المجموع : 5
خجل الحبيبُ من العتا
خجل الحبيبُ من العتا / بِ فورَّدَ الخدَّ الخَجَلْ
فخشيتُ منه تغضُّباً / فمسحتُ ذلك بالقُبَلْ
مالي وما لعتاب مَن / لو شاء يقتلني قَتَلْ
إقبالُهُنَّ بشارةُ الإقبالِ
إقبالُهُنَّ بشارةُ الإقبالِ / وحضورُهنَّ حضورُ حُسنِ الحالِ
هُنَّ الغواني بالجمال عن الحُلى / فجمالُهنَّ يفوق حَليَ الحالي
إنعامُهنَّ لنا طليعة نعمةٍ / موصولةٍ بمقدّماتِ وصالِ
شُبنَ الملاحةَ بالدلال وأُشرِبَت / بقلوبهن حلاوةُ الإدلالِ
ذُلُّ اليَسير بطرفهنَّ وفوقه / عَقدُ الحواجب فيه تِيهُ الغالي
واذا اهتزَزنَ لنا تهزُّ قلوبَنا / هيفُ الخصور ورُجَّحُ الأكفالِ
يُشفى العليلُ بأُنسهن كمثل ما / تُشفى العِطاشُ ببارد السلسالِ
فالشَّيب أسخطهنَّ من بعد الرضا / والعُدم علَّمهنَّ صفح الحالِ
قد يُستَفاد المالُ بعد نفاده / والشَّيب أعيا حيلةَ المحتالِ
فطمعتُ في نصف الرضا ويئستُ من / نصفٍ لإعدامي وشيب قذالي
قُم يا غلام فسلِّ قلبي بالتي / فيها السلوُّ عن الملول السالي
كيف الصلاح وقد بُليتُ بشادنٍ / في الحسن منفردٍ بغير مثال
لم أُنصِف المعشوقَ إذ شَبَّهتُه / قَدَّ القضيب وصورةَ التمثال
فإذا تلفَّت أو رنا فارغب به / عن جيد مُغزِلةٍ وعين غزال
وطراز طُرَّتِه ونور جبينهِ / يُنسيكَ كلَّ دجىً وكلَّ هلال
وتشعشع الخدَّين من ماء الحيا / كرحيق خمرٍ مُشرَبٍ بزلال
نزه العيون جلاؤهنَّ من الحيا / ولكل قلبٍ في البصيرة خالِ
تَبلى الرياضُ وكلُ روضٍ وافرٍ / وندى البَريديينَ ليس ببال
عزُّ البريديين أحسن منظراً / للناس فيه حدائق الآمال
إقبالُ دولتهم على كلِّ الورى / مُتَتابِعٌ بعوائد الإقبال
قد كادت الأرزاق تُقفَل فانبرت / بركاتُهم بمفاتح الأقفالِ
وهُمُ الثلاثة شَبَّ فيهم رابعٌ / من ذي المعالي وهو جدٌّ عال
أيّامُكم في العالمين كأنَّها / من حسنها مصقولة بصقال
عظمت كفايتُكم وجلّ غَناؤكم / فبكم تسير سوائرُ الأمثالِ
في الأرض ذلك في السماوات العُلى / تُدعَونَ سادةَ سادةِ العُمّالِ
ما قلتُ زوراً إنَّ بَسطَ نوالكم / في الأرض أفضلُ صالح الأعمالِ
مَن شاء فليقتل لذلك نفسَه / أسفاً وربَّ تأسُّفٍ قَتّالِ
فليرغم الحسّادُ إنَّ خدودهم / حُطَّت لمَوطَأكم نِعَالَ نِعَالِ
هلا أتوا بخلائقٍ كخلائق / فيكم مبرزة بكل كمالِ
لم ينقموا إلا التيقظ منكمُ / وتحفُّظ الغَفَلات والإغفالِ
فرأوا مساعيَهم قرارةَ وهدةٍ / ورأوا مساعيَكم سماءَ معالِ
فبمثل ذا عنَد الحسود وإنما / بسَخى القلوبِ تفاوُتُ الأحوالِ
أوَ ما ترى رجلاً يقوم مقامةً / ما إن يقوم بها ألُوفُ رجالِ
هذا أبو عبد الإله يمدُّه / شكرُ الإله بفضله المتوالي
لو ضُمَّت الدنيا إليه بأسرها / لاقتادها من نعله بقِبالِ
ما ذاك في القرطاس نِقساً إنما / هو كشف كربٍ أو حلول وَبالِ
وإذا سمعتَ صرير أقلامٍ له / فزئير أُسدٍ في حمى الأشبالِ
ويبعثر الجيش العرمرم واصفاً / كيداً يصاول صولةَ الأبطالِ
ما أشرف القلم المشرِّفَ أهله / ضخم المَريرة وهو نِضو هُزالِ
يمشي مُكِبّاً والخُطا من مشيه / طُرق الغنى وطوارق الأهوال
ويمجُّ رَعفاً لا يملُّ لسانُهُ / ويفيض بالآمالِ والآجالِ
يا أحمد بن محمدٍ حمداً لمن / جعل الفضائلَ في ذوي الإفضالِ
قال النَّبيُّ يدُ الذي يعطي هي ال / عليا وأنت على الأنام العالي
