المجموع : 3
يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِ
يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِ / فالحربُ أمُّكِ والكفاحُ ابوكِ
ولديكِ تاريخٌ على صَفَحاتِه / أرَجٌ يضُوعُ من الدم المسفوك
وكأنَّ من ألَقِ الضُحى ورفيفِه / نُوراً يُشِعُّ عليه من واديك
يا " بنتَ " ثانيةِ الجنان بما اشتَهتْ / نَفْسٌ وما رَمَتِ الطبيعةُ فيك
وبما تسيلُ ظهورُها وبطونُها / بالتِبْرِ من متذوِّبٍ وسَبيك
بالحاشِد الملتَفِّ منك إذا دَجى / والضاحكِ العُريانِ من " ضاحيك "
فاءت على المستعمرينَ ظلالُها / وعلى مليكاتٍ لهم ومُلوك
يا بنتَ ذاك و " أمَّ " كلِّ مغرِّف / في بُؤسه ومُجوَّعٍ صُعلوك
يا أمَّ كلِّ مُشرَّدٍ عن أهله / وُهِبَ الجنانَ وعاش كالمملوك
بمن " الجهادُ " يَليق ان لم ينتظِمْ / تاجاً تَليق به رؤوسُ ذَويك
في كل قَبر من قُبورك طائفٌ / يمشي إليك وصارخٌ يدعوك
ليشُُدَّ حاضرَك المضمَّخَ بالدِما / بالموَجعِ الأسيانِ من ماضيك
ومن الطبيعةِ عن بنيكِ مُدافعٌ / أن يأخذوا منك الذي تُعطيك
تأبى المروءةُ ان تُزقَّي غيرَهم / اذ يُحرَمون مُجاجةً من فيك
يا " اندنوسُ " ! وفي الخلائقِ شركة / لاشيءَ غير الله دونَ شريك
اصلَوْكِ ما الشرقُ اصطَلى بجحيمهِ / وبميسَم من ذُلِّه وَسَموك
وسَقَوك من كأسٍ سُقينا مثلَها / ولقد يكون ارقَّ من يسقيك
وكذاك أنتِ وقد تمخَّضَ نقمةً / تتمخضِّينَ على القَنا المَشبوك
نوري ولم يُنعمِ علىّ سواكا
نوري ولم يُنعمِ علىّ سواكا / أحد ونعمةُ خالق سَوّاكا
إني وجدت المكرُماتِ مَتاجراً / يبغي ذووها مربحاً إلاّكا
بل لو أشاء لقلت كم من وردة / لي عند جِبس ردَّها أشواكا
جاء القريضُ مطوَّقاً بك لائذاً / وانزاح عنهم مُعرِضاً وأتاكا
طوَّقْتْنى طوقَ الحَمام مبرَّةً / ونصبتَ لي من مِنَّةٍ أشراكا
كم من يد بيضاءَ ضِقْتُ بشكرها / ذرعاً وعاشت – لا تضيق – يداكا
نوري تحيةَ معجب بك مثقل / بجميل صُنعك واثقٍ بعُلاكا
حاشايَ لم أدلِف اليك تزُّلفاً / كّلا ولستَ تُريدهُ حاشاكا
للشعر منزلةٌ لديَّ أُجَّلها / وأُحلها – لو أقدِر – الأفلاكا
لكن وجدت الشعرَ مهنةَ عاجز / إن لم يَقُمْ عني بشكر نَداكا
قم والتمسْ أثرَ الضريحِ الزاكي
قم والتمسْ أثرَ الضريحِ الزاكي / وسلِ " الكِنانةَ " كيف مات فتاكِ
وسلِ " الكِنانةَ " من أصابك غِرةٌ / واستلَّ سهمَك غيلةٌ فرماك
أهرامَ مصرَ وقد بناكِ لغاية / " فرعونُ " ذو الأوتاد حين بناك
علموا بأن سَتداسُ مصرُ وما بها / حتى قبورُ المالكين سواك
فاستوطنوكِ وَحسْبُ أرضِكِ ميزةٍ / أن لم يَرَوْا ثقةً بغير ثَراك
تاريخُ مصرَ على يديك يعيده / من جانبيك صدى السنينَ الحاكي
" زغلول " ضميّه إلى آبائه / " وفؤاد مصرَ ضعيه في أحشاك "
لا تُهمليِه واذكري أتعابَهُ / وثقي بسعدٍ فهو لا ينساك
روح على الفردوسِ رفَّتْ حرةً / وتقمصتْ ملكاً من الأملاك
حَمَلَتْ وما حَمَلَتْ إلى أوطاننا / غيرَ المناحةِ هزةُ الأسلاك
يا روحَ سعْدٍ قد خبرتِ بلادَهُ / بالله قصيها لمن سوّاك
واذا رأيتِ النيلَ يَزْفُرُ موجُهُ / ولي بعينك شجو هذا الباكي
قولي بعينك وردةٌ ما تنقضي / الآمُها من وخزةِ الأشواك
مصرٌ يداكِ على " العراقِ " عزيزةٌ / أبمنطر منه تشلّ يداك ؟
يُسراك من طولِ الملاكمة انبرتْ / وبموت سعدٍ تنبري يُمناك
عاثت بلُحْمَتِكِ السنينُ ولم تُطِقْ / -لله درَك- عيثةً بسَداك
هزوا لتجربَة قُواك وساءهم / بعد العنا الاّ تخورَ قُواك
روح المفاداةِ الكريمةِ علمت / أبناءَكِ الأغيارَ صَوْنَ حماك
شيع تموج تزاخماً حتى اذا / نزل البلاءُ تضامَنَتْ لبقائك
وهَبي : بَنُوكِ قَضوا لأجلكِ كلُّهم / عاشت بناتُك حاملات لواك
يا موجةَ النيلِ احملي تيّارَهُ / علّ " العراقَ " تهزُّهُ عدواك
ماشي العراق بيومه فلطالما / تاريخُه بسِنينه ماشاك
وطنٌ مريضٌ زاد في الآمه / ألاّ يكونَ على يديه شفاك
وتسمَعِّي إن القلوب تفطرت / من أنَّةِ الزُّراع والمُلاّك
عربُ الجزيرةِ هامدون كأنّهم / لم يُبْتلْوا أبداً بيومِ عراك
لا يطلبون سوى ارتخاءِ قُيودهِم / أتُراهُمُ لم يطمعوا بفكاك
هذي الطيورُ البيضُ أين مَفَرُّها / ستُّ الجهاتِ رصدْنَ بالأشراك
يا سعد أمّا موطني فمهدَّدٌ / - إن لم يُعَدْ بنيانه – بهلاك
يا سعدُ أبلغُ من قصيدةِ شاعرٍ / يبني القوافي فيك دمعة شاكي
يا سعدُ ما قدري وقدرُ نياحتي / كلُّ البلادِ نوائحٌ وبواكي