المجموع : 13
قُلْ لِي بِعَيْشِكَ هَلْ عَلى هَذا الجَفَا
قُلْ لِي بِعَيْشِكَ هَلْ عَلى هَذا الجَفَا / تَبْقَى قُلُوبٌ أَوْ تَدُومُ عُقولُ
ما بالُ خَدّكَ جَارَ في تَقْسِيمِهِ / لِي نارُهُ وَلِغَيْرِيَ التَّقْبِيلُ
يا طَرْفَهُ والرُّمْحُ فيه نَضَارَةٌ / فَعلامَ فِي حَدِّ السِّنانِ ذُبُولُ
يا مَنْ جَعَلْتُ إِخاءَهُ لِي عُدَّةً / فِي يَوْمِ يَدَّخِرُالخَلِيلَ خليلُ
مَا بَالُ قَلْبكَ ما دَعَتْهُ صَبابةٌ / مَا بَالُ دَمْعكَ ما عَراه هُمُولُ
أَيْنَ المَودَّةُ إِنَّهَا لَعزِيزةٌ / أَيْنَ التَّودُّدُ إِنَّهُ لَقَليلُ
أَيْنَ المُعينُ عَلى الصَّبَابةِ أَهْلَها / لِيَخِفَّ عِبْءُ الوَجْدِ فَهْوَ ثَقِيلُ
أَيْنَ الَّذي يَحْوي صِفَات مُحَمَّدٍ / هَيْهاتَ عَزَّ فَما إِلَيهِ سَبِيلُ
تِهْ كَيْفَ شِئْتَ فَلِلْحَبيبِ تَدلُّلُ
تِهْ كَيْفَ شِئْتَ فَلِلْحَبيبِ تَدلُّلُ / وَلِصَبِّهِ المُضْنَى إِلَيْهِ تَذَلُّلُ
وَاحْكُمْ بِمَا تَرْضَى فَأَنْتَ أَحَقُّ مَنْ / مَلكَ الفُؤَادَ يَجورُ فيهِ ويَعْدِلُ
إِنّي وإِنْ عَذَلُوا عَلَيْكَ وأَطْنَبُوا / لَتَزيدُ أَشْواقِي إِلَيْكَ العُذَّلُ
لكِنَّني أُبْدِي السُّلوَّ تَجمُّلاً / لِلعاذِلينَ ولِلْمُحبِّ تَجَمُّلُ
وَإِلَيْكَ أَوّل ما انْثَنَيْتُ مع الهَوَى / إِنَّ الحبيبَ هُوَ الحبيبُ الأَوّلُ
يا مَنْ يَصونُ عَنِ العُيونِ تَحرُّزاً / حُسْناً عَلَيهِ كُلُّ رُوحٍ تُبْذَلُ
كَمْ ذا أَلينُ وتَعْتَريكَ قَساوَةٌ / وَإِلامَ أَسْمَحُ بِالوِصَالِ وَتَبْخَلُ
يا مَعْدِنَ الآمَالِ أَيْنَ لِعاشِقٍ / كَلِفٍ بِحُبِّكَ عَنْ جَمالِكَ معدِلُ
لِي مِنْ جَمالِكَ شَاهِدٌ وَكَفِيلُ
لِي مِنْ جَمالِكَ شَاهِدٌ وَكَفِيلُ / أَنّي عَنِ الأَشْوَاقِ لَسْتُ أَحُولُ
يَا مَنْ تقاصَر لَيْلُهُ لِسُرورِهِ / لَيْلِي كَمَا شَاءَ الغَرامُ طَويلُ
غَادَرْتني بِحشىً تَذُوب وَمُقْلةٍ / عَبْرَى وَقلْبٍ حَظُّه التَّعْلِيلُ
في كُلِّ جَفْنٍ لِلتَّسَهُّدِ مَوْطِنٌ / وَبِكُلِّ خَدٍّ لِلدُّمُوعِ مَسِيلُ
بِأَبِي وَمَا مَلَكَتْ يَدِي مَنْ سُمْتُهُ
بِأَبِي وَمَا مَلَكَتْ يَدِي مَنْ سُمْتُهُ / وَصْلاً فَلَمْ يَكُ لِي إِلَيهِ وُصُولُ
