المجموع : 18
شِبهي بوجنتك الملي
شِبهي بوجنتك الملي / حة مُوجبٌ حقي عليكا
فبحرمتي لما استجب / تَ لجاعلي سبباً إليكا
يفْدِي الأباعِدُ مَنْ تلي ويليكا
يفْدِي الأباعِدُ مَنْ تلي ويليكا / ويقي بناتُك بالنفوس بنيكا
ويقيك كلَّهمُ الحتوفَ ولم تَمُتْ / نفسٌ تُلاقي حتفَها وتقيكا
لا تبعدنّ كريمةٌ أودعْتَها / صِهراً من الأصهارِ لا يُخزِيكا
إني لأرجو أن يكون صداقُها / من جنةِ الفردوسِ ما يُرْضيكا
لا تأسينَّ لها فقدْ زَوَّجتَها / كُفؤا وضمَّنت الصَّداقَ مَليكا
لمّا استقلَّ بك الطريقُ إلى العدا
لمّا استقلَّ بك الطريقُ إلى العدا / لا زلتَ تسلُك نحو رُشْدٍ مَسْلكا
غشِيتْكَ مِنْ نصرِ الإلهِ سحابةٌ / نالت حواشِيها وليَّك زيرُكا
فسما إلى الزَّنْج الأخابثِ سَمْوةً / كانت لجمعهمُ هلاكاً مُهْلِكا
وبكيدِهم كِيدُوا له لا كيدِهِ / واللَّهُ حيَّنَهُم لذاكَ فأوْشَكا
شبُّوا له ناراً فأحرقَهم بها / ملكٌ إذا طلبَ الأعاديَ أدْرَكا
كانتْ أحقَّ من السيوفِ بأخذِهِم / فحمت مُباحَ دمائهم أن تُسفكا
رامُوا بكيدِهِمُ وليَّ مُظَفَّر / لو كاده جبلٌ إذاً لتدكدكا
واهاً لها عِظَةٌ لهم ولغَيْرِهِمْ / حُقَّ امْرؤٌ وعظتْه ألا يُؤْفَكا
فلْيَصرِفِ الصَّفَّار عنك عِنانَهُ / وليترِك الغيَّ المبينَ مُتْرَّكا
وَلْيُبْقِ أن أبْقى على حَوْبائهِ / وعلى بقيَّةِ سترِه أن تُهْتَكا
فلقد رأى ما فيه مُعْتَبَرٌ له / إنْ عبرةٌ نفعَتْ وإنْ قلبٌ ذَكا
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم
اشرب على ذكرِ الأحبَّة إنهم / عمّا قليل قادمونَ عليكا
لا تنسيَنّهُمُ فإنَّ لديهمُ / شوقاً وشوقاً للحديثِ إليكا
وكأنني بهمُ لديك وإنّما / شمسُ النهارِ بهم هناك لديكا
ولقد ملأتَ يديهِمُ بِكَ غِبطةً / ولقد ملأتَ بهم كذاك يديكا
أقسمتُ أن أخاً نفاكا
أقسمتُ أن أخاً نفاكا / قد برَّ مجتهداً أباكا
أحياهُ حين نفاك عن / ه وكان قد لقيَ الهلاكا
فكأنَّه عيسى المسي / حُ ونَشْرهُ الموتى بذاكا
وكأنكَ الدجَّالُ من / عورٍ وإعوارٍ هناكا
قل للمُسوِّد حينَ شيَّبَ هكذا
قل للمُسوِّد حينَ شيَّبَ هكذا / غِشُّ الغواني في الهوى إيّاكا
هيهات غرَّك أن يُقال غرائرٌ / أيُّ الدُّهاةِ كدهْيَهنَّ دهاكا
لا تحسبَنْك خدعتهنَّ بخُدعةٍ / بل أنت ويْحك خادَعَتْك مُناكا
كذب الغوانيَ في سواد عذاره / فكذبْنَه في وُدّهن كذاكا
يا خالدَ ابن الخالدا
يا خالدَ ابن الخالدا / ت مخازياً لا درَّ مَحْضُكْ
ودّعْ فإنَّك قدْ دنا / منك الرحيلُ وشُدَّ غَرْضُكْ
لأسيّرَنَّك في البلا / دِ بِما أقَمْتَ وطال خَفْضُك
ولأكحُلَنَّك بالسُّها / دِ بما رقدْت وطاب غُمضُك
أهجوْتَني وحسِبتني / ممَّن يضيعُ لديه قرضُك
أخطأت في التقدير يا اب / نَ المومسات وعال فرضُك
أيُّ القبائلِ يُنتحَى / بالشتم حين يُسبُّ عرضُك
لا أيُّهنَّ وكيف ذا / ك ومِنْ جميع الناس بعضُك
لا تسْمُ عينُك في العيو / ن فلو عقلتَ لطال غضُّك
أتناك ذاك وذاك طو / لك في الرجال وذاك عرضُك
لو كنْتَ تنفُضُ عارِضي / كَ من التُّرابِ لطال نَفْضُك
