المجموع : 12
قاسي الجوانح لين الأعطاف
قاسي الجوانح لين الأعطاف / أهواه في الحالين غصن خلاف
رشأ من الأتراك إلا أن في / جفنيه ما في الهند من أسياف
أدنى حياصته إلى أردافه / فانظر لزخرفها على الأحقاف
واعجب لشكوى الخصر رقّة حاله / ومن الغنى لشكاية الأرداف
ولتاركي في حبِّه وكأنَّما / إنسان عيني مُبتلى برعاف
أفديه عسال القوام إذا مشى / وإذا يشاء فمعسل الترشاف
تلتفّ قامته بواردِ شعره / فأرى الشقا في جنَّةٍ ألفاف
ولقد أرى طرق الرشاد بتركه / لكنَّ قلبي مولّع بخلافي
واشقوتي منه بخصر مخطف / نهب السلوّ وناظرٍ خطَّاف
إن خابَ سائل أدمعي في حبِّه / فلكثرة الإلحاح والإلحاف
وأكاد أصدّق ثم يطمعني بهِ / بشر يغير الدّرّ في الأصداف
لا اليأس يثبت لي عليه ولا الرَّجا / فكأنني في موقف الأعراف
ولربَّ ذي عذلٍ إذا بلَّ البكى / رُدْنيّ باكر مسمعي بنشاف
مالي وما للعذول في متحكمٍ / لي في الهوى مضنٍ لديه وشاف
إني لأطلب لا لشيءٍ وصله / إلاَّ لينظر في الوصال عفافي
ما كانَ في العشرين يهفو منطقي / أيكون في الخمسين فعلٌ هاف
شيمٌ عن السلف الذكيّ ورثتها / لا في الصبى عِيبتْ عليّ ولا في
لي حين أنسب أسرةٌ عربيةٌ / كادتْ تعدّ الشهب من أحلافي
وفضائل ما قد سمعت وإنها / لسامعِ الأشراف كالأشناف
ولربَّ وردٍ عفته لتدلكٍ / ولو أنه نهر المجرَّة طاف
ما أجور الأيام في إهمالها / حقِّي وأعدّ لها عن الصناف
أشكو التأخّر في الزمان وهذه / شيمي لديه وهذه أسلافي
عطفاً أحال الدين والدنيا على / حالي فعندك يحسن اسْتعطافي
إن لم أبت ضيفاً لبابك قادماً / فاجعل كتابي واحدَ الأضياف
وأجزت باب قرى عوائد نحوه / أن لا يجوز لديه حذف مضاف
من أين للآمالِ مثلك كافلٌ / أم أين للأحوالِ غيرك كاف
أنت الغياث إذا الغمائم أخلفت / وعد الثرى بالدّرّ في الأخلاف
والمستماحة في الندى آلافه / والواحد المربي على الآلاف
غيث الشآم ونيل مصر إذا شتت / يوماً وضاقت رحلةُ الإيلاف
مدَّت إلى قاضي القضاة يدُ الرَّجا / فأمدَّها بعوائدِ الإتحاف
هو كعبة الفضل التي قد أغربت / أهل المقاصدِ حولها بطواف
أقلامه مثل السهام سديدةٌ / لكنَّها للوفدِ كالأهداف
حفيت بوعدِ الآملين فكلّها / يسعى إلى لقيا المؤمَّل حاف
في كفِّ فيَّاض النوال كأنها / لمعُ البروق بعارضٍ وكَّاف
لا عيبَ فيه سوى عطاءٍ مخجلٍ / جهد المدائح زائد الإسراف
وثناً يشفّ ضياؤه فكأنما / في أعين الأعداءِ منه أشافي
أوصاف مجدٍ أينعت فترنَّمت / بالسجعِ فيها ألسنُ الوُصَّاف
ومناقب قد يمَّمت أمد العلا / فقفت سوابقها الحسان قواف
وفخار بيتٍ في السيادةِ وازنٌ / ما بيت نظم فخاره بزحاف
بيتٌ أبو دلفٍ بناه وبالغت / أنباه في شرف وفي إشراف
ما فاخرته العرب إلاَّ هاشماً / فغدت إليه هشيمةَ الآناف
أو سامت الفرس الأوائل عزّه / لتقطّعت أكتاف ذي الأكتاف
تبقى على مرِّ الزمان وغيره / عاف الذّرى متوعر الأكناف
يا من مقام فخاره المحمود لم / تحتج دلائله إلى كشَّاف
وضحت بهمَّتك العلوم فكلها / إجماع متفق بغير خلاف
ووراك صلَّى السابقون وسلمت / آداؤهم من مثبتٍ أو ناف
وبك ازدهى الشرع المنيف مقامه / وأقرّ رائد روضه المستاف
يحميه رمحٌ من يراعك نافذٌ / ويقيك درعٌ من سجلّك ضاف
وإذا اسْتشار الملك رأيك في دجى / أمرٍ ثنيت الصبح في الإسراف
عجباً لمثلك كيف يهمل حالتي / من بعد ذاك العطف والإسعاف
وليَ المصيف وفي حشايَ حرارةٌ / للهمّ فوق حرارة المصطاف