يَهْوَى الخِلافَ وَقَدْ هَويْتُ مَقالَ لا / إِذْ لَمْ يَزَلْ أَبداً بِفيهِ يَجُولُ
بَانَ الخَيالُ وَإِنْ أَبَانَ نَزيلا
بَانَ الخَيالُ وَإِنْ أَبَانَ نَزيلا / وَسَرَى شَذاكَ وإِنْ مَنَعْتَ رَسُولا
فَهَمَمتُ أَنْ أَجْفُو خَيالَكَ غيرةً / فَمَنحْتُه قُبَلاً لَهُ وَقُبُولا
وَحَفِظْتُ نِسْبَتَهُ إِلَيْكَ مَحبّةً / مِنْ ظَنِّهِ أَنِّي أَرَاكَ بَدِيلا
وَزَعَمتُ أَنَّ العَهْدَ لَيْسَ بِضَائِعٍ / وَأَرى الصُّدُودَ لِضدِّ ذَاكَ دَلِيلا
وَوَعدْتَنِي بِاللَّحْظِ مِنْكَ زِيادةً / فَوَجدْتُ مِيعادَ العَلِيلِ عَلِيلا
للَّه عِيسُكَ يَوْمَ حَنَّتْ لِلنَّوى / لَمْ يُبْقِ مُطْلَقُها لَنَا مَعْقُولا
بِنْتُمْ بِكُلّ حَمُولةٍ قَدْ أَوْدَعَتْ / قَلباً كَمَا شاءَ الغَرامُ حَمُولا
كَمْ لفظةٍ حَفَّتْ على الحادِي وَقَدْ / أَلْقَتْ جَوىً بينَ الضُّلوعِ ثَقِيلا
يا هِنْدُ لَمْ تَتْرُكْ جُفونُكِ بالحِمَى / إِلَّا جَريحاً مِنْكِ أَوْ مَقْتُولا
هَلْ أُوْدِعَتْ لأَبي المحاسِن يُوسُفٍ / فِيهنَّ أَحكامٌ قُسِمْنَ فُصُولا
مِنْ سِحْرِ طَرْفِكَ يا عَلي
مِنْ سِحْرِ طَرْفِكَ يا عَلي / قَلْبُ المُتَيَّمِ قَدْ بُلِي
يا زَهْرةً يا نُزْهَةً / لِلمُجْتَنِي والمُجْتَلِي
يَا مَنْ يَروقُ جَمالُهُ / لِنَواظِرِ المُتَأَمِّلِ
إِنْ لَمْ تَجُدْ لِي بِاللّقَا / كُنْ بِالوُعُودِ مُعَلِّلِي
يا سَاكِناً طُولَ المَدَى / فِي القَلْبِ لَمْ يَتَحَوَّلِ
أَهلاً بأَكْرَمِ نَازِلٍ / قَدْ حَلّ أَشْرَفَ مَنْزِلِ
قَابلْتُ عِزَّ هَواكُمُ بِتَذلُّلٍ
قَابلْتُ عِزَّ هَواكُمُ بِتَذلُّلٍ / مَعْ أَنَّني في ذَاكَ لَسْتُ بِأَوَّلِ
يَا جَائِرينَ وعَادِلينَ إلى النَّوَى / ما دُونَ مَعْدِلِ حُسْنِكُمْ مِنْ مَعْدِلِ
وَحَيَاتِكُمْ أَنْتُمْ عَلى إِعْراضِكُمْ / عِنْدِي أَعزّ مِنَ الشَّبَابِ المُقْبِلِ
إِنْ تَذْكُرُونَ فَإِنَّني لَمْ أَنْسَكُمْ / أَوْ تَسْمَحُونَ فَإِنَّني لَمْ أَبْخَلِ
يا عُلْوُ أَيْنَ زَمانُنَا إِذْ جَارُكُمْ / جَارِي وَمَنْزِلُكُمْ بِرامةَ مَنْزِلي
مَا كَانَ أَسْرَعَ ما تَقشَّعَ غَيْمُكُم / وَمَنَعْتُمُ الوَسْمِيَّ عَنِّي والوَلِي
