فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ
فَتَكاتُ طَرْفِكِ أم سيوفُ أبيكِ / وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِ
أجِلادُ مُرْهَفَةٍ وَفَتكُ مَحاجِرٍ / ما أنتِ راحمةٌ ولا أهلوك
يا بنتَ ذا السيْفِ الطويلِ نجادُهُ / أكَذا يجوزُ الحكمُ في ناديكِ
قد كان يَدعوني خيالُكِ طارقاً / حتى دعاني بالقَنا داعيكِ
عَيناكِ أم مغناكِ مَوْعِدُنا وفي / وادي الكرى نلقاكِ أو واديكِ
منعوكِ من سِنة الكرى وسرَوْا فلوْ / عَثَروا بطيفٍ طارقٍ ظَنّوك
وَدَعَوْكِ نَشوَى ما سقوكِ مُدامةً / لمّا تمايل عِطفُكِ اتّهَموكِ
حسبوا التكحّلَ في جفونك حليْةً / تاللّهِ ما بأكفِّهِمْ كحلوك
وجَلَوْكِ لي إذ نحن غُصْنا بانَةٍ / حتى إذا احتَفَلَ الهوَى حجَبوك
ولوَى مُقبَّلَكِ اللّثامُ وما دَرَوا / أن قد لَثمْتُ به وقُبِّلَ فُوك
فضَعي اللِّثامَ فقَبل خَدّك ضُرّجَتْ / راياتُ يحيى بالّدم المسفوك
يا خيَلَهُ لا تَسخَطي عَزَماتِهِ / ولئن سَخِطْتِ فقلّما يُرضيك
إيهاً فمِن بين الأسَّنةِ والظُّبى / إنّ الملائكَةَ الكِرامَ تَليك
قد قلّدَتْكِ يدُ الأميرِ أعِنّةً / لِتَخَايَلي وشكائماً لِتَلُوكي
وحَماكِ أغمارَ المَواردِ إنّهُ / بالسّيفِ من مُهَج العِدى ساقيك
عُوجي بجِنْحِ الليل فالمِلكْ الذي / يهدي النجومَ إلى العُلى هاديك
رَبُّ المَذاكي والعَوالي شُرّعاً / لكنّهُ وَتْرٌ بغيرِ شريك
هو ذلك الليْثُ الغَضَنْفَرُ فانجُ من / بَطشٍ على مُهَجِ الليوثِ وَشيكِ
تَلقاهُ فوقَ رِحالِهِ وأقَبَّ لا / تلقاه فوقَ حشيّةٍ وأريك
تأبَى له إلاّ المكارمَ يَشجُبٌ / تَأبَى سَنامَ المجدِ غيرَ تَموك
بيْتٌ سَما بكَ والكواكبُ جُنَّحٌ / من تحتِ أبنِيَةٍ له وسُمُوك
كذَبَتْ نفوسَ الحاسدينَ ظنونُها / من آفكٍ منهم ومن مأفوك
إنّ السّماءَ لَدُونَ ما ترْقَى له / والنجمُ أقرَبُ نَهجِكَ المسلوك
عاودتَ من دارِ الخلافةِ مطلعاً / فطلعتَ شمساً غيرَ ذاتِ دُلوك
ورأى الخليفةُ منك بأسَ مُهَنَّدٍ / بيديه من رُوحِ الشُّعاعِ سبيك
وغدتْ بك الدنيا زَبَرْجَدَةً جلَتْ / عن ثغْرِ لؤلؤةٍ إليك ضَحُوك
يَدُكَ الحميدةُ قبل جودك إنّها / يَدُ مالكٍ يَقضي على مملوك
صَدَقَتْ مُفَوَّفَةَ الأيادي إنما / يوماكَ فيها طُرَّتا دُرْنُوك
الشِّعُر ما زُرّتْ عليك جُيوبُهُ / من كلِّ مَوْشيِّ البديعِ مَحوك
والفَتْكُ فَتْكٌ في صميمِ المالِ لا / ما حدّثوا عن عُرْوَةَ الصُّعْلوك
وأرى الملوكَ إذا رأيتُكَ سُوقَةً / وأرى عُفاتَكَ سُوقَةً كمُلوك
الغيثُ أوّلهم وليْسَ بمُعْدِمٍ / والبحرُ منهُم وهو غير ضريك
أجرَيتَ جودَكَ في الزُّلال لشاربٍ / وسبَكتَه في العسجدِ المسبوك
لا يَعْدَمَنّكَ أعوَجٌّي صَعَّرَتْ / عاداتُ نصرك منه خَدَّ مليك
من سابحٍ منها إذا استحضَرتَهُ / رَبِذِ اليدَين وسَلهَبٍ مَحبوك
قَيدِ الظَّليمِ مخبِّرٍ عنْ ضاحِكٍ / من بَيض أُدحيِّ الظّليم تَريك
لو تأخُذُ الحَسناءُ عنهُ خِصالهَا / ما طالَ بَثُّ مُحِبِّها المفروك
أو كان سُنبُكُهُ الدّقيقُ بكفّهَا / نَظَمَتْ قلائدَهَا بغيرِ سُلوك
لك كلُّ يوم لو تقدَّم عَصُرهُ / لم يَلْهَجِ العَدَوِيُّ باليَرموك
وقعاتُ نَصرٍ في الأعادي حدّثَتْ / عن يوم بدرٍ قَبْلها وتَبوك
هل أنتَ تارِكُ نَصْل سيفِك حِقبةً / في غِمده أم ليس بالمتروك
لو يَستطيعُ الليلُ لاستعدى على / مَسراكَ تحتَ قِناعِهِ الحُلكوك
لاقيتَ كلَّ كتيبةٍ وفَلَلتَ كل / لَ ضريبَةٍ وألَنتَ كلَّ عَرِيك