القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمد مهدي الجواهري الكل
المجموع : 8
خلِّ النديم فما يكون رحيقُهُ
خلِّ النديم فما يكون رحيقُهُ / وأدر لَماك إذا غفا إبريقُهُ
لم يُصبني كأسُ النديم وخمرُهُ / لو دام لي ثغر الحبيب وريقه
أن تحمِ عن أهل الهوى كأس اللَّمى / فالخمرُ أجود ما يكون عتيقه
حاشا لعهدك بعد ما عوذتَه / بدقيق خصرك أن يُحَلَّ وثيقه
عين تؤرقها عدتك قروحها / وحشاً تؤججه عداك حريقه
حمّل فؤادي ما تشاء يُطق به / إلاّ جفاكَ فذاك لست أطُيقه
ما نسبة الخَصرْ النحيف مع الحشا / فهل استُعير من الوشاح خفوقه
أنا ليس لي عنه غنى فلو ارتضى / دينَ المسيح فانني بِطْريقه
لا أدّعي هجر الخيال وإنما / أرَّقْتُ اجفاني فَسُد َّ طريقه
طرف تنازعه هوىً ومهابة / هذاك يجذِ به وذاك يعوقه
أم كيف يسلو عنك نشوان ومِن / كأس الغرام صَبوحهُ وغَبوقه
قالوا : نَزالِ . فقلت : هل يخشى الوغى / قلبي واسمر قده معشوقه
كذَب الوُشاة فما يزال كعهده / رَغم الصدود يشوقني وأشوقه
ما راق في عيني سواه ولا انثني / شئ سواي عن الأنام يروقه
بالرغم مني بعد طول تواصل / أرضى بطيف منك عز طُروقه
وقف البيان عليكما فتغزُ لي / بك والثناء إلى " علي " أسوقه
ما أبعدَ الشأوين هذا إن يضيق / منه الحشا فبذا يُفَرَّج ضيقه
دع عنك من كعبٍ وحاتِم إنما / للّجود معنى عنده تحقيقه
المجد ما روجت فيه بضائعاً / للمكرُمات فما عُكاظُ وسوقه
نسب زهت بابي الجواد فروعُه / وإلى محمدِ ينتمين عروقه
ذو عزمة مشهورة لو طاردت / شُهْبَ السما ما عاقه عَيُّوقه
صال العدى فقست صلود صفاته / وسرى الندى فاهتز منه وريقه
لو يدَّعي الحساد شأوك في العلى / لعريق مجدك يُستَذمُّ عريقه
أنعم بليلتك التي قضَيتها / والبدرُ من بين السُّتور شروقه
لله أيُ رِتاج باب رمتَه / حتى استُبيح بهجمة مغلوقه
عجباً لقلبٍ بالوصال تروعه / ودمٍ بلا ذنب هناك تُريقه
لي فيك صوغٌ للبلاغة لو خلا / جيدُ الفتاة لزانها منسوقه
أرفدتُه لك لا كبائر سلعة / لكن كما هنّا الصديق صديقه
دُمتم على مر الزمان مباهيا / بكمُ وأخطي جمعكم تفريقه
أسفا تبيت رباك وهي مدرّة
أسفا تبيت رباك وهي مدرّة / للرزق رهن الفقر والاملاق
خدعوك إذ سمّوا قيودك حلية / ما أسبه الاصفاد بالأطواق
لك في العراق جوانح ملهوفة / تشكو الذي تشكينه وتلاقي
أني شآمي إذا نسب الهوى / وإذا نسبت لموطن فعراقي
ويذيع منك البرق كامن لوعتي / فيدي على قلبي من الاشفاق
رقت طباع بنيك فهي إذا انبرت / سألت كصفو نميرك الرقراق
كم في الجوانح لي إليهم زفرة / كمنت ليوم تزاور وتلاقي
