المجموع : 4
يا مَن براهُ اللهُ روحَ كمالِ
يا مَن براهُ اللهُ روحَ كمالِ / فتمثَّلت شخصاً بغير مثالِ
لكَ أنملٌ خُلقَت لبون مواهبٍ / ما أرضعت سَقبَ الرجا لفصالِ
أمُّ الحَيا نبتُ الخضمِّ ربيبةُ الإ / حسانِ أختُ العارضِ الهطَّالِ
أمَّلتُ لي تلدُ الكثيرَ من الندى / فحصلتُ من أملي على الإِقلالِ
ما خلتُ أن ألقاكَ حين كلا كلي / عن ظهرِ همّك طارحاً أثقالي
عجباً لجودك كيف عنِّي قد سها / فوقعتُ منه بجانبِ الإهمالِ
مالي أُنبّه مِنك لحظَ فواضلٍ / ما نامَ عن كرمٍ وعن أفضالِ
تغضي وبي ضاقَ المجالُ وطالَما / أوسعتَ في عينِ العدوِّ مجالي
وتحومُ آمالي وبحرُك زاخرٌ / فتُحيلَ حوَّمها إلى الأوشالِ
يا راعياً أملي علامَ وسمتَه / من بعدِ ذاكَ البرِّ بالإِغفالِ
عهدي بودِّك لا يحولُ وغيرُه / متنقِّلٌ بتنقّل الأحوالِ
وأرى رجايَ غروس جودِك لم يزل / فأفض عليه مُنعماً بسجالِ
حيَّتك تنهمِلُ انهمالا
حيَّتك تنهمِلُ انهمالا / وطفاءُ مُرخيَةُ العُزالى
يا دار لا سلبت أكفُّ / الدهر حُسنكِ والجمالا
وتنسَّمت فيكِ الرياحُ / صَباً ولا هبَّت شِمالا
فلكَم على هيفاء قد / ضربَ الغيورُ بكِ الحِجالا
من كلِّ ناعمة الصِبا / تثني معاطفَها دَلالا
يا سعدُ عدّ عن الهوى / فلقد أطلت به المقالا
أعطِ المدائحَ حقَّها / ودع الغُزالة والغُزالا
خُفَّ الرجاءَ لمن نشأن / أكفُّهم سُحباً ثِقالا
قومٌ على الزوراء أوجههم / نجومُ دُجًى تلالا
بمحمد الحسن ارتقوا / شرفاً على الجوزاء طالا
داسوا النجومَ بفخرِه / وبحلمِه وزنوا الجبالا
هو أمجدُ الدنيا أباً / هو أكرمُ الثقلينِ خالا
أثنتْ عليك بأسرها الدولُ
أثنتْ عليك بأسرها الدولُ / وتشوقتكَ الأعصرُ الأولُ
وأعدتَ للأيَّام جدّتها / فاليوم عمر الدهر مقتبلُ
وأرى الممالك يا ابن بجدتها / لكَ شكرُها كنداك متَّصلُ
أوسعتها وفضلتها كرماً / عنه يضيقُ السهلُ والجبلُ
وسبرتَ غورَ زمانها فغدا / لا جرحَ إلاَّ وهو مندملُ
ما في الحياةِ لخالعٍ أملٌ / أنتَ الحمامُ وسيفك الأجلُ
مَن ذا يردُّ لعزمتيكَ شباً / وشباكَ يقطع قبلَ ما يصلُ
إن تنتعلْ قممَ الملوك فقد / توّجتهم بالفخر لو عقلوا
وطأتْ لك الدنيا بأخمصها / هممٌ بساطُ نعالها القلل
ولئن أقمتَ بحيث أنت وقد / أمنت بك الأقطار والسبلُ
فالأرض حيث تجوسها بلدٌ / والناس حيث تسوسها رجلُ
وإذا الصواهلُ أرعدتْ وعلى / برقِ الصوارم أمطرَ الأسلُ
وعلتْ رياحُ الموتِ خافقةً / بأجشّ قسطله لها زجلُ
خضتَ السيوفَ وكلُّها لججٌ / تحتَ الرماح وكلُّها ظللُ
وجنيتَ عزّ الملك محتكماً / من حيث تنبت في الكلى الذبلُ
ولديكَ آراءٌ مثقفةٌ / ما مسَّها كمثقفٍ خطلُ
فإذا طعنتَ بها العدى وصلتْ / منهم لحيث السمرُ لا تصلُ
وعزائمٌ كالشهب ثاقبةٌ / في كلِّ ناحيةٍ لها شعلُ
قلْ للقبائل لا نعدُّكم / جمعَ القبائل كلّها رجل
أسدٌ قلوبُ عداه من فرقٍ / ذهلٌ ونابلُ فكره ثعلُ
فاطرحْ أحاديثَ الكرام له / فيه لكلٍّ منهم مثلُ
واتركْ تفاصيلَ الملوك فقد / أغنتكَ عنها هذه الجمل
يا ابن الوزارة أنت أوحدُها / لا راعها بفراقك الثكلُ
ومَن ادَّعى للعين ليسَ سوى / إنسانها ابنٌ تشهدُ المقلُ
فأقمْ وبدرُك كاملٌ أبداً / والبدر منتقصٌ ومكتملُ
في دولةٍ صلحتْ وزارتها / لكَ فهي تحسدُها بك الدولُ
عودي بطرفك يا قريشُ كليلا
عودي بطرفك يا قريشُ كليلا / وبعزمك امتلأت ظباه فلولا
فعلى الرؤوس رفعت فخركِ ميِّتاً / ودفنتِ مجدك في الصعيد أثيلا
واهاً لكاهلك الأجبّ لقد شآ / وقراً على ظهر الزمان ثقيلا
خفَّت حلوم بني أبيك بساعةٍ / ذهبت بحامل ثقلها محمولا
بمقلّبٍ وسطَ النديِّ أناملاً / لم تدرِ إلاَّ الرفدَ والتقبيلا
نسيتْ به الأرزاء بل ذكرت به / رزءَ الحسين غداة خرَّ قتيلا
رفعته والتكبير بالعشر التي / قتلوا بها التكبير والتهليلا