المجموع : 18
إِنّي أَرى شبحاً حَيالي
إِنّي أَرى شبحاً حَيالي / بين الحَقيقة وَالخَيال
يَخفى كسرٍّ ثم يظ / هرُ شاحِباً مثل الهِلال
فإذا بدا فكأنّه / أَملٌ لِرَينِ اليأس جالي
وإذا اِختَفى فكأَنّه / روح تلفّع بالظلال
شبح توشَّح حين طَو / وفَ بالوضاءَةِ وَالجَمال
أَتَرى سعاد أَتَت تفي / بالوَعد من بعد المطال
أَم كانَ ما عيني تشا / هد من خَيالات اللَيالي
طيف الحَبيبة قد أَتى / في اللَيل يسمح بالوصال
إن لَم يَكن هو شخصها / فمثالها فيما بدا لي
يا طيف أَنتَ اليوم اق / ربُ من سعاد إلى النوال
وأبر منها في موا / صلة المحب بكل حال
يا طيف أَنتَ عَليّ يا / طيف الحَبيبة أَنتَ غالي
كَم قَد بنيت عَلى أَما
كَم قَد بنيت عَلى أَما / نيّ البَعيدة من علالي
هَل أَنتَ يا قَلبي هنا / ك عَلى هدى أَم في ضلال
لما يئست من الحَقي / قَةِ جئت تعبأ بالخيال
العقل ما سفهته / حتّى تشبث بالمحال
وَالمَرء لا يَمتاز عَن / أَخويه إلا بالفعال
إِنَّ اللَّبيب هُوَ الَّذي / يَرجو البقاء من الجدال
ما أَكثر الأوهام جا / ءتنا من العُصُرِ الخوالي
إِنَّ الَّذي عرف الأوا / خرُ غير ما علم الأوالي
يا وَيلتا سأموت بعد قَليلِ
يا وَيلتا سأموت بعد قَليلِ / وأُفارِقُ الدنيا وكل جَميلِ
سأَجدّ مرتحلاً إلى دار البلى / بعد المقام وَلا يَطول رَحيلي
سأحث في ظلمات ليل حالك / سَيري إلى عدم بغير دَليل
سأشط عَن وَطَني الحَبيب مخلِّفاً / صحبي هناك وأُسرَتي وَقَبيلي
سأنام ثُمَّ أَنام في ملحودة / ضاقَت وَفي ليل عليَّ طَويل
ستضيء بَعدي الشَمس في ضحواتها / وَتَعود تطلع غبَّ كلِّ أُفول
وَلسوف ينساني الألى أَحببتهم / ويصدّ عني صاحبي وَخَليلي
ما لي وَربك غير وج
ما لي وَربك غير وج / هِ العلم ما أَهواه ما لي
اسأل وَلا تَخجل فإن / نَ العلم يكثر بالسؤال
في الكَون كل مركب / فيما أَراه إلى اِنحلال
ولكل منحل جَدي / دِ تركُّبٌ فيما بدا لي
ما جاءَ يفسده الجنو / ب تعيده أَيدي الشمال
منذ القَديم يَدور هَ / ذا الكَون من حال لحال
بالعلم قَد ملكت شعو / ب الغرب ناصية المَعالي
ما إن أَرى كالجَهل في ال / أَقوام من داء عضال
من يستعن بالعلم يف / تَتح البلاد بلا قتال
العلم في حرب الحَيا / ة يعد من أَمضى النصال
البس سلاح العلم ثُم / مَ ادع الخصوم إلى النزال
حكم الزَّمان عَلى رؤو / س لَيسَ تعلم بالزوال
رب الجَهالة سافل / نكدٌ وربُّ العلمِ عالي
العلم للإِنسان ذخ / ر أَولٌ وَالمال تالي
ما العلم إلا غادة / تبدى الصدود من الدلال
هي إن سلت عَني فإن / ني عن هَواها غير سالي
سَتَعود بَغداد كَما / كانتَ بأعصرها الخوالي
وَتَعود أيامي بها / وَتَعود هاتيك اللَيالي
يا قوم أَنتم أُمَّة / لا تستقر عَلى السفال
فَإِلى الأمام إِلى الأما / م بلا توان أَو ملال
يا شعر أَسمعنا قَلي
يا شعر أَسمعنا قَلي / لاً من أَناشيد المعالي
يا شعر أَنت من القدي / م أَجل أَصناف المقال
تكسو المَعاني منك أَل / فاظاً كأَمثال اللآلي
صوِّر لنا يا شعر ما / تهوى الحياة من الخيال