وكفى عداتي أنني ما فيّ أن / ورد الشتا إلا لسانيَ داف
ومن الحوادث أن عزمي والصبى / أوْدَى فليتَ الحادِثات كفافي
ولبُعد بابك وُقد نارٍ في الحشا / ترمي بكلّ شرارةٍ كطراف
بالرّغم أن يجفو ترابك مبسمي / لكنه غدر الزمان الجافي
ولئن قعدت فإنَّ ركبَ مدائحي / متواصلُ الأعناقِ والإيجاف
خذْها إليك كلامةٍ مسرودةٍ / يوم الفخار وحلّة أفواف
نظّمتها لك والنجوم كأنها / في الأفقِ من تعب المسير غواف
والنسر ينهض بينها بقوادمٍ / لكنهنَّ عن العيان خواف
فأتتك من صنف الجمال بديعة / والنظم مثل بنيه ذو إنصاف
في الناس من يمشي على رجلين في / نظمٍ ومن يمشي على أخلاف
زادت شجوني فيه عن حدِّ السرف
زادت شجوني فيه عن حدِّ السرف / وجرى عليه مدمعي حتى وقف
متمنّع تلقاه في حال الرِّضا / وكأنه غضبان من فرطِ الصلف
ألف الصدود تجنُّباً وتحجُّباً / فلو أنه رام التواصل ما عرف
ومن الشقا أنَّ الجفا وتشوُّقي / لا ينتهي هذا وذاك إلى طرف
ما مال غصن قوامهِ عن فكرتي / يوماً ولا دينار وجنتهِ انْصرف
بستان حسن لا عدمت قطافَهُ
بستان حسن لا عدمت قطافَهُ / لثماً يسلّفني السرور سلافَهُ
يختال في مرحِ الشباب كأنما / هزت حمائم حليه أعطافَهُ
في وصفه الأغزال خصّ مديحها / ملك البسيطة لا تريد خلافَهُ
الناصر بن الناصر بن قلاون الم / نصور جانسَ نصره أسلافَهُ
خضعت لعزَّته الملوك وأذعنت / لأغرّ أمَّله الزمان وخافَهُ
خدمته حتَّى أنجم مرِّيخها / لو عاد كسرى ظنَّه سيَّافَهُ
ولو أن ذا الأكتاف سابوراً عصى / أمراً لقطَّعت العصا أكتافَهُ
متّع لواحظنا بحسنك ساعةً
متّع لواحظنا بحسنك ساعةً / ودع النفوس تروح وهي توالف
واجعل وعودك لي صدوداً قابلاً / فلقد أراك إذا وعدت تخالف
ويلاه من ساجي اللواحظ أهيف / ما لي عليه سوى البكاء مساعف
يوم الغنى يهواه عاماً كلّه / بالدمعِ شاتٍ والصبابة صائف
سلْ خصره عن طول ليلة شعره / إنَّ السقيم بطول ليل عارف
هنّئتها خلع السيادة والتقى
هنّئتها خلع السيادة والتقى / والبرّ والبركات والألطاف
وبقيت ممدوح العلا عيناً لها / ألِف الندى ولكلّ ملك كافي
يا صاحب القلم الذي في بابِهِ / عُرف وعَرف ندى بغير خلاف
قل للذي قد كنت معترفاً
قل للذي قد كنت معترفاً / من بحر أنعمه ومغترفا
عجز اجتهاد الشكر عن مننٍ / قدّمتها عندِي فيا أسفا
إن كنت لا تسدي إليَّ يداً / حتَّى أقوم بشكرِ ما سلفا
بالجنك من مغنى دمشق حمائمٌ
بالجنك من مغنى دمشق حمائمٌ / في دَفّ أشجا تشوق بلطفها
فإذا أشارَ لها الشجي بكأسه / غنَّت عليه بجنكها وبدفها
يا رُبَّ فاتنة الجمال غريرة
يا رُبَّ فاتنة الجمال غريرة / تحمي وراء أسنَّة وسيوف
صغت الوعود لها صياغة ماهرٍ / وجمعت بين خلاخلٍ وشنوف
قاضي القضاة لك اتِّصال سلامة
قاضي القضاة لك اتِّصال سلامة / ولحاسديكَ مسآءة وتلاف
ما كانَ في رجفان كفّك منكرٌ / فالبحر من أسمائه الرَّجاف
صيرت إيري واقفاً شرطه
صيرت إيري واقفاً شرطه / إثبات عشقي واطِّراح مخالفي
فليدر حسنك أن قلبي فيه قد / ثبتت صبابته بشرط الواقف
يا سيدي إن طابَ وقت ولائنا
يا سيدي إن طابَ وقت ولائنا / لفظاً ففي معناه منك تعسف
أنا في المديح أشبب الوصف الذي / أهدى وأنتَ على الجريح تذفف
علقته ساجي اللواحظ أهيفا
علقته ساجي اللواحظ أهيفا / وبليَّتي ساجي اللواحظ أهيف
قلبي الجريح مشبَّبٌ بصفاته / في الحسنِ وهو على الجريح يذفف