المجموع : 20
قد جادت الدنيا علي بمزبر
قد جادت الدنيا علي بمزبر / والدهر دربني على اعماله
فليقصرن عن الملامة من يرى / عملا يطول عليه من اعماله
يا ساكني الدنيا تعالوا فاسمعوا
يا ساكني الدنيا تعالوا فاسمعوا / شيا عجيبا ليس يلفى مثله
اني وجدت الجهل حالة كونه / ضد الوجود لقد تجسم شكله
من لي بالسنة الاوائل
من لي بالسنة الاوائل / في مدح خاتمة الافاضل
الفرد عبدالله سيد كل / مفضال وفاضل
مولى السماحة والفصا / حة والفضائل والفواضل
شرف المحابر والمنا / بر والمجالس والمحافل
استاذ اهل الشرق ثم الغرب / ما في ذا مجادل
وعلى رئاسته بهم / اقلامهم قامت دلائل
ما ان جرت الا على / التوقيف منه في المسائل
وجوابه النور السني اذا / دجا لليل المشاكل
في صدره علم الاولى / درجوا كما ابقوه حاصل
كل روى عن فضله / وبمدحه كل يساجل
وبمجده وبسعده / وبحمده تشدو القبائل
وبقدره وبفخره / وبذكره تحدى الرواحل
ان كنت لم تره فحسبك / ذكره للناس شاغل
كل الانام الى معا / ليه عيال وهو كافل
ما ان يجئ لنا الزما / ن بمثله بين الاماثل
كلا ولا فيما مضى / منه استبان له مماثل
في مدحه الحصر العيى / بين والمشطور كامل
واذا تشاء فقل فصيح / القوم يصبح وهو باقل
ان الصفات الغر فيها / حيرة وهدى لقائل
لا غرو ان هطل النضا / ر على من استجداه سائل
فهو الخضم ومن انا / مله له تجري جدوال
يا سيدا احسانه / لي من حمى الحدباء واصل
ماذا عساني اليوم قائل / لو انني سبحان وائل
البستني فخرا واني / فيه ما ان عشت رافل
من ذا الذي تثنى عليه / ولا يتيه على المفاضل
ام أي لون لم تزنه الشمس / في ذهب الاصائل
لا زال بدر علاك في / اوج السعادة غير آفل
حسبي ثناك وانني / منك الرضى والعفو آمل
ان الامير محمدا مفضال
ان الامير محمدا مفضال / من آل رسلان ونعم الآل
كثرت مآثره مذ اقتبل الصبى / والمرء تظهر سنه الاعمال
كم من غلام عد شيخنا بالحجى / وشيوخ سن في النهى اطفال
ذي قسمة المولى فمنا واحد / مثر وآخر ماله مثقال
زان المجالس قوله وفعاله / نعمت ونعم القائل الفعال
يسبي النهى بفصاحة وبلاغة / ينساب في سحريهما الجريال
سيان في نظم ونثر قوله / فصل وحكم لا يليه عدال
قد الف الكتب التي شهدت بان / اصحاب آرسطو عليه عيال
فاجاد في التاريخ أي اجادة / وبكل فن لم يفته مقال
وحكى بالسنة الاعاجم ما به / قد فاقهم فجاله ما جالوا
هذا الذي يروى الصدى بشروحه / وسواء فيها لعلع اوآل
اذ لا يقول سوى بنص ادلة / ما بعدها للممترين جدال
سل عنه في لبنان وهو اميره / كيف الرجال ببابه سؤال
اما لعلم او لفضل او ندى / فالكل منه على السواء ينال
لو طاوعوه لاصبحوا حظى الورى / تقنيهم الاعمال والآمال
لكنهم تبعوا الغواية والهوى / فغدوا ورأيهم الوخيم نكال
شهم يدبر للبلاد يراعه / ما لا تدبره لها الابطال
