القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد فارس الشدياق الكل
المجموع : 20
قد جادت الدنيا علي بمزبر
قد جادت الدنيا علي بمزبر / والدهر دربني على اعماله
فليقصرن عن الملامة من يرى / عملا يطول عليه من اعماله
يا ساكني الدنيا تعالوا فاسمعوا
يا ساكني الدنيا تعالوا فاسمعوا / شيا عجيبا ليس يلفى مثله
اني وجدت الجهل حالة كونه / ضد الوجود لقد تجسم شكله
من لي بالسنة الاوائل
من لي بالسنة الاوائل / في مدح خاتمة الافاضل
الفرد عبدالله سيد كل / مفضال وفاضل
مولى السماحة والفصا / حة والفضائل والفواضل
شرف المحابر والمنا / بر والمجالس والمحافل
استاذ اهل الشرق ثم الغرب / ما في ذا مجادل
وعلى رئاسته بهم / اقلامهم قامت دلائل
ما ان جرت الا على / التوقيف منه في المسائل
وجوابه النور السني اذا / دجا لليل المشاكل
في صدره علم الاولى / درجوا كما ابقوه حاصل
كل روى عن فضله / وبمدحه كل يساجل
وبمجده وبسعده / وبحمده تشدو القبائل
وبقدره وبفخره / وبذكره تحدى الرواحل
ان كنت لم تره فحسبك / ذكره للناس شاغل
كل الانام الى معا / ليه عيال وهو كافل
ما ان يجئ لنا الزما / ن بمثله بين الاماثل
كلا ولا فيما مضى / منه استبان له مماثل
في مدحه الحصر العيى / بين والمشطور كامل
واذا تشاء فقل فصيح / القوم يصبح وهو باقل
ان الصفات الغر فيها / حيرة وهدى لقائل
لا غرو ان هطل النضا / ر على من استجداه سائل
فهو الخضم ومن انا / مله له تجري جدوال
يا سيدا احسانه / لي من حمى الحدباء واصل
ماذا عساني اليوم قائل / لو انني سبحان وائل
البستني فخرا واني / فيه ما ان عشت رافل
من ذا الذي تثنى عليه / ولا يتيه على المفاضل
ام أي لون لم تزنه الشمس / في ذهب الاصائل
لا زال بدر علاك في / اوج السعادة غير آفل
حسبي ثناك وانني / منك الرضى والعفو آمل
ان الامير محمدا مفضال
ان الامير محمدا مفضال / من آل رسلان ونعم الآل
كثرت مآثره مذ اقتبل الصبى / والمرء تظهر سنه الاعمال
كم من غلام عد شيخنا بالحجى / وشيوخ سن في النهى اطفال
ذي قسمة المولى فمنا واحد / مثر وآخر ماله مثقال
زان المجالس قوله وفعاله / نعمت ونعم القائل الفعال
يسبي النهى بفصاحة وبلاغة / ينساب في سحريهما الجريال
سيان في نظم ونثر قوله / فصل وحكم لا يليه عدال
قد الف الكتب التي شهدت بان / اصحاب آرسطو عليه عيال
فاجاد في التاريخ أي اجادة / وبكل فن لم يفته مقال
وحكى بالسنة الاعاجم ما به / قد فاقهم فجاله ما جالوا
هذا الذي يروى الصدى بشروحه / وسواء فيها لعلع اوآل
اذ لا يقول سوى بنص ادلة / ما بعدها للممترين جدال
سل عنه في لبنان وهو اميره / كيف الرجال ببابه سؤال
اما لعلم او لفضل او ندى / فالكل منه على السواء ينال
لو طاوعوه لاصبحوا حظى الورى / تقنيهم الاعمال والآمال
لكنهم تبعوا الغواية والهوى / فغدوا ورأيهم الوخيم نكال
