القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 19
قَمرٌ إذا عاتَبتُهُ شغَفاً بِهِ
قَمرٌ إذا عاتَبتُهُ شغَفاً بِهِ / غَرسَ الحياءُ بوجنتَيْهِ شَقيقَا
وتلهّبتْ خجَلاً فلولا ماؤها / مترقرِقٌ فيها لصار حَرِيقَا
وازْوَرَّ عنِّي مُطرِقاً فأضلَّنِي / أن أهتدي نحوَ السُّلوِّ طَريقَا
فَليلْحَني مَن شاءَ فيهِ فَصَبوَتي / بهواهُ سُكرٌ لستُ مِنهُ مُفيقَا
انظُر شَماتَةَ عاذِلي وسُرورَهُ
انظُر شَماتَةَ عاذِلي وسُرورَهُ / بكُسُوفِ بَدرِي واشتِهارِ مَحاقهِ
غَطّى ظَلامُ الشّعْرِ من وَجناتِه / صُبحاً تضيءُ الأرضُ من إشراقهِ
وهو الجهُولُ يقولُ هذا عارضٌ / هُو عارضٌ لكن على عُشّاقِهِ
للهِ ليلتُنا التي رَحُبَتْ لَنا
للهِ ليلتُنا التي رَحُبَتْ لَنا / فيها المسرّةُ في مجالٍ ضَيّقِ
ما شَابَها لولا مَشِيبُ ظلامِها / كَدَرٌ ولا راعَتْ بِواشٍ مُحنَقِ
فلوِ استطعتُ خَضَبتُها بشَبيبتي / وجعلتُ لونَ صَباحِها في مَفرِقي
يَا لائِمي أُنْظُر إلى قَمرٍ
يَا لائِمي أُنْظُر إلى قَمرٍ / في الأرضِ في وجنَاتِه شَفَقُ
وبخدِّهِ وَردٌ إذا نَظَرَتْ / عَيني إليه تَناثَر الورَقُ
سبحانَ مَن أذكى بوجنتهِ / نارَ الحياءِ وليسَ يَحتَرقُ
لو أحْسنوا في مَلِكنَا أو أعتَقوا
لو أحْسنوا في مَلِكنَا أو أعتَقوا / لَصَفَا لَهُم من وُدّنا ما رنَّقُوا
مَلّكْتُهم رِقّي كما حكم الهوَى / فأبى اعتسَافُ جَمالِهم أن يَرفُقُوا
لَهِجُوا بهَجري في الدُّنوِّ كأنّهُم / لم يعلَمُوا أنّ الزّمانَ يُفَرِّقُ
أمُشَيِّعِي باللّحظِ خَوفَ رَقِيبِه / والدّمعُ من أجفانِه يترقرَقُ
قد كنتُ أخضعُ قبلَ بَيْنِكَ للنّوى / فالآنَ لستُ من التّفَرّقِ أفْرَقُ
هّذي النّوَى قد نَالني من صَرْفِها / ما كُنتُ منه زمانَ وصلِكَ أُشْفِقُ
ويَهيجُنِي بعد اندمالِ صَبَابَتِي / ورْقاءُ مادَ بِهَا قضيبٌ مُورِقُ
عجماءُ تَنطِقُ بالحَنينِ ولم يَهِج / شوقَ القلوبِ كاعَجمِيٍّ ينطِقُ
بي مَا بَها لكن كتَمتُ وأعلَنَتْ / ودموعُها حُبِسَتْ ودمعيَ مُطْلَقُ
كمْ دُونَ رَبْعِك مَهْمهٌ مُتقاذِفٌ / تَشقَى الركابُ به وبيدٌ سَمْلَقُ
ملَّ السُّرَى فيه الصِّحَابُ فعرَّسُوا / والشّوْقُ يُوضِع بي إليكَ ويُعنِقُ
قَطَعتْ إليكَ بنا المَطِيُّ وحثَّها / أشواقُها والشّوقُ نعم السّيِّقُ
