كَم لِلصَبابَةِ وَالصِبا مِن مَنزِلِ
كَم لِلصَبابَةِ وَالصِبا مِن مَنزِلِ / ما بَينَ كَلواذي إلى قَطرَبُّلِ
جادَتهُ مِن ديمِ المُدامِ سَحائِب / أَغنَتهُ عَن صَوبِ الحَيا المُتَهَلِّلِ
غَيثٌ إِذا ما الراحُ أَومَضَ بَرقُهُ / فَرُعودهُ حَثَّ الثَقيلِ الأَوَّلِ
لَطفت مَواقِعُ صَوبهُ فَسجالهُ / تَهمى عَلى كَربِ النُفوسِ فَتَنجَلي
راضَعتُ فيهِ الكَأسَ أَهيَفَ يَنثَني / نَحوي بِجيدِ رَشاً وَعَينَي مُغزِلِ
فَأَتى وَقَد نَقَشَ الشُعاعُ ثِيابَهُ / بِمُمَزَّجٍ مِن نَسجِها وَمُثقَلِ
وَكَسا البَنانُ بِها خضاباً يا لَهُ / لَو أَنَّهُ مِن وَقتِهِ لَم يَنصُلِ
قَدَح البزال زَنادُها مِن دَنِّها / فَتَهافَتَت مِثلَ الشَرابِ المُرسَلِ
وَطَغَت لِعَجزِ الماءِ عَن إِطفائِها / حَتّى ظَنَنتُ الكَأسَ جَذوَةَ مُصطَلي
فَوَرَدتُ أَروي مَورِدٍ وَشَرِبتُ أَح / لى مَشرَبٍ وَنَهَلتُ أَعذَبَ مَنهَلِ
وَنَزَعتُ لا في السُكرِ خُنتُ تَصَوُّني / بِخَناً وَلا في الصَحوِ شِنتُ تَجمَلى