قل ما تَراه اليوم حق / قاً في الشئون ولا تبال
شعري شعوري فهو إن / حققت منزعه مثالي
الشعر حين أَقوله / ضرب من السحر الحلال
أوَ هل يعود إلى العرو
أوَ هل يعود إلى العرو / بة ذلك المجد الأثيلُ
مجد تُجَرُّ له على / مجد تقدمه الذيول
مجد بدا كالنجم يل / مع ثم أَخفاه الأفول
مجد تزول الراسيا / ت وذكره ما إِن يزول
مجد له في أَبطن ال / تاريخ قد كتبت فصول
مجد بناه اللَه ضخ / ماً ثم أَيده الرسول
إذ كانَ في بغداد عم / رانٌ وكان له شمول
وَمعاهد لم يَبقَ من / آثارها إلا طلول
غابَت أَشعة نجمها / ولكل طالعة أُفول
بغداد بعد القائمي / نَ بعزها أَمٌّ ثكول
الشعب بعد اللَه يا / دستورُ أَنت به كفيل
تَمشي به الآمال وَال / آمال مركبها ذلول
إن الحَياة إذا انتفت / آمالها عبءٌ ثَقيل
وإذا أَرادَت أُمَّةٌ / رشداً فَما شيءٌ يحول
يَلقى الخطوب ويركب الأهوالا
يَلقى الخطوب ويركب الأهوالا / حر يريد لقومه استقلالا
ينأى عن الوطن المعزز مرغماً / وَيَموت دون رجوعه مغتالا
لا يطمئن الشعب بعد جهاده / إلا إذا لمس المراد فنالا
نزعت له نفس إلى حرية / فَمَضى يقطع دونها الأغلالا
ما فاز فوق الأرض باستقلاله / شعب يعالج قلبه الأوجالا
حي الأسود تذب عن آجامها / وَلمثل ذلك ربت الأشبالا
لَيسَ الحياة سوى نضال دائم / ما عاش من لا يَستَطيع نضالا
تَبغي لتلبس جدة في عصرنا / كل الشعوب وتنزع الأسمالا
يا رب أَيام تمر عصيبة / يَحكي شحوب غدوها الآصالا
مات البَنون فكنت أَسمع أمهم / للثكل تعول بعدهم إعوالا
لَو أن هاتيك الدموع تجمدت / لنحتّ منها للأسى تمثالا
لاقيتُ أَياما خفافاً مثلما / قاسيتُ أَياما عليّ ثقالا
رضوى ومن ذا عالم بمرادها / وقفت هناك تخاطب الأجيالا
قل لِلَّذي يَشكو غليل فؤاده / لذ بالسقاء فقد ترى أَوشالا
وَلَقَد وقفت على ربوع قَد خلت / أَبكي الرسوم وأَندب الأطلالا
كانَت بها لَيلى إلى عشاقها / تمشي وتسحب خلفها أذيالا
أَما الجمال فكان جماً فاتناً / يا حبذا ذاك الجمال جمالا
كَم جاهل ظن الخيال حقيقة / وَرأى الحقيقة في الحياة خيالا
من قد أَضاع صوابه في نهجه / عدَّ الهدى للسالكين ضلالا
أَمّا الَّذي يأَتي الوشاة فإنه / إفك وأَكثره يكون محالا
يا رب لَو أَنزلت سخطك ناقماً / فجعلته للظالمين نكالا
أَترى العراق ملاقياً بطَبيبه / من بعد زمنة دائه إبلالا
يا قابضاً لغد العراق بكفه / أَنسيت أنَّ لأهله آمالا
حتام يَشكو الضيم شعب كامل / حتامَ تحمل أمة أَثقالا
لَهفي على قطر يعالج أَهله / داء من اليأس الأليم عضالا
إنا نرحب بالأمين وأنه / قدم العراق ليعرف الأحوالا
إن العراق على فتوة ضيفه / يَبني الرجاء ويعقد الآمالا
قال اترك المعقول لا تعمل به
قال اترك المعقول لا تعمل به / حتى يؤيد حكمَه المنقولُ
قلت اترك المنقول لا تعمل به / حتى يؤيد حكمه المعقولُ
لما جهلت من الحقيقة أمرها
لما جهلت من الحقيقة أمرها / وأقمت نفسك في مقام معلل
أثبت تبتغي حلا به / للمشكلات فكان أكبر مشكل
قد كنت أنظم والحياة رغادة
قد كنت أنظم والحياة رغادة / واليوم أنظم والحياة ملال
