المجموع : 17
عوذت شعرك بالظلام وما وسق
عوذت شعرك بالظلام وما وسق / وسناك بالقمر المنير إذا اتَّسق
آهاً لها من طلعة في طرة / لاحت فلا لاحَ الصباح ولا الغسق
وهلالٌ تمّ طالع في سعدِه / لكنَّ نجم حشايَ فيه قد احترق
رشأٌ وجدت العذل فيه باطلاً / لما وجدت بمقلتيه السحر حق
زعم المشنع أنني واصلته / ليت المشنع عن تواصلنا صدق
بأبي الذي أجريت أحمر أدمعي / في حبِّه فإذا ابتغى أمداً سبق
يا للجوانح والبكاء تطابقاً / هذي مقيَّدة وذاك قد انْطلق
قمْ يا غلام وهاتها في حبه / صفراء مشرقةً كما وضح الشفق
هذي الحمائم في منابر أيكها / تملي الغنى والطلّ يكتب في الورق
والقضب تخفض للسلام رؤوسها / والزهر يرفع زائريه على الحدق
فعسى تجدّد لي زمان تواصل / قد كانَ في اللّذَّات معنى مسترق
لا تسمعنَّ بأنَّ قلبي قد سلا / ذاكَ الزمان وذاكَ قول مختلق
تتخالف الأخبار لكنّ الندى / خبرٌ عن الملك المؤيد متفق
ملك خزائن ماله وعداته / تشكو بأيديه التفرق والفرق
البحر في كفيه أو في صدره / فانهل وإن ناويته فاخش الغرق
ذاك الذي بالناس يفدى شخصه / ويعاذ في ظلم الحوادث بالفلق
للسيف في يمنى يديه جدول / فلذا يفيض على جوانبه العَلق
وبكفه القلم الذي لا يشتكى / فتق الأمور لفضله لا رتق
تجري البحار فلو رمى بحربه / لا نشق ذاك البحر غيظاً وانفلق
فيه مآرب للعلوم وللندى / إن فاض راق وإن أفاض القول رق
كالغصن يستحلى سنا أزهاره / ويجود بالثمر الجنيّ وينتشق
فاز امرؤٌ ألقى يمين رجائه / لمقام إسماعيل يوماً واعتلق
المرتجى والأفق محجوب الحيا / والملتجا والدهر مرهوب الحنق
لله كم خضعت لعليا مجده / رأس وكانت ذات صول لم يطق
سارت سيادته وأمعن شوطها / فغدت على الأعناق واصلة العنق
وأراد أن يجري إلى غاياته / صوب الحيا فلذاك ألجمه العرق
النصر والدنيا الخصيبة والهدى / إن صال أو بذل الصنائع أو نطق
لاقيته فشفى رجايَ وعانقت / كفاي من جدواه أطيب مُعتنَق
وروائح المعروف لا تخفى على / حال فشمُوا من أنامليَ العَبق
يا أيها الملك المؤيد دعوةً / تذر العداة بغيظها تشكو الحرق
واصلت قصدي باللهى وقطعت ما / بيني وبين بني الزمان من العُلَق
فلأشكرنّ جميل ما أوليتني / شكر الرياض الزهر للماء الغدق
بمدائح أهّلتني لنظامها / فغدت محررة وعنقيَ مسترق
درر خدمتُ بها علاك وإنما / عُطفت على درر العلى عطف النسق
ما بتّ فيك بدمع عيني أشرق
ما بتّ فيك بدمع عيني أشرق / إلا وأنت من الغزالة أشرق
يا من تحكم في الجوارح حسنُه / فالقلب يؤسر والمدامع تطلق
أنفقت عيني في البكاء وحبَّذا / عينٌ على مرآى جمالك تنفَق
وأخافني فيك العذولُ وما درى / إني لجودك في الهوى أتشوّق
