القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ناصِيف اليازجي الكل
المجموع : 8
خَطَرَت وَفي قَلبي لِذاكَ خُفوقُ
خَطَرَت وَفي قَلبي لِذاكَ خُفوقُ / وَرَنَتْ فَكُلُّ الصاحِبين رَشيقُ
هَيفاءُ مالَ بصَبِّها سُكُر الهَوى / لَمَّا تَمايَلَ عِطفُها المَمشوقُ
قاَمت تُديرُ لَنا الرَّحيقَ وَلَيتَها / طَلَبَت مُجانَسَةً فَدارَ الرِّيقُ
وَشَدَت فَأَطرَبَتِ الجَمادَ وَهَيَّجَتْ / حَتَّى عَلِمنا كَيفَ يُحيِي البوقُ
ناظرتُها فَسكرتُ مِن لحَظاتِها / وَشَرِبتُ خَمرتَها فَكَيفَ أُفِيقُ
وَرَأَيتُ رِقَّةَ خَصرِها فَوَهَبتُها / قَلبي فَإِنَّ كِلَيهِما لَرَقيقُ
غَيداءُ آنِسةٌ نَفُورٌ عِندَها / يَحيا الرَّجاءُ وَيُقتَلُ التَوفيقُ
كَالآلِ يُطمِعُ لامِعاً مُتَقرِّباً / وَلِمَن أَتاهُ زُفرَةٌ وَشَهيقُ
قالتْ وَقَد غازَلتُها متصبِّباً / لَيسَ الصَّبابَةُ بِالمَشِيبِ تَليقُ
هَيهاتِ ما كِبَراً مَشِيبي إِنَّما / هَذا الدَّلالُ إِلى المَشيبِ يَسُوقُ
إِني أمرُوءٌ طَرِبٌ عَلى غَزَلِ المَهى / وَعلى مُناظَرَةِ الحِسانِ مَشُوقُ
حَجَّتْ إِلى قَلبي العُيونُ فَإِنَّهُ / بَيتٌ وَلَكنْ لا أَقولُ عَتيقُ
يا رَبَّةَ الحُسنِ العَزيزِ لَكِ الحَشا / مِصرٌ غَلا فَسَطا عَلَيهِ حَريقُ
نُعمانُ خَدِّكِ في الرِّياضِ وَمَدمَعي / هَذا لَها خالٌ وَذاكِ شَقيقُ
دَمعي حَدِيثٌ لا يَزالُ مُسَلسَلاً / أَبَداً وَقَلبي بِالغَرام خَليقُ
قَلبٌ كَخالكِ في المَحبَّةِ طَيِّبٌ / لَكنَّ ذا مسكٌ وَذاكِ فتيقُ
هُوَ شافِعِيٌّ عِندَهُ حُسنُ الوَفا / لابنِ الكَرامةِ سُنَّةٌ وَحُقُوقُ
وَمَتى الوَفاءُ وَكُلَّ يَومٍ بَرَّةٌ / لَكَ في المحاسنِ لِلوَفاءِ سَبُوقُ
تَأتي النَفائِسُ مِنكَ لا مَطروقَةً / مِن دُونِهِنَّ الدِّرهَمُ المَطروقُ
اللَهُ أَكبَرُ في الأَيمَّةِ فَردُها / وَلَفيفُها المَقرونُ وَالمَفروقُ
رَجلٌ وَماذا وَصفُهُ وَكَفى بِهِ / رَجُلٌ لَهُ المَفهومُ وَالمَنطوقُ
حَسَنُ المَعاني وَالبَيانِ كَلامُهُ / جَزلٌ وَمَعناهُ الرَّقيق دَقيقُ
فَإِذا تَكلَّمَ راحَ يَفعَلُ لَفظُهُ / ما راحَ يَفعَلُ بِالنُّهى الرَّاووقُ
حيِّ القَريضَ وَآخذِيهِ وَقُل لَهُ / قَد كانَ مُقتَرَضٌ وَأَنتَ طَليقُ
ها أَنتَ في يَدِهِ رَقيقٌ أَن تَحُل / عَنها فَإِنَّكَ آبقٌ مَسروقُ
لَكَ مِن قَريحَتِهِ السَّليمةِ صِحَّةٌ / وَطِرازُ وَشيٍ لا يَرِثُّ أَنيقُ
هِيَ ذَلِكَ الإِكسيرُ صُنعُ اللَهِ لا اُل / إِكسيرُ مِمَّا يَصنَعُ الإِنبيقُ