لم تبق من ماء جمعت زلاله / في الحوض إلا هذه الأوشال
أذكى تعصب ثلة جهال
أذكى تعصب ثلة جهال / نارا بها انا دون غيري الصالي
ذهب الربيع فلا ربيع قبالتي / ومضى الهزار فلا هزار حيالي
اعمارنا ليست على سعة المنى / ان الحياة قصيرة الآجال
ولسوف اهجع في حفير مظلم / متقطعاً في جوفه اوصالي
الكذب عاهرة شهدت طلاءها / وسمعت منها رنة الخلخال
انا لمربوطون من عاداتنا / بسلاسل كسلاسل الاغلال
ان العجول على نبالة قصده / متعثر في السير بالاذيال
قاسيت اهوال الليالي جمة / يالليالي ثم للاهوال
وهو القريض اذا يميني افلتت / منه القياد اخذته بشمالي
لما عتا دهري وددت زواله / وزواله لو صح فيه زوالي
ولقد حنى ظهري الضعيف بقسوة / ما للزمان الضخم من اثقال
ما كنت في شيخوختي متمنيا / لتعود ايام مضت وليال
انا لست مهما ضعضعتني كبرة / متطلعاً الا الى استقبالي
لم يبق من ماض تصرم عهده / لك في زوايا النفس غير خيال
من كان ذا حوباء فيها نزعة / للمجد لا يبكي على الاطلال
ثق بالطبيعة انها مستعرض / فيه يطول تعاقب الاجيال
قد قلت ان العقل لي
قد قلت ان العقل لي / يهدى فكان مضللي
جربت عقلي فهو ليس / الى الحقيقة موصلى
سيكون في سير الحيا / ة على الضمير معوّلي
ولقد كرهت العقل فهو / بما يشير مكبلي
من لي بعقل لا يحيد / عن الطريق الامثل
العقل في الانسان ليس / من الضمير بافضل
الا اذا استوفى فكا / ن من الطراز الاول
ولقد تبدل كل شيء / في حتى انملى
الا ضميري فهو حتى / اليوم لم يتبدل
العقل يرفعني / ولكن الضمير ممثلى
لا ريب في ان الحجى / هو زينة للمحفل
او انه في العبقري / يفل غرب المنصل
ويقوم ان حزبته حا / زبة مقام الجحفل
لكنه جم تردده / امام المعضل
انا بعصر تسابق / والويل للمتهمل
انا بعصر الطائرا / ت ركوبة المتنقل
انا بعصر الكهربا / ء وما لها من مشعل
عصر التنعم والتبسم / والسرور الاكمل
ولقد مضى عصى البكى / بين الدخول فحومل
كان الضمير مسيرا / لي في الزمان الاول
اذ كان يحبو العقل فيه / حبو طفل محول
حتى اذا ما شب حا / ول طعنه في المقتل
ودنا يهدم ما بنا / ه في الحياة بمعول
انحى عليه يدوسه / ولقد اناخ بكلكل
اما الضمير فقد تما / وت لا يفر ولا يلى
ما يصنع العصفور اصبح / في مخالب اجدل
لكن عقلي اليوم وا / هي الحبل رخو المفصل
زلت به رجل تخو / ر عن الطريق الامثل
فرجعت عنه الى الضمير / مطلقا لتعقلي
اليوم في ادب الحيا / ة على الضمير توكلي
اني به متوسل / ولقد حمدت توسلي
ضربتني الايام عند / الشيب ضربة
لكنني لم اعن / للايام او اتذلل
لا فخر في مد السلا / ح الى مقاتل اعزل
انا لست من ذنب جنا / ه العقل بالمتنصّل
انا في حياتي ما كذبت / لنيل شيء ليس لي
انا ما كطفرت بكل عمري / بالكتاب المنزل
انا لم ازل اشدو بنعت / للنبي المرسل
انا لست بالمسؤول عن / نزوات عقل مبطل
ما زال يبدي رأيه / سألوه ام لم يسئل
قد شاء عقلي بعد تفكير / وطول تأمل
باللَه حل المشكلا / ت فكان اكبر مشكل
ما ضرنا لو ضل هذا / الكون غير معلل
أنريد في تعليله / ارضاء قوم جهل
ويقول عقلي والرجا / ء مطية المتخيل