ورسائل برقية مهزوزة / اسلاكها من قلبي الخفاق
أما الهوى فدليله شرقي متى / ذكروا رباك بدمعي المهراق
أرقت أجفاني فلو راودتها / غمضاً لما طاوعن في الاطباق
قالوا : دمشق فقلت : غاية الربى / قالوا : لذاك تطاول الاناق
أبن الشام سلام صب واجد / يهدي إليكم أكرم الأعلاق
يهفو إليكم لوعة لا مدَّعي / ما أهون الدعوى على العشاق
أنا ما بكيت الشعر ذل وإنما / أبكي الشعور يباع في الأسواق
أنا للتجاذب نقطة إن سَّرني / لقياكم ساء العراق فراقي
ما كان أصفى ما أسال من الهوى / هذا اليراع بهذه الأوراق
طوت الخطوبُ من الشباب صحيفةً
طوت الخطوبُ من الشباب صحيفةً / لم ألقَ منها ما يُعِز فراقَها
ومسهدٍ راع الظلامَ بخاطر / لو كان بالجوزاء حَلّ نطاقها
ترنو له زُهرُ النجوم وإنها / لو أنصفته لسَوّدتْ أحداقها
أفدي الضُّلوع الخافقات يروعني / أن الرقاد مسكِّن خفاقها
وأنا الموآخذ في شظايا مهجة / حَمّلْت مالا تستطيع رقاقها
ضمنت لي العيش المهنأ لوعة / أَخذت على شُهْب السما آفاقها
يشتاق إن يردَ اللواذع منهلا / صبٌ ولولا لذةٌ ما اشتاقها
هزجٌ اذا ما الوُرق نُحن لانني / خالفت في حب الأسى أذواقها
كم نفثةٍ لي قَنَّعتْ وجه الدجى / هماً وأوحت للسُها إخفاقها
ومهونٍ وجدي عَدَتْهُ لواعجٌ / اخرسن ناطقَ عذله لو ذاقها
ما في يديْ هي مهجةٌ وهفا بها / داءٌ ألّح وَعبرةٌ وأراقها
يا مهبِطَ الرسل الدعاة إلى الهدى / عليا بنيك عن العلى ما عاقها
زحفت بمدرجة الخُطوب ففاتها / شأو المُجِدِّ من الشعوب وفاقها
لحقت فلسطينٌ بأندلسٍ اسىً / والشامُ ساوت مصرَها وعراقها
مهضومةٌ من ذا يرد حقوقها / وأسيرةٌ من ذا يفُك وَثاقها
يسمو القويُّ وذاك حكم لم يدع / حتى الغصونَ فشذَّبت أوراقها
نقضت مواثيقَ الشُّعوب ممالكٌ / باسم العدالة أبرمت إرهاقها
يا للرفاقِ لموطن لجّوا به
يا للرفاقِ لموطن لجّوا به / حتى ازدرى أخلاقه فتخلقا
فإذا نزت همجٌ الى طمع نزا / اوصَفّقَتْ فيه قرودٌ صفقا
ترك القريبَ من الصلاح ففاته / ورجا البعيدَ من الظنون فأخفقا
دبّت عقاربه الى جيرانه / اوما ترى بغداد أعدت جِلَّقا
أهل الخورنق والسدير ولو سعوا / رفعوا سديراً ثانياً وخورنقا
سبحان من خلق الرجالَ فلم يجدْ / رجلاً يحق لموطن أن يُخلقا
ما إن يزالُ مرَّشحاً لأُموره / متجبراً أو طامعاً أو أحمقا
وطني وداؤك أنفسٌ مملوءة / جَشَعاً فمن لي أن تُبِلَّ وُتفرقِا
بلوى الشعوب مخادعون إذا ادَّعوا / للنصح كذَّبتِ الفِعالُ المنطقا
الآن يلتمسون فكّ وَثاقه / من بعد ما نزل البلاء وأحدقا
وطني ومن لك ان تعود فترتقي / من بعد ما أعيا وعزّ المرتقى
