المجموع : 5
يا تاركاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ
يا تاركاً راحاً تُسَلّي هَمّهُ / هلّا اتّقَيْتَ السّمَّ بالدُّرياقِ
وتناولتْ يُمْناكَ ناراً لم تَخَفْ / في لمسها لَذعاً مِنَ الإحراقِ
حمراءَ تشربُ بالأنوف سُلافها / لُطْفاً وبالأسْماع والأحداقِ
بزُجاجةٍ صُوَرُ الفوارسِ نَقْشُها / فترى لها حَرْباً بكفِّ السّاقي
وكأنّما سَفَكَتْ صوارمها دماً / لَبِسَتْ به غَرَقاً إلى الأعناقِ
وكَأَنَّ للكاساتِ حُمْرَ غلائلٍ / أزرارها دُرَرٌ على الأطواقِ
وَمُنَسَّمِ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ
وَمُنَسَّمِ الآذيِّ يُعنِقُ شَطُّهُ / من نكبةٍ هوجاءَ حُلّ وثاقُها
وكأنَّما رأتِ الحِقاقَ فَعَجعَجَت / فيها القرومُ وأزبدت أشداقها
وَمُجَرّرٍ في الأرضِ ذيلَ عسيبِهِ
وَمُجَرّرٍ في الأرضِ ذيلَ عسيبِهِ / حَميلَ الزبَرجَدَ منه جِسمُ عَقيق
يَجري وَلَمعُ البرقِ في آثارِهِ / مِن كَثرةِ الكبَواتِ غَيرَ مفيق
وَيَكادُ يَخرُجُ سرعةً من ظِلِّهِ / لو كان يرْغبُ في فراق رفيق
جاءتك أولادُ الوجيه ولاحقِ
جاءتك أولادُ الوجيه ولاحقِ / فأرَتْكَ في الخَلقِ ابتداعَ الخالقِ
نينانُ أمواه وفُتْخُ سباسبٍ / وظباءُ آجامٍ وعُصْمُ شواهقِ
بمؤلَّلاتٍ تستديرُ كَأَنّها / أقلامُ مُبتدعِ الكتابةِ ماشقِ
قد وَقّعتْ لك بالسعود وما جَرَتْ / بسوادِ نِقْسٍ في بياض مَهارِقِ
غُرٌّ محجَّلَةٌ تكامَلَ خلقها / بمجانسٍ من حسنها ومطابقِ
وكأنّما حَيّتْ عُلاكَ وجوهها / فأسال فيها الصبحُ بيضَ طَرائقِ
كرّت ذخائر عربها في عتقها / وَشَأتْ بفضلة عَدوِها المُتلاحِقِ
وإذا الجلال تجرّدَت عن جردها / لبست غلالةَ كلّ لونٍ رائقِ
من كلّ طِرْفٍ يستطيرُ كَطَرْفِهِ / جَرْياً فوثبَتُه غِلابُ السابِقِ
وَرْدٌ تَمَيَّعَ فيه عَنْدَمُ حُمْرَةٍ / كالورد أُهْدِيَ في الرّبيع لناشقِ
وكأَنَّهُ وكأنَّ غُرَّةَ وَجهِهِ / شفقٌ تألّقَ فيه مطلَعُ شارِقِ
وَكَأَنَّ صبحاً خصَّ فاه بِقُبلَةٍ / فابيضّ موضعها لِعَيْن الرامقِ
مُتَصيِّدٍ برياضةٍ وطلاقةٍ / في تيه معشوقٍ وطاعة عاشقِ
وإذا تَغَنّى بالصهيل مطرِّباً / أنسى أغانِيَ مَعْبَدٍ ومخارقِ
ومزعفرٍ لونَ القميص بِشُقْرَةٍ / كالرّيح تعصفُ في التِهاب البارقِ
وتَراهُ يدبرُ كالظليمِ بِرِدفِهِ / عُجْباً ويُقبِلُ كانتصابِ الباشقِ
وإِذا طَرَقت به انتَهى بكَ غايَة / أبداً تشقّ على الخيال الطارقِ
كَادَ الكميتُ يَنوبُ عَن لَعسِ اللمى / ويسوغُ كالخمر الكُمَيْتِ لذائقِ
ويَمدُّ فَوْقَ البحرِ عِندَ عُبورِهِ / جسراً بهادٍ للسماءِ معانقِ
خَيلٌ كَأنَّ الرّكضَ من خيلائها / في قلب كلّ معاندٍ ومنافقِ
وكَأَنَّما اقتَسَمَتْ عيونَ أَجادلٍ / وشدوقَ غربانٍ وسوقِ نقانِقِ
قُدْها تخب بكلّ ذِمْرٍ أبلهٍ / بخداعِ أبطال الوقائِعِ حاذِقِ
وإِذا أثَرْنَ بِنَقعِهِنَّ سحائِباً / صبَّتْ على الأعداءِ صَوْبَ صواعِقِ
أصبحتَ في السادات ناصرَ دَوْلَةٍ / تصفُ العُلى عدل مناطقِ
بطلاً يطول بذكره في سلمهِ / كصياله بحسامِهِ في المازقِ
مُتَرَحِّلاً نحوَ المعالي ساكِناً / بالجيش في ظلِّ اللواءِ الخافِقِ
شَدّتْ عزائمُهُ مهالكَهُ كما / شُدّتْ فرازينٌ بعقدِ بيادِقِ
لوْ كنتِ زائرتي لَرَاعَكِ مَنظري
لوْ كنتِ زائرتي لَرَاعَكِ مَنظري / فرأيتِ بي ما يصنعُ التفريقُ
وَلحَالَ من دمعي وحرّ تنفسي / بيني وبينكِ لجةٌ وحريقٌ