الكون ماضيه يعو / د بنا الى المستقبل
وتعود هذي الار / ض بعد خرابها كالاول
فتمثل الدور الذي / قد مرّ خير ممثل
ونعود نحيا مثلما / كنا بغير تبدّل
ونموت ثم نعود في / ادوارها بتسلسل
كذب الذي قد قال ان / القبر آخر منزل
هذا لعمري ما يرى / عقلي بوجه مجمل
أما الأمير فقائل / لي بالحجى لا تحفل
الدين معقل اهله / والدين امنع معقل
تاللَه لا ادري متى / لليل العماية ينجلى
اني لآخذ بالمعا / د من الكتاب المنزل
لا مثلما استخلصته / من عقلي المتطفل
ةاخاف نارا في الجحيم / بها الاثيم سيصطلى
اما الصراط فانه / فوق الجحيم كمنصل
او انه جسر كقنو / النخلة المتعثكل
لا يأمن الماشي بار / جله سقوطا من عل
الاّ اذا عبر الصرا / ط على اغرّ محجل
او فوق كبش قرنه / في رأسه كالمعول
يا رب حين اجوزه / مشيا عليك توكلي
يا رب خوف صراطك / الممدود همّ مثقلى
صعب علي عبوره / يا رب ثبت ارجلي
طوبى لمن قد عاش عن / اهل الجحيم بمعزل
اما الجنان فانها / مقصورة المتبتل
ما شئت من حور وغلمان / وطيبة مأكل
في كل ناحية شمر / دلة لكل شمردل
وودت لو اصبحت اكرع / في الشراب السلسل
ولقبلة احرزت من / حوراء ذات تدلل
وحسوت كأساً ثرّة / من كف اغيد أكحل
ويل لمملكة قضى اهمالها
ويل لمملكة قضى اهمالها / من اهلها ان يفشل استقلالها
ولبلدة منكوسة قد انكدت / علماؤها وتنعمت جهالها
ولامة بعد الوفاق تخالفت / فتقطعت لخلافها اوصالها
فرحت لفرط الجهل من ادبارها / فكانما ادبارها اقبالها
ما خير ناس اجفلت من ظلها / فقضى على غاياتها اجفالها
امم اذلتها سياسة قسوة / من اقوياء يسرهم اذلالها
من كل عاصمة الرشيد لاهلها / لم يبق الا طيفها وخيالها
عاثت بها فتاكة ابناؤها / فكأنما ابناؤها اغوالها
تقفو خطى الآباء انجال فما / الآباء راشدة ولا انجالها
ان جد بين الغي يوما والهدى / حرب فاين من الوغى ابطالها
دخل الذئاب حمى العرين تدوسه / لا الاسد تحميه ولا اشبالها
لم يسمعوا نصحي لهم وكأنما / كانت على آذانهم اقفالها
وهو التعصب حاك آراءً لهم / صعبا على من راضها استئصالها
واذا العقيدة في النفوس استحكمت / فمن العسير بحجة ابطالها
مرضى من العادات مزمنة فلا / يرجى بغير مطبب ابلالها
اما النجاح فلا نجاح لأمة / ما ايدت اقوالها افعالها
غلت فما ابدت اقل تذمر / فكأنما طابت لها اغلالها
بالرافدين من الشباب عصابة / قد صارعت آلامها آمالها
لم يبق عند بني العراق سوى المنى / اما المنى فطويلة احبالها
ولقد كشفنا للصروف صدورنا / اما الصروف فلا تطيش نبالهال
لم تبق للايام من هبة فقد / تعطى اليمين فتسترد شمالها
ما للركاب بطيئة في سيرها / اثقيلة في ظهرها احمالها
ان الحياة اذا حوت حرية / هي نعمة ما ان يراد زوالها
ديست باقدام ثقيل وطؤها / ارض العروبة سهلها وجبالها
سكتت عن التغريد كل طيورها / الا حمامات لها اعوالها
كم ليلة عصافة قد كشرت / للفتك عن انيابها اغوالها
قل للاساتذة الألى قد ازمعوا / عوداً لمصر ومصر سعد فالها
ان العراق لكم يجل وانما / اجلالكم في وقته اجلالها