ما إن ترى عينٌ لصبْحِك مَصْبحاً / للعاشقين ولا كليلِك مَغْبقا
زَهَرْت رياضك واجَتليتَ محَّلثاً / وصفت مياهك واحْتسيْتَ مرنقا
أفتلك دجلةُ بالنعيم مرفرفاً / تجري وبالعذب الزلال مصَّفقا
باتت تدفقها الرياح وإنما / ضاقت مسايلُ مائها فتدفقا
وبكت لواردها أسىً وكأنها / أمست تصعِّد منه صدراً ضيِّقاً
أقضى مرامِك أن تَفيضَ فتشتكى / ظمأ ربوعُك او تفيض فتغرقا
لو يعلم الشجرُ الذي أنبتَّهُ / ما حل فيك منَ الأذى ما أورقا
رَجَعت خلاءً كفُّهم بك ثرةً / وَرَجعت انت أبا الخزائن مُملِقا
اشفقت مما قد مُلكت قساوةً / ان لا ترِقَّ اذا ملكتَ فتُشفقا
مالي وطارقةُ الخطوب اذا دهت / فلكم سألت الله ان لا تُطرقا
عزم الرجال اذا تناهى حدهُّ / مثلُ الكِمام اذا استوى فتفتقا
مَثَلٌ جرى فيما مضى لمحنكٍ / من " يعرب " رام السداد فَوُفِّقا
أعيا به جمع العِصي فلم يُطِق / تحطيم َوحدتهنَّ حتى فرَّقا
أهدى لكم لو تقتفون سبيله / مَثَلاً به كان السبيلَ الى البقا
يا " ذكرياتُ " تَحَشَّدي فِرقا
يا " ذكرياتُ " تَحَشَّدي فِرقا / تسَعُ الخيالَ وتملأُ الأُفُقا
وتأهَّبي زُمراً تجهزني / محضَ الأسى والذُّعرَ والقلقا
هُزِّي الرِّتاجَ عليَّ أُحكِمُه / وتقحَّمي البابَ الذي انغلقا
الليلُ صُبِّي في قرارتهِ / من وحشةٍ ما يفزَعُ الغَسَقا
والريحُ خلِّيها اذا صفِرَت / في البيت تُوسِعُ من به فَرقَا
خَلِّي الصغار من الأسى فَزَعاً / يتساءلون : من الذي طَرَقا
ودَعي الكِبار يرَوْنَ مدخنَةً / فيه ولا يجدون محترِقا
والنَوم من فَزَعِ " الرؤى " يبساً / رُدِّيه او بدمائها غَرِقا
ليعودَ مما " تنفُثين " به / مِسخاً فلا نَوماً ولا أرَقا
والصبحُ رُدِّيه لَمبْسِمه / شَرِقاً وبالعبرات مُختنِقاً
ثم اطلِعي من كلِّ زاوية / ذاك الجبينَ ووجهَه الطَلِقا
حتى إذا انتصف الأصيل به / فتكوّري في صُلبه شَفَقا
ثم اسكُبي نَضْحَ الدماء به / ثم ابعَثي من نَشْرها عَبِقا
وتمزّقي قِطَعاً مضرّجةً / تمتصُّ من نَضَحاتِه عَلَقا
فكأن فيها الصُلْبَ منغلقاً / بجراحه والصدرَ منخرقا
يا ذكريات تجسَّدي بَدَناً / غضَّ الصِّبَا وتعطَّري خُلُقا
عُريانَ : لا خَتَلا ولا وَغَراً / ضَحْيانَ : لا صَلَفاً ولا مَلَقا
لم تتركي من كلِّ شاردةٍ / نَمَطاً ولا من نأمةٍ نَسَقا
ثم ابدَهيني كلَّ آونةٍ / منها بما يستامُني رَهَقا
يا ذكرياتٌ كلُّها حُرقٌ / تَطَأ الفُؤادَ وتلهبُ الحَدَقا
من لي بشِعرٍ خالقٍ شجناً / للناس يُعجزهم بما خَلَقا
هي صُورة حمراءُ من شَجني / تُدمي اليَراع وتُرعب الوَرَقا
ليَرىَ الذين تجاهَلوا برَمَاً / أسيانَ : كيفُ يُكابد الحُرَقا
