المجموع : 4
وَمُلِحَّةٍ في العَذلِ ذاتِ نَصيحَةٍ
وَمُلِحَّةٍ في العَذلِ ذاتِ نَصيحَةٍ / تَرجو إِنابَةَ ذي مُجونٍ مارِقِ
بَكَرَت تُبَصِّرُني الرَشادِ وَشيمَتي / غَيرُ الرَشادِ وَمَذهَبي وَخَلائِقي
لَمّا أَلَحَّت في العِتابِ زَجَرتُها / فَتَأَخَّرَت عَنّي بِقَلبٍ خافِقِ
كَم رُضتُ قَلبي فَاِعلَمي وَزَجَرتُهُ / فَرَأى اِتِّباعَ الرُشدِ غَيرَ مُوافِقِ
وَمُدامَةٍ مِثلِ الخَلوقِ عَتيقَةٍ / حُجِبَت زَماناً في كَنائِسِ دابِقِ
تَختالُ أَلواناً إِذا ما صُفِّقَت / في الكَأسِ تُخرِسُ مِن لِسانِ الناطِقِ
ذَهَبِيَّةٌ تَختالُ في جَنَباتِها / كَالدُرِّ أَلَّفَهُ نِظامُ الراتِقِ
باكَرتُها مِن كَفِّ أَغيَدَ شادِنٍ / حَسَنِ التَنَغُّمِ فَوقَ سُؤلِ العاشِقِ
مُتَعَقرِبِ الصُدغَينِ في لَحَظاتِهِ / فِتَنٌ لَها مَقرونَةٌ لِبَواثِقِ
مُتَخَرسِنٍ دينُ النَصارى دينُهُ / ذي قُرطُقٍ لَم يَتَّصِل بِبَنائِقِ
لَبِقٍ بَديعِ الحُسنِ لَو كَلَّمتَهُ / لَنَبَذتَ دينَكَ كُلَّهُ مِن حالِقِ
وَاللَهِ لَولا أَنَّني مُتَخَوِّفٌ / أَن أُبتَلى بِإِمامِ جَورٍ فاسِقِ
لَتَبِعتُهُ في دينِهِ وَدَخَلتُهُ / بِبَصيرَةٍ فيهِ دُخولَ الوامِقِ
إِنّي لَأَعلَمُ أَنَّ رَبّي لَم يَكُن / لِيَخُصَّهُ إِلّا بِدينٍ صادِقِ
قَد مِتُّ غَيرَ حُشاشَةِ الرَمَقِ
قَد مِتُّ غَيرَ حُشاشَةِ الرَمَقِ / مِن حُبِّ أَحوَرَ شادِنٍ خَرِقِ
مَنقوصِ تَهضيمِ الحَشا وَرَبا / ما اِنحَطَّ مِن خَصرٍ وَمُنتَطِقِ
مَعشوقَةٌ فيهِ مَلاحَتُهُ / ما بَينَ مُتَّصِلٍ وَمُفتَرِقِ
ما خُصَّ مِن آفاقِ قامَتِهِ / أُفُقٌ بِتَفضيلٍ عَلى رُفُقِ
فَإِذا بَدا اِقتادَت مَحاسِنُهُ / قَسراً إِلَيهِ أَعِنَّةَ الحَدَقِ
خَلُقَ الشَبابُ وَشِرَّتي لَم تُخلَقِ
خَلُقَ الشَبابُ وَشِرَّتي لَم تُخلَقِ / وَرَمَيتُ في غَرَضِ الزَمانِ بِأَفوَقِ
تَقَعُ السِهامُ وَرائَهُ وَكَأَنَّهُ / أَثَرَ الخَوالِفِ طالِبٌ لَم يَلحَقِ
وَأَرى قُوايَ تَكاءَدَتها رَيثَةٌ / فَإِذا بَطَشتُ بَطَشتُ رِخوَ المِرفَقِ
وَلَقَد غَدَوتُ بِدُستُبانٍ مُعلَمٍ / صَخِبِ الجَلاجِلِ في الوَظيفِ مُسَبَّقِ
حُرٌّ صَنَعناهُ لِتُحسِنَ كَفُّهُ / عَمَلَ الرَفيقَةِ وَاِستِلابَ الأَخرَقِ
يَجلو القَذى بِعَقيقَتَينِ اِكتَنَّتا / بِذَرا سَليمِ الجَفنِ غَيرَ مُخَرَّقِ
أَلقى زَآبِرَهُ وَأَخلَقَ بَزَّةً / كانَت حِياكَةَ صانِعٍ مُتَنَوِّقِ
فَكَأَنَّهُ مُتَدَرِّعٌ ديباجَةً / عَن قالِصِ التُبّانِ غَيرَ مُسَوَّقِ
وَإِذا شَهِدتَ بِهِ الوَقيعَةَ أَقلَعَت / عَنهُ الغَيابَةُ وَهوَ حُرُّ المِصدَقِ
فَتَرى الإِوَزَّ فُوَيتَ خَطمِ مُشَيَّعٍ / غَرثانَ أَنشاطِ الشَواكِلِ سَودَقِ
