القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ نُباتَة المِصْري الكل
المجموع : 17
عوذت شعرك بالظلام وما وسق
عوذت شعرك بالظلام وما وسق / وسناك بالقمر المنير إذا اتَّسق
آهاً لها من طلعة في طرة / لاحت فلا لاحَ الصباح ولا الغسق
وهلالٌ تمّ طالع في سعدِه / لكنَّ نجم حشايَ فيه قد احترق
رشأٌ وجدت العذل فيه باطلاً / لما وجدت بمقلتيه السحر حق
زعم المشنع أنني واصلته / ليت المشنع عن تواصلنا صدق
بأبي الذي أجريت أحمر أدمعي / في حبِّه فإذا ابتغى أمداً سبق
يا للجوانح والبكاء تطابقاً / هذي مقيَّدة وذاك قد انْطلق
قمْ يا غلام وهاتها في حبه / صفراء مشرقةً كما وضح الشفق
هذي الحمائم في منابر أيكها / تملي الغنى والطلّ يكتب في الورق
والقضب تخفض للسلام رؤوسها / والزهر يرفع زائريه على الحدق
فعسى تجدّد لي زمان تواصل / قد كانَ في اللّذَّات معنى مسترق
لا تسمعنَّ بأنَّ قلبي قد سلا / ذاكَ الزمان وذاكَ قول مختلق
تتخالف الأخبار لكنّ الندى / خبرٌ عن الملك المؤيد متفق
ملك خزائن ماله وعداته / تشكو بأيديه التفرق والفرق
البحر في كفيه أو في صدره / فانهل وإن ناويته فاخش الغرق
ذاك الذي بالناس يفدى شخصه / ويعاذ في ظلم الحوادث بالفلق
للسيف في يمنى يديه جدول / فلذا يفيض على جوانبه العَلق
وبكفه القلم الذي لا يشتكى / فتق الأمور لفضله لا رتق
تجري البحار فلو رمى بحربه / لا نشق ذاك البحر غيظاً وانفلق
فيه مآرب للعلوم وللندى / إن فاض راق وإن أفاض القول رق
كالغصن يستحلى سنا أزهاره / ويجود بالثمر الجنيّ وينتشق
فاز امرؤٌ ألقى يمين رجائه / لمقام إسماعيل يوماً واعتلق
المرتجى والأفق محجوب الحيا / والملتجا والدهر مرهوب الحنق
لله كم خضعت لعليا مجده / رأس وكانت ذات صول لم يطق
سارت سيادته وأمعن شوطها / فغدت على الأعناق واصلة العنق
وأراد أن يجري إلى غاياته / صوب الحيا فلذاك ألجمه العرق
النصر والدنيا الخصيبة والهدى / إن صال أو بذل الصنائع أو نطق
لاقيته فشفى رجايَ وعانقت / كفاي من جدواه أطيب مُعتنَق
وروائح المعروف لا تخفى على / حال فشمُوا من أنامليَ العَبق
يا أيها الملك المؤيد دعوةً / تذر العداة بغيظها تشكو الحرق
واصلت قصدي باللهى وقطعت ما / بيني وبين بني الزمان من العُلَق
فلأشكرنّ جميل ما أوليتني / شكر الرياض الزهر للماء الغدق
بمدائح أهّلتني لنظامها / فغدت محررة وعنقيَ مسترق
درر خدمتُ بها علاك وإنما / عُطفت على درر العلى عطف النسق
ما بتّ فيك بدمع عيني أشرق
ما بتّ فيك بدمع عيني أشرق / إلا وأنت من الغزالة أشرق
يا من تحكم في الجوارح حسنُه / فالقلب يؤسر والمدامع تطلق
أنفقت عيني في البكاء وحبَّذا / عينٌ على مرآى جمالك تنفَق