كَمْ كُنْتُ أَخْشَى البَيْنَ قَبْلَ وُقوعِهِ / فَأتى الّذي حَاذَرْتُ في المُسْتَقْبَلِ
وَحَذِرْتُ سَهْمَ فِرَاقِكُمْ حَتَّى إِذَا / أَرْسَلْتُموه أَصَابَنِي في المَقْتَلِ
اليَوْمَ لَسْتُ أُجابُ بَعْدَ سُؤَالِكُمْ / كَمْ كُنْتُ قَبْلُ أُجَابُ إِذْ لَمْ أَسْأَلِ
فَالدّارُ لَمْ تَبْعُدْ وَفَوْدِي لَمْ يَشِبْ / وَالمالُ لَمْ يَنْفدْ وَحُبُّكِ ما سُلِي
طَالَتْ إِلَيْكَ رَسَائِلِي وَوَسَائِلِي
طَالَتْ إِلَيْكَ رَسَائِلِي وَوَسَائِلِي / يا ذَا المَلاحَةِ والعِذَارِ السَّائِلِ
أَنْجِزْ بِوَصْلٍ مِنْكَ لِي فَإِلى مَتَى / يَا نُورَ عَيْنِي بِالوُعُودِ مُماطِلي
لَوْ رُمْتَ إِبْقَاءَ الوِدَادِ بِحالِهِ
لَوْ رُمْتَ إِبْقَاءَ الوِدَادِ بِحالِهِ / لَمْ تُغْرِ طَرْفَكَ بِارْتِيادِ نِبَالِهِ
أَمّا وَقَدْ سَلَّمْتَ نَفْسَكَ لِلْهَوَى / فَأَتَتْ بِما تَلْقَاهُ مِنْ أَهْوَالِهِ
حَدَقُ الجَآذِرِ كُنَّ أَوَّلَ شَافِعٍ / لِلْعَقْلِ حَتَّى فُكَّ أَسْرُ عِقَالِهِ
يَا مَنْ يَلُومُ الصَّبَّ فِي بُرَحَائِهِ / إِبْغِ السَّلامَة لاَ بُلِيتَ بِحَالِهِ
مَنْ شُغْلُهُ بِالحُبّ عَنْ مَحْبُوبِهِ / كَيْفَ الفَرَاغُ لَهُ إِلى عُذَّالِهِ
هُوَ ذَلِكَ القَمَرُ الَّذي القمرُ الَّذي / مُتَنَاقِضٌ بَدْرُ الدُّجَى لِكَمَالِهِ
لَوْ كُنْتُ أَمْلِكُ خَدَّهُ أَفْنَيْتُهُ / بِاللَّثْمِ أَوْ أَذْبَلْتُ وَرْدَ جَمَالِهِ
الحَرْبُ بَيْنَ عُهُودِهِ وَوَفَائِهِ / كَالسِّلْمِ بَيْنَ وُعُودِهِ وَمُطَالِهِ
طَالَتْ مَسافَةُ هَجْرِهِ فَكَأَنَّهَا / مِنْ لَيلِ عَاشِقِهِ وَمِنْ آمَالِهِ
دَاني المَزارِ يَرُوعُ قَلْبي صَدُّهُ / يَا قُرْبَ شُقَّتِهِ وَبُعْدَ مَنالِهِ
كَيْفَ الخَلاصُ لِمَنْ تَقَسَّمَ قَلْبُهُ / ما بَيْنَ بَدْرِ المُنْحَنَى وَغَزالِهِ
بِاللَّه يا رِيح الشّمالِ رِسَالةً / فَسِوَاكِ لَمْ أَرْكُنْ إِلى إِرْسَالِهِ
قُولي لِتيَّاهِ الشَّمائِلِ لَمْ يَزَلْ / يُبْدِي لَنَا مَلَلاً بِشَرْعِ مِطالِهِ
عَانِ التَّعَطُّفِ حِينَ تُبْصِرُ عَانياً / وَإِذَا ظَفَرْتَ بِوَالهٍ بِكَ والهِ