تُلقي الهِلالَ فَيَستَحيلُ بِها إِلى / شَمسٍ لَها عِندَ الأُفولِ شُروقُ
يا بُطرسُ الشَّهمُ الكَريمُ مَكانُهُ / وَبنانُهُ وَلِسانُهُ المِنطيقُ
أَنتَ الكَرامَةُ وَاِبنُها وَأَبٌ لَها / نَسَبٌ كَريمٌ في الكِرامِ عَريقُ
طُفتُ البِلادَ وَقَد جَلَستُ إِلَيكَ لا / سَفَرٌ وَلَم تَمنُنْ عَلَيَّ النُوقُ
ما فاتَني أَنَّ الأَوائلَ قَد مَضَوا / وَبَقِيتَ أَنتَ ولي اليكَ طَريقُ
لا يَلزَمُ القَمرُ المُنيرُ المَشرِقا
لا يَلزَمُ القَمرُ المُنيرُ المَشرِقا / فأتى وكانَ يُضِئُ من قبلِ اللِّقا
قد رامَ جِلَّقَ في النُزُولِ فمن يُرِدْ / عَدَدَ البُروجِ يَعُدُّ منها جِلَّقا
يا طالما كُنَّا نَراهُ تَوَهُّماً / حتى رأينا شخصَهُ مُتحقّقِا
كِدْنا نَذوبُ تَشَوُّفاً لِجَلالِهِ / من بعدِ ما كِدْنا نَذوبُ تَشَوُّقا
فضحَ السَّماعَ بهِ العِيانُ بأنَّهُ / أوفَى ولكنْ لم نَجِدْهُ أصدَقا
قَصُرَ الرُواةُ بوَصفِهِ فعذَرتُهُمْ / كيلا يَقولوا صِفْهُ أنتَ مُدَقّقِا
أهلاً بأكرمِ قادمٍ قد رَدَّ لي / قلبي الذي قد كانَ معهُ مُوثَقا
مَلَكَ الفُؤادَ يسيرُ تحتَ لِوائهِ / فأنا لذاك أخافُ أن نَتَفرَّقا
فَعَلَت كما فَعَلَتْ سُلافُ الساقي
فَعَلَت كما فَعَلَتْ سُلافُ الساقي / هَيفاءُ تَحكِي الغُصنَ في الأَوراقِ
لَبِسَتْ منَ الوَشيِ البديعِ مَطارِفاً / ولها من الأَسرارِ حَبْكُ نِطاقِ
أَحيَتْ بِزَورتِها فُؤَادَ مُحِبِّها / مِثلَ السَّليمِ أتاهُ نَفثُ الراقي
بَعَثَ الحبيبُ بها إليَّ حبيبةً / هاجَتْ إليهِ بلابلَ الأشواقِ
مكنونةٌ أَخَذَت خُدُورَ صَحائِفٍ / فإذا بَدَت أَخَذَت خُدُورَ تَراقِ
أَلقَتْ على بَصَري وسَمعي صَبْوةً / فكلاهُما من عُصبةِ العُشَّاقِ
يا سَيِّداً مَلَكَ النُفوسَ بلُطفِهِ / فغدَت رقيقةَ رِقَّةِ الأخلاقِ
أَسمعتَها نظمَ الحبيبِ فما دَرَتْ / أحبيبُ طيٍّ أم حبيبُ عِراقِ
قد جاءَني منكَ المديحُ كأَنَّهُ / زَهرٌ يَمُدُّ لقَفرةٍ بِرِواقِ
من صَنعةِ الأَقلامِ كانَ طِرازُهُ / وطِرَازُكم من صَنعةِ الخلاَّقِ
أسألتَ بانَ الجِزْعِ وَهْوَ يُصَفِّقُ
أسألتَ بانَ الجِزْعِ وَهْوَ يُصَفِّقُ / كيفَ الثَنيَّةُ بَعدَنا والأبرَقُ
وهَلِ الأجارعُ أُمطِرتْ بعدَ النَوَى / يوماً وهل تِلكَ الخَمائلُ تُورِقُ
يا جِيرةَ الحَيِّ الذينَ تَحَمَّلوا / ما كُنتُ أحسَبُ أنَّنا نَتَفرَّقُ
أستغِفِرُ اللهَ العظيمَ بأنَّنِي / فارَقتُكم وبَقيتُ حَياً يُرزَقُ
ولَقد بكَيتُ على الدِّيارِ فساءَني / دَمعٌ لهُ سَعَةٌ وطَرْفٌ ضَيِّقُ
