المجموع : 5
آلَت تهامة أن تجوس خلالها
آلَت تهامة أن تجوس خلالها / فحمت عليك سهولها وجبالها
سرعان ما اخنت عليك فسل بِها / دارا تجر بها الصبا اذيالها
واصرف بوجهك نازحا عن دمنة / تحثو عليك ترابها ورمالها
واقذف بنفسك حيث طابَ لها السرى / او فاِستخف من الجبال ثقالها
واليك عنها يا هذيم فَطالَما / صرمت تهامة يا هذيم حبالها
اين الَّذي تبوأوا بعراصها / غرفا تبوأت الشئآم ظلالها
قذفت بهم نحو العراق فاصبحت / فقرا وقد طمس البلى اطلالها
بابي الَّذي ما انحاز نحو مفازة / الا ونازعه ابن سعد آلها
حتىّ اذا اِقتَحموا الفرات واقبلت / خيل ابن هند تستحث رجالها
صرت رحى الحرب الزوام تديرها / عصب اذا مر الطعان حلالها
متربصين تلاع كل ثنية / كالاسد ترصد في الشرى اشبالها
متسربلين على الحديد بانفس / اوحى لها الرحمن ما اوحى لها
بيض السيوف اذا عدت واذا غدت / آبت وقد خضب النجيع نصالها
يتهافَتون على المنون كأَنَّما / هي غادة زان الجميل جمالها
لا يمتطون الخيل الا شربا / تعدو فتصفق بالجباه نعالها
زهراً كأَمثال الكواكب في الوغى / مستنهضين زهيرها وهلالها
متواثبين الى النزال فعاذر / لو ريع ان سيم الكمي نزالها
يَقتادهم صعب المراس اذا اِنبرى / جذت امية في الشآم قذالها
متنافسين على المنية دونه / يغشون في مهجاتهم اهوالها
من كل مخروق الاهاب بصدره / يلقي الاسنة او يذوق وبالها
واشم يخترق الصفوف باجيد / لو طاول الشم الرعان لطالها
حتىّ اذا نودوا الى الدار الَّتي / نال السعادة منهم من نالها
القت اكفهم الصفاح فادركت / فيهم علوج امية آمالها
وَهُنالك انبعثت رعال خيولهم / نحو المخيم تستحث رجالها
وَغدت تنادي يا حسين جبنت اذ / قطعوا يمين كميكم وشمالها
فَسَعى الى القَتلى بقلب خاشع / ودموع عين بالزفير اذالها
وغدا عليه ما هنالك عاتبا / اللَه اكبر أَي عتبي قالَها
أَشَقيق روحي تلك آل امية / زعمت باني قد خشيت قتالها
أَأَخي مالك لا تجيب وقد دَعَت / وكأَنني بك ما سمعت مقالها
ثم اِنثَنى نحو الخيام مودعا / حرما تودع ما هناك ثمالها
فاتته زينب واليتامى خلفها / يتفيأون من الهجير ظلالها
فانصاع يوصيها بهم وكأَنه / اذ ذاك قطع بغتة اوصالها
فعلت كامثال الجبال فصدها / بذباب سيف لو يشاء اهالها
وانقض نحو المارقين بلهذم / ما انفك فيه مجدلا ابطالها
واطل يطرد الخميس بمخذم / كالبرق مختطفا به آجالها
عجلان تحفزه حمية انفه / حفز الحنية ان تزج نبالها
حتىّ اذا انتصف النهار وجلجلت / سوداء تلبس شمسه اذيالها
نفذ القضاء فَيالجلى اعضلت / بالمسلمين وما اشد عضالها
ارخت على آل النبي سدولها / حتىّ تغشت بدرها وهلالها
فبرزن ربات الحجال بلا حجى / اللَه أَكبر يالهول هالها
ما بين ثاكلة واخرى أَيم / تَبكي فتسعد بالبكا امثالها
بابي الَّذي ساموا نساه مذلة / ما للنساء الضائعات ومالها