قسماً بمن جعل الأسى بك لذةً / والدمع راحة من يحبّ ويعشق
إن العذول هو الغني وأن من / يفني عليك حياته لموفّق
لي من نصيب هواك سهمٌ وافرٌ / وسهام سحر من جفونك ترشق
يمتار من دمعي عليك ذوو البكا / فاعجب له من سائلٍ يتصدّق
ولقد سقيت بكأس فيك مدامة / في غيظ لوّامي عليك فلا سقوا
وضممْت من عطفيك غصن ملاحةٍ / بالحلي يزهر والغلائل تورِق
وقرأت في خديك بعد تأمل / خطًّا به حبّ القلوب معلق
ورزقت من جفنيك ما حسد الورى / حظي عليه وهو رزق ضيق
ونُعمت باللّذات وهي جديدةٌ / ولبست ضوءَ الرَّاح وهو معتّق
في ليل أفراح كأنَّ هلاله / للشرب ما بين الندامى زَوْرَقُ
يا حبَّذا ليلٌ نبيع به الكرى / لكننا لا عن رضًى نتفرّق
حيث الشباب إلى المسرة راكض / لا يستقرّ وطالبٌ لا يرفق
سقياً لأوقات الشبيبة إنها / أوفى لمطّلب السرور وأوفق
ما سرّني أنّ الكميت تحثها / نحوي السقاة وأن فوْدي أبلق
غني بكأسك يا نديم فإنّ لي / جفناً مدامعه أرقّ وأرْوَق
زال الصبا ونأى الحبيب فعادني / أرقٌ على أرق ومثليَ يأرق
وكأنّ عيني راحةٌ ملكيّة / حلف النوال بأنها لا تطبق
نشأ النوال الأفضليّ فلم نسل / في الأفق هل نشأ الغمام المغدق
إن كان في الكرماء رسل سماحةٍ / فمحمدٌ منها الأخير الأسبق
ملك أقام على حماه وذِكرُهُ / بالمكرمات مغرّبٌ ومشرِّق
ما ضره والفعل فعل باهر / طلب السهى والأصل أصلٌ معرق
من أسرة تقوية حظ الأولى / يوم الفخار لقهرها أن يتقوا
النجم بعض ريارهم فلينزلوا / والنجم بعض حدودهم فليرتقوا
إن فاخروا بقديمهم لم يدفعوا / أو سابقوا بجديدهم لم يلحقوا
إن يفنَ ماضيهم على سنن الردى / فكأنهم ببقاء أفضلهم بقوا
الأرض واسعة بجدوَى ملكهم / والعدل في أيامه متوثق
ملأت موافقة القلوب مهابة / فالقلب قبل الطرف فيها مطرق
وكأنما صور الوقوف أمامه / صور الذمى فمواثل لا تنطق
سارٍ على منهاج أسرة بيته / ترجو البرية حالتيه وتفرق
لا عيب فيه سوى عزائم قصّرت / عنها الكواكب وهي بعد تحلق
وندى تتابع وفده حتى اشتكت / نفحات أنعمه الفلا والأينق
فياض سيب حين يزهى مجلس / وخضيب سيف حين يعرو فيلق
تلقاه بين مهابة ولطافة / كالسيف فيه مضاً وفيه رونق
وتراه من لمع الأسنة سافراً / كالبدر بين كواكب تتألق
حيث الغضا بين السلاح كأنه / لجّ تحقق بنده يترقرق
والطير تقربها الظبا فمن السماء / والأرض تغشاه الضيوف وتطرق
يا أيها الملك المكمل فضله / وُقّيت من حدقٍ إليك تحدّق
وبقيت للمدَّاح تجلب عيسهم / جلباً بغير بلادكم لا ينفق
أذكرتنا زمن المؤيد لا غدت / مثواه باكية الغمام تشهّق
حتى تجرّبه ذيول حديقة / أكمامها بيد النسيم تفتق
علياك علياه وخلقك خلقه / فاهنأ بلبس مدائحٍ لا تخلق
