القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 3
يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِ
يا " اندونوسُ " إن استماتَ بَنوكِ / فالحربُ أمُّكِ والكفاحُ ابوكِ
ولديكِ تاريخٌ على صَفَحاتِه / أرَجٌ يضُوعُ من الدم المسفوك
وكأنَّ من ألَقِ الضُحى ورفيفِه / نُوراً يُشِعُّ عليه من واديك
يا " بنتَ " ثانيةِ الجنان بما اشتَهتْ / نَفْسٌ وما رَمَتِ الطبيعةُ فيك
وبما تسيلُ ظهورُها وبطونُها / بالتِبْرِ من متذوِّبٍ وسَبيك
بالحاشِد الملتَفِّ منك إذا دَجى / والضاحكِ العُريانِ من " ضاحيك "
فاءت على المستعمرينَ ظلالُها / وعلى مليكاتٍ لهم ومُلوك
يا بنتَ ذاك و " أمَّ " كلِّ مغرِّف / في بُؤسه ومُجوَّعٍ صُعلوك
يا أمَّ كلِّ مُشرَّدٍ عن أهله / وُهِبَ الجنانَ وعاش كالمملوك
بمن " الجهادُ " يَليق ان لم ينتظِمْ / تاجاً تَليق به رؤوسُ ذَويك
في كل قَبر من قُبورك طائفٌ / يمشي إليك وصارخٌ يدعوك
ليشُُدَّ حاضرَك المضمَّخَ بالدِما / بالموَجعِ الأسيانِ من ماضيك
ومن الطبيعةِ عن بنيكِ مُدافعٌ / أن يأخذوا منك الذي تُعطيك
تأبى المروءةُ ان تُزقَّي غيرَهم / اذ يُحرَمون مُجاجةً من فيك
يا " اندنوسُ " ! وفي الخلائقِ شركة / لاشيءَ غير الله دونَ شريك
اصلَوْكِ ما الشرقُ اصطَلى بجحيمهِ / وبميسَم من ذُلِّه وَسَموك
وسَقَوك من كأسٍ سُقينا مثلَها / ولقد يكون ارقَّ من يسقيك
وكذاك أنتِ وقد تمخَّضَ نقمةً / تتمخضِّينَ على القَنا المَشبوك
نوري ولم يُنعمِ علىّ سواكا
نوري ولم يُنعمِ علىّ سواكا / أحد ونعمةُ خالق سَوّاكا
إني وجدت المكرُماتِ مَتاجراً / يبغي ذووها مربحاً إلاّكا
بل لو أشاء لقلت كم من وردة / لي عند جِبس ردَّها أشواكا
جاء القريضُ مطوَّقاً بك لائذاً / وانزاح عنهم مُعرِضاً وأتاكا
طوَّقْتْنى طوقَ الحَمام مبرَّةً / ونصبتَ لي من مِنَّةٍ أشراكا
كم من يد بيضاءَ ضِقْتُ بشكرها / ذرعاً وعاشت – لا تضيق – يداكا
نوري تحيةَ معجب بك مثقل / بجميل صُنعك واثقٍ بعُلاكا
حاشايَ لم أدلِف اليك تزُّلفاً / كّلا ولستَ تُريدهُ حاشاكا
للشعر منزلةٌ لديَّ أُجَّلها / وأُحلها – لو أقدِر – الأفلاكا
لكن وجدت الشعرَ مهنةَ عاجز / إن لم يَقُمْ عني بشكر نَداكا
قم والتمسْ أثرَ الضريحِ الزاكي
قم والتمسْ أثرَ الضريحِ الزاكي / وسلِ " الكِنانةَ " كيف مات فتاكِ
وسلِ " الكِنانةَ " من أصابك غِرةٌ / واستلَّ سهمَك غيلةٌ فرماك
أهرامَ مصرَ وقد بناكِ لغاية / " فرعونُ " ذو الأوتاد حين بناك
علموا بأن سَتداسُ مصرُ وما بها / حتى قبورُ المالكين سواك
فاستوطنوكِ وَحسْبُ أرضِكِ ميزةٍ / أن لم يَرَوْا ثقةً بغير ثَراك
تاريخُ مصرَ على يديك يعيده / من جانبيك صدى السنينَ الحاكي
" زغلول " ضميّه إلى آبائه / " وفؤاد مصرَ ضعيه في أحشاك "
لا تُهمليِه واذكري أتعابَهُ / وثقي بسعدٍ فهو لا ينساك
روح على الفردوسِ رفَّتْ حرةً / وتقمصتْ ملكاً من الأملاك
حَمَلَتْ وما حَمَلَتْ إلى أوطاننا / غيرَ المناحةِ هزةُ الأسلاك
يا روحَ سعْدٍ قد خبرتِ بلادَهُ / بالله قصيها لمن سوّاك
واذا رأيتِ النيلَ يَزْفُرُ موجُهُ / ولي بعينك شجو هذا الباكي
قولي بعينك وردةٌ ما تنقضي / الآمُها من وخزةِ الأشواك
مصرٌ يداكِ على " العراقِ " عزيزةٌ / أبمنطر منه تشلّ يداك ؟
يُسراك من طولِ الملاكمة انبرتْ / وبموت سعدٍ تنبري يُمناك
عاثت بلُحْمَتِكِ السنينُ ولم تُطِقْ / -لله درَك- عيثةً بسَداك
هزوا لتجربَة قُواك وساءهم / بعد العنا الاّ تخورَ قُواك
روح المفاداةِ الكريمةِ علمت / أبناءَكِ الأغيارَ صَوْنَ حماك
شيع تموج تزاخماً حتى اذا / نزل البلاءُ تضامَنَتْ لبقائك
وهَبي : بَنُوكِ قَضوا لأجلكِ كلُّهم / عاشت بناتُك حاملات لواك
يا موجةَ النيلِ احملي تيّارَهُ / علّ " العراقَ " تهزُّهُ عدواك
ماشي العراق بيومه فلطالما / تاريخُه بسِنينه ماشاك
وطنٌ مريضٌ زاد في الآمه / ألاّ يكونَ على يديه شفاك
وتسمَعِّي إن القلوب تفطرت / من أنَّةِ الزُّراع والمُلاّك
عربُ الجزيرةِ هامدون كأنّهم / لم يُبْتلْوا أبداً بيومِ عراك
لا يطلبون سوى ارتخاءِ قُيودهِم / أتُراهُمُ لم يطمعوا بفكاك
هذي الطيورُ البيضُ أين مَفَرُّها / ستُّ الجهاتِ رصدْنَ بالأشراك
يا سعد أمّا موطني فمهدَّدٌ / - إن لم يُعَدْ بنيانه – بهلاك
يا سعدُ أبلغُ من قصيدةِ شاعرٍ / يبني القوافي فيك دمعة شاكي
يا سعدُ ما قدري وقدرُ نياحتي / كلُّ البلادِ نوائحٌ وبواكي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025