المجموع : 5
انهض بربك لا بنفسِكْ
انهض بربك لا بنفسِكْ / تشرف على أبناء جنسِكْ
فالكل أنت وأنت هو / والهو غداً فلكاً لشمسك
فإلى متى تبقى كذا / يا مَيْتُ في ظلمات رمسك
لا يظهر المخفي عن / عينيك إلا بعد طمسك
وحياة قدسك أنت في / أنت المنى وحياة قدسك
فاكشف حجاب سواك عن / أياك وانزع ثوب حدسك
واستقبل النسمات إن / وافتك من نفحات أنسك
وإذا ظهرت وكنت أن / ت بغير أنت لطيب غرسك
فانقل علومك عنك لا / عمن تخاطبه بدرسك
وانظر لعينك وانتظر / وعن السوى والغير أمسك
واقرأ كتابة أحرف / ظهرت على صفحات طرسك
وإذا حصلت على الذي / تحوي فيومك فوق أمسك
إن الوجود حقيقة لا تدركُ
إن الوجود حقيقة لا تدركُ / وقف الموحد دونها والمشركُ
والناس فيها فرقتان فعارف / حاز الكمال وجاهل يستدرك
والعين واحدة ولكن حكمها / يَقَقُ البياض وأسود محولك
فاطرح قيود الكائنات جميعها / واطلق عنانك في السرى مستمسك
وافتح عيونك في حقيقة ما ترى / لا يحجبنَّكَ عثيرٌ أو درمك
كدرُ الزخارف حلَّ ماءك فاختفى / عنك الذي هو عنه عينك تهتك
لكن وجودك قابل وكذا الورى / للصفو فاسلك يا هنا من يسلك
هذا الطريق بدا فأين السالكُ
هذا الطريق بدا فأين السالكُ / ما الناس إلا سالم أو هالكُ
رمت الشريعة أنت مملوك لها / وإذا الحقيقة رمت أنت المالك
والكائنات إذا عرفت تلألأت / وإذا جهلت هي الظلام الحالك
صدق الكتاب لمن به يتمسكُ
صدق الكتاب لمن به يتمسكُ / والبعض منه به يكون المشركُ
وهو المبين على الذي بجميعه / يدري وليس ببعضه يتمسك
هو نازل من حضرة أحدية / فتحققوا فيه ولا تتشككوا
سور وآيات بدت فتركبت / من أحرف هي بالتوحيد أملك
مشتقة من سور كل مدينة / لإحاطة فيها بما يتفكك
ولقد بدت صوراً إذا هي فخمت / بنزولها الثاني لدى من يسلك
بالحق أنزلناه ذلك أولٌ / كل به قد آمنوا واستبركوا
وبه لقد نزل اغتدى هو ثانياً / فتفرقوا فيه وعنه تمحّكوا
وبدالهم صوراً فخصوا بعضَهُ / بالترك منه وبعضه لم يتركوا
وبقيْ عليهم حكمُ موطنهم بما / هو مقتضاه لهم بجهل يملك
ولذلك الدنيا غدت ملعونةً / إلا الذي استثنى وهاج المعرك
وأتاك من آياته ألوانكم / والألسن اللاتي غدت تتحرك
وجميعها صورٌ وتلك كثيرة / وبها اختلافٌ زائدٌ لا يدرك
والله مولانا محيطٌ قد أتى / لك من وراء الكل وجهٌ يهتك
بل ذاك قرآن مجيد جاء في / لوح هو المحفوظ عمن يشرك
يا من تملك بالمحاسن مهجتي
يا من تملك بالمحاسن مهجتي /
وإليه ملت ولا سواه بجملتي /
وأريده لما أقول أحبتي /
خلص الهوى لك واصطفتك مودتي / إني أغار عليك من ملكيكا
عيني بوجهك لا تزال قريرةً /
والقلب يضمر منك فيك سريرةً /
وأنا الذي بك زاد عقلي حيرةً /
فلو استطعت منعت لفظَك غيرةً / أني أراه مقبِّلاً شفتيكا
يا جامعي بكلامه المتشتتِ /
من كل ناحية إليك تلفتي /
أهفو إليك وعنك وجدي ما فتي /
وأراك تخطر في شمائلك التي / هي فتنتي فأغار منك عليكا