يَجْني عَليَّ كمَا جَنَى الأَثْمَارَ مَنْ / أَمَّ ابْنَ يَعْقُوبٍ عَلى إِقْلالِهِ
لَوْلا التُّقَى وَهُوَ الَّذي وَهَبَ التُّقَى / لَعَبدْتُهُ وَعَبَدتُ حُسْنَ خِلالِهِ
وَجْهٌ تَغارُ الشَّمْسُ مِنْهُ إِذَا بَدَا / وَتَودُّ لَوْ طُبِعَتْ عَلى أَمْثالِهِ
مُتَهلِّلُ القَسَمَاتِ يُؤْذِنُ بِالرِّضَا / وَجْهُ الكَريمِ يبينُ عَنْ أَفْعَالِهِ
سَمَتِ العُلَى عِشْقاً لَهُ وَدَنَا لَهَا / مُتَواضِعاً فَتَمَنَّعْت بِوِصَالِهِ
إِنْ رُمْتَ مَجْداً فاسْتَدِلّ بِفعلِهِ / أَوْ رُمْتَ رُشْداً فاسْتَفِدْ بِمَقالِهِ
أَوْ حَارَبَتْكَ صُرُوفُ دَهْرِكَ فاسْتَتِرْ / بِحِمَاهُ مِنْهَا وَاعْتَصِمْ بِحِبالِهِ
أَوْ شِئْتَ تَلْقَى البَحْرَ عِنْدَ هِياجِهِ / فَانْظُرْ إِلَيْهِ تَجِدْهُ يَوْمَ جِدَالِهِ
يَدْرِي مَقالَ الخَصْمِ قَبْلَ سَماعِهِ / لِكَلامِهِ فَيُجِيبُ قَبْلَ سُؤَالِهِ
لِمحَمّدٍ في المَجْدَ مُعْجِزُ سُؤْدَدٍ / عَجزَتْ بِهِ الأَيّامُ عَنْ أَمْثالِهِ
بِمُبَخّلٍ في عِرْضِهِ وَذِمَامِهِ / سَمْحِ اليَدَين بِجَاهِهِ وَبِمَالِهِ
مُغْضٍ عَنِ الفَحْشاءِ يَشْفَعُ حِلْمُهُ / حِذْقُ الذكيِّ بِغَفْلَةِ المُتَبَالِهِ
ويُمَارِسُ الدُّنْيَا بِهِمَّة مَنْ يَرى / أَيَّامَهَا شَرَفاً لِوَقْعِ نِصَالِهِ
أَنَّى التفتُّ رَأَيْتُ مِنْ إِحْسانِهِ / أَثراً مُشاهَدَةً وَمِنْ إِجمالِهِ
مَنْ مُقْتَدٍ بِكَمالِهِ أَوْ مُهْتَدٍ / بِجَلاله أَوْ مُجْتَدٍ لِسُؤالِهِ
اللّيْثُ بَيْنَ أَمامِهِ وَوَرَائِهِ / وَالبَحْرُ بَيْنَ يَمينِهِ وَشِمالِهِ
أَعْطَى بَنِيهِ حُسْنَ سِيرتِهِ الَّتي / عَنْ وَالِدَيْهِ فاعْتَجِبْ لِفَعالِهِ
شَهِدَتْ مَنَاقِبُ آلِه في مَجْدِهِ / مَعْنَى مَنَاقِب مَجْدِهِ في آلِهِ
مِنْ مَعْشَرٍ يُهْدَى الدَّلِيلُ بنُورِهِمْ / وَيَضِلُّ رُشْداً عَنْ طَريقِ ضَلالِهِ
وَإذَا اسْتَعَنْتَ بِهِمْ عَلى كَيْدِ العِدا / نَهضُوا بِأَبْطالٍ عَلى إِبْطَالِهِ
جَلَسُوا عَلى الفَلَكِ المُحيطِ وَدُونَهُمْ / هَذا الزَّمانُ بِشَمْسِهِ وَهِلالِهِ
مِن كُلِّ مَنْ يَلْقَاكَ قَبْلَ لِقَائِهِ / مَا شَاءَ بَلْ مَا شِئْتَ مِنْ أَفْضَالِهِ