شهم يدبر للبلاد يراعه / ما لا تدبره لها الابطال
واذا دعا ياللنزال فما ترى / من للنزال تشوقه الاهوال
من آل رسلان فكم من سيد / فيهم اطاعت امره اجيال
قد رشحوا للمكرمات وللعلى / ولان يطاعوا ان قضوا او صالوا
ومحمد من بينهم كالبدر ما / بين النجوم له الكمال خلال
كانت جوارحنا تحاسد في النوى / فاليوم قد شمل الجميع نوال
حمدا لمن سر القلوب بقربه / وبحمده تتيسر الاحوال
فلطالما كنا نروم لقاءه / وتصدنا عن ذلك الاشغال
فاليوم صدق سمعنا ابصارنا / بل زاد مخبره على ما قالوا
لا غرو ان اربت علاه على الثنا / فالبحر ليس يكيله مكيال
اني لاول عاذر من فاته / مدح الامير ففي ثناي مثال
ما دمت في الدنيا فلا
ما دمت في الدنيا فلا / تحسب صفاءك يكمل
في همز آخره دلي / ل انه يتحول
ما طابت الدنيا سوى
ما طابت الدنيا سوى / بتعلل في القابل
ومفاد ذلك انها / صلة لنيل الآجل
حتام أرتقب الوصال تعللا
حتام أرتقب الوصال تعللا / وهي المنى ما ان تنيل مؤملا
تلك الأماني التي منيتها / ومن الشقاوة روم ما لن يحصلا
يدجو على الليل جالب همه / وكلاهما عندي المذمم منزلا
لم أدر أيهما على ما ساءني / وأذال مني الدمع كان الأطولا
أنى يروق العيش لي يوما ولم / ير ناظري إلا الرسوم المثلا
عجبا لاطلال موات انها / تحيي الهوى وتسوم اضلعي البلى
عجبا لها وهي الجماد تذيبني / اسفا فلست اطيق بعد تحلحلا
كم ذا تحمنلي النوى ما لم اطق / ولكم ازيد تحلما وتحملا
والدهر ليس بحول عن حالاته / متعاميا طورا وطورا احولا
ما دمت انظر ذي الطلول فلن ارى / عن ذكر من عروا عراها مذهلا
اني اذا خالت يوما صاحبا / لا ابتغي عن وده متحولا
تروى دموعي عن اصول صبابتي / فيها حديثا مرسلا ومسلسلا
غلب الغرام على حتى انني / فيها اشاهد حسنهم متمثلا
لولا مخافة ان اسيء اليهم / لم اتخذ من دونها متقيلا
ما تنقضي الحسرات بين جوانحي / حتى اوسد في ثراها منزلا
يا ليت شعري هل درى الناؤون ان / قد ناء صبري معهم مترحلا
ان لم يكن لي يعملات للسرى / سبرت قلبي حيث حلوا مرقلا
ان النوى ذهبت بلبي مثلما / ذهب الهوى بقواي ان تتحملا
فانا اسير المعجزين ولم اجد / متخلصا لي منهما او موئلا
الا مديح الاكرمين اولى العلى / الفارطين الى المعالي اولا
ادباء مصر الآدبين بفضلهم / كل النفوس إلى هواهم والولا
السامقين السابقين تطولا / الفائقين الآفقين تفضلا
الباعثين من الكتاب كتائبا / المرسلين مع القوافي جحفلا
الفارعين اذا اجالوا مقولا / القارعين اذا ادالوا منصلا
البالغين لدى التجادل حجة / الغالبين لدى التجالد جدلا
الصافحين اذا رأوا متفصحا / في القول يغلو واغلا متطفلا
جلت محامدهم ورفعة شأنهم / عن كل مدح مجملا ومفصلا
من قال شعرا فليقدم ذكرهم / فكفاه ذاك الذكر ان يتغزلا
امسى اذا ابيات شعري عريت / عنه وربك بالحياء مزملا
اني لاملى مدحهم بين الملا / ما دام هاج للحروف اذا تلا
