القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ قَلاقِس الكل
المجموع : 2
أترومُ خِلاً في الودادِ صَدوقا
أترومُ خِلاً في الودادِ صَدوقا / حاولتَ أمراً لو علمتَ سحيقا
لا تخدعنّ فربّما تبعَ الفَتى / ظنّاً يضِلُّ وجانَبَ التّحْقيقا
ولقد يروعُكَ ما يروقَكَ بهجةً / كالسيفِ راعَ سُطًى وراقَ بَريقا
ولربّما شامَ الصدى صواعقاً / تسطو عليه فخالَهُنّ بُروقا
وتشابُهُ الأضدادِ يوهِمُ ناظراً / ولو استبانَهُمُ أرْوهُ فُروقا
وبنو الزمان وإن صَفوا لكَ ظاهراً / يوماً طوو لكَ باطناً ممذُوقا
دوحٌ يمرُّ لك الجنا أثمارَهُ / ولقد تمرُّ به الرياحُ وريقا
فاعلق بأطراف الودادِ فإنه / منْ دافعَ الأمواجَ ماتَ غريقا
وإذا انتهى الإخلاصُ أوجبَ ضدَّهُ / أنّ التجمُّعَ ينتجُ التفريقا
واصبِرْ لتقليبِ الزمانِ فربّما / أحمَدْتَ عندَ الحَلْبةِ التعْريفا
وإذا صديقُكَ لم يكنْ لك مُنصِفاً / فاجعلْ نكاحَ ودادِه التطْليقا
ومن البليّةِ أنّ قلبَكَ موثَقٌ / بإخاءِ ذي قلبٍ أقامَ طَليقا
يَثْني فؤاداً من ودادِكَ مُخْفِفا / ويَشيمُ سيفَ قُوىً عليك خَفوقا
هبّت على روضِ الصفاءِ سمومَه / فذوَتْ نضارتُهُ وكان أنيقا
وغدا شُجاعَ سُطىً فقلت مخادعاً / رفقاً عليّ فقد لقيتَ فَروقا
فاستنْهَضَتْهُ يدُ الصؤولِ وما دَرى / أني وجدتُ الى النجاةِ طَريقا
أسفاً عليه كيفَ مدّ بنانَهُ / وهو الأريبُ يحاولُ العيّوقا
هلا تجنّبَ مسْلَكاً لو حلّهُ / صرفُ الزمانِ لحلّ منه مَضيقا
متَقابلُ الطرَفينِ فرعاً في النّدى / نُضْراً وأصلاً في الكِرامِ عَريقا
خبثْت به ريحُ المكائدِ فانتحَتْ / من جانبَيْهِ في الروايةِ نِيقا
حتى متى أزداد في إنصافِه / برّاً لهُ ويزيدُ فيّ عَقوقا
وأبيحُهُ مني صفاءَ مودّةٍ / فيُبيحُني من ودِّه ترْنيقا
عتباً أبا العباسِ شمْتُ حُسامَهُ / عَضْباً رقيقَ الشفْرَتين ذَليقا
أنبيتني عن مَنْ عَميمُ نوالِه / يستغرقُ المحرومُ والمرْزوقا
وعلى خيانتك الوفاءَ لأنّني / ما زلتُ في حبلِ الهوى مَوثوقا
لا فَلّ سهمُ منكَ أرهفَ حدَّهُ / صرفُ الزمانِ فرامَ فيّ مُروقا
ما زالَ يمنحُنا مُدامَ قريضِه / حتّى حسِبْناهُ لهُ راووقا
وهو الرحيقُ وإنّني لَمُصَحِّفٌ / لو قلتُ تحقيقاً لقلت حَريقا
يا برقُ سُقْ حَيا السّحابِ الأبرَقا
يا برقُ سُقْ حَيا السّحابِ الأبرَقا / فلقَدْ حكَيْتَ فؤادَ صبٍّ شيّقا
وإذا عبَرْتَ فحيِّ دارَ أحبّتي / وقُلْ السلامُ عليكِ أينَ المُلتَقى
واستوْدع الأرواحَ كلَّ عشيّةٍ / نفَسَ الرياضِ مغرِّباً ومُشرِّقا
تركوا بهمْ عيني سَفوحاً دمعُها / شوقاً وجَفْني بالفِراقِ مؤرِّقا
