المجموع : 7
ويْلي على مملوكةٍ مَلَكَتْ
ويْلي على مملوكةٍ مَلَكَتْ / رقّي بحُسْنِ مَقالها وَيْلي
غَيداءُ تَسحَبُ كُلَّما انعَطَفَتْ / مِنْ فرْعها ذيلاً على الذيلِ
وكأنّها شمسٌ على غُصُنٍ / مترنّحَ التقويمِ والميلِ
قالَتْ وَقَد عانَقتُها سَحَراً / لِمْ زُرْتَنا في آخِرِ الليلِ
فأجبتُها وغمرتُها قُبَلاً / هذا أوانُ إغارةِ الخيلِ
حتَّى إذا بَزَغَتْ شبِيهَتُها / كالتاجِ فوْقَ مفارقِ القيلِ
نزَعتْ كنزْع الروح من جسدي / عنّى قلادةَ ساعدٍ غَيْلِ
فنهضتُ أشرَقُ بالدموعِ كما / شَرِقَ الفضاء بكثرةِ السيلِ
ورْدُ الخدودِ ونرجسُ المُقَلِ
ورْدُ الخدودِ ونرجسُ المُقَلِ / عَدَلا بسامِعَتي عَنِ العَذَلِ
ومواردُ الرّشَفاتِ مُرْوِيَتي / حيثُ المياهُ مثيرةٌ غُلَلي
خَذَلَتْكَ باللّحَظاتِ خاذِلَةٌ / في الإجل ترْسل أسهم الأجَلِ
مِنْ مُقْلَةٍ نَقَلَتْك قهوتها / بالسُّكْرِ من خَبَلٍ إلى خَبَلِ
ولَقَلَّما يصحو امرؤ حكَمَت / فيهِ كُؤوسُ الأَعيُنِ النُّجُلِ
إنّي امرؤ ما زلتُ أنظمُ في / جيدِ الغزال قلائدَ الغزلِ
وجنيّةٍ ضَنّتْ على نظري / بِجنيّ وَرْدِ الوجنَةِ الخَضلِ
صَبَغَتْ غلالةَ خدّها بدمي / إن لم يكن فبِعَندَمِ الخجلِ
تعلو بعود أراكةٍ بَرَداً / غَسَلَتْ حَصَاهُ مدامعُ السَّبلِ
وتكفّ عن فَلَقٍ دُجى غَسَقٍ / بِمُضرَّجاتٍ من دَمِ البَطَلِ
وَكَأَنَّما خاضَتْ ذَوائِبُها / من جفنها في صِبْغةِ الكحلِ
يا هَذِهِ استَبقي على رَجُلٍ / أفحمتِهِ بالفاحمِ الرّجِلِ
لا تسأليهِ عن الهوَى وَسَلي / عنه إشارةَ دَمْعِهِ الهَطِلِ
عَطَفَتْ وقالتْ رُبَّ ذي أملٍ / ظفرتْ يداه بطائِلِ الأمَلِ
قِبَلي ديونٌ ما اعترفتُ بها / إلّا لِأَمنَحَ مُجْتَنى قُبَلي
واهاً لأيّامٍ سقُيتُ بها / كأسَ النعيمِ براحةِ الجذَلِ
لَم يَبقَ لي من طيبِهِنَّ سِوى / ما أَبقَتِ الأَحلامُ في المُقَلِ
ثُمَّ اعتَبَرتُ هدايةً زَمني / فإذا تَصَرّفُهُ عليَّ ولي
يا لائمي نَقّلْ ملامَكَ عنْ / نَدْبٍ وصيّرْهُ إلى وَكِلِ
أَعلى الزّماعِ تلومُ مُغترباً / يقري الرّحال غواربَ الإبِلِ
إِنِّي أُقيمُ صُدورَها لِسُرىً / يهدي كلاكِلَها إلى الكَلَلِ
وأروحُ عن وطني إذا دَمِيَتْ / بعدي مدامعُ دُمْيَةِ الكِلَلِ
والسيفُ لا يَفْري ضريبَتَهُ / حَتّى تُجَرِّدَهُ مِنَ الخِلَلِ
سَأُثيرُها مِنْ كُلِّ طاعِنَةٍ / صَدْرَ الفلاةِ بأذْرُعٍ فُتُلِ
فَإِذا بِلَغْنَ مُحَمَّداً أمِنَتْ / غَلَسَ البكور وروحة الأُصُلِ
وإلى ابن عَبّادٍ تَعَبّدها / رَمْلاً قَطَعْنَ مداهُ بالرّمَلِ
ترعَى الرسيمَ إلى الوجيفِ بنا / بَدَلاً من الحَوذانِ والنّفَلِ
