القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 13
كانَ الشَبابُ مَطِيَّةَ الجَهلِ
كانَ الشَبابُ مَطِيَّةَ الجَهلِ / وَمُحَسِّنَ الضَحِكاتِ وَالهَزلِ
كانَ الجَميلُ إِذا اِرتَدَيتُ بِهِ / وَمَشَيتُ أَخطِرُ صَيَّتَ النَعلِ
كانَ الفَصيحُ إِذا نَطَقتُ بِهِ / وَأَصاخَتِ الآذانُ لِلمُملي
كانَ المُشَفَّعَ في مَآرِبِهِ / عِندَ الفَتاةِ وَمُدرِكَ التَبلِ
وَالباعِثي وَالناسُ قَد رَقَدوا / حَتّى أَكونَ خَليفَةَ البَعلِ
وَالآمِري حَتّى إِذا عَزَمَت / نَفسي أَعانَ يَدَيَّ بِالفِعلِ
فَالآنَ صِرتُ إِلى مُقارَبَةٍ / وَحَطَطتُ عَن ظَهرِ الصِبى رَحلي
وَالكَأسُ أَهواها وَإِن رَزَأَت / بُلَغَ المَعاشِ وَقَلَّلَت فَضلي
صَفراءُ مَجَّدَها مُرازِبُها / جَلَّت عَنِ النُظَراءِ وَالمِثلِ
ذُخِرَت لِآدَمَ قَبلَ خِقَتِهِ / فَتَقَدَّمَتهُ بِخَطوَةِ القَبلِ
فَأَتاكَ شَيءٌ لا تُلامِسُهُ / إِلّا بِحِسِّ غَريزَةِ العَقلِ
فَتَرودُ مِنها العَينُ في بَشَرٍ / حُرِّ الصَحيفَةِ ناصِعٍ سَهلِ
فَإِذا عَلاها الماءُ أَلبَسَها / حَبَباً كَمِثلِ جَلاجِلِ الحِجلِ
حَتّى إِذا سَكَنَت جَوانِحُها / كَتَبَت بِمِثلِ أَكارِعِ النَملِ
خَطَّينِ مِن شَتّى وَمُجتَمِعٍ / غُفلٍ مِنَ الإِعجامِ وَالشَكلِ
فَاِعذِر أَخاكَ فَإِنَّهُ رَجُلٌ / مَرَنَت مَسامِعُهُ عَلى العَذلِ
يا رُبَّ صاحِبِ حانَةٍ قَد رُعتُهُ
يا رُبَّ صاحِبِ حانَةٍ قَد رُعتُهُ / فَبَعَثتُهُ مِن نَومِهِ المُتَزَمِّلِ
عَرَفَت ثِيابَ الطارِقينَ كِلابُهُ / فَيَبِتنَ عَن سَنَنِ الطَريقِ بِمَعزَلِ
ما زِلتُ أَمتَحِنُ الدَساكِرَ دونَهُ / حَتّى دُفِعتُ إِلى خَفِيِّ المَنزِلِ
فَعَرَفتُهُ وَاللَيلُ مُلتَبِسٌ بِنا / بِرَفيفِ صَلعَتِهِ وَشَيبِ المِسحَلِ
يا صاحِبَ الحانوتِ لا تَكُ مَشعِياً / إِنَّ الشَرابَ مُحَرَّمٌ كَمُحَلَّلِ
فَدَعِ الَّذي نَبَذَت يَداكَ وَعاطِني / لِلَّهِ دَرُّكَ مِن نَبيذِ الأَرجُلِ
مِمّا تَخَيَّرَهُ التُجارُ تَرى لَها / قَرصاً إِذا ذيقَت كَقَرصِ الفُلفُلِ
وَلَها دَبيبٌ في العِظامِ كَأَنَّهُ / قَبضُ النُعاسِ وَأَخذُهُ بِالمِفصَلِ
عَبِقَت أَكُفُّهُم بِها فَكَأَنَّما / يَتَنازَعونَ بِها سِخابَ قَرَنفُلِ