لكن هذا الشعر يذهب جزله / عني ولست بغيره متوسلا
اني من القوم الذين يرونه / ادبا وليس توهما وتخيلا
وتشدقا وتكلفا وتقولا / وتلهوقا وتعسفا وتمحلا
من ظن ان مفاعلن متفاعلن / سر القريض فجهزته به إلى
للاحمدين ومصطفى ولصفوة / يجب الثناء المستدام وكيف لا
وهم الذين كسوا قوام جوائبي
وهم الذين كسوا قوام جوائبي / ثوبا من الفخر الذي لن يبذلا
وجلوا مقامي في الوقائع بعدما / ازرى به صدأ فلم يك يجتلى
واذكر رفاعة ذلك العلم الذي / ملأ المدارس علمه والمحفلا
تزهو الجوائب لازدواج كلامه / بكلامها زهو المليحة بالحلى
من اجل ذلك انتجت شكرا له / ابدا يزيد تاثلا وتاصلا
لو كنت استقرى حساب جميعهم / لاتى إلى يوم الحساب مؤجلا
ومن الفخار لنا اذا طاب الثنا / ان نمدح الملك العزيز الافضلا
من جوده اغنى واقنى آملا / ووجوده سر الملائك والملا
في كل فعل قد قضاه منة / وبكل لفظ قاله آلت إلى
تمضي الامور بعزمه وبعدله / فاذا المضي يضارع المستقبلا
لا يخطئ المستور منها رأيه / ابدا وليس لديه شيء معضلا
افلا ترى كيف استصح زماننا / بفعاله من بعد ما قد خبلا
فهو الذي صدق البليغ بوصفه / اذ قال احسن ما يكون واجملا
قد علم الادباء وصف كماله / نظم البديع فطولوا وتطولا
اهدى الملوك اليه فخر سماتهم / لما رأوه بالكمال مكللا
وهو الذي باحاسن الاخلاق قد / نال الفخار جميعه وتجملا
فالله نسأل ان يطيل بقاءه / ما رتل التالي الكتاب المنزلا
بشرى لنا بقدوم اسماعيلا
بشرى لنا بقدوم اسماعيلا / بشرى بها نلنا المنى والسولا
بشرى لمصر وكل مصر بعدها / فالبشر من ذا العود عم شمولا
بشرى لمن يقضي حقوق مديحه / ويصوغه كندى يديه جزيلا
ان انت ارضيت العزيز فكل ما / تأتي يكون لدى الورى مقبولا
العادل المفضال من آلاؤه / قد فاتت الاجمال والتفصيلا
في كل ارض فاح نشر ثنائه / وغدا به كل امرء مشغولا
سارت جيوش العز تصحبه فلم / يحتج لجيش يصحب الاسطولا
فهو العزيز وكل ما قد رامه / وافى على قدر اليه ذلولا
سرت بمرآه الملوك فاخصلت / لجنابه التعظيم والتبجيلا
قد انزلت آيات مدحته على / لسن الخلائق بكرة واصيلا
فهي التي تبقى على تنزيلها / لا تقبل التحريف والتبديلا
الارض تغبط فيه مصر فحظها / في ان تقبل نعله تقبيلا
ولو استطاعت امة الثقلين ان / تنتابه مثلت لديه مثولا
والبحر يوم اقل طود مهابة / منه سجا وزجا وطاب مقيلا
لما درت باريس ان سيزورها / كادت تميل من السرور مميلا
وتبرجت في معرض الحسن الذي / لم تلف قط له العيون مثلا
وسماء لندن مذ رأت آلاءه / جادت تحاكي راحتيه سيولا
هيهات ليس جدا عبوس دجنة / وافى بغير اونه مملولا
كجدا الامير وجهه متهلل / ولذا استزيد ولم يزل مسؤولا
ايه ومن مثل العزيز كياسة / وسياسة ورئاسة واثولا
بهجت محافلها به وتعطرت / وثناءه قد رتلت ترتيلا
اثنى عليه الناس اجمع بالذي / هو اهله يا طيب ذاك مقولا