صُوْرَ العيونِ إلى سَنَا مَلِكٍ / حيِّ السماحة ميِّتِ البَخَلِ
مَلِكٌ تقابلُ منه أُبَّهةً / تُغْضي العيونُ بها إلى القَبَلِ
فَتُزَرُّ لأمَتُهُ على أسَدٍ / وَتُلاثُ حَبْوَتُهُ على جَبَلِ
لو لم يَزُرْ مغناهُ ذو عَدَمٍ / ألقى نداهُ له على السّبُلِ
أو زاره في الحشر آثَرَهُ / كَرَماً عَلَيهِ بِصالِحِ العَمَلِ
أَحَسِبتَ أنَّ يَمينَهُ فَرَغَتْ / هِيَ للندى والبأسِ في شُغُلِ
أسَدٌ على الفُرْسانِ يَفْرِسُها / عندَ انقِراضِ الأمنِ بالوجَلِ
وكتيبةٍ شهباءَ رانيةٍ / تحتَ العجاج بأعْيُنِ الأسَلِ
جاءَتْ بِها الآسادُ تَزأَرُ في / غيل الصّوارِمِ والقنا الذّبُلِ
والطعنُ يلحقُ من سوابغِهِم / حَدَقَ الجرادِ بأعين الحَجَلِ
وكأنّ سُمْرَ الخطّ في شَرَقٍ / بالعلّ من دمهمْ وبالنّهَلِ
وَكَأَنَّما يَلحَسْنَ في غُدُرٍ / مُهَجَ الكماةِ بألسنِ الشُّعَلِ
خَطَبَتْ سيوفُك مِن سَراتِهِمُ / لِعُلاكَ فوق منابِرِ القُلَلِ
يا ماتِحاً بِرِشاءِ صَعْدَتِهِ / بين الأسنّةِ مُهْجَةَ البطلِ
رمحٌ يروقُ الطرفَ مُعْتَقَلاً / في كفِّ غيرك غيرَ مُعتقلِ
أيّ الملوك لك الفداءُ وقد / صَيّرْتَ جِلّتَها من الخَوَلِ
دامَتْ لَكَ الدنْيا وَدُمْتَ لها / وأقامَ سيفُكَ كلّ ذي مَيَلِ
ومُعَطَّشاتٍ في سُعُورِ قُيونها
ومُعَطَّشاتٍ في سُعُورِ قُيونها / تُسْقى نجيعَ جماجمٍ وكواهِلِ
وَمِنَ البروقِ على الرؤوسِ لِوَقْعِها / رعدٌ يَصُوبُ منَ الدماءِ بِوابِلِ
وَكَأنَّ أَجنِحَةَ الفراشِ تَقَطّعتْ / منثورةً منهنّ فَوقَ جَداولِ
من كلّ أبيضَ راكِضٍ في غِمده / لجّ المنيّة مُعطبٌ بالساحِلِ
يَفري الضرائِبَ في حبائكِ سردِها / بمضاربٍ شهِدتْ وقائعَ وائلِ
وكأنّما قفْرٌ يطولُ بمتنِهِ / في رمله للنملِ إِثرَ أنامِلِ
مُلْكٌ جديدٌ مثل طَبْعِ المُنصُلِ
مُلْكٌ جديدٌ مثل طَبْعِ المُنصُلِ / نَمشُ الفرندِ عَلَيهِ صنع الصيقلِ
ورياسةٌ عُلْوِيّةٌ ترنو إلى / زُهْرِ الكواكبِ إذ تَراءتْ من عَلِ
وسعادةٌ لو أنّها جُعِلتْ على / هَرِمٍ لعادَ إلى الشّبابِ الأوّلِ
هاتِ الحديثَ عن الزّمانِ وحُسْنِهِ / وَخُذِ الحديث من المُحدِّث عن علي
من ألحفَ الدنْيا جنَاحَيْ عدْلِهِ / وأجارَ من صرْفِ الخطوبِ المعضلِ
من مَهّدَ الملكَ العظيمَ وناهضاً / للمكرمات بكلّ عبءٍ مثقلِ
ملك تَفُلّ عداتَهُ عزماتُهُ / بصوارم قَدَرِيّةٍ لم تُفْلَلِ
برٌّ إذا عَمَلٌ خلا من نُصْحِهِ / ورجا التقيُّ قبولهَ لم يُعْمَلِ
شَرِبَتْ قلوبُ الناسِ مِنهُ محبَّةً / كَرْعَ الصوادي في عذوبةِ منهلِ
وقضى له بالنّجْحِ مبدأُ أمرِد / ويدلّكَ الماضي على المستقبلِ
وَسما يُحَلِّقُ في العلى بِعِداتِهِ / مثلَ البغاثِ خَشينَ وَقْعَ الأجدلِ