من لي باطيافٍ تُراوحني / بالهمِّ مُصطبَحاً ومُغتبَقا
متسلسلات كلما وَجَدَتْ / فيها فراغاً أفَرغَتْ حَلقا
مستجمعات كلَّ خاطرةٍ / ما جدَّ من عهدٍ وما خَلِقا
ما كان مثلَ القبر مُختفياً / تُبديه مثلَ النجم مُنبثِقا
فَرِحاً ومكتئباً ومختلِطاً / بهما ومُتَّحداً ومفترِقا
من لي بها وكأنَّها بشرٌ / عن نفسه يَروي اذا نطَقا
من لي باشباحٍ أنوءُ بها / رَسْفَ السجين بقيَدِه عَلِقا
حتى اذا انصَرَمَت بدا شَبَحٌ / حُلوٌ يكادُ يُطيرني نَزَقا
طوراً نَروح معاً على ظَمَاً / منها وطوراً نستَقي غَدَقا
يوماً بقَعر البيت يُوغرنا / حَنَقاً قضاءٌ مُوغِر حَنِقا
وهُنيهة نرتاد مُرتفِعاً / من هَضْب " لبنانٍ " ومُنْزَلِقا
من لي بها تَعتادُ قارئها / فَرَقاً كما تَعتادني فَرَقا
وتردُّ – مثلي – عيشَه رَنِقاً / وتَسُدُّ – مثلي – حَولَه الطُرقا
من لي بشِعرٍ خالقٍ حُرَقاً / تطأ الفؤادَ وتُلهِبُ الحَدَقا
ليريُهم القلبينِ قد لَصِقا / صِنويَن كيف اذا هُما افتَرَقا
واذا هما – والموت بينهما - / مدّا من الجْيدينِ فاعتَنَقا
وتساءَلا : ما ضرَّ لو سلكا / كَفَناً معاً وبحبله عَلِقا
حتى اذا استبقى احرُّهما / رَمَقاً واسلَمَ خِدنُهُ رَمَقا
وحثا التُرابَ بوجهه قَدَرٌ / عبّا لكل مُفارق طَبَقا
وانداحَتِ الدنيا بناظرِه / حتى لظَنَّ رحابَها نَفَقا
ومضى حسابُّهما برُمَّته / ما انفكَّ من دَين وما انغَلَقا
صَفَقَ اليدين كأنَّ مرتجِعاً / يرجُو لصاحِبه بما صَفَقا
وكأنما يُعطي الشقيقَ دماً / ان الشقيقَ بدمعه شَرِقا
وكأنما انشقَّ الضريحُ له / ب " رعى السحابُ ضريحَه وسَقَى "
يا لَلرفاق ومثلُ ما كابدتُه
يا لَلرفاق ومثلُ ما كابدتُه / مما أُلاقي كابَدَتْهُ رفاقي
وطني نقيض شُكوله فرجالهُ / شابوا وما شّبوا عن الأطواق
عِتْقُ النِجار يَبين بين خُيوله / أما الرجال به فغير عِتاق
ضرب الأسى سُوْراً عليه وأحدقت / سودُ الحوادث أيَّما إحداق
إيهٍ خليليَ لا تَرُزْني طامِعاً / في منطقي فيَريبَكَ استنطاقي
فلقد أكون وما غُلقن مقاولي / واليوم وهي كثيرة الأغلاق
إن أطوِ يلتهبِ الضميرُ وإن أبُحْ / يوما ففوق يدي يد الارهاق
ممَّ التعجبُّ صاحبِيَّ وإنما / قَسَمَ الحظوظ مقسِّم الأرزاق
والحَذق في سبك القريض وصوغه / متفاوت متفاوت الحُذاق
وأجلُّ ما ترك الفتى من بعده / أثرٌ على مر الليالي باق
لا يفخرنْ أحد علىَّ بشعره / الفخرُ مدَّخرٌ ليوم سباق
" شوقي وحافظ " لا يَجُسُّ سواكما / نَبْضَ القريض وما له من واق
لكما الخِيارُ إذا الرجال تنافسوا / أو حرّروا دعوى بلا مِصداقق
أن تَقْتُلا أو تُحرقِا متشاعراً / أو تقطعا يد شاعر سرّاق
