المجموع : 5
أمحمّد الهادي البشير المصطفى
أمحمّد الهادي البشير المصطفى / قد جلّ مَن بجلالهِ سوّاكا
للعالمين بُعثتَ أكبر رحمة / كي تَهتدي كلّ الوَرى بهُداكا
وَبِأرض مكّة قد وُلِدتَ مُطهّرا / إذ إنّ أمّك قد زَكَت وأباكا
وَبنورِ وَجهك أشرَقَت أمّ القرى / فأضاءَ للأبصار نور سَناكا
والبشر قَد عمّ البسيطة كلّها / وَالروح فيك يبشّر الأملاكا
قَد أرضَعَتك حليمة مِن درّها / شَرَفاً وقد أضحى الفخار غذاكا
لكَ شقّ ربُّ العرشِ مِن أسمائهِ / اِسماً لذاك محمّد سمّاكا
وَحباكَ ربّك عزّة ومهابةً / وَجلالة وكرامة أعطاكا
يا خاتم الرُسلِ الّذين عليهم / ربُّ السماءِ بفضلهِ ولّاكا
يُهدى الثناء إليكَ منّي دائماً / لا أرتَجي يوم الجزاءِ سِواكا
يا ربّنا اِحرس دولةَ الإسلام بالن / نَصرِ العزيز ولَم تَزَل بِحِماكا
واِحفَظ لواءَ العربِ مَن أضحى لنا / كَهفاً وإنّ لنا الفخارَ بذاكا
أرجو الشفاعة منك يومَ المُلتقى / فَعَسى أروّح خاطِري بلِقاكا
قلبي يَحِنّ إلى لقاك
قلبي يَحِنّ إلى لقاك / وأنا المُتيّم في هواك
ما كُنتُ أحسب أنّني / أبقى صريماً من رِضاك
أفَتاة بغداد الّتي
أفَتاة بغداد الّتي / بالحُسنِ خالقنا حباكِ
هل تَرحمين مُتيّماً / قد باتَ مُضنى الجسم شاكي
هجرَ الرقادَ وطالما / أمسى حليفَ الوجد باكي
للّه درّك إذ حويتَ مَناقباً
للّه درّك إذ حويتَ مَناقباً / دونَ الإنام بها الإلهُ حَباكا
لولاكَ ما خُلِقَ الوجود وإنّما / لم يخلق السبع العُلى لَولاكا
ولقَد سَمَوت إلى العلى بمَفاخرٍ / لا يَستطيع لها الوَرى إِدراكا
أمُحمّد الهادي البشير المصطفى
أمُحمّد الهادي البشير المصطفى / أُهديكَ مَدحي واصفاً معناكا
يا سيّد السادات جِئتُكَ قاصداً / أرجو رِضاكَ وأحتَمي بحِماكا
واللّه يا خير الخلائق إنّ لي / قَلباً مَشوقاً لا يروم سِواكا
فوحقّ جاهك إنّني بكَ مُغرم / واللّه يعلمُ أنّني أهواكا
أنتَ الّذي لولاك ما خلق اِمرؤ / كلّا ولا خُلِقَ الوَرى لولاكا
أنت الّذي مِن نوركِ البدرُ اِكتَسى / وَالشمسُ مُشرقة بنور بهاكا
أنتَ الّذي لمّا رُفِعت إلى السما / بكَ قَد سَمَت وتزيّنت لِلِقاكا
أنتَ الّذي ناداك ربّك مرحباً / وَلَقد دَعاكَ لِقُربهِ وحَباكا
أنتَ الّذي فينا سألت شفاعة / ناداك ربّك لَم تَكُن لِسواكا
أنتَ الّذي لمّا توسّل آدم / مِن ذنبهِ بِكَ فازَ وهو أباكا
ولكَ الخليل دعا فعادَت نارهُ / بَرداً وقد خَمدت بنورِ سَناكا
وَدعاكَ أيّوب لضرٍّ مسّه / فأُزيل عنه الضرّ حين دعاكا
وبكَ المسيحُ أتى بشيراً مُخبراً / بصِفات حُسنك مادِحاً لعُلاكا
وكذاكَ موسى لم يزَل مُتوسّلا / بكَ في القيامة مُرتجٍ لنداكا
وَالأنبياء وكلّ خلقٍ في الورى / والرسل والأملاك تحتَ لِواكا
لكَ مُعجزات أعجَزَت كلّ الورى / وفضائل جلّت فليسَ يحاكى
نَطَق الذِراع بسمّه لك مُعلناً / وَالصبر قد لبّاك حين أتاكا
والذئبُ جاءَك والغزالة قد أتت / بكَ تَستجيرُ وتَحتَمي بِحماكا
وكذا الوحوشُ أتت إليكَ وسلّمت / وَشكا البعيرُ إليكَ حين رآكا
وَدَعوتَ أشجاراً أتَتك مُطيعة / وَسَعت إليكَ مُجيبةً لنداكا
وَالماءُ فاضَ براحتيك وسبّحت / صمّ الحَصى بالفضل في يُمناكا
وَعليكَ ضلّلت الغمامة في الورى / وَالجذع حنّ إلى كريم لِقاكا
وَكذاكَ لا أثر لمشيكَ في الثرى / وَالصخر قد غاصَت بهِ قَدَماكا
وَعليّ مِن رمدٍ بهِ داويته / في خيبر فشُفي بطيب لَماكا
وَشَفيتَ ذا العاهات مِن أمراضهِ / وَمَلأت كلَّ الأرض من جَدواكا
وَسألتَ ربّك في اِبن جابر بعدما / قد ماتَ أحياه وَقد أرضاكا
وَمسستَ شاةً لاِمّ معبد بعدما / نشفت فدرّت مِن شفار قباكا
ودَعوتَ عام المحلِ ربّك معلناً / فاِنهلّ قطرُ السحب عندَ دُعاكا
وَدَعوتَ كلَّ الخلق فاِنقادوا إلى / دَعواكَ طوعاً سامعينَ نِداكا
وَخَفضت دينَ الكفر يا علم الهدى / وَرَفَعت دينك فاِستقامَ هناكا
في يوم بدر قد أَتَتك ملائك / مِن عندِ ربّك قاتَلت أعداكا
وَالفتح جاءَك يوم فتحك مكّة / وَالنصر في الأحزابِ قَد وافاكا
هود ويونس مِن بهاك تجمّلا / وَجمال يوسف من ضياءِ سَناكا
قد فُقتَ يا طه جميعَ الأنبيا / نوراً فسبحانَ الّذي سوّاكا
واللّه يا ياسين مثلك لم يكن / في العالمين وحَقِّ مَن أنباكا
عن وَصفِك الشعراء يا مدّثّر / عَجزوا وكلّوا عن صفات علاكا
إنجيلُ عيسى قد أتى بك مُخبراً / وأتى الكتابُ لنا بمدحِ علاكا
صلّى عليك اللّه يا خيرَ الورى / ما حنّ مُشتاقٌ إلى مَثواكا
وَعَلى صَحابتك الكِرام جميعهم / والتابعين وكلّ من والاكا