القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ خَفاجة الأَندَلُسي الكل
المجموع : 7
نَهرٌ كَما سالَ اللَمى سَلسالُ
نَهرٌ كَما سالَ اللَمى سَلسالُ / وَصباً بَليلٌ ذَيلُها مِكسالُ
وَمَهَبُّ نَفحَةِ رَوضَةٍ مَطلولَةٍ / في جَلهَتَيها لِلنَسيمِ مَجالُ
غازَلتُهُ وَالأُقحُوانَةُ مَبسِمٌ / وَالآسُ صُدغٌ وَالبَنَفسَجُ خالُ
وَوَراءَ خَفّاقِ النِجادِ ضُبارِمٌ / يَسري بِهِ خَلفَ الظَلامِ خَيالُ
أَلقى العَصا في حَيثُ يَعثُرُ بِالحَصى / نَهرٌ وَتَعبَثُ بِالغُصونِ شَمالُ
وَكَأَنَّ ما بَينَ الغُصونِ تَنازُعٌ / فيهِ وَما بَينَ المِياهِ جِدالُ
وَأَرَبَّ يَبرُدُ مِن حَشاهُ مَكرَعٌ / خَصِرٌ يَسُحُّ وَتَلعَةٌ مِخضالُ
مابَينَ رَوضَةِ جَدوَلَينِ كَأَنَّما / بُسِطَت يَمينٌ مِنهُما وَشِمالُ
مِثلُ الحُبابِ بِمُنحَناهُ ذُؤابَةٌ / خَفّاقَةٌ حَيثُ الرُبى أَكفالُ
وَاِنسابَ ثاني مَعطِفَيهِ كَأَنَّهُ / هَيمانُ نَشوانٌ هُناكَ مُذالُ
أَو ظِلُّ أَسمَرَ بِاللِوى مُتَأَطِّرٌ / عَطَفَت جَنوبٌ مَتنَهُ وَشَمالُ
لَم أَدرِ هَل يُزهى فَيَخطُرُ نَخوَةً / أَم لاعَبَت أَعطافَهُ الجِريالُ
فَإِذا اِستَطارَ بِهِ النَجاءُ فَنَيزَكٌ / وَإِذا تَهادى فَالهِلالُ هِلالُ
زُرَّت عَلَيهِ جُبَّةٌ مَوشِيَّةٌ / بِمَقيلِهِ أُختٌ لَها أَسمالُ
مِزَقٌ كَما يَنَقَدُّ في يَومِ الوَغى / عَن لَبَّتَي مُستَلئِمٍ سِربالُ
أَلقى بِهِ مِنها هُنالِكَ دِرعَهُ / بَطَلٌ وَجَرَّدَ وَشيَهُ مُختالُ
بَيدَ الهَجيرَةِ مِنهُ سَوطٌ خافِقٌ / وَبِساقِ لَيلَةِ صَرصَرٍ خَلخالُ
فَدَلَفتُ يَقدُمُ بي هُناكَ ضُبارِمٌ / ضارٍ لَهُ بِعَمايَةٍ أَشبالُ
شَيحانَ لا أَرتابُ مِن هَلَعٍ وَلا / أَغتابُ مِن طَبعٍ وَلا أَغتالُ
مُتَخايِلاً أَمشي البَرازَ وَدونَهُ / مِن أَرقَمٍ سِدرٌ أَلُفُّ وَضالُ
فَتَوَعَّدتني نَظرَةٌ وَقّادَةٌ / يُذكى بِها تَحتَ الظَلامِ ذُبالُ
وَهَوى كَما يَهوي أَتِيٌّ مُزبِدٌ / رَجَمَت بِهِ بَعضَ التِلاعِ تِلالُ
يَهفو الضَرّاءَ أَمامَهُ وَلَرُبَّما / يَذَرُ الكَثيبَ وَراءَهُ يَنهالُ
فَدَرَأتُ بادِرَةَ الشُجاعِ بِأَخضَرٍ / في رَقشِهِ هُوَ لِلشُجاعِ مِثالُ
جَمَدَ الغَديرُ بِمَتنِهِ وَلَرُبَّما / أَعشاكَ إِفرِندٌ لَهُ سَيّالُ