واذا دعا ياللنزال فما ترى / من للنزال تشوقه الاهوال
من آل رسلان فكم من سيد / فيهم اطاعت امره اجيال
قد رشحوا للمكرمات وللعلى / ولان يطاعوا ان قضوا او صالوا
ومحمد من بينهم كالبدر ما / بين النجوم له الكمال خلال
كانت جوارحنا تحاسد في النوى / فاليوم قد شمل الجميع نوال
حمدا لمن سر القلوب بقربه / وبحمده تتيسر الاحوال
فلطالما كنا نروم لقاءه / وتصدنا عن ذلك الاشغال
فاليوم صدق سمعنا ابصارنا / بل زاد مخبره على ما قالوا
لا غرو ان اربت علاه على الثنا / فالبحر ليس يكيله مكيال
اني لاول عاذر من فاته / مدح الامير ففي ثناي مثال
ما دمت في الدنيا فلا
ما دمت في الدنيا فلا / تحسب صفاءك يكمل
في همز آخره دلي / ل انه يتحول
ما طابت الدنيا سوى
ما طابت الدنيا سوى / بتعلل في القابل
ومفاد ذلك انها / صلة لنيل الآجل
حتام أرتقب الوصال تعللا
حتام أرتقب الوصال تعللا / وهي المنى ما ان تنيل مؤملا
تلك الأماني التي منيتها / ومن الشقاوة روم ما لن يحصلا
يدجو على الليل جالب همه / وكلاهما عندي المذمم منزلا
لم أدر أيهما على ما ساءني / وأذال مني الدمع كان الأطولا
أنى يروق العيش لي يوما ولم / ير ناظري إلا الرسوم المثلا
عجبا لاطلال موات انها / تحيي الهوى وتسوم اضلعي البلى
عجبا لها وهي الجماد تذيبني / اسفا فلست اطيق بعد تحلحلا
كم ذا تحمنلي النوى ما لم اطق / ولكم ازيد تحلما وتحملا
والدهر ليس بحول عن حالاته / متعاميا طورا وطورا احولا
ما دمت انظر ذي الطلول فلن ارى / عن ذكر من عروا عراها مذهلا
اني اذا خالت يوما صاحبا / لا ابتغي عن وده متحولا
تروى دموعي عن اصول صبابتي / فيها حديثا مرسلا ومسلسلا
غلب الغرام على حتى انني / فيها اشاهد حسنهم متمثلا
لولا مخافة ان اسيء اليهم / لم اتخذ من دونها متقيلا
ما تنقضي الحسرات بين جوانحي / حتى اوسد في ثراها منزلا
يا ليت شعري هل درى الناؤون ان / قد ناء صبري معهم مترحلا
ان لم يكن لي يعملات للسرى / سبرت قلبي حيث حلوا مرقلا
ان النوى ذهبت بلبي مثلما / ذهب الهوى بقواي ان تتحملا
فانا اسير المعجزين ولم اجد / متخلصا لي منهما او موئلا
الا مديح الاكرمين اولى العلى / الفارطين الى المعالي اولا
ادباء مصر الآدبين بفضلهم / كل النفوس إلى هواهم والولا
السامقين السابقين تطولا / الفائقين الآفقين تفضلا
الباعثين من الكتاب كتائبا / المرسلين مع القوافي جحفلا
الفارعين اذا اجالوا مقولا / القارعين اذا ادالوا منصلا
البالغين لدى التجادل حجة / الغالبين لدى التجالد جدلا
الصافحين اذا رأوا متفصحا / في القول يغلو واغلا متطفلا
جلت محامدهم ورفعة شأنهم / عن كل مدح مجملا ومفصلا
من قال شعرا فليقدم ذكرهم / فكفاه ذاك الذكر ان يتغزلا
امسى اذا ابيات شعري عريت / عنه وربك بالحياء مزملا
اني لاملى مدحهم بين الملا / ما دام هاج للحروف اذا تلا
لكن هذا الشعر يذهب جزله / عني ولست بغيره متوسلا
