُ نَفيسَ ما مَلَكَت يَدي / أَنفاً وَماءُ الوَجهِ غَيرُ مُزالِ
شِيَمٌ عَهِدتُ بِها مَساعي مَعشَري / فَسَحَبتُ في آثارِهِم أَذيالي
ما طالَ في الدُنيا تَنَعُّمَ راحَتي / إِلّا وَقَد قَصُرَت بِها آمالي
ما في نِظامي غَيرَ تَركِ مَدائِحي / نَقصٌ وَذاكَ النَقصُ غَيرُ كَمالي
لَو أَنَّ قُوَّةَ وَجهِهِ في قَلبِهِ
لَو أَنَّ قُوَّةَ وَجهِهِ في قَلبِهِ / قَبَضَ الأُسودَ وَجَدَّلَ الأَبطالا
أَو كانَ طولُ لِسانِهِ بِيَمينِهِ / أَفنى الكُنوزَ وَأَنفَذَ الأَموالا
لَن يَقضِيَ الحاجاتِ إِلّا دِرهَمٌ
لَن يَقضِيَ الحاجاتِ إِلّا دِرهَمٌ / عَزَّ الغَنيُّ وَدِرهَمٌ لِمُؤَمِّلِ
يُدني لَكَ الغَرَضَ البَعيدَ بِسِحرِهِ / وَيَحُلَّ عُقدَةَ كُلِّ أَمرٍ مُشكِلِ
فَإِذا فَهِمتَ السِرَّ فيهِ رَأَيتَهُ / ذُخرَ المُؤَمِّلِ نُزهَةَ المُتَأَمِّلِ
وَإِذا نَظَرتَ إِلى أَسِرَّةِ وَجهِهِ / لَمَعَت كَلَمعِ العارِضِ المُتَهَلِّلِ
إِنَّ الفَقيرَ وَإِن نَمَت
إِنَّ الفَقيرَ وَإِن نَمَت / هُ مَكارِمٌ وَفَضائِلُ
لا يُستَعانُ بِهِ وَلا / يُعبا بِما هُوَ قائِلُ
لَو كانَ سَحبانَ البَلا / غَةِ أَنكَرَتهُ وائِلُ
أَو كانَ قَسّاً في الفَصا / حَةِ قيلَ هَذا باقِلُ
لِلعِشقِ سُكرٌ كَالمُدا
لِلعِشقِ سُكرٌ كَالمُدا / مِ إِذا تَمَكَّنَ في العُقولِ
يَبقى اليَسيرُ مِنَ الكَثي / رِ فَكيفَ ظَنُّكَ بِالقَليلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025