تَسقيكَها كَفٌّ إِلَيكَ حَبيبَةٌ / لا بُدَّ إِن بَخِلَت وَإِن لَم تَبخَلِ
نَزِّه صَبوحَكَ عَن مَقالِ العُذَّلِ
نَزِّه صَبوحَكَ عَن مَقالِ العُذَّلِ / ما العَيشُ إِلّا في الرَحيقِ السَلسَلِ
ما العَيشُ إِلّا أَن تُباكِرَ شُربَها / صَفراءَ زُفَّت مِن قُرى قُطرَبُّلِ
تُهدي لِقَلبِ المُستَكينِ تَخَيُّلاً / وَتُلينُ قَلبَ البازِخِ المُتَخَيِّلِ
وَكَأَنَّ شارِبَها لِطيبِ نَسيمِها / وافَت مَشارِبُهُ سَحابُ قَرَنفُلِ
وَلَقَد دَخَلتُ عَلى الكَواعِبِ حُسَّراً / فَلَقينَني بِتَبَسُّمٍ وَتَهَلُّلِ
فَأَصَبتُ مِن طُرَفِ الحَديثِ لَذاذَةً / وَأَصَبنَها مِنّي وَلَمّا أَجهَلِ
دَع عَنكَ ما جَدّوا بِهِ وَتَبَطَّلِ
دَع عَنكَ ما جَدّوا بِهِ وَتَبَطَّلِ / وَإِذا مَرَرتَ بِرَبعِ قَصفٍ فَاِنزِلِ
لا تَركَبَنَّ مِنَ الذُنوبِ خَسيسَها / وَاِعمَد إِذا قارَفتَها لِلأَنبَلِ
وَخَطيئَةٍ تَغلو عَلى مُستامِها / يَلقاكَ آخِرُ طَعمِها بِالأَوَّلِ
لَيسَت مِنَ اللاتي يَقولُ لَها الفَتى / عِندَ التَنَدُّمِ لَيتَني لَم أَفعَلِ
حَلَّلتُ لا حَرَجاً عَلَيَّ حَرامَها / وَلَرُبَّما وَسَّعتُ غَيرَ مُحَلَّلِ
أَينَ الجَوابُ وَأَينَ رَدُّ رَسائِلي
أَينَ الجَوابُ وَأَينَ رَدُّ رَسائِلي / قالَت تَنَظَّر رَدَّها في قابِلِ
فَمَدَدتُ كَفّي ثُمَّ قُلتُ تَصَدَّقي / قالَت نَعَم بِحِجارَةٍ وَجَنادِلِ
إِن كُنتَ مِسكيناً فَجاوِز بابَنا / وَاِرجِع فَما لَكَ عِندَنا مِن نائِلِ
يا ناهِرَ المِسكينِ عِندَ سُؤالِهِ / اللَهُ عاتَبَ في اِنتِهارِ السائِلِ
رَسمُ الكَرى بَينَ الجُفونِ مَحيلُ
رَسمُ الكَرى بَينَ الجُفونِ مَحيلُ / عَفّى عَلَيهِ بُكاً عَلَيكِ طَويلُ
ناظِراً ما أَقلَعَت لَحَظاتُهُ / حَتّى تَشَحَّطَ بَينَهُنَّ قَتيلُ
أَحلَلتُ مِن قَلبي هَواكِ مَحَلَّةً / ما حَلَّها المَشروبُ وَالمَأكولُ
بِكَمالِ صورَتِكِ الَّتي في مِثلِها / يَتَحَيَّرُ التَشبيهُ وَالتَمثيلُ
فَوقَ القَصيرَةِ وَالطَويلَةُ فَوقَها / دونَ السَمينِ وَدونَها المَهزولُ
إِنَّ الَّتي أَبصَرتَها
إِنَّ الَّتي أَبصَرتَها / سَحَراً تُكَلِّمُني رَسولُ
لَيسَت هِيَ القَصدُ الَّذي / يومى إِلَيهِ وَلا السَبيلُ
أَدَّت إِلَيَّ رِسالَةً / كادَت لَها نَفسي تَسيلُ
مِن ساحِرِ العَينَينِ يَج / ذِبُ خَصرَهُ رِدفٌ ثَقيلُ