هل تحكمانِ اليومَ حكماً عادلاً / خِلواً من الارهاب والاشفاق
في شاعر لزِم البُيوتَ وأخفقت / منه المآرب أيَّما إخفاق
لكما شكا ظلم العراقِ وذِلةٌ / أن يشتكي ظلمَ العراق عراقي
أهدى سوايَ نفيسَه وأنا الذي / أُهدي إليه نفائسَ الأعلاق
" شوقي وحافظ " أوضِحا في أيَّنا / لُطْفُ الخيال والشعورُ الراقي
أأنا الذي اتخذ البلاد شعاره / أم هم وقد لبسوا ثياب نفاق
في كل يوم في رداءٍ وَفْقَ ما / تفضي بذلك عملةُ " الأوراق "
وأنا الذ أعطى القوافيَ حقها / مِن ناصعاتٍ في البيان رِقاق
تُجلى على قُرَّائها فتُميلُهُمْ / سكراً كما يَجلو السُّلافَ الساقي
أم هم وكم بيتٍ لهم مستجَنٍ / ناب عن الأسماع والأذواق
وأنا الذي صان القريض عن الذي / يُزري به من فُرقةٍ وشِقاق
ومدائح كانت لفرط غُلُوِّها / تشكو من المخلوق للخلاق
أم هم وقد باعوا الضمائر واشتروا / عيشَ الذليل وبُلغةَ الأرماق
غَنَّوا سواهم يطلُبون عَتاده / فكأنهم " جَوْق " من الأجواق
أبياتُكمْ تبقى لهمْ وهباتُهُمْ / ليست بباقية على الانفاق
وأجلُّ من هبةٍ يُذِلَّ بها الفتى / أشعارَهُ صبرٌ على الاملاق
عاراً أرى وانا " الأديب " بضاعتي / معروضةً كبضائعِ الأسواق
كيف التجددُ في القريض وأهلُه / شدّتْهُمُ أطماعهم بوثَاق
أخذوا على الآداب من عاداتهم / وجمودِهم فيها بكل خناق
إني لأصبو للقريض تهذّبت / منه الحواشي صبوةَ المشتاق
وأُريدُ شعراً ليس في أبياته / غيرُ القلوب تَبِين للأحداق
وأجل ما خلق الاله لخلقه / وحسابُ فضلِ الله غير مطاق:
الشعرُ في تأثيره والغيثُ / في آثاره والشمسُ في الاشراق
نادمتُ خلان الأسى
نادمتُ خلان الأسى / وسُقِيتُ من كأسٍ دِهاقِ
مثلَ اصطباحي من كؤوس الهم / والألَم اغتباقي
هذي النفوسُ الشاعراتُ / تلذَّذت بالإحتراق
غنَّيت نفسي إذ رأيت / نفوسها غنَّت رفاقي
كّلٌ يقول أنا أحوز السبقَ / في يوم السباق
مالي أنوح على سواي / وميِّتي رهنُ السياق
ساقي المدامِ إذا قَضَت / هذي البلاد فانتَ باقي
روحي : وروحٌ الشعر والأوطانِ / كل في التراقي
كل البلاد سَعت لتُصلِحَ / شأنها إلا عراقي
صَدْعَ الزجاجِ تصدَّعَ / استقلالُنا بيد النِفاقِ
شتانَ فيما أرتئيه / مَذاقُ صحبي من مَذاقي
حَلَبات آدابٍ العراق / بَكَت على الخيل العِتاق
لم يبقَ لي غيرُ / المخُاتِل والمُنافقِ والمُتاقي
أفٍّ لها من أوجهٍ / قابلْنَنّي سودٍ صِفاق
اما غِنايَ فظاهرٌ / محضٌ كأغنية السَواقي
تتكسُر النَبَراتُ في الأشعارِ / من ضيقِ الخِناق
نَزَفّت دموعُ العين ثم / تحَجرَّت هذي المآقي
ولكثرة الباكين ضاعت / حرمةُ الدّمع المُراق