بَارَتْ مَطارحَ لَحْظِهَا فيخالُها الرْ / رائِي تَسابقَ لحظُها والأسؤقُ
تَشكُو إلينا شوقَها وحنينَها / وَلرَكْبُها منْها أحَنُّ وأشْوَقُ
مَعْقُولةٌ بِيَد الغَرامِ طليقةٌ / هَل يُفتَدى ذاكَ الأسيرُ المطْلقُ
مُنيَتْ بحَمْلِ غَرامِنا وغَرامِها / فَتجشّمتْ مالا تُطيقُ الأيْنُقُ
ألِفَ القِلَى وأجَابَ دَاعيةَ النّوَى
ألِفَ القِلَى وأجَابَ دَاعيةَ النّوَى / فَبُليتُ منه بِهِجرَةٍ وفرَاقِ
والصّبُّ راحتُهُ البكاءُ ومُذْ نَأى / إنْسانُ عَينِيَ أمْحلَتْ آمَاقي
لو كنتُ أطمعُ في بقاءِ عُهودِهِ / سكنَتْ بَلابِلُ قَلبيَ الخَفّاقِ
رفقاً بقلب الصّبِّ رفقَا
رفقاً بقلب الصّبِّ رفقَا / هُو دُونَكم بالبَيِنِ يَشْقَى
لا تَحسَبَنْه يَاخ خليْ / يَ القَلب بَعد البعْد يَبْقَى
في زُمرة الشّهدَاءِ يُح / شَرُ في غَدٍ إن مَاتَ عِشْقا
مَن مُبلغُ النّائِي المقيمِ تَحيّةً
مَن مُبلغُ النّائِي المقيمِ تَحيّةً / مِن رَاحلٍ شَاكٍ جَوَى أشْوَاقِهِ
لَهجٍ مع اليأْسِ المُبينِ بذكْرِه / قَلقِ الحشَا لِبِعادِهِ خَفّاقِهِ
وهُو الخَلِيقُ بأن يَموتَ كآبةً / لكنّ حُسنَ الصّبرِ من أخْلاقِه
إنْ تَقْطَعِ الأيّامُ منك عَلائِقِي
إنْ تَقْطَعِ الأيّامُ منك عَلائِقِي / فأنَا المُواصِلُ بالودَادِ الصّادِقِ
أرضَى من العهدِ القديمِ بِرَعْيِهِ / ومنَ الزّيَارَةِ بالخَيالِ الطّارِقِ
هَذا وعِندي للفِراقِ مآتِمٌ / فيهَا التّجمّلُ والعَزَاءُ مُفارِقِي
وأُلاَمُ في شَكْوَى جَوَايَ وقَلّمَا / يَحظى المُفارِقُ بالرّفِيقِ الرّافِقِ
هَل يُغْنِيَنْ صَمتي عن الشّكْوى إذا / شَكَت الجَوَى زَفَراتُ قَلبي الخَافِقِ
هَبْني أكَفكِفُ زَفْرَتي وَمَدامِعي / مَا حيْلَتي وَشَجَا التّجمّلِ خَانِقِي
أنا كالحمامِ تَبُوحُ حينَ تَنُوحُ بالشكْ / وَى ولَم تَفْغَر لَها فَمَ نَاطِقِ
بِالغَورِ أهلُكِ يابُثَينَ وأهلُنا
بِالغَورِ أهلُكِ يابُثَينَ وأهلُنا / بالأبْرَقَينِ فأينَ أينَ المُلْتقى
بَعُدَ المزَارُ فلو سَرى لزيارتِي / طيفُ الخيالِ ثَناهُ هولُ المُرتَقى
كم شِمتُ برقاً منك أخْلَفَ نوْءُه / قبلَ النّوى وظننتُ ظَنّا أخْفَقَا
فَعلامَ أجزَعُ للفِراقِ وإنّنِي / لأرَاه أرْأفَ بالقُلوبِ وأرفَقَا
أشْتاقُكمْ فإذا نَظرتُ إليكُمُ
أشْتاقُكمْ فإذا نَظرتُ إليكُمُ / زادَ الدّنُوّ صَبَابَتي وتَشَوُّقي