سبحان شيطانٍ يُسَخْ / خِر نائكيك وذاك بُفْضُك
لو كنت ما خُتم الرحي / قُ به لعُنّفَ مَنْ يَفُضُّك
بظلامةِ الشوكيّ نا / لك من عِقابي ما يَهُضُّك
فاخْرُجْ له من حَقّه / وأنِبْ عسى يُنجيك ركْضُك
البذْرُ للشَّوْكيِّ غَيْ / رَ مدافَعٍ والأرضُ أرضُك
دافعْتَه عن بِنْته / والغصْبُ ما يحويه قبضُك
كي تستهبّ بها الفحو / ل إذا كَبِرْتَ وذاب نَحْضُك
داء تمكَّن في عجا / نِك قبل أن يشتدَّ نهضُك
لا تعتذر مما أتيْ / تَ من القبيح فمنك رُبْضُك
العارُ منك وأنت من / هُ فليس من عار يمضُّك
صبراً ستعْلَمُ أيّما / زُبْدٍ يُصَرّح عنه مَحْضُك
في أيّما مُتورَّدٍ / دلّاكَ يا مغرورُ دحْضُك
يا من يسائل عن عشيرة خالدٍ
يا من يسائل عن عشيرة خالدٍ / الناس كلُّهمُ عشيرة ذاكا
فمتى هجوْتَ أبا الوليد هَجَوْتَهُم / وهَجَوْتَ في عُرْض الهجاء أباكا
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ
سبحان مُجري الفُلكِ والفَلَكِ / ومُصَوّرِ الإنسانِ والمَلَكِ
إن السعيدَ لمدركٌ دركاً / وأخو الشقاوةِ فهو في الدَّركِ
والشرُّ بين الناسِ مشتركٌ / والخيرُ فيهمْ غير مُشترك
يتقارعونَ الموت عن مُسكٍ / ومع القِراعِ إفاتةُ المُسك
وكفاهُمُ من قتلِ أنفسِهم / باثنين من وضحٍ ومن حلكِ
في الليلِ كافٍ والنهارِ إذا / هرجاهُمُ بمناحس الفلكِ
وإلى الخمودِ مآلُ ذي لهَبٍ / وإلى السكونِ محارُ ذي حَرك
طارَ الحِمامُ وغاص مُقتدراً / فأماتَ حيَّ الطير والسمك
لا تُكذَبنَّ فما لذي نفرٍ / فيها حريمٌ غيرُ مُنتهك
إن الزمانَ إذا غدا فعدا / قتلَ الملوكَ بكلّ مُعترك
ضَعفُ العوامل في أسنَّتها / ضعفُ المغازل عنه في الفلك
نَسِيَ المتالفَ قلبُ مُنْهَمِكٍ / فما يزاول كلَّ منهمَكِ
وغدا الرّجالُ على مكاسبهمْ / يتبادرون مطارحَ الشَّبكِ
والعينُ تُبصرُ أين حبَّتُها / لكنها تعمى عن الشَّرك
لذكرتُ هذا الموتَ فارتبكتْ / نفسي هناك أشدَّ مُرتَبك
ما ضرَّ ذاكِرهُ وناظرهُ / ألّا ينام على سِوى الحسكِ
يا جِبلةً أملاكُها تِرَكٌ / حتَّامَ ذُبُّكُمُ على التِّرَكِ
أسَلُ الذي عطفَ الأعن
أسَلُ الذي عطفَ الأعن / نَة والمواكبَ نحو بابِكْ
وأراكَ نفسك مالكاً / ما لم يكن لك في حسابِكْ
وأذلَّ موقفي العزي / ز عليَّ في أقصى رحابك
ألّا يُطيلَ تجرُّعي / غُصَصَ المنيَّةِ من حجابِك
رُدّي التحيةَ من وراءِ حجابِكِ
رُدّي التحيةَ من وراءِ حجابِكِ / رَدّ الإلهُ قُلوبَنا بإيابِكِ
قد كُنْتُ آنسُ بالمرورِ ببابكِ / فالآن أُوحَشُ إذ غدَوْا بركابِكِ
ما المَوْتُ في سكراتِهِ بأشدَّ مِنْ / وجْدي عشيَّة آذنوا بذَهابِكِ
فتيقَّني أنْ قد قتلْتِ فتىً له / قلبٌ تشحَّطَ في أليمِ عذابِكِ
ما للْمطيِّ تخاذلتْ أركانُهُ / لمّا غدا مُتقاذِفاً بقبابِكِ
وتزايلَتْ أوصالُه عن رحْلِهِ / إذْ بتَّ حَبْلي من عُرا أسبابِكِ
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ
الخيرُ مَصْنوعٌ بصانِعِهِ / فمَتَى صنعْتَ الخيرَ أعقبكا
والشَّرُّ مفعولٌ بفاعِلِهِ / فمتى فعلْتَ الشر أعطبكا
تاللَّهِ ما ألهبْتَ مُصْطلِياً / إلّا لنَحْسٍ فيك ألْهَبكا