فصحت لغات الاعجمين بمدحه / اذ فصلت ما جاءه تفصيلا
فكانها هذا اللسان وان يكن / كحل العيون يباين التكحيلا
صدقوا وربك حيث قالوا انه / كانت اياديه عليهم طولى
وبمصر من آثاره ما فاخرت / كل البلاد به وقام دليلا
وهو الذي احيى رميم فخارها / اذ كاد يعدم صورة وهيولى
وهو الذي ان قال كان فعولا / واذا اتى فعلا اتاه جليلا
ما ان يرى يوما عن المعروف ذاذ / بطء ولا في المنكرات عجولا
هو واحد الدنيا فلا تطلب له / في العادلين مشاكلا وعديلا
في وحدة الذات العيون تلوحه / فردا وفي جمع الفضائل جيلا
فرع زكى عن ابيه وجده / وكذا بنوه الطيبون اصولا
من مثل اسماعيل في عزماته / شهرت فكانت صارما مصقولا
وصباح راى يستضئ به الدجى / حتى يعود إلى الهدى دليلى
فالنور من مرآه او من رايه / يجلو عيونا او ينير عقولا
صحت بحكمته البلاد فلن ترى / في قطرها الا النسيم عليلا
واذا امرء متفلسف الف الخمو / ل رآه يأنف ان يسام خمولا
واذا نات عنه الاماني فليلذ / بجنابه يستحقب المأمولا
واذا شكا مرها فمن مرآته / الفى جلاء يفضل التكحيلا
فلينظرن إليه طالب رفعة / ومحاةل في قومه تفضيلا
ما يغلب الايام الا من اتى / متوسلا بمديحه توسيلا
فالله نسأل ان يطيل بقاءه / ويديمه غوثا لنا موؤولا
ويقر ناظره بانجال له / يبدون حول جنابه اكليلا
كل نجيب ماجد مترشح / للمكرمات مؤهل تاهيلا
هم زهرة الجنيا وبهجة مصرها / فيهم تجر من الفخار ذيولا
دامت بهم وبهم تصان من الاذى / ومديحهم في الناس اصدق قيلا
أين المبارز والمناضل
أين المبارز والمناضل / والمناجز والمقاتل
أين المكاثر والمفاخر / والمكابر والمصاول
أين المراوغ والمخاتل / والمطاول والمساجل
أين المدافع والبنادق / والعوامل والمناصل
في أيها هلك العدو / وإن يكن معه جحافل
إنا سكتنا سبة / واليوم ذرّ بنا المقاول
ولربما نطق المشو / ف على المنابر وهو قائل
تمضي الاواخر لا محا / لة مثلما مضت الاوائل
انا لنضرب بالسيو / ف وبالدنانير الرواعل
هذي الخزائن عندنا / وبها نسالم او نقاتل
فهي السلاح لدى الوغى / وهي الدروع لكل صائل
وهي الوسائل للموا / صل والمفاز لكل آمل
كم قد اذالت من مصو / ن واستباحت من قبائل
اودت بعزة تادرو / س وما اعد من المجادل
يطوى لها وعر الجبا / ل كأنه سهل السواحل
واذلت الهند التي / حشرت عساكرها بواسل
والزنج خاضعة لها / وطغاتهم منها جوافل
لا يستوي من يخزن ال / دينار درءا للنوازل
ومبذر يرمي به / في كل مفسدة يحاول
من رامنا فليبتدر / وانا له بالحتف كافل
يا من يسائل كيف كانت حالنا
يا من يسائل كيف كانت حالنا / ومحا القوائم ثبت نقد المال
اجد الثنا معنا على سلطاننا / فاليوم ارخ جاء رغد الحال
وإذا رأيت من الخرائد غادة
وإذا رأيت من الخرائد غادة / تبدو وتخفَي فارجونَّ وصالها
وإذا دعتك لحاجة عنّت لها / لتكون قاضيها فرجّ ما.....