اني من القوم الذين يرونه / ادبا وليس توهما وتخيلا
وتشدقا وتكلفا وتقولا / وتلهوقا وتعسفا وتمحلا
من ظن ان مفاعلن متفاعلن / سر القريض فجهزته به إلى
للاحمدين ومصطفى ولصفوة / يجب الثناء المستدام وكيف لا
وهم الذين كسوا قوام جوائبي
وهم الذين كسوا قوام جوائبي / ثوبا من الفخر الذي لن يبذلا
وجلوا مقامي في الوقائع بعدما / ازرى به صدأ فلم يك يجتلى
واذكر رفاعة ذلك العلم الذي / ملأ المدارس علمه والمحفلا
تزهو الجوائب لازدواج كلامه / بكلامها زهو المليحة بالحلى
من اجل ذلك انتجت شكرا له / ابدا يزيد تاثلا وتاصلا
لو كنت استقرى حساب جميعهم / لاتى إلى يوم الحساب مؤجلا
ومن الفخار لنا اذا طاب الثنا / ان نمدح الملك العزيز الافضلا
من جوده اغنى واقنى آملا / ووجوده سر الملائك والملا
في كل فعل قد قضاه منة / وبكل لفظ قاله آلت إلى
تمضي الامور بعزمه وبعدله / فاذا المضي يضارع المستقبلا
لا يخطئ المستور منها رأيه / ابدا وليس لديه شيء معضلا
افلا ترى كيف استصح زماننا / بفعاله من بعد ما قد خبلا
فهو الذي صدق البليغ بوصفه / اذ قال احسن ما يكون واجملا
قد علم الادباء وصف كماله / نظم البديع فطولوا وتطولا
اهدى الملوك اليه فخر سماتهم / لما رأوه بالكمال مكللا
وهو الذي باحاسن الاخلاق قد / نال الفخار جميعه وتجملا
فالله نسأل ان يطيل بقاءه / ما رتل التالي الكتاب المنزلا
بشرى لنا بقدوم اسماعيلا
بشرى لنا بقدوم اسماعيلا / بشرى بها نلنا المنى والسولا
بشرى لمصر وكل مصر بعدها / فالبشر من ذا العود عم شمولا
بشرى لمن يقضي حقوق مديحه / ويصوغه كندى يديه جزيلا
ان انت ارضيت العزيز فكل ما / تأتي يكون لدى الورى مقبولا
العادل المفضال من آلاؤه / قد فاتت الاجمال والتفصيلا
في كل ارض فاح نشر ثنائه / وغدا به كل امرء مشغولا
سارت جيوش العز تصحبه فلم / يحتج لجيش يصحب الاسطولا
فهو العزيز وكل ما قد رامه / وافى على قدر اليه ذلولا
سرت بمرآه الملوك فاخصلت / لجنابه التعظيم والتبجيلا
قد انزلت آيات مدحته على / لسن الخلائق بكرة واصيلا
فهي التي تبقى على تنزيلها / لا تقبل التحريف والتبديلا
الارض تغبط فيه مصر فحظها / في ان تقبل نعله تقبيلا
ولو استطاعت امة الثقلين ان / تنتابه مثلت لديه مثولا
والبحر يوم اقل طود مهابة / منه سجا وزجا وطاب مقيلا
لما درت باريس ان سيزورها / كادت تميل من السرور مميلا
وتبرجت في معرض الحسن الذي / لم تلف قط له العيون مثلا
وسماء لندن مذ رأت آلاءه / جادت تحاكي راحتيه سيولا
هيهات ليس جدا عبوس دجنة / وافى بغير اونه مملولا
كجدا الامير وجهه متهلل / ولذا استزيد ولم يزل مسؤولا
ايه ومن مثل العزيز كياسة / وسياسة ورئاسة واثولا
بهجت محافلها به وتعطرت / وثناءه قد رتلت ترتيلا
اثنى عليه الناس اجمع بالذي / هو اهله يا طيب ذاك مقولا
