المجموع : 6
فَألٌ سَرى بِسَبيلِهِ المُتَوَكِّلُ
فَألٌ سَرى بِسَبيلِهِ المُتَوَكِّلُ / فَالسَروُ يَسري بِالمَنِيَّةُ تَنزِلُ
ما سُربِلَت إِلّا لِأَنَّ إِمامَنا / بِالسَيفِ مِن أَولادِهِ مُتَسَربِلُ
كَم قَد تَجَهَّمَني السُرى وَأَزالَني
كَم قَد تَجَهَّمَني السُرى وَأَزالَني / لَيلٌ يَنوءُ بِصَدرِهِ مُتَطاوِلُ
وَهَزَزتُ أَعناقَ المَطِيِّ أَسومُها / قَصداً وَيَحجُبُها السَوادُ الشامِلُ
حَتّى تَوَلّى اللَيلُ ثانِيَ عِطفِهِ / وَكَأَنَّ آخِرَهُ خِضابٌ ناصِلُ
وَخَرَجتُ مِن أَعجازِهِ وَكَأَنَّما / يَهتَزُّ في بُردَيَّ رُمحٌ ذابِلُ
وَرَأَيتُ أَغباشَ الدُجى وَكَأَنَّها / حِزَقُ النَعامِ ذُعِرنَ فَهيَ جَوافِلُ
وَحَميتُ أَصحابي الكَرى وَكَأَنَّهُم / فَوقَ القِلاصِ اليَعمَلاتِ أَجادِلُ
لَم يَنصِبوا بِالشاذِياخِ ضَبيحَةَ الإِ
لَم يَنصِبوا بِالشاذِياخِ ضَبيحَةَ الإِ / ثنَينِ مَغموراً وَلا مَجهولا
نَصَبوا بَحَمدِ اللَهِ مِلءَ عُيونِهِم / شَرَفاً وَمِلءَ صُدورِهِم تَبجيلا
ما اِزدادَ إِلّا رِفعَةً بِنُكولِهِ / وَاِزدادَتِ الأَعداءُ عَنهُ نُكولا
هَل كانَ إِلّا اللَيثَ فارَقَ غيلَهُ / فَرَأَيتَهُ في مَحمَلٍ مَحمولا
لا يَأمَنِ الأَعداءُ مِن شَدّاتِهِ / شَدّاً يُفَصِّلُ هامَهُم تَفصيلا
ما عابَهُ أَن بُزَّ عَنهُ لِباسُهُ / فَالسَيفُ أَهوَلُ ما يُرى مَسلولا
إِن يُبتَذَل فَالبَدرُ لا يُزري بِهِ / أَن كانَ لَيلَةَ تِمِّهِ مَبذولا
أَو يَسلُبوهُ المالَ يُحزِنُ فَقدُهُ / ضَيفاً أَلَمَّ وَطارِقاً وَنَزيلا
أَو يَحبِسوهُ فَلَيسَ يُحبَسُ سائِرٌ / مِن شِعرِهِ يَدَعُ العَزيزَ ذَليلا
إِنَّ المَصايِبَ ما تَعَدَّت دينَهُ / نِعَمٌ وَإِن صَعُبَت عَلَيهِ قَليلا
وَاللَهُ لَيسَ بِغافِلٍ عَن أَمرِهِ / وَكَفى بِرَبِّكَ ناصِراً وَوَكيلا
لَن تَسلُبوهُ وَإِن سَلَبتُم كُلَّ ما / خَوَّلتُموهُ وَسامَةً وَقَبولا
هَل تَملِكونَ لِدينِهِ وَيَقينِهِ / وَجَنانِهِ وَبَيانِهِ تَبديلا
لَم تَنقُصوهُ وَقَد مَلَكتُم ظُلمَهُ / ما النَقصُ إِلّا أَن يَكونَ جَهولا
كادَت تَكونُ مُصيبَةً لَو أَنَّكُم / أَوضَحتُمُ ذَنباً عَلَيهِ جَليلا
إِن كانَ سَفَّ إِلى الدَنيئَةِ أَو رَأى / غَيرَ الجَميلِ مِن الأُمورِ جَميلا
لَو تَنصِفُ الأَيّامُ لَم تَعثُر بِهِ / إِذ كانَ مِن عَثَراتِهِنَّ مُقيلا
وَلَتَعلَمُنَّ إِذا القُلوبُ تَكَشَّفَت / عَنها الأَكِنَّةُ مَن أَضَلُّ سَبيلا
هَيهاتَ فاتَ مُرَزَّأٌ وَتَخَلَّفَت
هَيهاتَ فاتَ مُرَزَّأٌ وَتَخَلَّفَت / عَنهُ مَقاريفُ الرِجالِ فُلولا
ما شِئتَ مِن رَجُلٍ نَبيلِ
ما شِئتَ مِن رَجُلٍ نَبيلِ / يَأوي إِلى عَرضٍ دَخيلِ
يَأتي الجَميلَ بِقَولِهِ / وَفَعالُهُ غَيرُ الجَميلِ
إِن كُنتِ جاهِلَةً بِقَوميَ فاسألي
إِن كُنتِ جاهِلَةً بِقَوميَ فاسألي / أَينَ النُبُوَّةُ وَالقَضاءُ الفاصِلُ
وَالعِزَّةُ القَعساءُ يلمَعُ دونَها / بيضُ الصَوارِمِ وَالوَشيجُ الذابِلُ
أَينَ المَنابِرُ وَالمَشاعِرُ وَالصَفا / وَالرُكنُ وَالبَيتُ الحَرامُ الماثِلُ
أَينَ الحَجيجُ مُحَلِّقينَ رُؤوسَهُم / وَمُقَصِّرينَ فَطائِفٌ أَو زامِلُ
أَينَ المُلوكُ خَواضِعاً أَعناقُها / وَالوَحشُ آمِنَةُ السُروحِ هَوامِلُ
قَومي أولئِكَ إِن سَأَلتِ وَإِنَّما / يَجلو العَمى عَنهُ اللَبيبُ السائِلُ
اللَهُ يَعلَمُ حَيثُ يَجعَلُ أَمرَهُ / ما عالِمٌ أَمراً كَمَن هُوَ جاهِلُ