حكّ السري اليوم أسفل جسمه
حكّ السري اليوم أسفل جسمه / بأظافر ظفرت بكل مؤمّل
فالناس بين مصّفر ومرتل / ومدفّف ومزمر ومطبّل
قد أسهل اليوم السري فكلنا
قد أسهل اليوم السري فكلنا / فرح ففي إسهاله التسهيل
فاستبضعوا خزاً إليه مطرزاً / وتسابقوا إن البطيء قتيل
يا أيها الأعزاب أني رافض
يا أيها الأعزاب أني رافض / دين العزوبة فاقتدوا بمثاليا
ليس الغِنى إلا البعال فبادروا / يا قوم واستغنوا بمثل بعاليا
هنَّدتني يا ذات كل ملاحة
هنَّدتني يا ذات كل ملاحة / وتركت قلبي بالغرام يعلل
أرعى النجوم الليل فيك وأنني / مستفعل مستفعل مستفعل
تبغي لكاعي سدّ سمّيها معا
تبغي لكاعي سدّ سمّيها معا / إذ يفتح الثاني لسدّ الأول
كالإذن أن أحكّت تهيج أختها / وتظل هائجة إذا لم تفعل
يتفخّل الإنسان جل نهاره
يتفخّل الإنسان جل نهاره / حتى يفوز بغادة في ليله
فإذا أستقر في الفراش بدت له / جهواء مثل التيس تحت ذييله
قف بالطول إذا استطعت قليلا
قف بالطول إذا استطعت قليلا / وأسأل عن الركب المغذّ رحيلا
ساروا وأبقوا وحشة لك دونها / غصص المنون وحسرة ونحولا
طلل عهدت به الخلاعة والصبى / وشربت فيه سلسلاً مشمولا
وجررت أذيالي وتهت على المُنى / واقتدت منها ما استعزّ ذليلا
وخلعت من نعم ولذات على / أهل الهوى ما كنت منه ملولا
واحسرتاه متى يعود العيش في / عرصاته وألذ فيه مقيلا
لم يبق إلاّ ذكر أفراحي به / ومضى كأمس نعيمُه مبتولا
إن غيّرت آثاره الأيام أو / إن عطلت أعلامه تعطيلا
فبخاطري تذكاره متجدد / ولقد يظل بأنسهم مأهولا
من بعد حسادي عليه الريح قد / حامت لديه بكرة وأصيلا
تبدي الحنين به وأنَّة ثاكل / فأزيد فيه زفرة وعويلا
تسقي تراب فنائه وكأنما / تهفو به لتحله الإكليلا
عجباً وقد بلته مني عبرة / أن صار فوق عنانها محمولا
أم قد درت نكب الرياح بأنه / أولى بأن يثوي السماء مقيلا
أم مثل عيني أعين الجوزاء قد / رمدت فتستشفي به تكحيلا
ما كدت أدري رسمه لولا شذا / عرْف إليه كان منه دليلا
نؤي الحبائب للمحبّ أعز من / صرح لديه لا يصيب خليلا
وسويعة مع من تحب أجل من / دهر به تلقى أخاك عذولا
قلبي السَمنْدل يصطلي نار الهوى / وسُلُوُّهُ العنقاء عز وصولا
للّه كم منه يعذَّب عاشق / ولكم به يمسي البريء قتيلا
لو رقَّ من عشقٍ كلام رتل ال / قراء قولي في الدجى ترتيلا
أو لو تداوى الناس منه بالبكا / لشفيتُ كلّ شجٍ يبيت عليلا
حاولت قلب القلب عن علل الهوى / فأجاب إنك قد ضللت سبيلا
مني ابتداء الشوق كان وختمه / بي لست عن دابي أحول حؤولا
قد قانني المولى عليه كما على / حب المكارم قان غبرائيلا
هو ذلك الحبر المهذَّب خلقه / وعليه يبدو خلقه دليلا
الطيّب الأصل الكريم الفعل لن / تلقاه إلا مرشداً ومنيلا
يهب الجزيل وعنده كالجزل ما / يحجوه جزلاً غيره منقولا
المرتدي ثوب العفاف مطرّزاً / بتقًى يقي التحريم والتحليلا
طلق المحيا واللسان طلاقة / تَدَع الأسى من قيده محلولا
يستدرك الأشكال فصل خطابه / وبعلمه يستخرج المجهولا
فلكل ريب قضية ما زال مس / ئولا وللراجي ندًى مأمولا
صافي السريرة حيث آي وفائه / لن تقبل التحريف والتبديلا
ما أن يزال إذا دنا وإذا نأى / بَرّاً نصوحا واصلا مسئولا
كانت مشورته هدى وسعادة / للمستشير ونصحه منخولا
