مَن أَنتِ يا بِنتَ الأُلى وَجدوكِ
مَن أَنتِ يا بِنتَ الأُلى وَجدوكِ / في رَوضَةِ الدُنيا بِغَير شَريكِ
أَنتِ اِبنَةُ الشَرقِ المُكَلَّلِ رَأسه / بورودِ أُمكِ أَو سُيوفِ أَبيكِ
تَدعين قَيثاري وَقد حَطَّمتِهِ / لِيُحَرِّكَ الأَوتارَ في ناديكِ
يا زَهرَةَ الشَرقِ المضمَّخِ عُرفُها / يَلهو النَسيمُ بخصرِك المَفكوكِ
وَالبُلبُلُ الغَريدُ يَسكُبُ لحنَه / في كُمِّكِ المَفتوحِ لِلساقيكِ
الشِعرُ في أَلحاظِ عَينِك نائِمٌ / وَإِذا وَدَدتِ يُفيقُ بِالتَحريكِ
لكِن إِذا ما شاءَ لَحظُك أَن يُرى / في الشعرِ أَجمَلَ مَنظَرٍ يسبيكِ
فَتَأَمَّلي في الحَوضِ حسنَكِ مُشرِقاً / فَبَدائِع الأَشعارِ لا تحكيكِ
قَد أَفرَغَ البَدرُ المُنيرُ ضِياءُه / في خَيمَةِ الزَهر الَّتي تَأويكِ
وَإِلى الوسادِ مُذ اِستَنَدتِ لِراحَةٍ / بِالنارِجيلَةِ كلُّهم جاؤوكِ
أَدَنت يداك مِن اللمى نربيجها / متبطِّناً بِالزَنبَقِ المَحبوكِ
لَمّا نشقتِ أَريجَها بِتَدَلّلٍ / خفَقت عواطِف صَدرِها المنوك
إِنّي اِستعدتُ لَدُن رَأَيتُكِ صَبوَتي / فَوَجدتها أَشهى وَأَعذَبَ فيكِ
لكِن شَبابي وَالغَرامُ تَلاشيا / فَهُما كَنَفخَةِ دُخنةٍ من فيكِ
لَم أَنسَ يومَ عَلَوتِ متنَ مطهَّمٍ / وَكبحتِهِ بَين يَدَيكِ كَالصعلوكِ
وَأَشِعَّةً من بَدرِ لَيلكِ نَوَّرَت / ياقوتَ خنجَرِ خصرِكِ المشكوكِ
إِنّي قَطعتُ مِن الحَياةِ وُرودَها / وَرَمَيتُها في الشاطىء المَتروكِ
فَأَتَت غضابُ البَحر تَجرِفُها إِلى / اللجج العَميقَةِ بِالرِياحِ النوكِ
كانَت ورودُ الصَدرِ تَنفَح مُهجَتي / بِأَريجِ حبٍّ باسِمٍ وَضَحوكِ
كَم كُنتُ أَنشدتُ القَريضَ مسلسَلاً / لَو كانَ في العِشرينَ عمر أَخيكِ
لِعبارَةٍ أَو نَظرَةٍ من أَجلِها / عَبدَ الرجالُ الطهرَ مُذ عَبَدوكِ