فَمتَى أُفِيقُ وبُعدُكُم يُذكي جَوَى / قَلْبِي ويُضرِمُ شوْقَه أن نَلْتَقِي
يا اُبنَ الأُلَى جمعَ الفخارَ لبِيتهمْ
يا اُبنَ الأُلَى جمعَ الفخارَ لبِيتهمْ / ما شَتَّتُوهُ من العَطاءِ وفرّقُوا
وتَملَّكُوا رِقَّ الأكارِمِ بالّذِي / فَكّوا به رِقَّ العُنُاةِ وأطلَقُوا
أشكُو إلى عَلياكَ هَمّاً ضَاقَ عَن / كِتمانِه صَدرِي وما هو ضَيِّقُ
وطوارِقاً للهمّ أَقريها الكرَى / وتَلُظُّ بي صُبحاً فما تَتَفَرَّقُ
لو لم أُمَنِّ النّفسَ أنَّكَ كاشفٌ / كُرباتِهَا عَنْها لكادتْ تَزهَقُ
أنا عائذٌ بك من عُقوقٍ مُحبطٍ / عَملي فَعِصياني لأمرِكَ مُوبِقُ
لا تُلزِمَنِّي بالهَوانِ وحَملِهِ / إنَّ اُحتمالَ الهُونِ ثِقْلٌ مُرهِقُ
دَعني وقَطعَ الأرضِ دُونَ مَعاشِرٍ / كُلٌّ عليَّ لِغيرِ جُرمٍ مُحنَقُ
تَغلِي عليَّ صُدورُهم من غَيظِهم / فتكادُ من غيظٍ عليَّ تَحرَّقُ
تَعشَى إذا نَظرُوا إليّ عُيونُهم / تحتى كأنّ الشّمسَ دُوني تُشرِقُ
كَسَدَت عليَّ بضَائِعي فيهم فَلاَ / أدَبي ولا نَسَبِي عليهم يَنفُقُ
أعيَا عليَّ رضاهُم فيئستُ من / إدراكِه ما النَّجمُ شيءٌ يُلحقُ
إن أغْشَهُمْ قالُوا خَلُوبٌ مَاذِقٌ / أوْ أَجْفُهُم قالُوا عَدوٌّ أَزرقُ
قد أفسدُوا عَيشِي عَلَيَّ وعيشَهُم / فأنا الشَقِيُّ بِهم وبي أيضاً شَقُوا
فاسَمحْ ببُعدِي عنهمُ برضَاكَ لِي / إنَّ الّذي ترضَى عليه مُوفَّقُ
فلعلَّ بعضَ العُمرِ وهو أَقَلُّهُ / ألاّ يُكدِّرَ بالهُمومِ ويُمذَقُ
وعَسَى قلوبٌ أعضَلَتْ أدواؤُها / في قُربِنَا بعد التَّفرِّقِ تُفرِقُ
فضلُ الأقارِب بِرُّهُم وحُنوُّهُم / فإذا جَفوْني فالأباعِدُ أرفَقُ
أتظّنِني أرجُو عَواطِفَ وُدِّهِمْ / إنّي إذاً عبدُ المطامعِ أخْرقُ
بَيني وبَيْنَهُمُ هِناتٌ في الحشَا / منها نُدوبٌ ما بقِيْتُ وما بقَوُا
لا تَغتَرِرْ برجَائِهِمْ أن يُحسِنُوا / كم قد رأينَا من رجاءِ يُخفِقُ
خُذ ما تَراهُ ودعْ أحاديثَ المُنى / إنَ الأماني فيهمُ لا تَصدقُ
وأغِثْ فإنّ السّيلَ قد بلغَ الزُّبَى / حقًّا وأدرِكْني قُبيلَ أُمزَّقُ
بَعُدتْ مسافةُ بينِنَا وتوحّشَتْ
بَعُدتْ مسافةُ بينِنَا وتوحّشَتْ / حتّى على طيفِ الخيالِ الطّارِقِ
ويئستُ من أن نَلتقِي لكنّنِي / ألقَى تذكُّركُم بقلبٍ خَافِقِ
وأُغيِّضُ العَبراتِ وهي فرائِدٌ / من لُؤلؤٍ فَتفيضُ سمطَ عَقائقِِ