فاحْرِصْ على ألّا تُسيءَ عسى / ألّا يكونَ النَّحْسُ كَوْكبكا
واعْلَمْ بأنَّ اللَّه مُنتقِمٌ / فاجعَلْ تُقاةَ اللهِ مَهْرَبكا
لا تحسبِنَّ اللَّه مُطَّرحاً / مَن بِتَّ تَضْحَكُ منه حين بكى
أو يَسْتَقيدَ له وينْصُرَهُ / ويصيبَ بالتَكْديرِ مَشْرَبكا
فأنِبْ إليهِ تُصبك رحْمَتُه / وارْهَبْ إذا ما اللَّهُ أرهبكا
ومتى أقالكَ فاخْشَ سَطْوَتَه / فهْوَ القديرُ إذا تطلَّبَكا
لا تُطمِعَنَّك فيه رأفتُهُ / إنَّ المطامع تنصِبُ الشَّبَكا
نَبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ
نَبلُ الرَّدى يقصِدْن قصدَكْ / فأحِدَّ قبْلَ الموت حدَّكْ
قدْ عدَّ قبْلَكَ مَنْ رأيْ / تَ ولسْتَ تلْبثُ أن يَعُدَّكْ
فدعِ البِطالةَ والغوا / يةَ جانباً وعليْكَ رُشْدَكْ
فكأنني بك قد نُعي / تَ وقد بكى الباكُون فقْدَك
وتركْتَ منزِلَكَ المشي / دَ مُعَطَّلاً وسكَنْتَ لحدَك
وخلوْتَ في بيتِ البلى / وخَلا بِك المَلكانِ وحْدَك
وسلاك أهلُك كلُّهم / ونسوْا على الأيامِ عَهْدَك
يتمتَّعُونَ بما جمعْ / تَ ولا يَرَوْن عليه حمدَك
مُتمهّدون وأنت تح / ت الرَّمْس يَرْعَى الدُّودُ جِلْدَك
قد سلَّموك إلى الضَّري / حِ ووسَّدُوا بالتّرْبِ خَدَّك
كم قدْ دَفَنْتَ أحِبَّةً / حَلُّوا محلَّ النفسِ عندَك
انظُرْ إلى أهليهمُ / فكذلك الباقون بعْدَك
فانظُر لنفسكَ مُعْمِلاً / فيما يُحبُّ اللَّهُ جُهْدَك
هاجرْتُ عنك إلى الرجا
هاجرْتُ عنك إلى الرجا / لِ فكان عُرْفُهُمُ كنُكرِكْ
فرجَعَتُ مِنْ كَثَبٍ إلي / كَ مُفرِّغاً نفسي لشُكرِكْ
ولما أرُومُ بما أقو / لُ زيادةً في رفع ذِكركْ
لكِنَّهُ حقٌّ أوَّف / فيهِ عوانَكَ بعْدَ بِكْرِكْ
كم نعمةٍ لك ملء فِكْ / رِي لا تُلاحِظها بفِكْرِكْ
بأبي وأمّي أنتُمُ
بأبي وأمّي أنتُمُ / من عصبةٍ يا آلَ مالكْ
ما للزمانِ يزفُّكم / في كلّ يومٍ للمهالكْ
أفناكُمُ ألّا تزا / لَ حُماتكم بين الشوابكْ
ثبتتْ لكم أعراقُكُمْ / حتى ثويتم في المعاركْ
بأبي وجوهُكُم التي / دَميتْ بأطراف السنابكْ
ولقد تكونُ أهلَّةً / للناس في الظُّلَمِ الحوالكْ
أنُصابُ فيكمْ بالرَّدى / وتسدُّ دونكُمُ المسالكْ
أمست سبيلُ مزاركم / ممنوعةً من كل سالكْ
لا يَحْزُنَنَّك مَن يمو
لا يَحْزُنَنَّك مَن يمو / تُ فلم يمُتْ من ماتَ قَبلكْ
ما ماتَ إلّا من تطا / وَلَ عُمرُهُ وأُذِيقَ ثُكْلَكْ
لا ذاق ثُكلكَ ذائقٌ / حتى يرى في الناسِ مِثْلَكْ
الناسُ كلُّهمُ فدىً لكْ
الناسُ كلُّهمُ فدىً لكْ / إني رضيتُهمُ فِدىً لكْ
لا زالَ يومُك عِبرةً لغدِكْ
لا زالَ يومُك عِبرةً لغدِكْ / وبكتْ بشجوٍ عينُ ذي حَسدِكْ
فلئن نُكِبْتَ لطالما نكبتْ / بكَ هِمّةٌ لجأتْ إلى سندِكْ
لو تسجُدُ الأيام ما سجدَتْ / إلا ليومٍ فتَّ في عضُدك
يا نعمةً ولّتْ غضارتُها / ما كانَ أقبح حُسنَها بيدك
فلقد غدتْ برداً على كَبِدي / لمّا غدتْ حَرّاً على كبدك
ورأيتُ نعمى اللَّه زائدةً / لمّا استبان النقصُ في عددك
ولقد تمنّتْ كلُّ صاعقةٍ / لو أنها صُبَّتْ على كبدك
لم يبقَ لي ممَّا بَرى جسدي / إلا بقاءُ الروحِ في جسدك