المجموع : 5
يا دهر ما أَقساك مِن مُتَلَوّنٍ
يا دهر ما أَقساك مِن مُتَلَوّنٍ / في حالَتَيك وما أَقلَّك مُنْصِفا
أتروح للنِّكْسِ الجهولِ مُسَاعِداً / وعلى اللّبيب الحُرِّ سَيْفاً مُرْهَفا
وإذا صَفوْتَ كَدِرت شيمةَ باخِلٍ / وإذا وفَيتَ نَقَضْتَ أَسباب الوفا
لا أرتضيك ولو صَفَوْتَ لأنِني / أَدرِي بأَنك لا تدوم على الصّفا
زمن إذا أَعطى استرَّ عطاءَه / وإذا استقام بَدَا لَهُ فَتَحرّفا
ما قام خَيْرُك يا زمانُ بشَرِّه / أَوْلَى بنا ما قلّ منك وما كفى
يا رَبّ إن واخذته بتَلهُّفي
يا رَبّ إن واخذته بتَلهُّفي / وأَدَلْتَ مِنه للمشوقِ المُدْنَفِ
رَقَّتْ له النفسُ التي قَطَع الأسى / أنفاسَها فِيه ولم يَتَعطّفِ
يا ربّ سلِّمه ومُنَّ بِرَدِّه / واغْفِرْ له عقْبَى يمينِ المُصْحَف
إني لأعذِره وإِن لم يُبْقِ لي / صَبْراً وأُنْصِفُه وإنْ لَمْ يُنْصِفِ
أمّا الصباح فقد بدت راياته
أمّا الصباح فقد بدت راياته / بيضاً وقد هُزِمَ الظّلام الأكلف
فاخلِط صباحَك بالصَّبُحِ فإنه / أَنْفَى لمُنْتَاب الهمومِ وأتلفِ
أَو ما ترى شمسَ النهار ودونَها / من مُسْتَهِلِّ الغَيم سِتْرٌ مُسْجَف
ينجاب عنها تارةً فَيُبِينُها / وتَغيب طَوْراً في دُجاه فتكسَف
فكأنما لبِستْ قَباءً أزرقا / أو مُدَّ من خَزّ عليها مِطْرَف
وبدا لنشر الروض من بعد الندى / ريح كريح المِسك بل هي أشرف
وَرْدٌ حكَى خَجَلَ الخدودِ ونَرْجِسٌ / يحكي العيونَ بأَعْينُ ما تَطْرِف
فعيونُ ذاك بعسجدٍ مكحولٌ / وخدودُ ذا من عَنْدَمٍ تَتَغَلّف
فكأنما نَثَرَتْ عليه لونَها / راحٌ على راحاتنا تَتَصرف
فاشربْ فقد لَؤُمَ الزمانُ وقُطِّعَت / عُقَدُ الوفاءِ به وقلّ المنصف
ولقد نهضتُ بعزمةٍ ما تَنثَني / عمّا أريد وفَتْكةٍ ما تَضْعفُ
فإذا الخطوبُ إذا مضت لا تَرْعَوي / وإذا قَضَتْ بقَضِيةٍ لا تُخلف
فصبَرتُ للمقدارِ تحت مراده / كيلا يكونَ تأسّفٌ وَتَلَهُّفُ
وعلمت أن لكلّ ريح هَدْأَةً / ولكل جارٍ منْتَهىً وتوقّفُ
ويلي على من لم يُطِقْ
ويلي على من لم يُطِقْ / خَصْرَاه حَمْلَ روادِفِهْ
وشكَتْ شقائقُ وَجْنَتَيْ / هِ إليه حَمْلَ سوالفه
رَشَأٌ إذا لبِس المطا / رِفِ ذابَ بين مطارِفِهْ
وإذا تضاعف لحظه / فالموت حشو تضاعُفِه
عاتبْ حَبِيبَك مُعْلناً أو مُخْفياً
عاتبْ حَبِيبَك مُعْلناً أو مُخْفياً / واجعل عِتابَك كُلّه استِعطافا
واصبر له وإن استمرّ قطيعةً / فلعلّه يَستحدِث الإنصافا
لا يَعْذُبُ الحبّ الأليمُ عذابه / إلا إذا صدّ الحبيب وجافى