اني ارى بين الجهالة والنهى / حربا تدور وانتم ابطالها
عودوا اليها راشدين فانها / امّ كثير عنكم تسآلها
لا غرو عند نزوحكم عن دجلة / ان شيعتكم بالقلوب رجالها
قد كنت اعبدها وحم حمامها
قد كنت اعبدها وحم حمامها / فطفقت اعبد في الدماغ خيالها
ما ان وقفت حيال قبر ضمها / الا خشعت كما خشعت حيالها
تحت الغصون جداول
تحت الغصون جداول / وعلى الغصون عنادل
والايك في ثوب من / الاوراق غض رافل
والبان من هز النسيم / لعطفه متمايل
والكرم قد مدّت له / حول الاراك حبائل
والروض ريان سقا / ه المستهل الوابل
والزهر ينظر باسماً / والعندليب يغازل
وعلى الازاهير الفرا / ش يطوف ثم يزايل
والاقحوان كأنه / للثم ثغر راتل
والنرجس الوسنان عن / غمز البلابل غافل
والورد للصيداح بعد / الوعد منه يماطل
ولا لفها الورقاء في / فنن البشام تساجل
وقنابر الروض الاريض / صواعد ونوازل
ولكل عصفور من / الانغام ما هو باذل
هل ما تقول الطير في / الاغرود وحي نازل
وكأنما القدّاح من / ايدي الحسان انامل
وكأنما جيد البنفسج / من نعاس مائل
وكأنما النسرين للشحرور / خل واصل
وكأنما للعرس انوار / الشقيق مشاعل
وكأنما الصفصاف سيف / قد جلاه الصاقل
وكأنما اللبلاب ملتفاً / عليه حمائل
وكأنما الامواج فو / ق الرافدين سلاسل
وكأنما في العدوتين / الباسقات هياكل
في كل ارض روضة / وازاهر وخمائل
حسن الربيع وورده / في كل عين ماثل
حيّ الربيع فانه / فصل الحياة الفاصل
طابت كما نهوى عشيات / به واصائل
وترى الاشعة فيهما / فتقول تبر سائل
انعم بدنيا كلها / حتى تعيش وسائل
والبحر اما كان رهوا / لم يخفه الواغل
من كل عاصمة الرشيد لاهلها
من كل عاصمة الرشيد لاهلها / لم يبق الا طيفها وخيالها
ديست باقدام ثقيل وطؤها / ارض العروبة سهلها وجبالها
للناس من شعر تركت جمال
للناس من شعر تركت جمال / تشدو به من بعدك الأجيال
سيقام تمثال لشخصك رائع / فيكون شعرا ذلك التمثال
بالأمس كنت لعارفيك حقيقة / ملموسة واليوم أنت خيال
ولأنت مبق في زوالك عندهم / لك ذكريات ما لهن زوال
لو كانت الأوقات ذات ضمائر / لبكى الغدو عليك والاصال
بقيت من الآداب أو شال لنا / فوددت أن لا تذهب الأوشال
إن الحياة كمشكلات كلها / أما المنون فوحده الحلال
بعد المنية وهي غير بعيدة / لا مشكل يبقى ولا إشكال
لا ويل للميت الذي انفسحت له / من كل قلب روضة محال
الويل كل الويل للحي الذي / في نفسه قد ماتت الآمال
من كل زهر قد جمعت قليلا
من كل زهر قد جمعت قليلا / وجعلت منه لقبره إكليلا
أجملته في باقة خلابة / من بعد ما فصلته تفصيلا
فتظن أبيضها أشعة كوكب / وتخال أحمرها دما مطلولا
كنا سيوفا للقراع ثلاثة / نحمي فكنت الثالث المفلولا
يا نفس أوري من أساك ذبالة / فأخاف ليلك أن يكون طويلا
حملوه من قصر له فخم إلى / ملحودة ما أعظم المحمولا
ولقد شجت خلف الظغائن نسوة / بملأن أجواز الفضاء عويلا
يا دافن السيف المذرب إنني / لأراك عما جئته مسؤولا
ماذا ليوم الروع عنه اعتضته / لما غمدت الصارم المصقولا
لا والذي أعطى القليل شجاعة / ما كنت خوارا ولا إجفيلا