وقدوم عيد كان من طرب إلى / لقياك تخترق الصيام وتسبق
وبديعة كالروض إلا أنها / تجلى بجارحة السماع وتعشق
نظمتها عقداً لمثل مثاله / في النظم شاب من الوليد المفرق
وتلوت قاف معوّذاً من قافها / خوفاً عليه من النواظر أشفق
لا فضل لي فيها وبحرك قاذف / درر الصفات تقول للخلق انفقوا
من عشّ بيتك قد درجت وطار لي / في الخافقين جناح ذكرٍ يخفق
وبكم علمت من القريض صناعة / ما كنت لولاكم بها أتعلق
لكم الولا مني لأنَّ نداكمُ / من كلِّ حادثةٍ له في معتق
قال العذول فزاد قلباً شيّقا
قال العذول فزاد قلباً شيّقا / ما ضرَّ يا مسحور دمعك لو رقى
هيهات مع نأي الأحبَّة والضنا / ترقى دموع العين أو تجدي الرّقى
ما زاد قلبي في الدموع تبحراً / إلا وزادني العذول تملُّقا
أبكي الصبا بدموع عينٍ كادَ في / شكوى الجفا إنسانها أن ينطقا
آهاً لعهد صباً وعهد صبابةٍ / شبَّ ادِّكارهما فشيب مفرقا
يا من رمى هذا الرماد بمفرقي / ما ذا رمى قلبي الشجيّ فأحرقا
وتفرقت جفناي عن دمعٍ به / أشرت وعن ميسور نوم أملقا
إن يغن جفنيَّ البكاء فقد قلى / عدمُ الكرى فيها وأن يتفرَّقا
أفديك راشقة اللحاظ رشيقة / يا لحظها وقوامها ما أرشقا
عربيةٌ أروِي لباسمِ ثغرها / نظماً لأكباد الحواسد مقلقا
تجفو ولو أني قبرت وسلمت / سلمتُ تسليم البشاشة أوزقا
ولربَّما عطفت وغصن قوامها / بالحلي أثمر والذوائب أورقا
وضممتها في الحيِّ أرشف ثغرها / ثمَّ انتبهت فلا العذيب ولا النقا
طيفاً ألمَّ وما يظن بشاعر / قاضي القضاة سميعه إلا التقا
أمَّا الزمان فقد كساهُ نضارةً / قاضي القضاة ابن العلوم أبو البقا
قاضي القضاة تهنها علياء ما / برحت ببيتكم الممدّح أليقا
من ذا لذا إرثاً وملكاً عن رضاً / لكمُ بهِ النعمى وللأعدا الشقا
ولنا بكم هذا الهناء المجتلى / ولكم بنا هذا الثناء المنتقى
لا تعدم المدح الحسان بهاءه / وثناه مملا مغرباً أو مشرقاً
ذو السؤدد الموروث والكسب الذي / أثرى فنفق ما رجاه ونطقا
عرقت جباه السائدين حياله / وكذا يكون ابن السيادة معرقا
أبناء خزرجها وعيبة نصرها / هنئتُم الشرف التقي ثمَّ ارتقى
إن يشبه الأسلاف أخلاق لقد / رضع الرجا منها الغمام المغدقا
أكرم به متحلّياً من مصره / حتى أقام لسعدها متدمشقا
يا وارث الأنصار فضل سيادةٍ / أخذت على عهد المعالي موتقا
يا من سجعت بمدحِه إذ لم أزل / بنداه ثمَّ ندى ذويه مطوَّقا
عذراً على تأخير عبدٍ عنكمُ / أضحى بترسيم الهموم معوّقا
عرفَ الزمان بأنني أشكو إلى / رحماكَ عدّته فعاق عن اللقا
بأليمهِ يا سيدي وأليمه / لا أستطيع بشكوها أن أنطقا
ومع اهْتمام الهمّ بي فاسْتجلها / عذراء قالَ ثناؤها ما أصدقا
