القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 4
وَمُلِحَّةٍ في العَذلِ ذاتِ نَصيحَةٍ
وَمُلِحَّةٍ في العَذلِ ذاتِ نَصيحَةٍ / تَرجو إِنابَةَ ذي مُجونٍ مارِقِ
بَكَرَت تُبَصِّرُني الرَشادِ وَشيمَتي / غَيرُ الرَشادِ وَمَذهَبي وَخَلائِقي
لَمّا أَلَحَّت في العِتابِ زَجَرتُها / فَتَأَخَّرَت عَنّي بِقَلبٍ خافِقِ
كَم رُضتُ قَلبي فَاِعلَمي وَزَجَرتُهُ / فَرَأى اِتِّباعَ الرُشدِ غَيرَ مُوافِقِ
وَمُدامَةٍ مِثلِ الخَلوقِ عَتيقَةٍ / حُجِبَت زَماناً في كَنائِسِ دابِقِ
تَختالُ أَلواناً إِذا ما صُفِّقَت / في الكَأسِ تُخرِسُ مِن لِسانِ الناطِقِ
ذَهَبِيَّةٌ تَختالُ في جَنَباتِها / كَالدُرِّ أَلَّفَهُ نِظامُ الراتِقِ
باكَرتُها مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ / حَسَنِ التَنَغُّمِ فَوقَ سُؤلِ العاشِقِ
مُتَعَقرِبِ الصُدغَينِ في لَحَظاتِهِ / فِتَنٌ لَها مَقرونَةٌ لِبَواثِقِ
مُتَخَرسِنٍ دينُ النَصارى دينُهُ / ذي قُرطُقٍ لَم يَتَّصِل بِبَنائِقِ
لَبِقٍ بَديعِ الحُسنِ لَو كَلَّمتَهُ / لَنَبَذتَ دينَكَ كُلَّهُ مِن حالِقِ
وَاللَهِ لَولا أَنَّني مُتَخَوِّفٌ / أَن أُبتَلى بِإِمامِ جَورٍ فاسِقِ
لَتَبِعتُهُ في دينِهِ وَدَخَلتُهُ / بِبَصيرَةٍ فيهِ دُخولَ الوامِقِ
إِنّي لَأَعلَمُ أَنَّ رَبّي لَم يَكُن / لِيَخُصَّهُ إِلّا بِدينٍ صادِقِ
قَد مِتُّ غَيرَ حُشاشَةِ الرَمَقِ
قَد مِتُّ غَيرَ حُشاشَةِ الرَمَقِ / مِن حُبِّ أَحوَرَ شادِنٍ خَرِقِ
مَنقوصِ تَهضيمِ الحَشا وَرَبا / ما اِنحَطَّ مِن خَصرٍ وَمُنتَطِقِ
مَعشوقَةٌ فيهِ مَلاحَتُهُ / ما بَينَ مُتَّصِلٍ وَمُفتَرِقِ
ما خُصَّ مِن آفاقِ قامَتِهِ / أُفُقٌ بِتَفضيلٍ عَلى رُفُقِ
فَإِذا بَدا اِقتادَت مَحاسِنُهُ / قَسراً إِلَيهِ أَعِنَّةَ الحَدَقِ
خَلُقَ الشَبابُ وَشِرَّتي لَم تُخلَقِ
خَلُقَ الشَبابُ وَشِرَّتي لَم تُخلَقِ / وَرَمَيتُ في غَرَضِ الزَمانِ بِأَفوَقِ
تَقَعُ السِهامُ وَرائَهُ وَكَأَنَّهُ / أَثَرَ الخَوالِفِ طالِبٌ لَم يَلحَقِ
وَأَرى قُوايَ تَكاءَدَتها رَيثَةٌ / فَإِذا بَطَشتُ بَطَشتُ رِخوَ المِرفَقِ
وَلَقَد غَدَوتُ بِدُستُبانٍ مُعلَمٍ / صَخِبِ الجَلاجِلِ في الوَظيفِ مُسَبَّقِ
حُرٌّ صَنَعناهُ لِتُحسِنَ كَفُّهُ / عَمَلَ الرَفيقَةِ وَاِستِلابَ الأَخرَقِ
يَجلو القَذى بِعَقيقَتَينِ اِكتَنَّتا / بِذَرا سَليمِ الجَفنِ غَيرَ مُخَرَّقِ
أَلقى زَآبِرَهُ وَأَخلَقَ بَزَّةً / كانَت حِياكَةَ صانِعٍ مُتَنَوِّقِ
فَكَأَنَّهُ مُتَدَرِّعٌ ديباجَةً / عَن قالِصِ التُبّانِ غَيرَ مُسَوَّقِ
وَإِذا شَهِدتَ بِهِ الوَقيعَةَ أَقلَعَت / عَنهُ الغَيابَةُ وَهوَ حُرُّ المِصدَقِ
فَتَرى الإِوَزَّ فُوَيتَ خَطمِ مُشَيَّعٍ / غَرثانَ أَنشاطِ الشَواكِلِ سَودَقِ