يَعتامُ جِلَّتَها وَيَقصُرُ شَؤوَها / بِمُؤَنَّفٍ سَلبِ الشَباةِ مُذَلَّقِ
حَتّى رَفَعنا قِدرَنا بِنِضائِها / فَاللَحمُ بَينَ مُؤَزَّرٍ وَمُوَشَّقِ
هَذا أَميرُ المُؤمِنينَ اِنتاشَني / وَالنَفسُ بَينَ مُحَنجَرٍ وَمُخَنَّقِ
فَاِقذِف بِرَحلِكَ في جَنابِ خَليفَةٍ / سَبّاقِ غاياتٍ بِها لَم يُسبَقِ
نَفسي فِداأُكَ يَومَ وابِقَ مُنعَماً / لَولا عَواطِفُ حِلمِهِ لَم أُطلَقِ
حَرَّمتَ مِن لَحمي عَلَيكَ مُحَلَّلاً / وَجَمَعتَ مِن شَتّى إِلى مُتَفَرِّقِ
إِنّا إِلَيكَ مِنَ الصَليتِ فَداسِمٍ / طَلَعَ النِجادَ بِنا وَجيفُ الأَينُقِ
يَتبَعنَ مائِرَةَ المِلاطِ كَأَنَّما / تَرنو بِعَينَي مُقلِتٍ لَم تَفرَقِ
خَنساءُ تَرعى جَوذَراً بِخَميلَةٍ / وَبِها إِلَيهِ صَبابَةٌ كَالأَولَقِ
حَتّى إِذا وَجَدَتهُ لَم تَرَ عِندَهُ / إِلّا مَجَرَّ إِهابِهِ المُتَمَزِّقِ
يَأبى لِهارونَ الخِلافَةَ عُنصُرٌ / مَحضٌ تَمَكَّنَ في المُصاصِ المُعرِقِ
مَلِكٌ تَطيبُ طِباعُهُ وَمِزاجُهُ / عَذبُ المَذاقِ عَلى فَمِ المُتَذَوِّقِ
يَلقى جَميعَ الأَمرِ وَهوَ مُقَسَّمٌ / بَينَ المَناسِكِ وَالعَدُوِّ الموفِقِ
يَحميكَ مِمّا تَستَسِرُّ بِفِعلِهِ / ضَحِكاتُ وَجهٍ لا يُريبُكَ مُشرِقِ
حَتّى إِذا أَمضى عَزيمَةَ رَأيِهِ / أَخَذَت بِسَمعِ عَدُوِّهِ وَالمَنطِقِ
إِنّي حَلَفتُ عَلَيكَ جَهدَ أَلِيَّةٍ / قَسَماً بِكُلِّ مُقَصِّرٍ وَمُحَلِّقِ
لَقَدِ اِتَّقَيتَ اللَهَ حَقَّ تُقاتِهِ / وَجَهَدتَ نَفسَكَ فَوقَ جَهدِ المُتَّقي
وَأخَفتَ أَهلَ الشِركِ حَتّى إِنَّهُ / لَتَخافُكَ النُطَفُ الَّتي لَم تُخلَقِ
وَبِضاعَةُ الشُعَراءِ إِن أَنفَقتَها / نَفَقَت وَإِن أَكسَدتَها لَم تَنفُقِ
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ
ومُلحةٍ بالعذل ذات نصيحةٍ / ترجو إنابةَ ذي مجونٍ مارقِ
بكرَت تبصّرني الرشادَ وشيمتي / غيرُ الرشاد ومذهبي وخلائقي
لمّا ألحّت في العتابِ زجرتُها / فتأخّرت عنّي بقلبٍ خافقِ
كم رضتُ قلبي فاعلمي وزجرتهُ / فرأى اتّباع الرّشد غيرَ موافق
ومُدامةٍ مثل الخلوقِ عتيقةٍ / حُجِبت زماناً في كنائسِ دابقِ
تختالُ ألواناً إذا ما صُفّقَت / في الكأس تُخرسُ من لسانِ الناطقِ
ذهبيّةٌ تختالُ في جنباتِها / كالدرّ ألفَهُ نظامُ الراتقِ
باكرتُها من كفّ أغيدَ شادنٍ / حسنِ التنعّم فوق سُؤلِ العاشق
مُتَعَقربِ الصدغينِ في لحظاتهِ / فِتَنُ لها مقرونةٌ ببوائق
متخرّسٍ دينُ النصارى دينهُ / ذي قُرطقٍ لم يتّصل ببنائقِ
لَبِقٍ بديع الحسنِ لو كلّمتهُ / لنبذتَ دينكَ كلّهُ من حالقِ
واللَهِ لولا أنّني متخوّفٌ / أن أُبتلى بإمام جَورٍ فاسقِ
لتبعتهُ في دينهِ ودخلتهُ / ببصيرةٍ فيه دخولَ الوامقِ
إنّي لأعلمُ أن ربّي لم يكن / ليخُصّهُ إلّا بدينٍ صادقِ