بابي الَّذي تدعو نساه ولم يجب / فتعج تندب بالمدينة آلها
ولرب حسرى تَستَغيث بجدها / فترد قارعة السياط سؤالها
ياجد قد سفك العداة دمائنا / وَسبوا نساك وروعوا اطفالها
ثم اِنثَنوا بالنار نحو خيامنا / من بعد ما اِنتهب العدى اثقالها
لم يحفظوا لك في بناتك ذمة / يا جد ساعة نالها ما نالها
فَهنالك الاملاك ضجت بالبكا / والارض ثمة زلزلت زلزالها
وغدت عقائل آل بيت محمد / اسرى تجاذب بالسرى اغلالها
أحسين قد أذكيت حر غليلي
أحسين قد أذكيت حر غليلي / ونكبت للاشراف خير قبيل
لِلَّه رزء جل وقع مصابه / وبه جميل الصبر غير جَميل
أَحُسين رزؤك لا يَنوء بثقله / الا رسول او وصي رسول
من قبل قد اشجى البتول وبعدها / لم يشج غير سليلة لبتول
ابيوم تروية الظماء تسومني / قبسا به الهبت حر غليلي
يا أَيُّها الناعي لوقع ملمة / طرقتك من ارزائها بمهول
هَل للحسين نعيت سبط محمد / ام انت تنعى مسلم بن عقيل
اميمم الترحال قبل اوانه / مهلا فما لبثت غير قَليل
فيم الترحل والشَبيبة غضة / فاسلم بخد كالحسام صقيل
آليت ان لا ترعوى لشكايتي / حتىّ رحلت ولات حين رحيل
فبللت اكمامي والهبت الحشى / اسفا على ذاك اللمى المعسول
وجمعتها ظلما لِقَلبي ابتَغي / ريا باطراف الردا المبلول
اقرين بدر التم بعدك ليتما / هوت النجوم وآذنت بافول
لاشبت يا غض المعاطف والصبا / من سام غصنك يانعا بذبول
افبعد ما كملت صفاتك في العلى / وترشحت كفاك للتقبيل
عفت المعالي وانحدرت الى الثرى / كالليث حين ثوى بامنع غيل
او هل سئمت مفازَتي مبتوءاً / في جنة الفردوس خير مقيل
أَمجدد البرد القشيب لعيده / ولعرسه قد زف بالتَهليل
واما وبشرك ان ثوبك ملبسي / ثوبين ثوب اسى وثوب نحول
ارثيك ام ارثي لهون ابيك اذ / يغشى ضريحك في ردا محلول
حتىّ اضالعه المصاب ومال من / طود العلى بالعز والتَبجيل
ومقوس مازج من اوتاره / نبلا بلى قد زّج خير نَبيل
يرثيك لكن في لسان قريحتي / بشجون والهة ونوح ثكول
ابني لو تستام نفسك بالفدا / لوجدتني بالنفس غير بخيل
ولو انني خلدت بعدك لم اكن / في الدهر الا عابراً لسبيل
احبيب قَلبي قد قطعت نياطه / ووصلت دَمعي بالثرى المطلول
ومن الصفيح ضربت دوني حاجبا / ما للصَفيح وقَلبي المبتول
شل الردى بك ساعدي فاذا عدا / عاد رميت بساعد مشلول
أَضياء عيني قد ذهبت بنورها / فحسدت من يسعى بغير دَليل
أَمحيل اندية السرور مآتما / ومعوضا زجل الهنا بعويل
قد كنت اطمع لو سررت بك العلى / وزَففت خير سليلة لسليل
واليَوم قد غاب الرجاء وحلقت / عنقاء مغرب في رجاي وسولي
زفوك للبيت المهيل ترابه / هيلي جبال الصبر كل مهيل
وعليك قد نضحوا قراح فراتهم / سيلي دموع العين كل مسيل
والى سريرك عولوا باكفهم / وعليك كم للقوم من تعويل
وطووك معدوم المثال شمائلا / الا الخيال بعالم التمثيل
فَبمهجتي ذاك النَزيل بقومه / المانعين الضيم كل نزيل
علماء امة احمد وبهم اتى / كالانبيا من آل اسرائيل