تَتَأَخَّرُ القُبُلاتُ عَنْ أَقْدامِهِ / مِنْ هَيْبَةٍ فَتَؤُمُّ تُرْبَ نِعَالِهِ
مُسْتَغْرِقٌ بِاللَّهِ يُظْهِرُ بَعْضَهُ / لِلعالمينَ ظُهُورَ طَيْفِ خَيَالِهِ
لَوْلا مَهابتهُ الَّتي ثَنَتِ الوَرَى / عَنْ قُربِه صَلُّوا عَلى أَذْيالِهِ
لا يَعْرِفُ الفَحْشَاءَ لا عَنْ ركَّةٍ / بَلْ عَنْ تَكَرُّمِهِ وَعَنْ إِهْمَالِهِ
أَغْناهُ عَنْ وَصْفِ الشَّجَاعَةِ نُبْلُهُ / لا عَاجِزٌ ما رَامَ في إِهْمَالِهِ
وَلمنْ يُحارِبُ في الأَنَامِ بِأَسْرِهِمْ / عُتَقاءُ رَأْفَتِهِ وَبَعْضُ عِيالِهِ
هَيْهَاتَ يَبْلُغ وَصْفَهُ مَدْحٌ وَلَوْ / أَفْنَى البَليغُ الجُهْدَ في أَفْعالِهِ
يَا مَنْ لَهُمْ هِمَمٌ تَفِلُّ شَبا الظُّبَى / ظُبَةُ الحُسَامِ بِحَدِّه وَصقالِهِ
خُذْ شَهْرَك الآتي بِبَهْجَةِ عَالِمٍ / بِنِهَايةِ الأقْبالِ في إِقْبَالِهِ
شَهْراً حَوَيْتَ ثَوابَهُ وَحَكَيْتَ ما / في حُسْنِ مَقْدَمِه وَشِبْهِ هِلالِهِ
وَقَرنْتَهُ بِالبرِّ في شَعْبانِهِ / وَبِهِ يَكونُ الزَّادُ في شَوَّالِهِ
لَوْ لَمْ يُؤمّل عَوْدَهُ لَكَ ثانِياً / لَمْ يَرْضَ مِنْكَ بِبَيْنه وَزَوَالِهِ
خُذْ بِنْتَ لَيْلَتِهَا ومَهّدْ عُذْرَ مَنْ / لَمْ يَسْتَفِقْ لِلنَّظْمِ مِنْ أَشْغَالِهِ
مُصْفِي الوِدادَ يَعُدُّ بأْسَكَ قُوّةً / وَيَعُدُّ ذِكْرَكَ فُرْصَةً في فَالِهِ
بِصِفَاتِك العُلْيَا مَحَطُّ رَجَائِهِ / وَبِبَابِكَ الأَعْلَى مَحَطُّ رِحَالِهِ
ما شِئْتَ مِنْ عِبْءِ الغَرامِ وحَمْلِهِ
ما شِئْتَ مِنْ عِبْءِ الغَرامِ وحَمْلِهِ / دَعْ عَنْكَ وَبْلاً لا يَقُومُ بِطلِّهِ
يا مُسْعِدي في حَمْل أَثْقَالِ الهَوَى / مُتَجَمِّلاً تَبْغي مَعُونةَ حَمْلِهِ
هَوِّنْ عَلَيْكَ مِنَ التَّكَلُّفِ واسْتَرِحْ / لَيْسَ الفَقِيدُ كَمَنْ يَنُوحُ بجُعلِهِ
يَا مَنْ لَهُ سَوْق الجمالِ يُدلّه / في حُبّ مَعْشُوقِ الفؤادِ بدلِّهِ
مُتَحَكّمٌ أَعْطاهُ مُلْكَ جَوانِحِي / مَلِكُ الجمالِ أَقلّه وأجلّهِ
يا بَدرُ رقّ لِذي وِدَادٍ صَادقٍ / لَمْ تُبْلهِ الأَشْجَانُ لَوْ لَمْ تُبْلهِ
فَبماءِ حُسْنٍ قَدْ عَززْتَ بِصَوْنِهِ / وَبِماءِ دَمْعٍ قَدْ ذَلَلْتُ بِبَذْلِهِ
