المجموع : 5
أدر المدامة بيننا يا ساقي
أدر المدامة بيننا يا ساقي / حتى تكل يدي ويضعف ساقي
واقرب إلى بخدّك الشرى الذي / يزري بضوء الشمس في الأشراقِ
أو ما ترى برد النسيم وقد ونى / سحرا وبرد الليل في أخلاقِ
والزهر سبط قد سقاه من الحيا / ماء تجعد في متون سواقي
والأقحوان ند يضاحك نرجسا / ساهي الجفون محدق الأحداقِ
فانهض إلى ذهبية لهبية / كالماء مشعلة بلا أحراقِ
لمعت وراء القارلي فحسبتها / شفقا ثوى غسقا من الأعغساقِ
يا سعد أسعد من تحمل ضعفه / ثقل الهوى فأطاق غير مطاقِ
لا تنشرن له المنزل فإنه / يطوى الضلوع على حشا خفلتاقِ
فنكت به الأضداد نار أضرمت / في ماء خد مائر قران
وفاغر ثغر واسوداد غدائر / وموت خلخال ونطق نطاقِ
يا بائعي أشعارهم في سوقه / الشعر فيهم كسد الأسواقِ
صونوا وقلق وجوهكم عن أوجه / منقورة نقر الصخور صفاقِ
قوم إذا سيق المديح إليهم / ألفيتهم في كربة وسياقِ
خلقوا الجفاة فليتهم من يزدن / يتعلمون مكارم الأخلاقِ
ملتف أغصان الفخار إذا أنتمى / زاكي النجار مظهر لاأعراقِ
أسر العفاة المقترين جميله / فغدوا بذاك الأسر في إطلاقِ
في جود راحته ورونق بشره / روح القلوب ومسكة الأرماقِ
تحمر في يده إذا اسودّ الوغى / بيض السيوف من الدّم المهراقِ
ما زال يجعل ما بنا من سؤدد / درجا إلى تلك العلى ومراقي
لا زلت نجم الدين بدرا كاملا / وعدول الباغي هلال محاقِ
أنت الحياة فإن أُهِجتَ فحية / من ساورته فما له من راقِ
لك في ثرائك كل يوم وقعة / بكر تريك عشية التحلاقِ
إن ارتجت لؤما أكفّ معاشر / كانت يداك مفاتح الأرزاقِ
صدقت مدائحنا فأضحت عنده / ربات صدى عاليات صدافِ
لم تغلط الأيام في تسويده / لكن بحق ساد واستحقاقِ
أسد يخاف الليث سطوة بأسه / واليث طاو أهرت الأشداق
في بابل أضحى بجود سائر / متدفق في سائر الأفاقِ
فلذاك قد أضحى لبارق بشره / في كل شام شائم وعراقِ
يا شمس دوله هاشم خذ مدحة / يفنى الزمان وذوها لك باقِ
كالروض راضته السحائب ثرة / وسرت عليه بوابل غيداقِ
واسلم فقد أصبحت رب صنائع / ما إن تزال قلائد الأعناقِ
العارض بالغور أَبرق
العارض بالغور أَبرق / فأضاء أجراعا وأبرقَ
ظلت جفونك يوم شر / قي الحمى بالدمع تشرق
أسفا على بعد الفري / ق وشمل الفتنا المفرّق
ومعربد اللحظات من سكر الص / صبا خنث مقرطق
حلوا الشمائل كالشمو / ل سلاف ريقته وأروق
قمر يدل بحسنه ال / موموقِ والدل المعشق
حرج السوار وشاحه / كفؤاد عاشقه وأقلق
رشق القلوب ومر بي / كالغصن مختالا وأرشق
نادمته والنجم في / إذن الدجى قرط معلق
والطل في ورق الشقا / ئق جائل والظل أورق
وصبحته في روضة / بات بصوب المزن تغبق
ذهبية لهبية / كالبرق تحت دجى تألق
يخطو المدير لكأسها / في دستبانات ويلمق
نفخت فخلت نسيمها / مسكا ذكيا حين ينشق
أو طيب ما أثني به / من رائق المدح المنسق
أَبدا على المولى البها / ء ونشره أذكى وأعبق
بحر يعوم البحر في / جدوى أنامله فيغرق
ليث يخاف الليث يو / م الروع سطوته ويفرق
ذو العزم يمضي في الخطو / ب مضاء مصقول مذلق
لا رفده صعب ولا / معروفه كدر مرنق
إن ما مادح غيره / ألفيت مادحه يصدقُ
أو أظلمت شيم اللئا / م أضاء من كرم وأشرق
بيراعه راع العدو / وفجنه خوفا مؤرقٌ
واقام للأشعار بع / د كسادها سوقا ونفق
لولاه لم تر في العرا / ق مروجا بالمدح يعرق
بك يا أبا الفضل الجوا / د غدا غدير الجود متأق