وأخافني فيك العذولُ وما درى / إني لجودك في الهوى أتشوّق
قسماً بمن جعل الأسى بك لذةً / والدمع راحة من يحبّ ويعشق
إن العذول هو الغني وأن من / يفني عليك حياته لموفّق
لي من نصيب هواك سهمٌ وافرٌ / وسهام سحر من جفونك ترشق
يمتار من دمعي عليك ذوو البكا / فاعجب له من سائلٍ يتصدّق
ولقد سقيت بكأس فيك مدامة / في غيظ لوّامي عليك فلا سقوا
وضممْت من عطفيك غصن ملاحةٍ / بالحلي يزهر والغلائل تورِق
وقرأت في خديك بعد تأمل / خطًّا به حبّ القلوب معلق
ورزقت من جفنيك ما حسد الورى / حظي عليه وهو رزق ضيق
ونُعمت باللّذات وهي جديدةٌ / ولبست ضوءَ الرَّاح وهو معتّق
في ليل أفراح كأنَّ هلاله / للشرب ما بين الندامى زَوْرَقُ
يا حبَّذا ليلٌ نبيع به الكرى / لكننا لا عن رضًى نتفرّق
حيث الشباب إلى المسرة راكض / لا يستقرّ وطالبٌ لا يرفق
سقياً لأوقات الشبيبة إنها / أوفى لمطّلب السرور وأوفق
ما سرّني أنّ الكميت تحثها / نحوي السقاة وأن فوْدي أبلق
غني بكأسك يا نديم فإنّ لي / جفناً مدامعه أرقّ وأرْوَق
زال الصبا ونأى الحبيب فعادني / أرقٌ على أرق ومثليَ يأرق
وكأنّ عيني راحةٌ ملكيّة / حلف النوال بأنها لا تطبق
نشأ النوال الأفضليّ فلم نسل / في الأفق هل نشأ الغمام المغدق
إن كان في الكرماء رسل سماحةٍ / فمحمدٌ منها الأخير الأسبق
ملك أقام على حماه وذِكرُهُ / بالمكرمات مغرّبٌ ومشرِّق
ما ضره والفعل فعل باهر / طلب السهى والأصل أصلٌ معرق
من أسرة تقوية حظ الأولى / يوم الفخار لقهرها أن يتقوا
النجم بعض ريارهم فلينزلوا / والنجم بعض حدودهم فليرتقوا
إن فاخروا بقديمهم لم يدفعوا / أو سابقوا بجديدهم لم يلحقوا
إن يفنَ ماضيهم على سنن الردى / فكأنهم ببقاء أفضلهم بقوا
الأرض واسعة بجدوَى ملكهم / والعدل في أيامه متوثق
ملأت موافقة القلوب مهابة / فالقلب قبل الطرف فيها مطرق
وكأنما صور الوقوف أمامه / صور الذمى فمواثل لا تنطق
سارٍ على منهاج أسرة بيته / ترجو البرية حالتيه وتفرق
لا عيب فيه سوى عزائم قصّرت / عنها الكواكب وهي بعد تحلق
وندى تتابع وفده حتى اشتكت / نفحات أنعمه الفلا والأينق
فياض سيب حين يزهى مجلس / وخضيب سيف حين يعرو فيلق
تلقاه بين مهابة ولطافة / كالسيف فيه مضاً وفيه رونق
وتراه من لمع الأسنة سافراً / كالبدر بين كواكب تتألق
حيث الغضا بين السلاح كأنه / لجّ تحقق بنده يترقرق
والطير تقربها الظبا فمن السماء / والأرض تغشاه الضيوف وتطرق
يا أيها الملك المكمل فضله / وُقّيت من حدقٍ إليك تحدّق
وبقيت للمدَّاح تجلب عيسهم / جلباً بغير بلادكم لا ينفق
أذكرتنا زمن المؤيد لا غدت / مثواه باكية الغمام تشهّق
حتى تجرّبه ذيول حديقة / أكمامها بيد النسيم تفتق
