المجموع : 3
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ
حَتَّامَ تَخدَع عزمي الآمالُ / وتَصُدُّني عن فعليَ الأقوالُ
وإلامَ يُصبحُ ظاهري مُتَفَرِّغاً / ولباطني بهمومه أشغالُ
ولقد عجبتُ لِهِمَّتي كيف اهتَدَت / لسبيلها اللُّوَّامُ والعُذَّالُ
ما العُذرُ عن إدراك آمالي وقد / صَحَّ الزمانُ وأمكن التِّرحالُ
غيري تَشُقُّ عليه حادثَةُ النَّوَى / وتَرُدُّهُ عن قَصده الأهوالُ
ولقد وثقتُ من الزمان بعادةٍ / ما إن يفَيلُ لديَّ منها الفالُ
إنَّ الدُّنوَّ نتيجةُ البُعدِ بعادةٍ / ما إن يفيلُ لديَّ منها الفالُ
ولكم فقير صار من أهل الغنى / ولكم غنى مالَ عنه المالُ
وكذا الليالي قد جرَت عاداتُها / ألا يدومَ لنا عليها حالُ
وبقاؤها لا يُستطَاعُ لطالبٍ / وطلابُ ما لا يُستطاعُ محالُ
حَسبُ الفتى حُسنُ الثناءِ فإنَّهُ / لا يَعتريه مدى الزمان زَوَالُ
دعني على خُلقي فقد أكثرتَ في / عذل امرئٍ يحلو لهُ الإقلالُ
بحوادث الأيَّام عند ذوي النُّهى / تَتَبيَّنُ الكرماءُ والبُخَّالُ
ولقلما يخشى الحوادث من غدا / وله إلى آل الزبيرِ مآل
قومٌ يُضئ الليلُ من أنوارهم / فيهم تدُلُّ عليهمُ السؤال
أعراضُهم ووجوههم وجفانهم / بيضٌ فلم لا تهتدي الضّلالُ
بيراعهم وسُيُوفهم بين الورى / تتقسَّمُ الأرزاقُ والآجالُ
لا بُوسعُون نفوسهم عُذراً إذا / لم يفعلواأضعافَ ما قد نالوا
فهمُ بحارٌ إن أتاهم واردٌ / وهُم إذا خَفَّ الحليمُ جِبَالُ
نالوا المعالي بالنَّدى والبَأس في / كَيد الحسود وحَسبُهُم ما نالوا
طَابَت أصولٌ منهمُ فتشابَهَ ال / آباء والأعمامُ والأخوالُ
ولهم بيعقوبَ الفَخَارُ على الوَرى / فإليه يُعزى الفضلُ والأفضالُ
سَمحٌ إذا دجت الخطوبُ فبشرُهُ / بَرقٌ وغَيثُ نواله هَطَّالُ
ماضي العزيمة تُنصَفُ الأمداحُ في / نادي نَداه وتُظلَمُ الأمَوالُ
دَع ما سواه ومَن سواه وسر له / إن شئت تدري العِزُّ كيف يُنالُ
تلق الكريم على الحقيقة طالما / نابَت لنا عن قوله الأفعالُ
مُتَوَقَدُ العزمات لكن قد حوى / بأسٌ على طول المدا ونوالُ
حَسبُ المُعَادي والمُوالي عنده / بَأسٌ على طول المدَا ونوالُ
حبرٌ إذا هزَّ البراعَ بنانُهُ / شاهدت منه السِّحر وهوَ حلالُ
خَطّاً ولفظاً راق ذاك ورقَّ ذا / كالماء إِذ مُزِجت به الجريالُ
فبعلمه وبحلمه وبجوده / في كلّ حينٍ تُضربُ الأَمثالُ
مولايَ زينَ الدينِ كم لك من يَدٍ / شهدت بحُسن وفائها الآمالُ
أنتَ الذي لا يَعتَريه السَّهوُ في / حالِ كمثل سواك والإِغفَالُ
أشكو لعَدلك جَورَ دَهرٍ جاهلٍ / فَضَلَت به فضلاءَهُ الجُهَّالُ
مُنِعَت به عقلاؤه إذ قسِّمَت / بالجَورِ في أَنعامه الأَنفَالُ
علمي به لا ينَقضى وإذا بَدَت / حِيَلى عليه فدوني البَطَّالُ
يكفيك أني في الصيام رَغِبتُ عن / وطني وخَلفي معثَرُ وعِيَالُ
زمنٌ قد انعكست حَقائِقُ ذاته / فكأنما رمضانُه شَوَّالُ
والإِمَ أُصبِحُ مُنجِداً أو مُتهماً / سَئمَتني الأَعمال والعُمَّالُ
والأرضُ قد ثَقُلَت عليها وَطأَتي / إذ عَمَّها الإِدبارُ والإِقبَالُ
حتَّام أسبحُها فلولا أنَّ لي / عَينينِ قال الناسُ ذا الدجَّالُ
مولاي خذها مِدحَةً ببديعها / لِبَني الفَريض وللقريض جَمَالُ
حسُنَت بإنشادي لها ولرُبَّما / زان الحسامَ المَشرفي صقالُ
افعل معي ما أنت أَهلُه
افعل معي ما أنت أَهلُه / يا مَن لديه الفضلُ كلُّه
يا حاكماً عَمَّ البريَّة / بعد ظلمِ سواهُ عَدلُه
يا مَن تَشَرَّفَت المحلَّة / إذ غدا فيها مَحَلُّه
مولايَ لا تُبدِ أشتغا / لا عن محبّ أنت شُغلُه
ضاقت عليهِ يا رَحيبَ / الصَّدرِ منذ رَحَلتَ سُبله
كَفَرَت به الأصحابُ إذ / أوراقُه بالشعر رَسلُه
وتباعدت عن قُربه / إخوانُهُ وجَفَتهُ أهلُه
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها
ما عَوَّضتكَ بهجرها عن وَصلها / إلا وقد جادَت عليك ببخلها
فاطلب لمُقلَتك الهجوع تخيُّلاً / فعسا يُعلَلكَ الخيالُ يمثلها
هيهاتَ أن تحظى بزورَةِ طَيفها / ما دام طرفُكَ ساهراً من أجلها
حَمَّلتَ نفسك فوق ما اعتادته من / تَعَب الهوى فَتَعبتَ أنت بحمله
يا صاحبي باللَه إن جئتَ الحمى / قف بالربوع مُسائلا عن أهلها
والثُم ثراها كلَّه عَنِّى فلى / قَلبٌ أقام بِحَزنِها وبسَهلِها
ومتى بَدَت لك من فُتنتَ بحُبِّها / فاخرُس فؤادك أن تصابَ بنبلَها
وإذا ادَّعَت حُسنَ الحسانِ بأسره / سَلم فقد دلَّت عليه بدَلَّها
أَترى ليالي الوَصل ترجَعُ ليلةً / منها فيُقنع بعضُها عن كلّها
والإمَ في الدنيا أُوَسِّعُ رغبتي / وعليَّ قد ضاقَت مسالكُ سُبلها
لا ذَنبَ للأيام عندي في الذي / صَنَعَت ويَعذرها الحليم لجهلها
كم ذا أُعاتبها كأن لم يُنسني / إحسانُ صدرِ الدين سَيِّئَ فعلها
سَمَت الوزارةُ في حماه لأنها / من أهله ولأنه من أهلها
لا تَعتَرِر بالصَّفحِ من أخلاقهِ / وحذارِ تُطمِعُك السيوف بصَقلها