إِيّاكَ أَن يختالَ مِنهُم جاهلٌ / فحسامُهُ للجيدِ منه يختلي
إِنَّ الشريعةَ مِنهُ تُشْرِعُ عاملاً / من كلِّ باغٍ عامِلاً في المقتَلِ
وَرِثَ الممالِكَ مِن أَبيهِ فَحازَهَا / وتُراثَ مجدٍ في الصميم مُؤثَّلِ
حَسَمَ المظالمَ عادلاً فكأنّهُ / من سيرة العُمرَيْن جَدّدَ ما بَلي
كم قال من حيٍّ لِمَيْتٍ قُمْ ترى / ما نَحنُ فيه منَ التنَعُّم مُذْ ولي
إنَّ ابنَ يَحيى في المفاخِرِ ذِكرُهُ / مُتَضَوّعٌ منه فمُ المتمثّلِ
ملكٌ إذا خفقتْ عليه بنودُهُ / فالحافقانِ له جناحا جَحفَلِ
يَقتادُ كلَّ عَرَمْرَمٍ متَموِّجٍ / كالبحر تركُلُهُ نَوؤجُ الشّمألِ
وتريكَ في أُفْقِ العجاجِ رماحُهُ / شَرَرَ الأسنّةِ في رمادِ القسطلِ
في كُلِّ سابِغَةٍ كَأنَّ قَتيرَها / حدَقُ الجنادبِ في سَرابِ المجهَلِ
ماذيّةٌ يشكو لِكَثرَةِ لَحمِها / ضُرّاً بلا نفعٍ لسانُ المُنْصُلِ
كَغَمامَةٍ يَجلو عَلَيكَ بَريقُها / في السّرد لمعَ البارقِ المُتَهلِّلِ
يَفتَرُّ عَن ثغرِ الرئاسَةِ والرّدى / جَهْمٌ يلذّ بِعَضِّ نابٍ أعصلِ
إِن كرَّ في ضَربِ الكماةِ بِمرهَفٍ / قدّ الحديدَ على الكميّ بجدوَلِ
وتخالُ يومَ الطّعْنِ مهجةَ قِرنِهِ / تُجْري السليطَ على السنانِ المُشعَلِ
لا تَسأَلَنْ عَن بأسِهِ واقْرَأه في / صفةِ الحديدِ من الكتابِ المنزلِ
صَلْتُ الجبينِ على أسِرّةِ وجههِ / نورٌ يشيرُ إلى الظلامِ فينجلي
ثبتَتْ رصانةُ حِلْمِهِ فكأنّما / أرساهُ خالقُهُ بِهَضْبَةِ يَذْبُلِ
ما زلتَ في رُتَبِ العُلا متنقّلاً / وكذا انتقالُ البَدر في الفَلكِ العلي
وموفّقُ الأعمالِ تحسبُ رأيَهُ / صُبْحاً يقدّ أديمَ ليلٍ أليْلِ
وتكادُ تُرْدي في الغمودِ سيوفُهُ / وتبيدُ أسهُمُهُ وإن لم تُرْسَلِ
دُمْ للمعالي أيّها الملك الذي / أسْدَى الأماني من يمينَيْ مفضلِ
نِعَمٌ تُنَوِّرُ في الأَكُفِّ كَما سقى / عينَ الرياض حَيَا السحابِ المُسْبَلِ
وَفَدَتْ عَلَيكَ سعودُ عامٍ مُقْبِلٍ / فَتَلَقَّهُ بِسعودِ عِزٍّ مقبلِ
أَهْدَى التحيَّةَ واستعارَ لنُطْقِهِ / من كلّ ممتدح فصاحةَ مِقْولِ
وَسعَى بِأَرضِكَ واضِعاً فَمَهُ على / تُرْبٍ بأفواهِ الملوكِ مُقَبَّلِ
وكَأَنَّهُ بِكَ لِلأنامِ مهنّئٌ / ومبشّرٌ لك في علوّ المنزلِ
بمراتبٍ تُبْنى وبأسٍ يُتّقَى / وسعادةٍ تَنْمى وكعبٍ يعتلي
نَهَتِ الكواشحَ عنه والعُذّالا
نَهَتِ الكواشحَ عنه والعُذّالا / فَكَأنَّما ملأتْ يديه وصالا
أَتَظُنّها رَحِمَتْهُ من أَلمِ الجَوَى / بِمُخَلخَلٍ يَستَرحِمُ الخِلخَالا
ظَمآنُ يَستسقي أُجاجَ دموعِهِ / من عارِضِ البَرِد الشنيبِ زلالا
حَتّى إذا لَذَعَ الغَرامُ فؤادَهُ / شربَ الغليلَ وأُشرِبَ البِلبالا