علياك علياه وخلقك خلقه / فاهنأ بلبس مدائحٍ لا تخلق
وقدوم عيد كان من طرب إلى / لقياك تخترق الصيام وتسبق
وبديعة كالروض إلا أنها / تجلى بجارحة السماع وتعشق
نظمتها عقداً لمثل مثاله / في النظم شاب من الوليد المفرق
وتلوت قاف معوّذاً من قافها / خوفاً عليه من النواظر أشفق
لا فضل لي فيها وبحرك قاذف / درر الصفات تقول للخلق انفقوا
من عشّ بيتك قد درجت وطار لي / في الخافقين جناح ذكرٍ يخفق
وبكم علمت من القريض صناعة / ما كنت لولاكم بها أتعلق
لكم الولا مني لأنَّ نداكمُ / من كلِّ حادثةٍ له في معتق
قال العذول فزاد قلباً شيّقا
قال العذول فزاد قلباً شيّقا / ما ضرَّ يا مسحور دمعك لو رقى
هيهات مع نأي الأحبَّة والضنا / ترقى دموع العين أو تجدي الرّقى
ما زاد قلبي في الدموع تبحراً / إلا وزادني العذول تملُّقا
أبكي الصبا بدموع عينٍ كادَ في / شكوى الجفا إنسانها أن ينطقا
آهاً لعهد صباً وعهد صبابةٍ / شبَّ ادِّكارهما فشيب مفرقا
يا من رمى هذا الرماد بمفرقي / ما ذا رمى قلبي الشجيّ فأحرقا
وتفرقت جفناي عن دمعٍ به / أشرت وعن ميسور نوم أملقا
إن يغن جفنيَّ البكاء فقد قلى / عدمُ الكرى فيها وأن يتفرَّقا
أفديك راشقة اللحاظ رشيقة / يا لحظها وقوامها ما أرشقا
عربيةٌ أروِي لباسمِ ثغرها / نظماً لأكباد الحواسد مقلقا
تجفو ولو أني قبرت وسلمت / سلمتُ تسليم البشاشة أوزقا
ولربَّما عطفت وغصن قوامها / بالحلي أثمر والذوائب أورقا
وضممتها في الحيِّ أرشف ثغرها / ثمَّ انتبهت فلا العذيب ولا النقا
طيفاً ألمَّ وما يظن بشاعر / قاضي القضاة سميعه إلا التقا
أمَّا الزمان فقد كساهُ نضارةً / قاضي القضاة ابن العلوم أبو البقا
قاضي القضاة تهنها علياء ما / برحت ببيتكم الممدّح أليقا
من ذا لذا إرثاً وملكاً عن رضاً / لكمُ بهِ النعمى وللأعدا الشقا
ولنا بكم هذا الهناء المجتلى / ولكم بنا هذا الثناء المنتقى
لا تعدم المدح الحسان بهاءه / وثناه مملا مغرباً أو مشرقاً
ذو السؤدد الموروث والكسب الذي / أثرى فنفق ما رجاه ونطقا
عرقت جباه السائدين حياله / وكذا يكون ابن السيادة معرقا
أبناء خزرجها وعيبة نصرها / هنئتُم الشرف التقي ثمَّ ارتقى
إن يشبه الأسلاف أخلاق لقد / رضع الرجا منها الغمام المغدقا
أكرم به متحلّياً من مصره / حتى أقام لسعدها متدمشقا
يا وارث الأنصار فضل سيادةٍ / أخذت على عهد المعالي موتقا
يا من سجعت بمدحِه إذ لم أزل / بنداه ثمَّ ندى ذويه مطوَّقا
عذراً على تأخير عبدٍ عنكمُ / أضحى بترسيم الهموم معوّقا
عرفَ الزمان بأنني أشكو إلى / رحماكَ عدّته فعاق عن اللقا
بأليمهِ يا سيدي وأليمه / لا أستطيع بشكوها أن أنطقا
ومع اهْتمام الهمّ بي فاسْتجلها / عذراء قالَ ثناؤها ما أصدقا