لا تُفسِدَنَّ نَصيحتِي بشِقَاقِ
لا تُفسِدَنَّ نَصيحتِي بشِقَاقِ / وأبيكَ ما السُّلوانُ من أخْلاقي
حظَرَ الوفاءُ عليَّ أن أسلُو فلا / فُكَّ السُّلُوُّ من الغرامِ وَثَاقي
لا ترجُوَنَّ لِيَ الشِّفاءَ من الجوَى / واليأسُ كلُّ اليأسِ من إِفراقي
كيف الإفاقةُ للَّدِيغِ أَخي اُلهَوى / من دَائِه والسُّمُّ في الدِّريَاقِ
سُقْمُ الجفُون سَقَامُه وشفاؤُه / فيها فمَنها الدّاءُ وهي الرّاقي
وأغنّ راعتْنِي النّوَى بفِراقِهِ / ولَكَم فُجعتُ ولا كذَا بِفراقِ
أخلُو بأفكارِي لِتُدنَي شخصَه / خُدَعُ المُنَى من قلبيَ الخفّاقِ
وأُكرِّرُ التَّسآلَ عنه لجاهلٍ / علمِي وتلك عُلالةُ المشتاقِ
فإذا تسامحَ لِي اُلزَّمانُ بقُربِه / من بعدِ بَيْنَيْ فُرقةٍ وشِقَاقِ
باثثْتُهُ وجْدي وقلتُ يَرِقِّ لي / فأجابَني بالصّمتِ والإطراقِ
ويلومُنْي فيهِ رفيقٌ يدَّعِي / نُصحِي أضاعَ النُّصحُ حقَّ رِفاقي
إِيهاً كلانا يشتكي حَرَّ الهَوى / لكنْ جهِلْتَ تَبايُنَ العُشّاقِ
أنت استضأْتَ بنارِه متبصِّراً / وأنا صُلِيتُ بجمرِهِ المِحراقِ
أتلومُنِي بعد الهُبوبِ من الكرَى / وحشاكَ مثلوجٌ ودمعُكَ راقي
لا دَرَّ درُّك سوف يُفرِدُكَ الهوَى / منّي فلا تتعجَّلَنَّ فِرَاقي
أسلَمتَنِي للوجدِ إن أرضاكَ أَن / أضْنَى فكُلُّ رِضايَ أنّكَ باقي
إن جُرْتَ عن نهجِ الكرامِ فمرشِدٌ / لك مُرشدٌ بمكارِمِ الأخلاقِ
فاعمَدْ لمجدِ الدّين تلقَ المجدَ ما / لاقيتَه أَكرِمْ به مِن لاَقي
فإذا وصلتَ إلى أغرِّ محَجَّبٍ / مخلوقةٍ كفّاهُ للإنفاقِ
فاربَعْ بربعٍ لا يزالُ نَزيلَه / حُسنُ الثّناءِ وخَشيةُ الخَلاّقِ
واُبلِغْ تَحيةَ نازحٍ قذَفَتْ به / أيدِي النّوَى في أسحَقِ الآفاقِ
قد كانَ بالشّامِيِّ يُعرفُ بُرهةً / من دَهرِهِ والآنَ فهْوَ عِرَاقي
أنضَى الوجيفُ رِكابَه وجيادَه / فكأنَّهُنَّ قلائدُ الأعناقِ
وهو الجليدُ على خُطوبِ زمانِه / لا يشتكِي منها سوَى الأشواقِ
ينزُو لذكر أبي سلاَمَةَ قلبُهُ / فيكادُ يمرُقُ من حَشاً وصِفَاقِ
واهتِفْ به يا خيرَ من أرجوه لِلْ / لَأْوَاءِ أو أدعُوهُ يومَ تَلاقِ
بي لوعَتان عليكَ يضعُفُ عنهما / جَلَدِي من الأشْواقِ والإشفاقِ
فالشوقُ أنتَ بهِ العليمُ وغالبُ ال / إشفاقِ مما أنْتَ فيَّ مُلاقِي
وإذا اُخطأَتْكَ الحادثاتُ فكلُّ ما / ألقَاهُ محمولٌ على الأَحدَاقِ