وَجَمَعتُ بَينَ المَشرَفِيِّ وَبَينَهُ / فَتَلاقَتِ الأَشباهُ وَالأَشكالُ
وَتَساوَرا يَتَكافَحانِ كَما اِلتَقى / يَوماً أَبو إِسحاقَ وَالريبالُ
وَكِلاهُما مِن أَسوَدٍ وَمُهَنَّدٍ / في ضِمنِهِ الأَوجالُ وَالآجالُ
ما ضارَ لابِسَ مِثلِهِ مِن خاتَمٍ
ما ضارَ لابِسَ مِثلِهِ مِن خاتَمٍ / أَن لا يَشُبَّ مَعَ الظَلامِ ذُبالا
مُتَأَلِّقٌ أَعداهُ لابِسُ حِليَةٍ / فَسَما جَلالاً وَاِستَزادَ جَمالا
مُتَحَمِّلاً فَصّاً يَروقُ وَحَلقَةً / مِن جُذوَةٍ وَقَدَت وَماءً سالا
في راحَةٍ خُلِقَت سَماءَ سَماحَةٍ / فَتَقارَنا نَجماً بِها وَهِلالا
أَحُسُّ المُدامَةَ وَالنَسيمُ عَليلُ
أَحُسُّ المُدامَةَ وَالنَسيمُ عَليلُ / وَالظِلُّ خَفّاقُ الرِواقِ ظَليلُ
وَالنورُ طَرفٌ قَد تَنَبَّهَ دامِعٌ / وَالماءُ مُبتَسِمٌ يَروقُ صَقيلُ
وَتَطَلَّعَت مِن بَرقِ كُلِّ غَمامَةٍ / في كُلِّ أُفقٍ رايَةٌ وَرَعيلُ
حَتّى تَهادى كُلُّ خوطَةِ أَيكَةٍ / رَيّا وَغَصَّت تَلعَةٌ وَمَسيلُ
عَطَفَ الأَراكَةَ فَاِنثَنى شُكراً لَهُ / طَرَباً وَرَجَّعَ في الغُصونِ هَديلُ
فَالرَوضُ مُهتَزُّ المَعاطِفِ نَغمَةً / نَشوانُ يَعطِفُهُ الصَبا فَيَميلُ
رَيّانُ فَضَّضَهُ النَدى ثُمَّ اِنجَلى / عَنهُ فَذَهَّبَ صَفحَتَيهِ أَصيلُ
وَاِرتَدَّ يَنظُرُ في نِقابِ غَمامَةٍ / طَرفٌ يُمَرِّضُهُ النُعاسُ كَليلُ
ساجٍ كَما يَرنو إِلى عُوّادِهِ / شاكٍ وَيَلتَمِحُ العَزيزَ ذَليلُ
وَالشَمسُ شاحِبَةُ الجَبينِ مَريضَةٌ
وَالشَمسُ شاحِبَةُ الجَبينِ مَريضَةٌ / وَالريحُ خافِقَةُ الجَناحِ بَليلُ
وَالبَرقُ مُنخَزِلٌ يُكِبُّ لِوَجهِهِ / وَيَمُجَّ روحَ الراحِ مِنهُ قَتيلُ
وَالكَأسُ طِرفٌ أَشقَرٌ قَد جالَ في / عَرقٍ عَلَيهِ مِن الحَبابِ يَسيلُ
يَسعى بِها قَمَرٌ لَهُ وَلِكَأسِهِ / وَجهٌ أَغَرُّ وَمَبسِمٌ مَعسولُ
شاكي السِلاحِ لِقَدِّهِ وَلِطَرفِهِ / رُمحٌ أَصَمُّ وَصارِمٌ مَسلولُ
وَأَخٍ تَهُزُّ لَهُ العُلى أَعطافَها / فَكَأَنَّهُ رَيحانَةٌ وَشُمولُ
راضَعتُهُ كَأسَ المُدامِ وَبَينَنا / بِجَنى الحَديثِ حَديقَةٌ وَقَبولُ
مَيّاسُ أَعطافِ السَماحِ كَأَنَّهُ / غُصنٌ تَنَفَّسَ نَورُهُ مَطلولُ
