المجموع : 4
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي
خفض عدوّي في الهوى ومصادقي / محبوبتي ذات الوشاح الخافقِ
أنا لا أميل إلى سواها دائماً / إن شئت خالف في الهوى أو وافق
تُجلى إليَّ متى أردت تفضُّلاً / بمروط أشباح الورى وقراطق
وهي التي كانت وكنت وهكذا / هي هكذا بمغاربٍ ومشارق
أنا ثوبها روحاً وجسماً وهي في / خلعي ولبسي مثل لمحة بارق
بل ما أنا ثوب لها بل تلك لي / ثوب به أختال بين خلائق
بل لست ثوباً لا ولا هي ثوبُ لي / يا سارقاً قطعت يمين السارق
هذا الفضاء بدا فقم متنزّهاً / في النور واخرج من خلال مضايق
واحذر فإن وراء ذلك لا ورى / من راتق لا يستقل وفاتق
واشتقَّ واضرب بالعصا حجراً تَسِلْ / لك أعينٌ منه بماء دافق
فَتَوَضَّ فيه واغتسل وادخل به / للمسجد الأقصى محل رقائق
واسجد هناك لوجه حبك سجدة / من بعدها أخرى سجود الوامق
تلقَ المنى وتكون تحت ستائرٍ / من لطفه أبداً وتحت سرادق
الله يفتح كل باب مغلقِ
الله يفتح كل باب مغلقِ / وهو المقيد للوجود المطلقِ
والفكر في يده كمفتاحٍ لنا / يبدي به عنا الذي فينا بقي
فالجأ إليه وكن به متعلقاً / لا فاز من هو ليس بالمتعلق
قطع الجهول زمانه بتغزلِ
قطع الجهول زمانه بتغزلِ /
إن الجهول عن الجمال بمعزل /
أنا لا أميل إلى كلام العذَّل /
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي / من وصل غانية وطيب عناقِ
إن كنت جئت لدى العدى بنقيصةٍ /
فهي الكمال وذاك عن خصِّيصةٍ /
طلبي لغالية ببذل رخيصةٍ /
وتمايلي طرباً لحل عويصةٍ / في الذهن أبلغ من مدامة ساقي
سم الجهالة زال من ترياقها /
وهو العلوم بمقتضى إشراقها /
حرَّرتها في الطرس باستحقاقها /
وصرير أقلامي على أوراقها / أشهى من الدوكاة والعشاق
فانهض لتحصيل العلوم ووفِّها /
حقاً بأشرف حالة وأعفها /
إني كُفِفْتُ عن السوى بِأَكُفِّها /
وألذ من نقر الفتاة لدفها / نقري لألقي الرملَ عن أوراقي
تعلو على أوج المعالي همتي /
في نيل مقصودي وقرب أحبتي /
وأنا الذي عزمي كسيف مصلت /
يا من يبالغ بالأمالني رتبتي / كم بين منسفل وآخر راقي
أصبحت موصوف العلى منعوتَهُ /
لا أختشي من جانب تفويتَه /
يا قاصراً فينا يحاول صيته /
أأبيت سهرانَ الدجى وتبيتَه / نوماً وتبغي بعد ذاك لحاقي
قف ههنا بين العذيب وبارقِ
قف ههنا بين العذيب وبارقِ / وانظر ترى الأكوان لمعة بارقِ
قوم مضوا ولسوف قومٌ غيرهم / يأتون كالماء السريع الدافق
قرأت كتاب الله بالله الحجى / منا وقد جاءت بعلم حقائق
قبلت تجلي الحق في أكوانه / والغير مفتون بفان زاهق
قالوا هي الأعيان والأعراض لم / يدروا سوى ألفاظ نطق الناطق
قم يا نديم إلى كؤوس شرابنا / ذاك القديم بدا بخلق خلائق
قربت إليه به القلوب وأبعدت / عنه النفوس لربطها بعلائق
قيد الكوائن مطلق فوجودنا / نور يلوح لسابق وللاحق
قنعت به عيني فلم تر غيره / والقلب هام به بعزم صادق
قد كنت أحسبه الذي صورته / فإذا المصور والمصور خالقي