يا راكبَ الشِّدَنِيَّةِ الغَيْداقِ / ومُتَابِعَ الزّمَلانِ بالإِعْنَاقِ
في فتيةٍ وصَلُوا السُّرَى حتى انبَرت / أجسامُهم أخفَى من الأَرماقِ
من كلِّ مهتَزٍّ بكفِّ نُعاسِه / هزَّ الوليدِ ثِنَايَةَ المِخْرَاقِ
وضَعَ النُّعاسُ على الأكُفِّ خُدودَهم / فكأَنّهم خُلقُوا بلا أعْنَاقِ
إِمّا بلغتُم سالمينَ فبِلِّغوا / أوفَى تحيّةِ مُشئمٍ لِعَراقي
وتوسّمُوا ذاكَ المُحيَّا واُمتَرُوا / تِلكَ البَنانَ مفاتِحَ الأَرزاقِ
من آل مُنقِذٍ اُلذينَ عِرَاصُهُم / ملأى من الزُّوَّارِ والطُّرُّاقِ
اللاّبِسينَ من المكارمِ جُنّةً / ما للمَعَايِبِ غيرَها من وَاقِ
يتهلّلُون لدَى النَّوالِ وفي الوغَى / يَسطُون بالإرعاد والإبرَاقِ
يا أيُّها المولَى الذي بِبِعادِه / عنِّي قَرُبتُ من الرّدى المُعتَاقِ
لي أنَّهُ الشَّاكِي الشجيُّ لِما بهِ / إمَّا ذُكِرتَ ولوعةُ المشتاقِ
وإذا الجفونُ نظرنَ بعدكَ نُزهَةً / عاقبتُهُنَّ بدمعِيَ المُهراقِ
لا تطلُبَنْ منِّي المسرَّةَ إنَّها / عَذراءُ قد متَّعتُها بطَلاقِ
أمَّا أبوكَ فداؤُهُ مُستحكِمٌ / ما إنْ له بِسواكَ من إفْراقِ
كيف السُّلُوُّ لَه وأنَّى صَبرُه / عن مُصطفىً بمكارِم الأخلاقِ
ذُو مُهجةٍ تنزُو إليكَ ومقلةٍ / تبكي عليكَ إليكَ بالأشواقِ
لمّا علمتُ بعَجْزِهِ عن نَظمِ ما / يُنهِي إليكَ وذاكَ باستحقاقِ
أجريتُ طِرْفِي في سباقِك دُونه / وعَهِدتُهُ أبداً من السُّبَّاقِ
وبذلتُ جَهدِي بالنِّيابَةِ عنه باُلنْ / نَزرِ القليلِ من الكثير الباقي
جَرياً على شَغَفِي بكم ومحبَّتي / لكُمُ وحِفظِ العهدِ والميثاقِ
قد كنتُ أحسَبُ أن آ / مِدَ مُنتهى أَمدِ الفراقِ
وأُسكِّنُ القلبَ الْخَفُو / قَ إليكُمُ بِمُنَى التّلاقي
وأقولُ قد رقَّ الزَّما / نُ لِبرحِ وجدي واشْتياقي
وإذا بهِ مُستصغِرٌ / ما قد لقِيتُ وما أُلاَقي
يقضِي بتشتِيتِي وإر / جاءِ اللّقاءِ إلى التّلاقي
ضياءَ الدّين ما شَوقٌ دعَانِي / فأَسمَعَنِي بمصرَ من العِراقِ
بمحدُودٍ فأشرحُه ولا في / قُوى الأقلام تسطيرُ اشتياقي
ولكِنّي سأُرْجِئُهُ وأَرجُو / مُشافَهَتِي به عندَ التلاقِي
إذا ما كنتُ جارَكَ ذَا اشتياقٍ / إليكَ فكيفَ بي بعدَ الفِراقِ
ولي شكوَى من الأيّامِ أضحَتْ / لها نَفْسِي تَرَدَّدُ في التّراقي