تَندى لَها وَرداً أَسِرَّةُ كَفِّهِ / أَبَداً وَبَطنُ يَمينِهِ مَبلولُ
طَلقُ الجَبينِ وَلِلحُسامِ تَبَسَّمٌ / طاوي المَصيرِ وَبِالقَناةِ ذُبولُ
لِلناسِ فيهِ مِنَ الكَلامِ شَواهِدٌ / وَبِمَضرَبِ السَيفِ الجُرازِ فُلولُ
يَمتاحُ أَرواحَ الكُماةِ بِكَفِّهِ / شَطنٌ يُمَرُّ مِنَ القَنا مَفتولُ
في حَيثُ مِن حُرِّ الطِعانِ هَجيرَةٌ / تُحمى وَمِن ظِلِّ اللِواءِ مَقيلُ
وَالنَقعُ أَدهَمُ لِلرِماحِ بِوَجهِهِ / غُرَرٌ تَلوحُ وَلِلسُيوفِ حُجولُ
وَالخَيلُ سَطرٌ بِالأَسِنَّةِ مُعجَمٌ / وَبِحَدِّ أَلسِنَةِ الظُبى مَشكولُ
وَعَسى اللَيالي أَن تَمُنَّ بِجَمعِنا
وَعَسى اللَيالي أَن تَمُنَّ بِجَمعِنا / عِقداً كَما كُنّا عَلَيهِ وَأَكمَلا
فَلَرُبَّما نُثِرَ الجُمانُ تَعَمُّداً / لِيَكونَ أَحسَنَ في النِظامِ وَأَجمَلا
خُذها يُرِنُّ لَها الجَوادُ صَهيلا
خُذها يُرِنُّ لَها الجَوادُ صَهيلا / وَتَسيلُ ماءً في الحُسامِ صَقيلا
بَسّامَةً تُصبي الأَريبَ وَسامَةً / لَولا المَشيبُ لَسِمتُها تَقبيلا
حَمَّلتُها شَوقاً إِلَيكَ تَحِيَّةً / حَمَّلتُها عَتباً عَلَيكَ ثَقيلا
مِن كُلِّ بَيتٍ لَو تَدَفَّقَ طَبعُهُ / ماءً لَغَصَّ بِهِ الفَضاءُ مَسيلا
إيهٍ وَما بَينَ الجَوانِحِ غُلَّةٌ / لَو كُنتُ أَنقَعُ بِالعِتابِ غَليلا
ما لِلصَديقِ وُقيتَ تَأكُلُ لَحمَهُ / حَيّاً وَتَجعَلُ عِرضَهُ مِنديلا
أَقبَلتَهُ صَدرَ الحُسامِ وَطالَما / أَضفَيتَهُ دِرعاً عَلَيهِ طَويلا
ماذا ثَناكَ عَنِ الثَناءِ وَنَشرِهِ / بُرداً عَلى الرَسمِ الجَميلِ جَميلا
أَرِجاً كَما عَثَرَ النَسيمُ بِرَوضَةٍ / لَدناً كَما نَضَحَ الغَمامُ مَقيلا
أَعِدِ اِلتِفاتَكَ وَاِدَّكِرها خِلَّةً / لاتَستَقِلُّ بِها عُلاكَ مُميلا
وَأَصِخ إِلى سَجعِ القَريضِ فَرُبَّما / نَدبَ القَريضُ مِنَ الوَفاءِ هَديلا
وَعُجِ المَطِيَّ عَلى الوَدادِ وَحَيِّهِ / طَلَلاً عَلى حُكمِ الزَمانِ مُحيلا
وَاِبعَث بِطَيفِكَ وَاِعتَقِدها زَورَةً / وَصِلِ السَلامَ عَلى النَوى تَعليلا
وَلَئِن سَأَلتُ بِكَ الغَمامَةَ وابِلاً / يَسِمُ الجَديبَ لَما سَأَلتُ بَخيلا
وَإِذا دَعَبتُ وَلا دُعابَةَ غَيبَةٍ / فَاِغضُض هُناكَ مِنَ العَنانِ قَليلا
وَاِصحَب وَذِهنُكَ مِن هَجيرٍ لافِحٍ / ذِكراً كَما سَرَتِ القَبولُ بَليلا