يا ابن الذي عم البلا / د وأهلها عدلا وطبق
عضد الإله الدين منه / بماجد ندس موفق
آراؤه سور لدو / لة آل عباس وخندق
ومناضل عنها بسه / م في النوائب غير أفوق
خفاق ألوية النّدى / ما أمّه راجٍ فأخفق
ذو راحة فتحت لنا / باب السماحة وهو مغلق
وخلائق كالراح بال / ماء القراح غدت تصفق
يهمي إذا سئل الندى / فكأنه سيل تدفق
كم فك من أَسرِ الخطو / ب وكيدها عان واطلق
يا موئل الجاني الطري / د ومآل من أكدى وأملق
خذ من لساني مدحة / قلب الحسود بها محرق
غراء محدثه لها / فعل المدام أما يعتق
لو أنها طرقت حيا / ء سمع بشار لا طرق
تبقى مجدددة ملا / بسها إذا ما الدهر أخلق
واسعد بعيد الفطر وأب / ق لظنّ ذي أمل تحقق
لا زال شأوك في العلى / شأوا امرىء هيهات يلحق
نحن الحمام وجودك الأطواق
نحن الحمام وجودك الأطواق / فارفق فحمل نداك ليس يطاقُ
يا خير من حديث إلى أبوابه / كوم براها الوخد والأعناقُ
أيها بهاء الدين يا ملكا زكت / منه الخلال وطابت الأعراقُ
أنت الذي تبدو فتخشع هيبة / منا القلوب وتخضع الأعناقُ
أنت الذي فاق الكرام سماحة / فبذكره تتجمل الآفاق
فرباعه للقاصدين فسيحة / وجفانه للطارقين عماقُ
ذو صفحة ما إن تزال ببشرها / تقوى النفوس وتمسك الأرماقُ
فسوى الذي يرجو سماحك مخفق / يوما وغير فؤاده الخفاقُ
يا من يرق لسائليه وفي الوغى / يقسو ويصلب والدماء تراقُ
قد كنت أطرق قبل مدحك معشرا / واليوم يغشى بأبي الطراقُ
فتهن عيدك وابق ما هبت صبا / وصبا إلى أحبابه مشتاقُ
ورد بخدّك أم شقيقُ
ورد بخدّك أم شقيقُ / ورضا ثغرك أم رحيقُ
والغصن مال تعطفا / أم قدك اللدى الرشيقُ
يا عاذلي ما للسلو / وإلى صباباتي طريقُ
هذا العقيق فخلني / ينهل من جفني عقيق
واقصر فإني قد حمل / ت من الهوى ما لا أطيقُ
كبد محرقة وطر / ف في مدامعه غريقُ
قلق الوساد يشوقه / من ريم رامة ما يشوقُ
وشج إذا غنَّت حما / م حنَّ أو عنَّت بروق
فله غرام ساكن / أحشاءه وحشا خفوق
فدع الأسير وما عنا / ه من الكآبة يا طليق
يا صاحبي أتجلَّدا / من بعد ما افترق الفريق
هيهات متسع الفضا / ء عليّ بعدهم يضيق
يا سلم أني والذي / رفع السّماء لكم صديق
كم يشتكي جور الروا / دق خمرك النضو الدقيق
ولكم إذا سكت السوا / روشى موشحك النطوق
أقسمت بالبيت العتي / ق ومن له البيت العتيق
وبما أراق من الدما / ء صبيحة الأضحى مريق
للصاحب الملك الجلي / ل بكل مكرمة خليق
ملك رعاياه بمن / جاه ومرعاه أنيس
لارزق عافيه ولا / أخلاقه يوما تضيق
سامي الصنائع تسترد / د بيمن دولته الحقوق
طب بامر ممالك ال / خلفاء فتاق رتوق
فبرأيه سدّت ثغو / ر مثلما رقعت خروق
ولماذا كذبت مخا / ئل بارق برق صدوق
جاراه قوم في العلى / جهلا فكان هو السبوقُ
فوجار حاسده الحضي / ض وجاره حيث الأنوقُ
وتراه مقداما إذا / قامت ليوم الحرب سوقُ
وعليه درع سردة / ردع الدماء لها خلوقُ
متهجما تشقى ببي / ض طباه هامات وسوقُ
مولاي مجد الدين يا / من عهده عقد وثيقُ
إن تفعل الحسنى فلا / عجب بك الحسنى تليقُ
فضل وأفضال يشي / د علاها نصب عريقُ
هذا هو المدح الذي / أضحى لسامعه يروقُ
هو يا أبا الفضل الكري / م وعرضك المسك السحيقُ
لا زلت تبقى ما دجى / ليل وعاقبه شروقُ
يا رب لا تحوج أخا
يا رب لا تحوج أخا / أمل إلى غير الموفق
فهو الأبي ومن على ال / عافي من الآباء أشفق
لو كنت يوما واجدا / من في ندق كفيه يعرق
يعطي عطاءك كنت أس / أله ولكن ليس يلحق