فصحت لغات الاعجمين بمدحه / اذ فصلت ما جاءه تفصيلا
فكانها هذا اللسان وان يكن / كحل العيون يباين التكحيلا
صدقوا وربك حيث قالوا انه / كانت اياديه عليهم طولى
وبمصر من آثاره ما فاخرت / كل البلاد به وقام دليلا
وهو الذي احيى رميم فخارها / اذ كاد يعدم صورة وهيولى
وهو الذي ان قال كان فعولا / واذا اتى فعلا اتاه جليلا
ما ان يرى يوما عن المعروف ذاذ / بطء ولا في المنكرات عجولا
هو واحد الدنيا فلا تطلب له / في العادلين مشاكلا وعديلا
في وحدة الذات العيون تلوحه / فردا وفي جمع الفضائل جيلا
فرع زكى عن ابيه وجده / وكذا بنوه الطيبون اصولا
من مثل اسماعيل في عزماته / شهرت فكانت صارما مصقولا
وصباح راى يستضئ به الدجى / حتى يعود إلى الهدى دليلى
فالنور من مرآه او من رايه / يجلو عيونا او ينير عقولا
صحت بحكمته البلاد فلن ترى / في قطرها الا النسيم عليلا
واذا امرء متفلسف الف الخمو / ل رآه يأنف ان يسام خمولا
واذا نات عنه الاماني فليلذ / بجنابه يستحقب المأمولا
واذا شكا مرها فمن مرآته / الفى جلاء يفضل التكحيلا
فلينظرن إليه طالب رفعة / ومحاةل في قومه تفضيلا
ما يغلب الايام الا من اتى / متوسلا بمديحه توسيلا
فالله نسأل ان يطيل بقاءه / ويديمه غوثا لنا موؤولا
ويقر ناظره بانجال له / يبدون حول جنابه اكليلا
كل نجيب ماجد مترشح / للمكرمات مؤهل تاهيلا
هم زهرة الجنيا وبهجة مصرها / فيهم تجر من الفخار ذيولا
دامت بهم وبهم تصان من الاذى / ومديحهم في الناس اصدق قيلا
أين المبارز والمناضل
أين المبارز والمناضل / والمناجز والمقاتل
أين المكاثر والمفاخر / والمكابر والمصاول
أين المراوغ والمخاتل / والمطاول والمساجل
أين المدافع والبنادق / والعوامل والمناصل
في أيها هلك العدو / وإن يكن معه جحافل
إنا سكتنا سبة / واليوم ذرّ بنا المقاول
ولربما نطق المشو / ف على المنابر وهو قائل
تمضي الاواخر لا محا / لة مثلما مضت الاوائل
انا لنضرب بالسيو / ف وبالدنانير الرواعل
هذي الخزائن عندنا / وبها نسالم او نقاتل
فهي السلاح لدى الوغى / وهي الدروع لكل صائل
وهي الوسائل للموا / صل والمفاز لكل آمل
كم قد اذالت من مصو / ن واستباحت من قبائل
اودت بعزة تادرو / س وما اعد من المجادل
يطوى لها وعر الجبا / ل كأنه سهل السواحل
واذلت الهند التي / حشرت عساكرها بواسل
والزنج خاضعة لها / وطغاتهم منها جوافل
لا يستوي من يخزن ال / دينار درءا للنوازل
ومبذر يرمي به / في كل مفسدة يحاول
من رامنا فليبتدر / وانا له بالحتف كافل
يا من يسائل كيف كانت حالنا
يا من يسائل كيف كانت حالنا / ومحا القوائم ثبت نقد المال
اجد الثنا معنا على سلطاننا / فاليوم ارخ جاء رغد الحال
وإذا رأيت من الخرائد غادة
وإذا رأيت من الخرائد غادة / تبدو وتخفَي فارجونَّ وصالها
وإذا دعتك لحاجة عنّت لها / لتكون قاضيها فرجّ ما.....