جاءتك في شفق الحياء وإنما / مجدتك في الحسنى أبرُّ وأشفقا
يا من على جدواه أن يهمى الحيا / وعلى نبات مدائحِي أن تعبقا
أن يغد مدحِي عن ثناك مقصراً / فلقد يرى فوق النجوم محلّقا
تشبيب مدحك مطربٌ لكنه
تشبيب مدحك مطربٌ لكنه / حقّ لإطراب المديح سباق
قاضي القضاة ويا أبا الحسن الذي / شرفت أصول علاه والأعراق
يا ابن الذين إذا تحدَّث مادحٌ / فإليهمُ ذاك الحديث يساق
يا خير من لولائنا وثنائنا / في بابه التقييد والإطلاق
أعداك والأنعام في حالٍ سوا / حقّ لمثلهما دم مهراق
فانْحرْهما في يوم عيدك وابقَ ذا / مجدٍ تضيءُ بذكره الآفاق
لرقاب جزرك والعدى حدّ المُدا / ورقابنا من جودِك الأطواق
إنِّي إذا آنست همًّا طارقاً
إنِّي إذا آنست همًّا طارقاً / عاجلت باللّذَّات قطع طريقه
وذكرت ألفاظ الحبيب وكأسه / فنعمتُ بين حديثه وعتيقه
هنئتها خلعاً تذكِّر من رأى
هنئتها خلعاً تذكِّر من رأى / نعماك للخضراءِ والعرض النقي
كنت الأحقّ بأن تهنى لبسها / فملابس التقوى أحقُّ بها التقي
كانت لنظمي رقَّةٌ
كانت لنظمي رقَّةٌ / ضنَّ الزمان بما استحقَّت
فصرفتها عن فكرتي / وقطعتها من حيث رقت
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى
أقبلت يا ملك الشجاعة والندى / والجيش محمرّ الإهاب شريق
فكأنما الدُّنيا بجودِك روضةٌ / وكأنَّ جيشك للشقيق شقيق
يا حبَّذا خدّ الحبيب
يا حبَّذا خدّ الحبيب / فقد أضاء شريقه
إن لم يكن في الحسنِ نف / س الروض فهو شقيقه
يا رُبَّ أمرد قد سبرت غويره
يا رُبَّ أمرد قد سبرت غويره / حتى أزالَ الشعر ذاك الرَّونقا
وتنكرت صفة الغوير فلم يكن / ذاك الغوير ولا النقا ذاك النقا
يفديكَ عبدٌ كم دعاك مسطراً
يفديكَ عبدٌ كم دعاك مسطراً / رقّ المديح فحاز أوفر حقّه
ووعدته وعداً ستملكه بهِ / وتكون في الحالين مالك رقَّه
يا من أعاد ودادَ وا
يا من أعاد ودادَ وا / لدهِ فجاءَ على وفاقي
حاشاك تبطي يا جواد / وأنت أسرع من براق
لك يا مليحة مقلةٌ مع حاجبٍ
لك يا مليحة مقلةٌ مع حاجبٍ / للسهمِ عن قوس لقلبي يرشق
وحبال شعرٍ قد شقيت بحبها / إن الشقيَّ بكلِّ حبلٍ يخنق
بأبي نقيّ الردف يصعب تارةً
بأبي نقيّ الردف يصعب تارةً / ويعيده سعد يهون الملتقى
ويحثُّني داعي الهوى فبحقِّه / يا سع عرِّج بي على الوادي النقا
يا من للحيته دجًى
يا من للحيته دجًى / قد ردّ نوم العاشق
عجّل بموسى قاطعٍ / واقذف بها من حالق
طوَّقتَ جيدي بالعطاء ومدحتي
طوَّقتَ جيدي بالعطاء ومدحتي / فأنا المطوَّق ساجع لك في الورق
من فعلك أشتقّ المقال فمن يقل / هذا تصدُّق قيل إذ هذا صدق
لك مقلةٌ إنسانها
لك مقلةٌ إنسانها / يجني عليَّ وأعشق
فاعجب لمن أحببتهُ / وهو العدوّ الأزرق