جاءتك في شفق الحياء وإنما / مجدتك في الحسنى أبرُّ وأشفقا
يا من على جدواه أن يهمى الحيا / وعلى نبات مدائحِي أن تعبقا
أن يغد مدحِي عن ثناك مقصراً / فلقد يرى فوق النجوم محلّقا
تشبيب مدحك مطربٌ لكنه
تشبيب مدحك مطربٌ لكنه / حقّ لإطراب المديح سباق
قاضي القضاة ويا أبا الحسن الذي / شرفت أصول علاه والأعراق
يا ابن الذين إذا تحدَّث مادحٌ / فإليهمُ ذاك الحديث يساق
يا خير من لولائنا وثنائنا / في بابه التقييد والإطلاق
أعداك والأنعام في حالٍ سوا / حقّ لمثلهما دم مهراق
فانْحرْهما في يوم عيدك وابقَ ذا / مجدٍ تضيءُ بذكره الآفاق
لرقاب جزرك والعدى حدّ المُدا / ورقابنا من جودِك الأطواق
إنِّي إذا آنست همًّا طارقاً
إنِّي إذا آنست همًّا طارقاً / عاجلت باللّذَّات قطع طريقه
وذكرت ألفاظ الحبيب وكأسه / فنعمتُ بين حديثه وعتيقه
هنئتها خلعاً تذكِّر من رأى
هنئتها خلعاً تذكِّر من رأى / نعماك للخضراءِ والعرض النقي
كنت الأحقّ بأن تهنى لبسها / فملابس التقوى أحقُّ بها التقي
كانت لنظمي رقَّةٌ
كانت لنظمي رقَّةٌ / ضنَّ الزمان بما استحقَّت
فصرفتها عن فكرتي / وقطعتها من حيث رقت
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى / والجيش محمرّ الإهاب شريق
فكأنما الدُّنيا بجودِك روضةٌ / وكأنَّ جيشك للشقيق شقيق
يا حبَّذا خدّ الحبيب
يا حبَّذا خدّ الحبيب / فقد أضاء شريقه
إن لم يكن في الحسنِ نف / س الروض فهو شقيقه
يا رُبَّ أمرد قد سبرت غويره
يا رُبَّ أمرد قد سبرت غويره / حتى أزالَ الشعر ذاك الرَّونقا
وتنكرت صفة الغوير فلم يكن / ذاك الغوير ولا النقا ذاك النقا
يفديكَ عبدٌ كم دعاك مسطراً
يفديكَ عبدٌ كم دعاك مسطراً / رقّ المديح فحاز أوفر حقّه
ووعدته وعداً ستملكه بهِ / وتكون في الحالين مالك رقَّه
يا من أعاد ودادَ وا
يا من أعاد ودادَ وا / لدهِ فجاءَ على وفاقي
حاشاك تبطي يا جواد / وأنت أسرع من براق
لك يا مليحة مقلةٌ مع حاجبٍ
لك يا مليحة مقلةٌ مع حاجبٍ / للسهمِ عن قوس لقلبي يرشق
وحبال شعرٍ قد شقيت بحبها / إن الشقيَّ بكلِّ حبلٍ يخنق
بأبي نقيّ الردف يصعب تارةً
بأبي نقيّ الردف يصعب تارةً / ويعيده سعد يهون الملتقى
ويحثُّني داعي الهوى فبحقِّه / يا سع عرِّج بي على الوادي النقا
يا من للحيته دجًى
يا من للحيته دجًى / قد ردّ نوم العاشق
عجّل بموسى قاطعٍ / واقذف بها من حالق
طوَّقتَ جيدي بالعطاء ومدحتي
طوَّقتَ جيدي بالعطاء ومدحتي / فأنا المطوَّق ساجع لك في الورق
من فعلك أشتقّ المقال فمن يقل / هذا تصدُّق قيل إذ هذا صدق
لك مقلةٌ إنسانها
لك مقلةٌ إنسانها / يجني عليَّ وأعشق
فاعجب لمن أحببتهُ / وهو العدوّ الأزرق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025