تَروي اسانيد العلى عن جعفر / وعن النبي الطهر عن جبريل
قرءوا من الانجيل ما قد ابطلوا / دين المسيح به من الانجيل
وتلوا من التوراة ما قد أَثبَتوا / فيه الهدى بالنص وَالتأويل
وعلى كلا الفئتين قد ظهر الهدى / بادلة المعقول وَالمَنقول
فعليهم صلى المهيمن ماتلا / تال كتاب اللَه في تَرتيل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل
اللَه ما ذا الحادِث الجلل / قَد دَكَّ من السهل والجبل
جلل تلهب صدره شررا / قذفت به الاملاك والرسل
فالدهر لا شمس ولا قمر / وَالناس لا علم ولا عمل
فكأَنَّما الأَيّام طالعها / زحل واسوء طالع زحل
وَالناس سكرى حين تنظرها / فكأَنَّ كلا شارب ثمل
واصم اعجم جد في عذلى / اولى بسمعك ويحك العذل
فَلَقَد جهلت وكلهم علموا / لا بل جننت وكلهم عقلوا
سل بالسماء فمالها التَهَبَت / حتىّ كأَنَّ نجومها شعل
وكأَنَّها حلبات عادية / فيها الملائك في السما قتلوا
تنبيك عن سهمين قد فعلا / في الدين ما لا تفعل الأسل
يا للرجال لحادث جلل / يَتلوه رزء حادث جلل
فترى العباد وكلها نكد / وَترى البلاد وملؤها زجل
يا ضلة الأسلام اذ عميت / عيناه حتىّ ضلت السبل
يا روعة المعروف اذ قطعت / كلتا يديه فراعه الوجل
يا مثلة شنعاء قد عبثت / في الدين فيها يضرب المثل
مات الرجاء وكلنا امل / غاض العباب وكلنا وشل
يا غلة المعروف فالتَهبي / اليوم لا على ولا نهل
خفي الصواب وكلنا خطأ / اودى الرشاد وكلنا زلل
فاذا دنت شهب السنين فمن / فيه يغاث الناس ان سأَلوا
يا سَيدي قوميهما وكفي / شرفا بساق العرش يتصل
شرف ابر على النجوم فذا / تعنو له الجوزا وذا الحمل
يا غيبة المهدي جئت بها / برجاء لم تبرد لها غلل
بكر النعي على النَقي بها / وَلذاك رزء ليس يحتمل
حتّى قَضى اسفا على رجل / ما ان له من بعده بدل
هَذا الوفاء وَياله شرفا / ثبتت عليه السادة النبل
واساه في الدنيا وحيث إِلى / الاخرى ترحل فهو مرتحل
كذبتك عينك حين تنظره / فَتَقول قد اودت به العلل
ومفند بالعتب قلت له / فند لرأَيك ايها الرجل
اجهلت رزء الغاضرية ام / سيان منك العلم والجهل
ان الالى بالطف قد ضربت / لهم على همام السهى كلل
كان الرَجاء بان يكون لنا / بهم العزاء فخيب الامل
حتىّ غَدونا اسوة لهم / وكذا لكم اسلافنا الاول
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها
جاءَت بخاتمة الرَزايا كلها / ومضت بفاتحة الكتاب المنزل
سقيا لا كناف الغري فإنها
سقيا لا كناف الغري فإنها / نعم المقيل لمن أراد مقيلا
وأنا الفداء لحضرة القدس الَّتي / عكف الوصي بها فَعادَت غيلا
حامي النَزيل ولست اعرف منزلا / احمى وامنع من حماه نزيلا
وبِنفسي الحي المقيم ببابه / اذ كان ظلا للاله ظليلا
الثابتين وقد تزايل غيرهم / فهم الجبال الشم جيلا جيلا
ثبتوا كما ثبت الالى من قومهم / كرما فساجلت الفروع اصولا