مُضْنىً أزارتْهُ خيالاً عائداً / فكأنّما زارَ الخيالُ خيالا
لا يستجيبُ لسائلٍ فكأنّهُ / طَلَلٌ وهل طللٌ يجيبُ سُؤالا
كَم سامِعٍ بِالعَينِ مِن آلامِهِ / قِيلاً بأفواهِ الدموعِ وقالا
إِنّي طُرِفْتُ بِأَعينٍ في طَرفِها / سِحْرٌ يَحُلُّ مِنَ العقولِ عِقالا
وَفَحَصتُ عَن سَببٍ عَصَيتُ بِهِ النّهى / فَوَجدتُهُ ذُلّاً يُطيعُ دلالا
وَأَنا الَّذي صَيَّرْتُ عِلْقَ صبابتي / بصبابَتي للغانِيات مُذالا
فتَصيَّدَتنِي ظبيةٌ إنسِيّةٌ / وَأَنا الَّذي أَتَصَيَّدُ الرّئبالا
تُجري الأراكَ على الأقاح وظَلمُها / ريقٌ أذُقْتَ الشَّهدَ والجِريالا
وتريكَ ليلاً في الذوائب يجتلي / نوراً عليك ظلامُهُ وصقالا
وإذا تداولتِ الولائدُ مَشْطَهُ / عَرُضَ السُّرى بالمشطِ فيه وطالا
وتَنَفَّسَتْ بِالندِّ فيهِ فَخَيَّمتْ / نَارٌ مواصِلَةٌ بِهِ الإِشعالا
يا هَذِهِ لَقَدِ انفَرَدتِ بِصورَةٍ / لِلحُسنِ صُوِّرَ خَلقُها تِمثالا
أمّا الجفونُ فقد خَلَقْنَ مقَاتِلاً / مِنّي فَكَيفَ خَلَقْنَ مِنكِ نِبالا
هَل تطلعينَ عليَّ بدراً عن رضىً / فأراكِ عن غضَبٍ طلعتِ هلالا
ألفيتُ بَرْقَكِ في المَخِيلَةَ خُلّباً / ويمينَ عَهدكِ في الوفاءِ شمالا
ما هذه الفتكات في مهجاتنا / هَل كانَ عِندَكِ قَتلهنَّ حلالا
لِم لا ترقُّ لَنا بِقَلبِكَ قَسوَة / أَخُلِقْتِ إِلّا غادَة مِكسالا
وظُباكِ تصرعُ دائباً أهلَ الهَوى / وَظُبا عليٍّ تَصرَع الأبطالا
مَلكٌ لِنصر اللَّه سَلَّ مجاهداً / عَضْباً تَوَقّدَ بالمتونِ وسالا
وإذا شدا في الهام خلتَ صليلَهُ / عمَلاً وَهَزّ غِرارِهِ استِهلالا
وَكَأنَّهُ مِن كُلِّ دِرعٍ قَدَّها / يُغْري بأحداقِ الجرادِ نَمالا
مَلكٌ إِذا نَظَمَ المِكارِمَ مَثَّلتْ / يدُهُ بها التتميمَ والإيغالا
فَدَعِ الهبات إِذا ذَكَرْتَ هِباته / تُنْسي البحورُ بِذِكرها الأوشالا
ماضٍ على هَوْلِ الوقائعِ مُقْدِمٌ / كَالسيفِ صَمّمَ وَالغَضَنفرِ صالا
يرمي بثالثَةِ الأثافي قِرْنَهُ / فَالأَرْضُ مِنها تَشتَكي الزلزالا
فَبِأَيِّ شَيءٍ تَتَّقي من بأسِهِ / ما لو رَمَى جبلاً به لانهالا
يصْلى حرورَ الموْت مَنْ مَدّتْ له / يمناهُ من وَرَقِ الحديدِ ظلالا
هَدّ الضّلالَ فلم تقُمْ عُمُدٌ له / وأقامَ من عمد الهدى ما مالا
من سادةٍ أخلاقُهُمْ وحلومُهُمْ / تتعرّضانِ بسائطاً وجبالا
أقْيَالُ حِمْيَرَ لا يَرُدّ زمانُهُمْ / لَهمُ بما أمرُوا بِه أقْوَالا
وإذا الكريهةُ بالحتوفِ تسعّرَتْ / وغدتْ نواجذُها قناً ونصالا
واستَحضَرَ اللَّيلُ النّهارَ بظلمةٍ / طلعتْ بها زُهْرُ النجوم إلالا
نَبذوا الدّروعَ وقاربت أعمارهم / نيل اللّهاذم والظُّبا الآجالا
