القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 8
قالت تعال فقلت لبيكِ
قالت تعال فقلت لبيكِ / هيهات أعصي أمر عينيك
أنا يا حبيبة طائر الأيك / لم لا أغني في ذراعيك
أفديك مقبلة على جزع / بسطت إليَّ يمين مرتجف
وبها ارتعاشة طائر فزع / من قلبها تسري إلى كتفي
شحبت كلون المغرب الباكي / وتألقت كالنجم عيناها
فتلفتت كحبيس أشراك / وحكى اضطراب الموج نهداها
وأخذت أدفئ بردها بفمي / لو تنفعنَّ حرارة القبل
قلتُ اهدئي لم ثورة الندم / كفَّاك ترتجفان يا أملي
وجذبتها بذراعها نمشي / نمشي وما ندري لنا غرضا
إلفان قد فرا من العش / يتبادلان سعادة ورضا
يا لحظة ما كان أسعدها / وهناءة ما كان أعظمها
مر الغريب فباعدت يدها / وخلا الطريق فقربت فمها
مرت بنا سيارة ومضت / فضاحة خطافة النور
كشفت لعينينا وقد ومضت / ظلين معتنقين في السور
ضحكت لظلينا وقد عجبت / مما يخال فؤاد مذعور
وكأن ضحكتها وقد طربت / قطرات ماء فوق بلور
عوذتها من شر أمسية / تعيا بها وتضل أبصار
وكواكب ليست بمجدية / ظلم مكدسة وأحجار
عثرت بها فرفعتها بيدي / جسماً يكاد يشف في الظلم
ويرف مثل الزهر وهو ندي / ويخف مثل عرائس الحلم
وكأنني مما يسوء خلي / وحياتيَ انجابت حوالكها
أرمي الطريق بناظري رجل / وأنا لها طفل أضاحكها
ملكتها الدنيا بما وسعت / وأنا أهامسها بأسراري
وأسرها بحكاية وقعت / ورواية من نسج أفكاري
وإذا الطريق يسير منعطفا / وإذا رياح تضرب السدفا
وكأن منها منذرا هتفا / بلغ المسير نهاية فقِفا
يا توأما من صدري انتزعا / يا من دعا قلبي له فسعى
لم أيها الداعي هواك دعا / والدهر يأبى أن نظل مَعا
انظر ذراعيَّ اللذين هما / قد طوقاك مخافة البين
أقسم بأنك عائد لهما / إني لممدود الذراعين
أنا لا أظل وكل شي
أنا لا أظل وكل شي / ء مستمد من جلالك
في قاتم محلولك / سدّت علي به المسالك
إن لم تضعني في سنا / ك حمدت حظي في ظلالك
إن لم تضعني في يمي / نك فالتفت لي في شمالك
الرأي رأيك ليس في ال / أوقاف شيء غير ذلك
يا أحكم الحكماء لا / يفتى وفي الأوقاف مالك
أقبل بموكبك الأغَر
أقبل بموكبك الأغَر / ما أظمأَ الأبصارَ لك
العين بعدك يا قمر / عمياءُ والدنيا حلَك
تمضي وراءَ سحابة / تحنو عليك وتلثُمك
وأنا رهين كآبة / بخواطري أتوهَّمك
كن حيث شئت فما أنا / إلا معنَّى بالمحال
أغدو لقدسك بالمنى / وأزور عرشك بالخيالِ
وأقول صبراً كلَّما / عزَّ الفكاك على الأسير
روحي وروحك ربما / طابا عناقاً في الأثير
مهما تسامى موضعُك / وعلا مكانك في الوجود
فأنا خيالك أتبعُك / ظمآن أرشف ما تجود
قمرَ الأماني يا قمر / إني بهمٍّ مسقمِ
أنت الشفاء المدَّخر / فاسكب ضياءك في دمي
أفرغ خلودك في الشباب / واخلع على قلبي الصفاء
أسفاً لعمر كالحباب / والكأس فائضة شقاء
خذني إليك ونجّني / مما أُعاني في الثرى
قدحي ترنَّق فاسقني / قدح الشعاع مطهّر
واهاً لأحلامٍ طوال / وأنا وأنتَ بمعزلِ
نَعلو على قمم الجبال / ونرى العوالم من عَلِ