ويداك قد عَلَتا على أيدي الورى / بجلال قدرك فوق كلِّ جلالِ
ولقد حرستَ مواهبَ اللَه التي / أُوتيتَ بالإحسانِ والإجمالِ
فاللَه بالبركات خصَّك إذ رأى / نعماك قد كَلِفَت بهَدِّ جِبالِ
فمؤمَّل العافين أنت وأنت ذخ / ر الأولياء وكنز بيت المالِ
واللَه يحمل ذاك عنك بأسره / شكراً لأنك حامل الأثقالِ
واللَهُ يؤتي فضلَه ومزيدَه / من شاء غير مُدافَع الأفعالِ
لا زلتَ في نعمٍ تُزاد بشكرها / مدداً من الإعظام والإجلالِ
سَنَةٌ يُزاد بها الأمير جمالا
سَنَةٌ يُزاد بها الأمير جمالا / إقبالها ينمي لك الإقبالا
سنةٌ وأسبوعٌ وشهرٌ كلُّها / جُدُدٌ تجدِّد أنعماً تتوالى
حَولٌ بحول اللَه يُقضى بالذي / أمَّلته ويزيد حالك حالا
عامٌ يعمُّ لك السرور ولا ترى / في نعمةٍ خللاً ولا إخلالا
يا من أهلَّ له هلالٌ طالعٌ / لازال وجهُك للسعود هلالا
أنت الذي صُنتَ الذي استُرعِيتَه / وجعلتَ مالك للحقوق مُذالا
تُعطي الرغائب إن سكنت كمثل ما / عند الشدائد تركب الأهوالا
حَسبُ الأمير بأن كُلّاً قائلٌ / والكلُّ بَرٌّ في الذي قد قالا
صدق الذي سمَّى الأميرَ محمداً / فهو المحمَّدُ سيرةً وخصالا
هذا أبو حسن الذي إحسانُه / ردَّ الأُجاجَ من الحياة زلالا
هذا ابن يزداد الذي أيامُه / كست البلادَ بشاشةً وجمالا
البصرة الفوزُ العظيم فأمنُها / عمر البقاعَ وثمَّر الأموالا
مَهَّدتَها بالرفق منك وطالما / بالخرق زُلزِل أهلُها زلزالا
فاللَه وفَّاهم بيمنك ما بَغَوا / واللَه بلَّغهم بك الآمالا
فلو استطاعوا وطَّأوك خدودهم / حتى تكون لك الخدودُ نعالا
ويحقُّهم أن يشكروا لمباركٍ / أنساهم الرّوعات والأوجالا
فالحمد للّه الذي كشف الردى / باليُمن منك وجمَّل الأحوالا
أجللتَ نعمةَ ذي الجلال وصُنتَها / فلذاك زادك ذو الجلال جلالا
لم يبق غيرُك في البلاد بأسرها / مَن يعشق الإنعامَ والإفضالا
لو أنَّ مالكَ حسب جودك وُسعُه / أوسعتَ كلَّ العالمين منالا
لو أنَّ كلَّ الخَلق رادَكَ رغبةً / كانوا لجودك صبيةً وعيالا
فإذا الأفاضل في الأفاضل عُدِّدت / كنتَ اليمينَ ومَن سواك شمالا
ففضلتهم عند الخطاب مقالا / وفضلتَهم عند الخطوب فعالا
وإذا المحافل في الصفات تفاضلت / ضربوا بحسن صفاتك الأمثالا
عظمت صفاتُك عند كلِّ معظَّمٍ / فرأوا لك الإعظامَ والإجلالا
فعَلام تأخير الصَّبُوح ويومُها / يومٌ يؤلِّف شكلُه الأشكالا
سبت دعوة ذا الحلال مُوَاتراً / سنةً فما تَركُ الصبوح حلالا
وسُبوغُ سيِّدِنا الأجلِّ مراتباً / مَدَّت على الملك الأجلِّ جلالا
هذا لإقبال الأمير وحظه / لينال منه سقط ما قد نالا
فتتابعت نِعَمُ الأمير سوابغاً / عند الأمير تجرِّر الأذيالا
حتى تكون أبَرَّ مَن وطئ الحصى / وأعمَّهم تبغي بعيشك فالا
حتى يقول الحاسدون بغيظهم / زاد الأميرُ على الأمير كمالا
فمن ادَّعى أن قد رأى لك مُشبِهاً / فقد ادَّعى فيما يقول محالا
فإذا مدحتُك قال لي أهلُ الحجى / قُل كيف شئتَ فقد وجدتَ مقالا
قالوا تحبُّ فلا تغار فقل لهم
قالوا تحبُّ فلا تغار فقل لهم / لا يمنع الماعونَ عندي مَن عَقَلْ
إن مَسَّه دَنَسُ الإجارة مرَّةً / فالماء يغسل عذرَ ذاك اذا اغتسلْ
ما لي أُحَوِّطُ حول دجلة حائطاً
ما لي أُحَوِّطُ حول دجلة حائطاً / لولا اعتراض حماقتي وفضولي