خطرت فجد وشاحها بخفوق
خطرت فجد وشاحها بخفوق / فكأنها اتشحت بقلب مشوق
وعلى الدلال تماسكت فتلاعبت / كف النسيم بقدها الممشوق
سمة الوقور إذا مشت تعتادها / لولا الصبا وتدلل المعشوق
شربت بوجنتها دمي واستخدمت / لخضاب أنملها دم الراووق
ترتج من أردافها في جدول / متعلق من خصرها بدقيق
وتعلم الناقوس نغمة جرسها / فأهل للقسيس والبطريق
يا أسم جادكم الغمام إذا سرى / متجللاً برواعد وبروق
جونٌ إذا احتلج المهب ضروعه / هدرت رواعده هدير فنيق
إني وثقت بحبكم فتكاثرت / علل تقلله فقل وثوقي
كان الشباب الغض موسم لذتي / وراج سوق عكاظه في سوقي
فطوى المشيب سجله طي الدجى / حشدت عليه الشمس جيش شروق
ويلي على عصر الشباب وغادة / بخلت علي بزورة وطروق
بيضاء ألبسها النعيم بهاءه / تصبي الحليم لحسنها الموموق
قمن الولائد إذ تهب من الكرى / من حول واضحة كنار فريق
قربن قضبان الأراك فخللت / برداً تقيده لثات عقيق
وغدا يموج بها رضاب مفلج / خصر كصوب المزنة المدفوق
وظفرن جثلان من أثيث عثا كل / نضدن فوق المتن نضد عذوق
وتنفست أرج اللطيمة عن شذا / مسك بمجمر خدها مسحوق
الحسن حوزتها وأما غيرها / بالمستعار حظى وبالمسروق
والحب من دون البرية كلها / ديني الذي وشجت عليه عروقي
والفضل للمولى أبي الفضل الذي / أرسى مضاربه على العيوق
المنطق الخرس اليراعة بالذي / أوحى لها والمخرس المنطيق
الممتطي للمجد أرفع غارب / والمقتدي من عهده بوثيق
ريح الصبا انطبعت برقة طبعه / وتضمخت من خلقه بخلوق
فشذاه أطيب من شذاه لناشق / أحبب بذياك الشذى المنشوق
لي من مكارمه أبر أبوه / برت ولو قابلتها بعقوق
أمسددي للقصد إما رافعاً / علماً وأما مرشدي لطريق
لي عندكم أبداً حشاشة عالق / وحنينها أبداً حنين علوق
من ذاق من سلسال ريقك جرعة / لم يلو عنك لآسن مطروق
جاد السحاب ولو كجودك لم يكن / لحيا يؤججه الأسى ببروق
وجه كمنبلج الصباح وراحة / تزري بصوب المزنة المدفوق
أصبحت سابق أول في غاية / عفواً ومعي آخرٍ بلحوق
حاولت كنه علاك أعمل فكرة / فرمقت شأواً ليس بالمرموق
وجدت أدناه نهاية خاطري / فقعدت عجزاً عن قضاء حقوقي
فإليكها مثل الخميلة أزهرت / أو لا فمثل اللؤلؤ المسنوق
غراء معربة المتون حدا بها / لحماك حاديها حداء النوق
هي فوق مجهودي ودون علا الذي / قصدت وخير القول قول صدوق