والدَّمعُ مِن بعضِ المِياهِ قليلُهُ / يُروي ولكنَّ الكثيرَ يُغرِّقُ
هل مُبْلغٌ عَنّي التَحيَّةَ ظَبيةً / عن مِسكِ نَكْهتِها اللَطائِمُ تُفتَق
تَلقَى مَعاطِفَها الغُصونَ فتنثَني / خَجَلاً وتَلقْاها النُجومُ فتخفِقُ
بَدَوِيةٌ من آلِ مُرَّةَ قد حَلا / نهبُ القُلوبِ لَها بطَرْفٍ يَسرِقُ
مِن خالِ وَجْنَتِها بَلاءٌ أسوَدٌ / من وَشْمِ بُلجَتها عَدُوٌّ أزرَقُ
يا دُرَّةَ الغَوَّاص طَيَّ خِبائِها / ويَحْي مَتى هذا الخِباءُ يُمزَّقُ
لو تُطبَعُ الأحداقُ فيهِ رأيتَهُ / كالدِّرعِ من حَدَقٍ إليهِ تُحدِّقُ
إنْ لم تُصِبْ قَدَمٌ إليكَ تَطَرُّقاً / خوفَ الرقيبِ فللقُلوبِ تَطَرُّقُ
قد كانَ لي قلبٌ فطارَ بهِ الهَوَى / فأنا بِلا قلبٍ أهيِمُ وأعشَقُ
وَجْدٌ تَوَقَّدَ في خِلالَ أضالعٍ / قد كانَ يُحرِقها فصارَتْ تُحرِقُ
قد أيْمَنَ الصَبرُ الذي أعدَدتُهُ / للنَّائِباتِ ورَكْبُ شَوقي مُعْرِقُ
شَوقٌ يهيجُ إلى الذي ينسَى بهِ / شَوقَ الجمالِ الهائمُ المُستغرِقُ
العالمُ الصَّدرُ الكبيرُ الشاعرُ ال / فَطِنُ الشَّهيرُ الكاتبُ المُتأنِّقُ
عَلَمٌ يَمُدُّ على العِراقِ رِواقَهُ / وبهِ العواصِمُ تَستَظِلُّ وجِلَّقُ
أبقَى لهُ الباقي الذي هُوَ عبدُهُ / شِيَماً من الفاروقِ لا تَتَفرَّقُ
منها الوَداعةُ والزَهادةُ والتُّقَى / والعَدلُ والحِلمُ الذي لا يَقلقُ
بدرٌ بأُفْقِ الشَرقِ لاحَ وضوءُهُ / في الخافِقِيْنِ مُغرِّبٌ ومُشرِّقُ
ما زالَ في شَرَفِ الكمالِ فلم يكُنْ / نَقصٌ ولا خَسْفٌ بهِ يتَعلَّقُ
هُوَ ذلكَ الرَّجُلُ الذي آثارُهُ / لا تُقتَفى وغُبارُهُ لا يُلحَقُ
ولهُ الفُتُوحُ إذا تَمرَّدَ مارِدٌ / في كُلِّ مُعضلةٍ وعَزَّ الأبلَقُ
تأتي نَفائِسُهُ إليَّ سَوابقاً / وهُوَ الذي في كلِّ فضلٍ يَسبُقُ
ولَعلَّها كالصُّبحِ يسبُقُ شَمسَهُ / والشمسُ تدنو بعدَ ذاكَ فتُشرِقُ
سُرَّتْ برُؤيةِ خَطّهِ العينُ التي / أبداً لرُؤيةِ وَجهِهِ تَتَشوَّقُ
أثَرُ الأحبَّةِ يُستلَذُّ بهِ كما / يَلتَذُّ وَسنانٌ بطَيْفٍ يَطرُقُ
غَمَرتْ فَوائِدُهُ البعيدَ بنَيْلِها / مثلَ القرِيبِ ونِيلُها يَتَدَفَّقُ
كالبحرِ يُهدِي من جَواهرِهِ إلى / مَن لا يَراهُ كمَنْ بهِ يتَعمَّقُ
يا أيُّها القَمَرُ الذي من دُونِهِ / طَبَقُ المفَاوِزِ لا السَّحابُ المُطْبِقُ
إن كُنتَ قد أبعَدتَ عَنَّا نازِحاً / فالبُعدُ أشجَى للقُلوبِ وأشْوَقُ
أُثني عليكَ كأنَّني مُتَفضِلٌ / ولَكَ التَفضُّلُ عندَ مَن يَتَحقَّقُ