ودعاؤه في الضرّ أعظم عاصم / لك فاطمئنّ به وكن مكفولا
ليس المنيخ ببابه قنطِاً ولا / من يستغيث بجاهه مخذولا
مولى تحرّى الزهد في الدنيا وقد / دانت له لو شاءها تبتيلا
فنجاره ما زال ملجأ لاجئ / يلقي الأماني عنده والسولا
جبر الخواطر من جبارة يرتجي / وبفرعه كل الفخار أنيلا
سمح الزمان بقربه لي سبة / ما كان أحلاها وعاد بخيلا
حتى أرى قِصرَ الأيادي بعده / ومن استطال بفضله مفضولا
ولقد علمت أوان كل الطرف مق / صوراً عليه ذلك التأويلا
مارست دهري واختبرت صروفه / فإذا به لا يستفيق غفولا
هلاّ أتاني من قبل أن / يقضي الفراق وكان فيه عجولا
هل من ممار أن شخصاً واحداً / يحوي الفضائل كلها تكميلا
أم منكر أن ليس يذكر سيد / مع ذكره إلا وكان ضئيلا
ولئن أفض في ذكر آلاء له / فاضت عليّ أملّ عنه طويلا
أدب وإحسان وبشر دائم / وسماحة تستغرق التمثيلا
ما كنت في مدحي له بمبالغ / ما قلت إلا بعض ما قد قيلا
ولو استطعت لكنت أنظم كل در / ريّ له مدحاً أو التنزيلا
من حاول الإسهاب فيه فإنما / هو موقد وقت الضحى قنديلا
بشرى لمن يحظى بقرب جنابه / ولمن يقبّل ذيله تقبيلا
ولمن له يهدي التحية والثنا / والحمد والتعظيم والتبجيلا
أمودّعي والدمع كاد يحولُ
أمودّعي والدمع كاد يحولُ / ما بيننا ولظى الغرام تهول
كيف التصبّر بعد بعدك موحشا / وبقيت لا أرب ولا مأمول
قد كان يشجيني غيابك ساعةً / وأخال أن قد عزّ منك قفول
والآن غبت على حساب صبابتي / دهراً فليل المبتلين طويل
إن تنسَني أذكرْك أو إن تشجني / أشكرك لست الدَّهر عنك أحول
يا ليت طيفك في الكرى يعتادني / أو كان يغفى الطرف حين أليل
فلزوره منه أحبُّ إليّ من / لذّات وصلٍ من سواك يطول
أذهلت في حُبّيك عن ألم النوى / ولقد يريح العاشقين ذهول
إنسانُ عيني أنت جَيرٍ ومهجة / للقلب ما لهما لديّ بديل
لو في رضاك بذلتُ كل جوارحي / كنتُ الضنينَ وما بذلتُ قليل
ألقاك في كل الجمال مصوَّراً / فيطول فيه مني التأميل
وإذا سمعتُ بمفرد في حسنه / أيقنت في هذا لك التأويل
وأبيت أسال عنك سيّار الدجى / لو كان ينفع سائلاً مسئول
يا فاتني بدلاله لم يبق لي / في العيش بعدك بَتَّةً تعليل
ما كان غيرك مالئاً طرفي ولا اع / تقد الضمير بأن سواك جميل
وإذا الورى شغلتهم دنياهم / فأنا الذي بك دائماً مشغول
فيك الدليل على توحدّ مبدعٍ / إن عزَّ عند الفلسفيّ دليل
أرسلتُ دمعي مع كتابي عالماً / أن لا ينوب عن الحبيب رسول
يا عاذلين على الهوى لا تعذلوا / فبلائي هذا أصله التعجيل
سبق الفؤادُ الطرف مني في الهوى / فهويت فيه فعاذلي معذول
أسفاً على وقت الوصال فيا تُرى / للبين يغدو مثله تأجيل
لولا ادّكار نعيمه لقضيت من / وجد فكم بالوجد طُلَّ قتيل
ساعُ التعانق ليس يُنسي ذكرها / وخطورَها بالبال قطّ حؤول
ولربَّ يوم مسرَّة يغنيك عن / عمر بأكدار البعاد يطول
فَلأفطمنّ النفس عن لذَّاتها / وليشجني بعد الغناء عويل
يا منكراً لحقيقة الغول اعتقدْ / إنَّ النوى هي في الحقيقة غول
من لم يذُقْ ألم الفراق فما له / يوماً إلى عتب الزمان سبيل
فلكل رزءٍ غيره سلوى لذي / رشد وطبُّ بالعزاء كفيل
يا لوعة الشوق أسكني في مهجتي / ما فاتني مَّمن أحبّ وصول
خفقَان قلبي من سكونك دائم / ولعلّ عن كثبٍ بلاي يزول

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025