أكلَّفُ من أذَاهَا فوقَ وَسعِي / وأحمِلُ كارهاً غيرَ المُطاقِ
ويُلزِمني الإِباءُ الصّبرَ فيما / يَنوبُ وطعمُهُ مرُّ المَذاقِ
ومغفورٌ لها إن أسعَفَتْنِي / بقربك ما لقيتُ وما أُلاقي
كَم إلى كَم يُلحى المحبُّ المشوقُ / وهو من سَكرةِ الهَوى لا يُفيقُ
حمّلوهُ وهو الضّعيفُ من التّع / نيفِ فيهم واللّومِ ما لا يُطيقُ
شجَّعوهُ على القطيعة والصَّبْ / بُ من الصَّدِّ والفراقِ فَرُوقُ
ولَحَوْهُ من ساحِلِ البحر والمس / كينُ في لُجّةِ الغرام غَريقُ
والسّقيمُ العانِي يُعانِي من الأو / صابِ ما لا عَانَى المعافَى الطّليقُ
يا عذُولي إليكَ عنّي فما أن / تَ كما تدَّعِي الصَديقُ الصَّدُوقُ
ليس للصَّبِّ من تباريحِ ما يَلْ / قى مُعينٌ ولا رفيقٌ رفيقُ
إنّما الحبُّ كالقيامَةِ ما في / هِ حميمٌ ولا شقيقٌ شَفيقُ
وأخُو الوجدِ ما إلى قلبِه المحْ / جُوبِ بالحبِّ للسُّلُوِّ طريقُ
خانَهُ الأصفياءُ حتى التّأسّي / وجفَاهُ حتّى الخيالُ الطّروقُ
وإذا نَهْنَهَ الدّموعَ استَجمَّتْ / وهَمَتْ وهي لُؤْلُؤٌ وعقيقُ
يا أشرفَ الوُزراءِ أخْ
يا أشرفَ الوُزراءِ أخْ / لاقاً وأكرَمَهم فَعالا
وأعزّهُم جاراً وأمْ / نَعهُم حِمىً وأجلَّ آلاَ
وأعمَّهم جُوداً إذَا / جادُوا وأكثَرَهم نَوالاَ
فلِذاكَ قد أضحى الأنا / مُ على مكارِمِه عِيالا
وحَمى البلادَ بسيفِه / عن أن تُذَال وأن تُدَالا
وأحَلّ بالإفرنجِ في / بَرٍّ وفي بحرٍ نَكالاَ
حتّى لقد سَئموا لِقَا / ءَ جيوشِ مصرٍ والقِتالا
نبَهْتَ عبداً طالَما / نبَّهْتَه قدراً وحالا
وعتَبْتَه فأنَلْتَه / شرَفاً ومجداً لن يُنالا
وكسوتَه شَرفاً إذا / ما طاوَلَتْهُ الشُّهْبُ طالاَ
لكنَّ ذاكَ العتبَ يُش / عِلُ في جوانحِهِ اُشتعَالا
أسَفاً لجَدٍّ مالَ عن / هُ إلى مَساءَتِه ومَالا
وحماهُ وهو الحائِمُ ال / ظمآنُ أن يَرِدَ الزّلاَلا
وأجَرَّ مِقْولَه فَصِرْ / نَ الحادثاتُ له عِقَالا
فَلَوِ اُستَطاعَ السّعيَ وهْ / وَ الفرضُ لم يرضَ المَقالا
لكنّها الأيامُ تُو / سِعُنَا مِطالا واعتلالاَ
وتُسوّفُ الرّاجِي وتُو / رِدُ الصّدى الظمآنَ آلاّ
والدَّهرُ لاينفَكُّ يَب / رِي أو يَريشُ لَنا النّبالا
ويصدّنَا عمّا نُحا / وِله جِهاراً واغْتِيالاَ
وإذا حمِدنَاهُ على / حَالٍ تنكَّرَ واستَحالا
وذُنُوبُه مفغورَةٌ / لو كاثَرتْ فينا الرِّمَالاَ