حكّ السري اليوم أسفل جسمه
حكّ السري اليوم أسفل جسمه / بأظافر ظفرت بكل مؤمّل
فالناس بين مصّفر ومرتل / ومدفّف ومزمر ومطبّل
قد أسهل اليوم السري فكلنا
قد أسهل اليوم السري فكلنا / فرح ففي إسهاله التسهيل
فاستبضعوا خزاً إليه مطرزاً / وتسابقوا إن البطيء قتيل
يا أيها الأعزاب أني رافض
يا أيها الأعزاب أني رافض / دين العزوبة فاقتدوا بمثاليا
ليس الغِنى إلا البعال فبادروا / يا قوم واستغنوا بمثل بعاليا
هنَّدتني يا ذات كل ملاحة
هنَّدتني يا ذات كل ملاحة / وتركت قلبي بالغرام يعلل
أرعى النجوم الليل فيك وأنني / مستفعل مستفعل مستفعل
تبغي لكاعي سدّ سمّيها معا
تبغي لكاعي سدّ سمّيها معا / إذ يفتح الثاني لسدّ الأول
كالإذن أن أحكّت تهيج أختها / وتظل هائجة إذا لم تفعل
يتفخّل الإنسان جل نهاره
يتفخّل الإنسان جل نهاره / حتى يفوز بغادة في ليله
فإذا أستقر في الفراش بدت له / جهواء مثل التيس تحت ذييله
قف بالطول إذا استطعت قليلا
قف بالطول إذا استطعت قليلا / وأسأل عن الركب المغذّ رحيلا
ساروا وأبقوا وحشة لك دونها / غصص المنون وحسرة ونحولا
طلل عهدت به الخلاعة والصبى / وشربت فيه سلسلاً مشمولا
وجررت أذيالي وتهت على المُنى / واقتدت منها ما استعزّ ذليلا
وخلعت من نعم ولذات على / أهل الهوى ما كنت منه ملولا
واحسرتاه متى يعود العيش في / عرصاته وألذ فيه مقيلا
لم يبق إلاّ ذكر أفراحي به / ومضى كأمس نعيمُه مبتولا
إن غيّرت آثاره الأيام أو / إن عطلت أعلامه تعطيلا
فبخاطري تذكاره متجدد / ولقد يظل بأنسهم مأهولا
من بعد حسادي عليه الريح قد / حامت لديه بكرة وأصيلا
تبدي الحنين به وأنَّة ثاكل / فأزيد فيه زفرة وعويلا
تسقي تراب فنائه وكأنما / تهفو به لتحله الإكليلا
عجباً وقد بلته مني عبرة / أن صار فوق عنانها محمولا
أم قد درت نكب الرياح بأنه / أولى بأن يثوي السماء مقيلا
أم مثل عيني أعين الجوزاء قد / رمدت فتستشفي به تكحيلا
ما كدت أدري رسمه لولا شذا / عرْف إليه كان منه دليلا
نؤي الحبائب للمحبّ أعز من / صرح لديه لا يصيب خليلا
وسويعة مع من تحب أجل من / دهر به تلقى أخاك عذولا
قلبي السَمنْدل يصطلي نار الهوى / وسُلُوُّهُ العنقاء عز وصولا
للّه كم منه يعذَّب عاشق / ولكم به يمسي البريء قتيلا
لو رقَّ من عشقٍ كلام رتل ال / قراء قولي في الدجى ترتيلا
أو لو تداوى الناس منه بالبكا / لشفيتُ كلّ شجٍ يبيت عليلا
حاولت قلب القلب عن علل الهوى / فأجاب إنك قد ضللت سبيلا
مني ابتداء الشوق كان وختمه / بي لست عن دابي أحول حؤولا
قد قانني المولى عليه كما على / حب المكارم قان غبرائيلا
هو ذلك الحبر المهذَّب خلقه / وعليه يبدو خلقه دليلا
الطيّب الأصل الكريم الفعل لن / تلقاه إلا مرشداً ومنيلا
يهب الجزيل وعنده كالجزل ما / يحجوه جزلاً غيره منقولا
المرتدي ثوب العفاف مطرّزاً / بتقًى يقي التحريم والتحليلا
طلق المحيا واللسان طلاقة / تَدَع الأسى من قيده محلولا
يستدرك الأشكال فصل خطابه / وبعلمه يستخرج المجهولا
فلكل ريب قضية ما زال مس / ئولا وللراجي ندًى مأمولا
صافي السريرة حيث آي وفائه / لن تقبل التحريف والتبديلا
ما أن يزال إذا دنا وإذا نأى / بَرّاً نصوحا واصلا مسئولا
كانت مشورته هدى وسعادة / للمستشير ونصحه منخولا