مُتَقَلِّدٌ قَوسَ الصِبا / يَرمي وَلَيسَ لَهُ رَسيلُ
فَلَوَ اِنَّ أُذنَكَ بَينَنا / حَتّى تَسَمَّعُ ما نَقولُ
لَرَأَيتَ ما اِستَقبَحتَهُ / مِن أَمرِنا وَهُوَ الجَميلُ
وَعَلِمتَ أَنّي في نَعي / مٍ لا يَحولُ وَلا يَزولُ
آنَستُ نَفسي بِالتَوَح
آنَستُ نَفسي بِالتَوَح / حُدِ لا أُريدُ بِهِ بَديلا
موفٍ عَلى شَرَفِ المَنِي / يَةِ مُضمِرٌ حَزَناً دَخيلا
لَكِنَّ وارِدَةَ الحِما / مِ مَوائِلاً عِندي مُثولا
يا جيرَةً ذَهَبَت عَلَي / يَ عَلَوا بِها عَرضاً وَطولا
أَمسى الحَبيبُ وَلا أُطي / قُ إِلى زِيارَتِهِ سَبيلا
أَلقَت مُراقَبَةَ العُيو / نِ لِتَجتَني قالاً وَقيلا
إِن دامَ ذا كانَ البَقا / ءُ وَلا بَقيتُ لَهُ قَليلا
سَجَدَ الجَمالُ لِحُسنِ وَج
سَجَدَ الجَمالُ لِحُسنِ وَج / هِكَ وَاِستَراحَ إِلى جَمالِك
وَتَشَوَّقَت حورُ الجِنا / نِ مِنَ الخُلودِ إِلى مِثالِك
فَعَشِقتُ وَجهَكَ إِذ رَأَي / تُكَ وَاِعتَمَدتُ عَلى وِصالِك
يا ظالِمي لَيسَ المُحِب / بُ وَإِن تَجَلَّدَ مِن رِجالِك
يا رَبَّةَ الوَجهِ الجَميلِ
يا رَبَّةَ الوَجهِ الجَميلِ / وَالخالِ في الخَدِّ الأَسيلِ
جودي وَلَو بِكُدادِ ما / تَسخو بِهِ نَفسُ البَخيلِ
بِقَليلِ نَيلِكِ إِنَّما / يَنمو الكَثيرُ مِنَ القَليلِ
اللَهُ خَلَّصَني وَرَأ / يُ الفَضلِ مِن حَلَقِ الكُبولِ
وَأَقالَ مِن عَنَتِ الزَما / نِ وَقَد يَئِستُ مِنَ المَقيلِ
حَيِّ الدِيارَ وَأَهلَها أَهلا
حَيِّ الدِيارَ وَأَهلَها أَهلا / وَاِربَع وَقُل لِمُفَنِّدٍ مَهلا
حُبُّ المُدامَةِ مُذ لَهِجتُ بِها / لَم يُبقِ لي في غَيرِها فَضلا
إِنّي نَدَبتُ لِحاجَتي رَجُلاً / صافي السَماحَةِ وَاِحتَوى النُبلا
وَسَمَت بِهِ الهِمَمُ العِظامُ إِلى ال / رُتَبِ الجِسامِ فَبايَنَ المِثلا
تَلقى النَدى في غَيرِهِ عَرَضاً / وَتَراهُ فيهِ طَبيعَةً أَصلا
فَاِسبِق أَيا عَبدَ الإِلَهِ بِها / وَاِجعَل لِعَقبِكَ ذُخرَها نَجلا
كَلِّم أَخاكَ يُكَلِّمُ الفَضلا / وَلِيَبلُني حَسَناً كَما أَبلى
إِنّي وَصَلتُ بِكَ الرَجاءَ عَلى / بُعدِ المَدى إِذ كُنتَ لي أَهلا
وَإِذا وَصَلتَ بِعاقِلٍ أَمَلاً / كانَت نَتيجَةُ قَولِكَ الفِعلا
قالوا السلامُ عليكِ يا أطلالُ