هذا بياني تعرِفون الروحَ / فيه من السِياق
يا رقةٍ في الطبع بانَتْ / بين أبياتٍ رِقاق
أنت التي هوَّنتِ من / هذي الشدائدِ ما أُلاقي
وانا المديَنُ لمهجةٍ / حَمَّلتُها غيرَ المُطاق
آلامَأيامٍ مَضَينَ / وخوفَ أيامٍ بواقي
اما التمردُ في شعوري / فهو من أثَر الوَثاق
أحييتُمُ نَفْساً أردتُمْ / مَوتَها بالإختناق
لا تقتضي تلك الخشونةَ / بعضُ أبياتٍ رِقاق
ماذا تُرَجِّى " فارك " / من بعد حادثهِ الطَلاق
ما سرها لقياكُمُ / فيسوؤُها وقعُ الفِراق
قم يا " جميل " فحامِني / يا حاميَ الأدبِ العراقي
يا من بشعرِكَ ظنَّتْ الاقوامُ / أنَّ الشَعبَ راقي
قبلي باحجارٍ رُشِقتَ / لقاءَ هاتيك الرِشاق
تلك العرائسُ كم لَقَت / ضيماً وهُنَّ بلا صَداق
أو بعدَ ذا يتشدَّقونَ / بقُرب دورِ الإنعتاق
هبَّ النسيم فهبتِ الأشواقُ
هبَّ النسيم فهبتِ الأشواقُ / وهفا إليكمْ قلبه الخّفاقُ
وتوافَقا فتحالفا هو والأسى / وحَمامُ هذا الأيكِ والأطواق
عارٌ على أهل الهوى ان تُزدرى / هذي النفوسُ وتُشترى الأعلاق
ذَم الفراقَ معاشرٌ جهلوكُمُ / من أجلكم حتى الفراقُ يُطاق
ما شوقُ أهل الشوق في عُرفِ الهوى / نُكرٌ فقد خُلِقوا لكي يشتاقوا
أما الرفاقُ فلم يَسُؤْني هجرهمْ / إذ ليس في شرع الغرام رفاق
لو أُبرم الميثاقُ ما كَمَلَ الهوى / شرطُ الهوى ان يُنقَض الميثاق
كُتُبُ الاله تشّرفت في ذكره / وبذكركمْ تتشرفُ الأوراق
هذا القريض تكبَّرت بُرُآتهُ / إذ ضاق من ألم الفراق خناق
عَمَرت بذكركمُ اللذيذِ مجالسٌ / وازَّيَّنَتْ بهواكُمُ أسواق
ماذا أذُم من الهوى وبفضله / قد رق لي طبعٌ وصحَّ مَذاق
هي " فارسٌ " وهواؤها ريح الصَّبا / وسماؤها الأغصانُ والأوراق
وَلِعَتْ بها عُشّاقها وبليةٌ / في الشرق إنْ وَلِعَتْ بها العشاق
سالت بدفاق النُّضار بقاعُها / وعلى بنيها شحتِ الأرزاق
يا بنتَ " كومرثٍ " أقلَّى فكرةً / فلقد أضرَّ برأسك الإخفاق
وتطلَّعي تَتَبَيَّني الفجرَ الذي / تتوقعينَ وتنجلي الآفاق
لي في العراق عصابةٌ لولاهمُ / ما كان محبوباً الىّ عراقُ
لا دجلةٌ لولاهمُ وهي التي / عذُبت تروق ولا الفراتُ يذاق
" شمرانُ " تُعجِبُني وزهرةُ روضها / وهواؤها ونميرُها الرَّقراق
متكسراً بين الصخور تمُدّهُ / فوقَ الجبال من الثُّلوج طِباق
وعليه من وَرَقِ الغُصونِ سُرادقٌ / ممدوةٌ ومن الظِلالِ رُواق
في كل غصْنٍ للبلايل ندوةٌ / وبكل عودٍ للغنا " إسحاق "
كانت منايّ فلم تُعَقْ وعجيبةٌ / أني أُحب منىً فلا تُعتاق
سرُّ الحياة نجاحُ آمالِ الفتى / أما المماتُ فسرُّه الإخفاق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025