ودعاؤه في الضرّ أعظم عاصم / لك فاطمئنّ به وكن مكفولا
ليس المنيخ ببابه قنطِاً ولا / من يستغيث بجاهه مخذولا
مولى تحرّى الزهد في الدنيا وقد / دانت له لو شاءها تبتيلا
فنجاره ما زال ملجأ لاجئ / يلقي الأماني عنده والسولا
جبر الخواطر من جبارة يرتجي / وبفرعه كل الفخار أنيلا
سمح الزمان بقربه لي سبة / ما كان أحلاها وعاد بخيلا
حتى أرى قِصرَ الأيادي بعده / ومن استطال بفضله مفضولا
ولقد علمت أوان كل الطرف مق / صوراً عليه ذلك التأويلا
مارست دهري واختبرت صروفه / فإذا به لا يستفيق غفولا
هلاّ أتاني من قبل أن / يقضي الفراق وكان فيه عجولا
هل من ممار أن شخصاً واحداً / يحوي الفضائل كلها تكميلا
أم منكر أن ليس يذكر سيد / مع ذكره إلا وكان ضئيلا
ولئن أفض في ذكر آلاء له / فاضت عليّ أملّ عنه طويلا
أدب وإحسان وبشر دائم / وسماحة تستغرق التمثيلا
ما كنت في مدحي له بمبالغ / ما قلت إلا بعض ما قد قيلا
ولو استطعت لكنت أنظم كل در / ريّ له مدحاً أو التنزيلا
من حاول الإسهاب فيه فإنما / هو موقد وقت الضحى قنديلا
بشرى لمن يحظى بقرب جنابه / ولمن يقبّل ذيله تقبيلا
ولمن له يهدي التحية والثنا / والحمد والتعظيم والتبجيلا
أمودّعي والدمع كاد يحولُ
أمودّعي والدمع كاد يحولُ / ما بيننا ولظى الغرام تهول
كيف التصبّر بعد بعدك موحشا / وبقيت لا أرب ولا مأمول
قد كان يشجيني غيابك ساعةً / وأخال أن قد عزّ منك قفول
والآن غبت على حساب صبابتي / دهراً فليل المبتلين طويل
إن تنسَني أذكرْك أو إن تشجني / أشكرك لست الدَّهر عنك أحول
يا ليت طيفك في الكرى يعتادني / أو كان يغفى الطرف حين أليل
فلزوره منه أحبُّ إليّ من / لذّات وصلٍ من سواك يطول
أذهلت في حُبّيك عن ألم النوى / ولقد يريح العاشقين ذهول
إنسانُ عيني أنت جَيرٍ ومهجة / للقلب ما لهما لديّ بديل
لو في رضاك بذلتُ كل جوارحي / كنتُ الضنينَ وما بذلتُ قليل
ألقاك في كل الجمال مصوَّراً / فيطول فيه مني التأميل
وإذا سمعتُ بمفرد في حسنه / أيقنت في هذا لك التأويل
وأبيت أسال عنك سيّار الدجى / لو كان ينفع سائلاً مسئول
يا فاتني بدلاله لم يبق لي / في العيش بعدك بَتَّةً تعليل
ما كان غيرك مالئاً طرفي ولا اع / تقد الضمير بأن سواك جميل
وإذا الورى شغلتهم دنياهم / فأنا الذي بك دائماً مشغول
فيك الدليل على توحدّ مبدعٍ / إن عزَّ عند الفلسفيّ دليل
أرسلتُ دمعي مع كتابي عالماً / أن لا ينوب عن الحبيب رسول
يا عاذلين على الهوى لا تعذلوا / فبلائي هذا أصله التعجيل
سبق الفؤادُ الطرف مني في الهوى / فهويت فيه فعاذلي معذول
أسفاً على وقت الوصال فيا تُرى / للبين يغدو مثله تأجيل
لولا ادّكار نعيمه لقضيت من / وجد فكم بالوجد طُلَّ قتيل
ساعُ التعانق ليس يُنسي ذكرها / وخطورَها بالبال قطّ حؤول
ولربَّ يوم مسرَّة يغنيك عن / عمر بأكدار البعاد يطول
فَلأفطمنّ النفس عن لذَّاتها / وليشجني بعد الغناء عويل
يا منكراً لحقيقة الغول اعتقدْ / إنَّ النوى هي في الحقيقة غول
من لم يذُقْ ألم الفراق فما له / يوماً إلى عتب الزمان سبيل
فلكل رزءٍ غيره سلوى لذي / رشد وطبُّ بالعزاء كفيل
يا لوعة الشوق أسكني في مهجتي / ما فاتني مَّمن أحبّ وصول
خفقَان قلبي من سكونك دائم / ولعلّ عن كثبٍ بلاي يزول