قالوا السلامُ عليكِ يا أطلالُ / قلت السلامُ على المحيل محالُ
فدعوا لتبكيةِ الديار وأهلها / ولنا بأهلِ مودّةٍ أشغالُ
لا تبكينَّ على الطَلَل
لا تبكينَّ على الطَلَل / وعلى الحبيبِ إذا رحَل
من غابَ عنكَ فلا تقل / يا ليتَ شعري ما فعَل
إن تلتمس بدلاَ بهِ / يوماً تجد ألفي بدَل
وأباكَ فاعصِ ولا تطع / وأخاكَ فاجفُ ولا تصل
والجارَ خلّ سبيلَهُ / وأقذفهُ من أعلى جبَل
والجارَ إن تحفظ لهُ / حقاً فجهلُكَ قد كمل
وأقطع من الرحم الذي / بكَ في المناسبةِ اتّصَل
وإذا أخ يوماً بهِ / عثرَ الزمان فلا تقل
واجعل يديكَ على التي / ملكت يداه بالحيل
وإذا أباك غششتَهُ / فعَن الغريبِ فلا تسَل
وليضربِ الثقلانِ في / نقضِ العهودِ بك المثل
دع عنكَ قولَ الناسِ هذا لا يجوز ولا يحل /
وأطع هواكَ وغادِها / صهباءَ ترمي بالشعَل
ونكِ الغلامَ إذا نشا / وإذا التحى وإذا اكتهل
وحريمَ جارِكَ فانتهك / والمالَ منهُ فاستحل
وإذا دُعيتَ إلى التقى / والصالحاتِ من العمَل
فأجب بأن لا ناقةٌ / لي في الصلاح ولا جمل
لا تحفلنَّ بمَن لحا / كَ على هواك ولا تبَل
لا تضمرنّ إلى الذي / صاحبتَهُ إلّا الدخَل
وأجب إذا عطسَ الندي / مُ بذبحةٍ وإذا سعَل
سيّان عندكَ فليكن / مَن لمي صلكَ ومَن وصَل
واشهر بسفيِكَ مصلتاً / واقطع على الناس السُبل
واسلك سبيلاً واحداً / بذوي التفرّقِ في المِلَل
واضمر لهم سُمّاً وهَب / لهمُ من القولِ العَسَل
حتى إذا أمنوكَ مِن / جهلٍ ومثلهمُ جهَل
فاقتلهمُ واصلبهمُ / جمعاً على أعلى دَقَل
وإذا أتى شهرُ الصيا / مِ ففيه بالمَرض اعتلل
وإذا سُئِلتَ أجائزٌ / فيه اللواطُ فقُل أجَل
منعَ النفوسَ من التي / تهوى العظيمُ من الزلَل
لا تقربِ البيتَ الحرا / مِ وخلّه حتى يحَل
وإذا رأيت ركائباً / نحو الحجيج حدَت فقُل
ما لي يُطوّفُ بي وما / أنا بالأسير على جَمَل
فإذا كبرتَ ولم تطق / حملَ الصوارمِ والأسَل
فخذِ الزجاجَ ورضّهُ / واطرحهُ في طرُقِ السفَل
فبذاكَ أنتَ مجاهدٌ / ولكَ الغنيمةُ والمَثَل
وإلى إلهكَ في التجا / وزِ عن خاياك ابتهِل
فهو المجيبُ لمَن دعا / وهو الجوادُ إذا سُئِل
هذي وصاةُ أبي نؤا / سٍ مُذ نشا لذوي الجدَل
أوصى بها من بعدما / لاقى من الدهر الدوَل

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025