يَعتامُ جِلَّتَها وَيَقصُرُ شَؤوَها / بِمُؤَنَّفٍ سَلبِ الشَباةِ مُذَلَّقِ
حَتّى رَفَعنا قِدرَنا بِنِضائِها / فَاللَحمُ بَينَ مُؤَزَّرٍ وَمُوَشَّقِ
هَذا أَميرُ المُؤمِنينَ اِنتاشَني / وَالنَفسُ بَينَ مُحَنجَرٍ وَمُخَنَّقِ
فَاِقذِف بِرَحلِكَ في جَنابِ خَليفَةٍ / سَبّاقِ غاياتٍ بِها لَم يُسبَقِ
نَفسي فِداأُكَ يَومَ وابِقَ مُنعَماً / لَولا عَواطِفُ حِلمِهِ لَم أُطلَقِ
حَرَّمتَ مِن لَحمي عَلَيكَ مُحَلَّلاً / وَجَمَعتَ مِن شَتّى إِلى مُتَفَرِّقِ
إِنّا إِلَيكَ مِنَ الصَليتِ فَداسِمٍ / طَلَعَ النِجادَ بِنا وَجيفُ الأَينُقِ
يَتبَعنَ مائِرَةَ المِلاطِ كَأَنَّما / تَرنو بِعَينَي مُقلِتٍ لَم تَفرَقِ
خَنساءُ تَرعى جَوذَراً بِخَميلَةٍ / وَبِها إِلَيهِ صَبابَةٌ كَالأَولَقِ
حَتّى إِذا وَجَدَتهُ لَم تَرَ عِندَهُ / إِلّا مَجَرَّ إِهابِهِ المُتَمَزِّقِ
يَأبى لِهارونَ الخِلافَةَ عُنصُرٌ / مَحضٌ تَمَكَّنَ في المُصاصِ المُعرِقِ
مَلِكٌ تَطيبُ طِباعُهُ وَمِزاجُهُ / عَذبُ المَذاقِ عَلى فَمِ المُتَذَوِّقِ
يَلقى جَميعَ الأَمرِ وَهوَ مُقَسَّمٌ / بَينَ المَناسِكِ وَالعَدُوِّ الموفِقِ
يَحميكَ مِمّا تَستَسِرُّ بِفِعلِهِ / ضَحِكاتُ وَجهٍ لا يُريبُكَ مُشرِقِ
حَتّى إِذا أَمضى عَزيمَةَ رَأيِهِ / أَخَذَت بِسَمعِ عَدُوِّهِ وَالمَنطِقِ
إِنّي حَلَفتُ عَلَيكَ جَهدَ أَلِيَّةٍ / قَسَماً بِكُلِّ مُقَصِّرٍ وَمُحَلِّقِ
لَقَدِ اِتَّقَيتَ اللَهَ حَقَّ تُقاتِهِ / وَجَهَدتَ نَفسَكَ فَوقَ جَهدِ المُتَّقي
وَأخَفتَ أَهلَ الشِركِ حَتّى إِنَّهُ / لَتَخافُكَ النُطَفُ الَّتي لَم تُخلَقِ
وَبِضاعَةُ الشُعَراءِ إِن أَنفَقتَها / نَفَقَت وَإِن أَكسَدتَها لَم تَنفُقِ
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ / ترجو إنابةَ ذي مجونٍ مارقِ
بكرَت تبصّرني الرشادَ وشيمتي / غيرُ الرشاد ومذهبي وخلائقي
لمّا ألحّت في العتابِ زجرتُها / فتأخّرت عنّي بقلبٍ خافقِ
كم رضتُ قلبي فاعلمي وزجرتهُ / فرأى اتّباع الرّشد غيرَ موافق
ومُدامةٍ مثل الخلوقِ عتيقةٍ / حُجِبت زماناً في كنائسِ دابقِ
تختالُ ألواناً إذا ما صُفّقَت / في الكأس تُخرسُ من لسانِ الناطقِ
ذهبيّةٌ تختالُ في جنباتِها / كالدرّ ألفَهُ نظامُ الراتقِ
باكرتُها من كفّ أغيدَ شادنٍ / حسنِ التنعّم فوق سُؤلِ العاشق
مُتَعَقربِ الصدغينِ في لحظاتهِ / فِتَنُ لها مقرونةٌ ببوائق
متخرّسٍ دينُ النصارى دينهُ / ذي قُرطقٍ لم يتّصل ببنائقِ
لَبِقٍ بديع الحسنِ لو كلّمتهُ / لنبذتَ دينكَ كلّهُ من حالقِ
واللَهِ لولا أنّني متخوّفٌ / أن أُبتلى بإمام جَورٍ فاسقِ
لتبعتهُ في دينهِ ودخلتهُ / ببصيرةٍ فيه دخولَ الوامقِ
إنّي لأعلمُ أن ربّي لم يكن / ليخُصّهُ إلّا بدينٍ صادقِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025