هلا ثناك على قلب مشفق
هلا ثناك على قلب مشفق / فترى فراشا في فراش يحرق
قد صرت كالرمق الذي لا يرتجى / ورجعت كالنَفَس الذي لا يلحق
وغرقت في دمعي عليك وغمني / طرفي فهل سبب به أتعلق
هل خدعةٌ بتحية مخفية / في جنب موعدك الذي لا يصدق
أنت المنية والمنى فيك استوى / ظل الغمامة والهجير المحرق
لك قدّ ذابله الوشيح ولونها / لكن سنانك أكحلٌ لا أزق
ويقال انك ايكة حتى اذا / غنيت قيل هو الحَمام الأورق
يا من رشقت الى اسلو فردني / سبقت جفونك كل سهم يرشق
لو في يدي سحري وعندي أخذةٌ / لجعلت قلبك بعض حين يعشق
لتذوق ما قد ذقت من ألم الجوى / وترقّ لي مما تراه وتشفق
جسدي من الأعداء فيك لأنه / لا يستبين لطرف طيف يرمقُ
لم يدر طيفك موضعي من مضجعي / فعذرته في أنه لا يطرق
جفت عليك منابتي ومنابعي / فالدمع يَنشَغُ والصبابة تورق
وكأن أعلام الامير مبشر / نشرت على قلبي فأصبح يخفق
ملك بفتح اللام جوهر هديه / من جوهر الشمس المنيرة أشرق
الخيزرانة تلتظي في كفِّه / والتاج فوق جبينه يتألق
فكأن صوب حيا وصعقة بارق / ما ضم منه نديه والمأزق
متابعد الطرفين جودُ غافل / عما يحل به وعزمُ مطرق
بأس كما جمد الحديد وراءه / كرم يسيل كما يسيل الزئبق
لا تُعجب الأملاك كثرة ما لهم / النبع أصلب والأراكة أورق
ضدان فيه لمعتد ولمُعتف / السيف يجمع والعطاء يفرق
عبقت بنار الحرب نغمة عوده / ما كل عود في وقود يعبق
وانهل من كفّيه نوءٌ مغربٌ / سيان فيه مغرّبٌ ومشرق
يلقى العفاة يمينه وكأنها / قلب الى لقيا الأحبة شيق
يا أول الاعداد في أهل الندى / ولأنت في جمِّ الكريهة فيلق
شهرت علاك فما يشار لغيرها / والخيل أشهرها الجواد الأبلق
بشرى بيوم المهرجان فانه / يوم عليه من احتفالك رونق
طارت بنات الماء فيه وريشها / ريش الغراب وغير ذل شوذق
وعلى الخليج كتيبة جرارة / مثل الخليج كلاهما يتدفق
وبنو الحروب على الجواري التي / تجري كما تجري الجياد السُّبَق
خاضت غدير الماء سابحة به / فكأنما هي في سراب أينُقُ
ملأ الكماة ظهورها وبطونها / فأتت كما يأتي السحاب المُغدق
عجباً لها ما خلت قبل عيانها / أن يحمل الأسدَ الضواري زورق
هزت مجاذيفاً اليك كأنها / أهداب عين للرقيب تحدق
وكأنها أقلام كاتب دولة / في عرض قرطاس تخط وتمشق
يا ناصر العلياء دونك من فمي / دراً على أجياد جودك ينسق
وتقل فيك الشهب لو هي أحرف / والليل حبر والمجرة مهرق
شكراً لأنعمك التي البستني / منها الشبيبة حين شاب المفرق
فاثبتني ظل الندى واثرت لي / ذكراً هو الريحان بل هو اعبق
تباً لمحطوط يروم مكانتي / والنجم من اذيالها متعلق
من كان ينفق من سواد كتابه / فانا الذي من نور قلبي انفق