جُدْ لِي بِعَيْشٍ بالرِّضَا مِنْكَ انْقَضَى / وَإِذَا اسْتَحَالَ بِعَيْنِهِ فَبِمِثْلِهِ
قَدْ كُنْتُ أَشْكُو مِنْ صُدُودِكَ بَعْضَهُ / فَالآنَ كَيْفَ وَقَدْ بُلِيتُ بِكُلِّهِ
يا مَوْقِفَ البَيْنِ الَّذي قَدْ كَانَ لِي / عَلَماً بِثاراتِ الهَوَى مِنْ قَبْلِهِ
كَمْ لَيْلَةٍ قَضَّيْتُهَا بِشِكايةٍ / أَخَذتْ عَلى لَيْلي مَجَامِعَ سَبْلِهِ
مُتَنَصِّلاً مِنْ ذا الزَّمَانِ وَجَوْرِهِ / مُتَوصِّلاً لابْنِ الأثير وَعَدْلِهِ
حَتَّى نَفَى ظُلْمَ الضَّلالِ بِشَمْسِهِ / عَنّي وَحَرَّ الحَادثاتِ بِظلِّهِ
عَرِّفْ بِهِ الشَّرفُ المُنِيفُ بِبابِهِ / لِتكُونَ جِئْتَ بِجنْسِهِ وَبِفَصْلِهِ
المُحْسِنينَ لِمنْ أَساء زَمَانُهُ / وتغرَّبتْ أَوْطانُهُ عَنْ أَهْلِهِ
في الفَرْعِ ما في أَصْلِهِ وَزيادَة / كَالغُصْنِ خُصَّ بِما جَنَى مِنْ أُكْلِهِ
وَالسَّهْمُ يُرْسِلُه الَّذي يَرْمي بِهِ / فإِذا أَصابَ رَمِيَّةً فَبِنَصْلِهِ
عَجباً وطَرْفُكَ لِلدِّماءِ مُحلِّلُ
عَجباً وطَرْفُكَ لِلدِّماءِ مُحلِّلُ / لِدَوامِ دَوْلَتِكَ الَّتي لا تَعْدِلُ
وإذا أَتى خَطُّ العِذار مُجدِّداً / لَكَ في الولايةِ يا تُرَى مَنْ يَعْزِلُ
لَامَ العَذُولُ على هَواكَ جَهالَةً / تَبّاً له أَعَلَى مِثَالِكَ يَعْذِلُ
فَعَلَيهِ أَنْ يُبْدي المَلامةَ جاهِداً / وَعَلى المُحِبِّ بِأَنَّه لا يَقْبَلُ
يَا طَلْعَةَ القَمَرِ الَّذي لا أَنْثَنِي / عَنْ حُبِّهِ أبداً ولا أَتَبَدَّلُ
شَخِصَ الأنامُ إِلى جَمالِكَ وَانْثَنُوا / عَنْهُ وَقَدْ أَثْنوا عَلَيهِ وأَجْمَلوا
فَحَدِيثُهُمْ عَنْ حُسْنِ وَجْهِكَ مُسْنَدٌ / وَحَدِيثُهُمْ عَنْ طِيبِ رِيقِكَ مُرْسَلُ
وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ في المَيَلِ
وَمُهَفْهَفٍ كَالغُصْنِ في المَيَلِ / عَاتَبْتُهُ فَاحْمَرَّ مِنْ خَجَلِ
لَمَّا شَمَمْتُ الخَمْرَ مِنْ فَمِهِ / وَفَّيتُهُ حَدّاً مِنَ القُبَلِ
كُنَّا حُرُوفاً عَالِياتٍ لَمْ نُقَلْ
كُنَّا حُرُوفاً عَالِياتٍ لَمْ نُقَلْ / مُتَعلِّقاتٍ في ذُرَى أَعْلى القُلَلْ
أَنَا أَنْتَ فيهِ وَنَحْنُ أَنْتَ وأَنْتَ هُوْ / والكلُّ في هُوَ هُوْ فَسَلْ عَمَّنْ وَصَلْ