حَتّى كَأَنَّهُمُ بِهَجرِ حَياتِهمْ / يَجِدونَ مِنها بالحِمامِ وِصالا
فهمُ همُ أُسْدُ الأسود براثناً / وأرقّ أبناءِ الملوكِ نِعالا
يا مَنْ تَضَمّنَ فضْلُهُ إفْضالَهُ / والفضلُ ما يَتَضَمّنُ الإفضالا
عَيّدْتَ بالإسْلامِ مُهْتبِلاً لهُ / في زينةٍ خلعتْ عليه جمالا
ولبستَ فيه على شِعارِكَ بالتُّقى / من ربّكَ الإعظامَ والإجْلالا
قدّمْتَ عدّ بنيك فيه لمن يَرى / ليثَ الكفاح يُرَشّحُ الأشبالا
في جحفلٍ ملأ الهواءَ خوافقاً / والسّمْعَ رِكْزاً والفَضاءَ رعالا
وكأنّ أطراف الذوابلِ فوقَه / تُذْكي لإطفاءِ النّفوس ذُبَالا
بالخَيْلِ جُرداً والسيوف قواضباً / والبزْلِ قُوداً والرماح طوالا
وبعارِضِ الموتِ الذي في طيِّهِ / وَبْلٌ يَصُبُّ على عِداكَ وبالا
تَرَكَتْ ثَعابينُ القفارِ شِعابَها / وأُسودُها الآجام والأغيالا
وأتت معوّلةً على جيفِ العدى / وحسبنَ سِلْمَكَ بالعجاج قتالا
خَفَقَتْ بنودٌ ظَلَّلت عَذَباتها / بُهَماً سيوفُها الضُّلّالا
من كلّ جسمٍ يَحتْسي من ريحِهِ / روحاً يقُيم بخلقهِ أشكالا
وكأنّ أجياداً حباك جيادَهُ / فكسوتَهُنّ من الجَلالِ جُلالا
من كلّ وَرْدٍ رائقٍ كسميِّهِ / فتخالُ من شَفَقٍ له سربالا
أَو أَشقَرٍ كَالصبحِ يَعقِلُ رادعاً / هَيْقَ الفلاةِ وجأبها الذيّالا
أو أشعلٍ كالسّيد عَرّضَ سابحاً / فحسبته بالأيطلَينِ غزالا
أو مُشْبِهٍ لعس الشفاهِ فكُلَّما / رَشَفَتْهُ بالنّظَرِ العيونُ أحالا
أو لابسٍ ثوباً عليه مُرَيَّشاً / وصلتْ قوائمه به أذيالا
أَو أَدهَمٍ كاللَّيلِ أَمّا لونه / فَلَكَم تَمنّى الحسنُ منه خيالا
يَطَأُ الصفا بالجزع منه زبرجدٌ / فيثيرهُ في جوّه قَسْطالا
والبُزْلُ تجنحُ بالقِبابِ كأنّها / سُفُنٌ مدافعةٌ صَباً وشمالا
وكأنّما حملت رُبى قد نوّرَتْ / وَسُقِينَ من صَوْبِ الربيع سجالا
وَكَأَنَّما زُفَّتْ لَهُنَّ عَرائِساً / لِتَحلّ مَغْنَى عِزِّك المحلالا
بَكَرَت تَعالى للهِلالِ وما انثَنَتْ / حَتّى رَأيتَ لَها الهلالَ تَعالى
صَلّيتَ ثمَّ نحرتَ في سُنَنِ الهدى / بُدْناً كنحرِكَ في الوغى الأقتالا
وَتَبِعتَ سُنَّةَ أَحمدٍ وأريتنا / مِنْ فِعْلِهِ في الفعلِ منك مثالا
ثمَّ انصرفتَ إلى قصورك تبتني / مجداً وتهدمُ بالمكارمِ مالا
وتؤكّد الأسماءَ في ما تشتهي / من هِمَةٍّ وَتُصَرِّفُ الأفعالا
زادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً
زادَتْ على كحْلِ العيونِ تَكَحّلاً / ويسمُّ نَصْلُ السّهْمِ وهو قَتولُ
قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ
قد طَيّبَ الآفاقَ طيبُ ثنائِهِ / حتى كأنّ الشمسَ تذكي المَندلا