فَلَقَد حَلَلتَ مَعَ الشَبابِ بِمَنزِلٍ / يَرتَدُّ طَرفُ النَجمُ عَنهُ كَليلا
وَبَدَهتَ لا نَزرَ المَحاسِنِ مُجبَلاً / وَمَضَيتَ لاقَضمَ الغَرارِ فَليلا
مُتَدَفِّقاً أَعيا العُقولَ طَريقُهُ / فَكَأَنَّما رَكِبَ المَجَرَّ سَبيلا
يَستَوقِفُ العَليا جَلالاً كُلَّما / سَجَدَ اليَراعُ بِكَفِّهِ تَبجيلا
لا تَستَنيرُ بِكَ السِيادَةُ غُرَّةً / حَتّى يَسيلَ بِكَ النَدى تَحجيلا
وَسِوايَ يُنشِدُ في سِواكَ نَدامَةً / يا لَيتَني لَم أَتَّخِذكَ خَليلا
اللَيلُ إِلا حَيثُ كُنتَ طَويلُ
اللَيلُ إِلا حَيثُ كُنتَ طَويلُ / وَالصَبرُ إِلّا مُنذُ بِنتَ جَميلُ
وَالنَفسُ ما لَم تَرتَقِبكَ كَئيبَةٌ / وَالطَرفُ مالَم يَلتَمِحكَ كَليلُ
فَلَقَد خَلَعتَ عَلى الزَمانِ مَحاسِناً / تُثنى بِهِ أَعطافُهُ فَيَذيلُ
وَلَقَد شَمَلتَ الحَضرَتَينِ بِنِعمَةٍ / يَجري الثَناءُ بِوَصفِها فَيُطيلُ
فَالصُبحُ ثَغرٌ في جَنابِكَ ضاحِكٌ / وَاللَيلُ طَرفٌ في ذَراكَ كَحيلُ
وَأَقَمتَ مِن أَوَدٍ هُناكَ وَهَهُنا / فَدَفَقتَ آراءً وَأَنتَ جَليلُ
وَتَكَشَّفَت لَكَ حالَةٌ عَن غادِرٍ / مَلِقٍ وَمرعى الغادِرينَ وَبيلُ
فَقَعَدتَ بِالأَعداءِ قِعدَةَ خالِعٍ / ثَوبَ العَزازَةِ عَنهُ فَهوَ ذَليلُ
وَهَدَدتَ هَضبَةَ عِزِّهِ فَكَأَنَّها / نَسفاً كَثيبٌ بِالعَراءِ مَهيلُ
فَتَطَوَّقَت بِالهَونِ مِنهُ حَمامَةٌ / يَعتادُها تَحتَ الظَلامِ عَويلُ
وَأَراهُ صَبوَةَ ماجَناهُ دَهمَةً / نَظَرٌ جَزاهُ عَنِ القَبيحِ جَميلُ
فَاِعتاصَ مِن لُجٍّ وَأَعتَمَ مَسلَكٌ / وَاِلتاثَ مُلتَمَسٌ وَضاقَ سَبيلُ
وَوَشى رِداءَ الحَمدِ بِاِسمِكَ خاطِرٌ / قَد عاثَ فيهِ السُقمُ فَهوَ كَليلُ
فَسَجَعتُ في قَيدِ الشَكاةِ مُغَرِّداً / طَرَباً وَلِلطَرفِ الرَبيطِ صَهيلُ
وَلَوى العِنانَ عَنِ الإِطالَةِ أَنَّني / نِضوُ القُوى بِسُرى الفِراشِ ضَئيلُ
مادَ النُحولُ بِهِ فَلاعَبَ شَخصَهُ / ظِلٌّ تَحَيَّفَهُ السَقامُ نَحيلُ
فَمَنَعتُهُ جَمَّ المَحاسِنِ ناقِهاً / قَد كاثَرَ الأَمداحَ وَهوَ قَليلُ
وَلَكَم قَصيرٍ مِن يَراعِكَ ساحِبٍ / مِن نابِ صَدرِ الرُمحِ وَهوَ طَويلُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025