ما كان أقصر هذه من زورة
ما كان أقصر هذه من زورة / ما أشبعتنا من بشاشة نازك
كلا ولا رَوى النهى من زهرةٍ / بالطهر تفصح عن سمات ملائك
إنا حمدنا لليالي / قد قرَّبتنا من سنيّ سمائك
إن كان أسعدنا الزمان بساعةٍ / فكأنها أبد الخلود حيالك
يا أم مَن تستصرخين من الذي
يا أم مَن تستصرخين من الذي / قدح اللظى الموّار في عينيكِ
يا أم هل تمشين نحو النار أم / فتح الوغى ومشى الجحيم إليك
ما حلَّ بالحرية الحمراء هل / سال الدم القاني على قدميك
يا ويلها من صرخة مجنونة / ضجت لها الآفاق من شفتيك
لا تجزعي يوم الفداء فكلنا / مهج تحلق كالنسور عليك
فتلفتي تجدي عرينك عامراً / وتسمّعي كم قائل لبيك
وقف الشباب فداء محراب الحمى / وتجمّع الأشبال بين يديك
والصقر تاجك تاج فرعون الذي / جعل الشموس الزهر في كفيك
والمجد تاجك والسهى لك موطن / والشهب والأقمار في نعليك
يا مصر أنت الكون والدنيا معاً / وعظائم الأجيال في تاجيك
لا تُدمني نظراً إليّ فوالذي
لا تُدمني نظراً إليّ فوالذي / جعل الهوى قَدراً على كفيكِ
ما تلتقي عيني بعينك لحظةً / إلا رأيت صباي في عينيك
هل تأمرينَ فأفتدِي وأقيكِ
هل تأمرينَ فأفتدِي وأقيكِ / لو كان فوق الروحِ ما يفديكِ
أمسيتُ أقلَقَ راقدٍ في مضجعٍ / وكذلكَ يمسي مَن يفكِّرُ فيكِ
مستعرضاً صوَرَ الهوى وفصولَه / من كلِّ ثاوٍ في النهى متروكِ
من محزنٍ مشجٍ ومن مستنهضٍ / جبلاً وَهَى من عزميَ المدكوكِ
وقديمِ سرٍّ في هواكِ كتمتُه / أبداً وآخرَ ظاهرٍ مهتوكِ
ولَرُبَّ آمالٍ عليكِ حبستُها / وخشيتُ لو تبدو قِتَالَ ذويكِ
كالطيرِ لو كانت تطيرُ لأسرعت / ظمآنةً نحو الحياة بفيكِ
أطلقتُها وفككتُ عنها قيدَها / حتى بلغتُكِ بالمنى المفكوكِ
فدنوتُ حتى إذ ضممتُكِ باكياً / وجعلتُ حولك هالةً تحميكِ
فإذا الخيالُ مكذَّبٌ وإِذا الفؤا / دُ معذَّبٌ عبثت به أيديكِ
ولقد مرضتِ فرحتُ أشقَى ذاكرٍ / يبكي لأجلكِ كلما ذكروكِ
جندُ السقامِ وتلك جندُك في الهوى / من أيّ عهدٍ أصبحت تغزوكِ
يا زهرتي لم أدرِ هل عَرَقُ الضنى / هذا عليكِ أم الندَى يعلوكِ
ولقد ظمئتِ فكدتُ أبذلُ مدمعي / لو كنتُ أعلم أنه يرويكِ
ووددت لو أنَّ الحياةَ تحولت / ماءً وإني ماءها أسقيكِ
لكنَّ تلك حياةَ صبٍّ بائسٍ / عَرَفَ الردى مما يكابدُ فيكِ
ملئت بكاء فاستحالت مُرّةً / فغدت كمثلِ الدمعِ لا تغنيكِ
رفقاً بمهجتي التي تدرينها / قفراً رماه الحظُّ من واديكِ
وَضَعَت بساحتِكِ الرجاءَ وأقسمت / بالحبِّ والإِخلاصِ لا تعدوكِ
ذَهَبَ الشبابُ فجئتِ بعد ذهابِه
ذَهَبَ الشبابُ فجئتِ بعد ذهابِه / تذكينَ ما أطفأتِه بيديكِ
لتكاد تلفحني النسائم كلما / حمَّلتُها حُرَق الغرام لديكِ
ألفى لها وهجاً على خديكِ / وأرى لها جمراً على شفتيكِ
لا تُدمِني نظراً إليَّ فو الذي / جَعَلَ الهوى قَدَراً على كفيكِ
ما تلتقي عيني بعينِكِ لحظةً / إلا رأيتُ صبايَ في عينيكِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025