لو لم يكُنْ لكَ ما نَطَقْتُ بِمَدْحِهِ / فتُرَى بماذا كانَ شِعري يَنطِق
جادَ الزَّمانُ بنعمةٍ مُتَصدِّقا
جادَ الزَّمانُ بنعمةٍ مُتَصدِّقا / فشكرتُ نعمتَهُ ولستُ مُصدِّقا
يا نعمةً طَفَحتْ عليَّ غَلِطتُ بل / شَمَلَت جميعَ السَّاكنينَ المَشرِقا
حَمَلت لنا بَشرَى السُّرورِ سفينةٌ / حقٌّ على أخشابها أن تُورِقا
قد كانَ ذاكَ أسَرَّ لي من شَحْنِها / بالدُّرِ حتى أوشكتْ أن تغرقا
يا رأسَ زاويةِ العشيرةِ لا تَدَعْ / من بعدِكَ البُرجَ الحصينَ مُمزَّقا
ما كنتُ أرضَى بالبقا يوماً إذا / قالوا فُلانٌ قد مَضَى ولكَ البقا
يا ثغرَ بيروتَ ابتسمْ متهلِلاً / وليَبتهجْ شَجَرُ الغياضِ مُصفِّقا
ولتَرْقصِ اللّججُ العظيمةُ حولها / طرباً ويطفحْ نهرُها متدفِّقا
ولتلَبسِ الأرض الأريضةُ سُندُساً / خَضْراً ويلبَسْ زَهرُها الإسْتبرَقا
وتَجُرُّ أرواحُ النَّسائِمِ فوقَها / ذيلاً من المِسكِ الذَّكيِّ مُفتَّقا
عادَ الذي ابتهجَ الكلامُ بوَفْدِهِ / طرَباً وقد هنَّا البيانُ المَنطقِا
لا تُخبِروا عنهُ الطُّروسَ فربَّما / تلقي سوادَ الحبرِ من فرحِ اللِّقا
من عاشَ في دنيا التَّجاربِ لم يزلْ / متقلِّباً بينَ السَّعادةِ والشَّقا
هي حَوْلَنا ماءٌ وطينٌ فانظُروا / مَن خاضَ بينهما أيَطمعُ في النَّقا
ذَكَرَ النَّقا فاهتزَّ من ذِكرِ النَّقا
ذَكَرَ النَّقا فاهتزَّ من ذِكرِ النَّقا / أتُرَى استُطِيرَ فُؤَادُهُ أم أخفقا
وتَنفَّسَ الصُّعَداء حتَّى خِلتهُ / لو كانَ بينَ أراكِهِ ما أورَقا
كلٌّ لهُ قلبٌ وقلبُ أخي الهَوَى / لَربيبِ قومٍ في هَواهُ تَعلَّقا
يَجِدُّ التَّنعُّمَ في الشَّقاءِ ويَلتظِي / غَضَباً إذا قالوا نَظُنُّكَ أحمقا
طُبِعَ الزَّمانُ على العِنادِ وأهلُهُ / طُبِعوا على أخذِ الخديعةِ مَوثِقا
إنِّي أُصدِّقُ قولَ حُرٍّ صادقٍ / لكنَّني أجِدُ التَّجاربَ أصدَقا
من آلِ ساروفيمَ بدرٌ غابَ في
من آلِ ساروفيمَ بدرٌ غابَ في / لحدٍ لحُكمِ القادِرِ الخَلاّقِ
غصنٌ أتاهُ البينُ في شَرْخِ الصِّبا / بالقَصْفِ عندَ نضارةِ الأوراقِ
نادَى أباهُ داعياً لجوارِهِ / فأجابهُ مِن كَثْرَةِ الأشواقِ
وأتاهُ بالتأريخِ يُنشدُ باكياً / يَفنَى الزَّمانُ وذِكرُ يوسُفَ باقِ
أمسَى الحبيبُ ابنُ الغَزالِ مُنعَّماً
أمسَى الحبيبُ ابنُ الغَزالِ مُنعَّماً / في مجدِ فِردَوسٍ إليهِ قَدِ اُرتقَى
فتقدَّمَ التَّأريخُ فيهِ مُنادياً / هذا الحبيبُ مَعَ المسيحِ قدِ اُلتقَى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025