بالصالِح المَلِكِ الذي / جمَعَ المهابَة والجَلالا
مَلِكٌ إذا زُغنَا أقَا / لَ وإنْ سألناهُ أنَالا
فيُبيحُ جَاهِلَنا وسا / ئِلَنا نوالاً واحتِمالا
فإِليه معذرةُ المُقَصْ / صِرِ من إساءَتِه استَقَالا
وبفضلِ مَالِكه تَعَوْ / وَذَ أن يَظُنَّ به المَلاَلا
أو أنَّه يشكُو الكَلاَ / لَ لسَمعِه السِّحرَ الحَلاَلا
وهو النَّهوضُ بما تَحَمْ / مَلَهُ ولو حَمَل الجِبالا
أمَّا السَّرايَا حين ترْ / جعُ بعد خِفّتِها ثِقالا
فكذَاك عادَ وفُودُ با / بِكَ مُثْقَلينَ نَثاً ومَالاَ
ومسيرُها في كلِّ أرْ / ضٍ تبتغِي فيهَا المَجَالا
فكذَاك فضلُك مثلُ عَدْ / لِك في الدُّنَا سارَا وجَالا
فاسلَمْ لنا حتى نرى / لك في بَنِي الدّنيا مِثَالا
واشدُد يدَيْك بودِّ نُو / رِ الدين والقَ به الرِّجَالاَ
فهو المُحامي عن بلا / دِ الشامِ جمعاً أن تُذَالا
ومبيدُ أملاكِ الفرنْ / جِ وجمعَهم حالاً فَحالا
ملِكٌ يتيهُ الدَّهرُ والد / دُنيا بدولتِه اختيالاَ
جمَعَ الخِلالَ الصّالحا / تِ فلم يَدعْ منها خِلالاَ
فإذا بدَا للنّاطِري / نَ رأت عيونُهُمُ الكَمالا
فَبَقيتُما للمُسلِمِي / نَ حِمىً وللدّنيا جَمالا
قومٌ يموتُ النّاسُ عندَهُمُ
قومٌ يموتُ النّاسُ عندَهُمُ / ضُرّاً وهُمْ منهُم على فَرَقِ
كالبَحرِ يهلِكُ فيه راكبُهُ / عَطَشاً ويخشى الموتَ بالغَرقِ
لِدَتِي وإخوانُ الشَبابِ مضَوْا
لِدَتِي وإخوانُ الشَبابِ مضَوْا / قَبلي وكَم من بعدهم أبْقَى
كُنّا كأفْراسِ الرّهانِ جَرَوْا / في غَايةٍ فتقدَّمُوا سَبْقَا
وهُمُ إذا بلغُوا المدَى وقَفُوا / حتى تَضُمَّ الحلْبَةُ الخَلْقَا
ثَلُجَ النَّباتُ فراقَ لونُ مشيبِهِ
ثَلُجَ النَّباتُ فراقَ لونُ مشيبِهِ / فعلامَ لونُ الشَّيبِ ليس يروقُ
ما ذَاكَ إلاّ أنَّ ذَا داعٍ إلى / طِيبِ السُّرورِ وذاك عنهُ يَعُوقُ
وإذا أخُو الشَّيبِ استَجاب للذَّةٍ / ومسرَّةٍ فسرورُهُ مسروقُ
هذي ديارهم عفت وتفرقوا
هذي ديارهم عفت وتفرقوا / فسل المنازل عنهم ماذا لقوا
تخبرك أن الأرض قد وارتهم / رأيت لهم أن يسمعوا أو ينطقوا
وبقيت بعدهم لهَمٍّ فادح / وكآبة تضني وخطب يطرق
أرجو اللحاق بهم ودون لقائهم / باب من الأجل المؤقت مغلق
فإذا نهاني عن رجاء لقائهم / يأسي هفا قلب إليهم شيق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025