لا دمعُها يرْقا على تِذْكارِهمْ / يَهْمي فيَحْمي جفنَها أن يُطْبِقا
قُلْ كيفَ يلتذُ الرُقادُ متيّمٌ / الوجدُ قلّبَ منه قلباً مُحْرَقا
طُويَتْ جوامحُهُ على جمرِ الغَضى / لمّا تعشقُ مُقلتي ظبي النّقا
قد حكّمَتْ في قلبِه من لحظِها / بالسحْرِ سيفاً حدُّهُ لا يُتّقى
يُثْني أعنّةَ صبرِه أما انثَنَتْ / أعطافُها كالخوط أمْلدَ مورِقا
ويَشوقُه ظَلْمُ الثّنايا مُشبِهاً / راحاً جرَتْ ما بينَ دُرٍّ مُنْتَقى
أبتِ الوصالَ فقُلتُ هلاّ في الكَرى / فحمَتْ جُفوني طيفَها أن يُطْرِقا
طيبُ النّعيمُ الوصلُ بعدَ قطيعةٍ / والهجرُ بعد الوصلِ من أوفى الشّقا
والحبّ تألفُه النفوسُ وحتفُها / فيه وإن لم تلقَ منه الأوفَقا
مثلُ الفراشةِ والسِراجُ يروقُها / نوراً ويدعوها إليه لتُحرَقا
والحسنُ للعشّاقِ مثلُ السيفِ يق / تُلُ منْ يكابرُهُ ويُعجِبُ رونَقا
لكنّه يفنى وأحسنُ منه ما / تحلو القوافي إذ لهُ طولُ البَقا
كنظام مدحِ الحافظِ الحَبْرِ الذي / راقَ المسامعَ والعيونَ منَمقا
حبْرٌ حكتْ أمداحُهُ الحِبَرَ التي / فيها أرَتْ صَنعاء صُنعاً مونقا
علاّمةُ العُلماءِ بحرٌ زاخرٌ / عِلْماً وجوداً للبريّة مُغرِقا
ومهذبُ الطبعِ الذكيّ ففهْمِهُ / نور يفيدُ المشكلات تألّقا
فضحتْ أناملَهُ الغمائمَ هطّلاً / لما انبرَتْ قبل السؤال تدفّقا
أضحى له المجدُ المُنيف مجمَّعا / في حفظِه بذلُ النوالِ مفرِّقا
في كل فضلٍ قد غَدا متقدّماً / وأبى تناهي فضلِه أن يُلحَقا
وحمَتْ مكارمُه المذمةَ عِرضَهُ / فغدا نقيّ العِرْض سامي المرتَقى
في الفضل أحمدُ أحمدُ الأزكى لقد / حاز المَدى سَبْقاً فأعيا السُبَّقا
أعطى اتقاءً للإله فكانَ مَنْ / قد قال فيه اللهُ أعطى واتّقى
إهنأ بخيرِ قرينة ميمونة / قد سُرْبِلَتْ بردَ المَفاخِرِ والتُقى
كان الزمانُ لها بفضلِكَ واعداً / فوقى وأعطاكَ المرادَ الأوفَقا
شمسٌ حواها الغربُ قبلَك مغرِباً / جعل الإلهُ لها محلّكَ مُشرِقا
سعدٌ قرانُكُما بأيمنِ طائرٍ / لا شَوْبَ من نكَدٍ عليه يُتّقى
لكَ بالرفاه والبنين تفاؤلاً / طاب الهَناء وقد جَلا متذوّقا
وإليكَ من نظمِ اللسان قصائداً / جاءت وقد حازَتْ مديحاً مُنْتَقى
شعرٌ كأنّ الدُرَّ فيه منظّمٌ / والسحرَ والروضَ البديعَ المونَقا
حاز المحاسنَ كلهنّ مَصْعدا / ومصوَّباً ومُجمّعاً ومُفَرّقا
خذْها فقدْ شرُفَتْ معانيها التي / أخذتْ من اللفظِ البديعِ الريّقا
فأتَتْكَ تنشرُ للبديعِ غرائباً / أمنَتْ بحُسْنِ نظامها أن تُسْرقا
واسحَبْ ذيولَ الفخرِ لابسَ وشيِهِ / حُلَلاً جديداً نسجُها أن يَخلَقا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025