يا خير من ملك الملوك بجوده
يا خير من ملك الملوك بجوده / ولفضله قد أشبهَ الأملاكا
واللهِ ما عرفَ الزمانُ وأهلُهُ / أمناً ويمناً دائماً لولاكا
وافَيتُ أهلي بالرياض عشيةً / في روض جاهك تحت ظل ذَراكا
فوجدتُه قد طلَّه صوب الندى / بسحائب تنهلُّ من يُمناكا
وسفائنِ مشحونةٍ ألقى بها / بحرُ السماح يجيش من نُعماكا
رُطَبٌ من الطَّلع النضيد كأنها / قد نُظِّمت من حسنها أسلاكا
من كل ما كان النّبيُّ يحبها / وأحبها الأنصار من أولاكا
وبدائع التحفِ التي قد أطلعت / مثلَ البدور أنارت الأحلاكا
نطف من النور المبين تجَسَّمتْ / حتى حسبنا َنَّهنَّ هداكا
يحلو على الأفواه طيبُ مذاقها / لولا التجسّدُ خلتُهنَّ ثناكا
طافت بها النَشأُ الصِّغارُ كأنَّها / سربُ القطا لمّا وَرَدْنَ نَدَاكَا
نَجْواهُمُ مهما سمعت كلامهم / ونداؤهم مولايَ أو مولاكا
بَلَّغْتَ في الأبناء عبْدَك سُؤُلَه / لا زلتَ تبلغ في بنيك مُناكا
يتدارسون من الدعاء صحائفاً / كيما يطيلُ الله في بُقياكا
فبقيتَ شمساً في سماء خلافةٍ / وهُمُ البدورُ أمدّهن سناكا