القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الشَّريف المُرتَضى الكل
المجموع : 3
رِيعَتْ لتَنْعابِ الغراب الهاتفِ
رِيعَتْ لتَنْعابِ الغراب الهاتفِ / وتأَوّلتها فُرْقةً من آلِفِ
فاِستَبطنتْ من رِقْبَةٍ لعُداتها / حُرَقاً نُضِحْنَ بدمع جَفْنٍ ذارفِ
ورأتْ بياضاً في نواحي لِمَّةٍ / ما كان فيها في الزّمان السّالفِ
مثلَ الثَّغامِ تلاحقتْ أنوارُه / عمداً لتأخذه بَنانُ القاطِفِ
ولقد تقول ومِن أَساها قولُها / ما كان هذا في حسابِ العائفِ
أين الشّباب وأين ما تمشي به / في البِيض بين مساعدٍ ومساعفِ
ما فيك يا شَمِطَ العِذارِ لرامِقٍ / عَبِقِ الجَوانِحِ بِالهَوى من شاعفِ
فَليَخلُ قلبُك مِن أَحاديثِ الهوى / وليخلُ غُمضُك من مطيف الطائفِ
وَلَقد سريتُ بفِتيَةٍ مُضَرِيَّةٍ / ليلَ التمام إلى الصّباحِ الكاشفِ
في ظهر مُلْتَبِسِ الصُّوى متنكّرٍ / لا يُهتدى فيه بسوفِ السّائفِ
ظامي الموارد ليس في غدرانِهِ / لمُسَوَّفٍ بالوِرْدِ غَرفةُ غارفِ
وكأنّما حُزُقُ النّعام بدوِّه / ريحٌ تلَوْن طوائفاً بطرائفِ
وإذا تَقَرَّاهُ فلا أثراً ترى / بِترابه إلّا لِريحٍ عاصفِ
من كلّ أبّاءٍ لكلِّ دَنِيَّةٍ / ذي مارنٍ للذُّلِّ ليس بعارفِ
وتراه ينتعل الظّهائرَ كلّما / جَحَرَ الهجيرُ بناعمٍ مُتتارِفِ
قومٌ يخوضون الغِمارَ إلى الرّدى / خوضَ الجبانِ الأمنَ غِبَّ مخاوفِ
لا يَأخذونَ المالَ إلّا بالظُّبا / تَنْدى دماً أو من سِنانٍ راعِفِ
وإذا رأيتَ على الرّدى مِقدامَهمْ / فكأنّ قلباً منه ليس بخائفِ
وَتراهُمُ في كلّ يومِ عَظيمةٍ / مُتَنصِّتِين إلى صريخِ الخائفِ
سحبوا مُروطَ العزِّ يومَ لَزَزْتَهم / بالفخر سَحْبَ غلائلٍ ومطارفِ
وتَلَوْا على كلبِ الزّمانِ وضِيقهِ / للمُمْلقين عوارفاً بعوارفِ
أَيدٍ تفجَّرُ بالعطاءِ سماحةً / فتَوالِدٌ في بذلها كطوارفِ
وندىً يَفيض تعَجرُفاً وتَغَشْمُراً / وعجارفُ المعروف غيرُ عجارفِ
وأرى شجاعَ الجود يوم تَواهُبٍ / شَرْوى شجاعِ الحربِ يومَ تسايُفِ
وَمحذّري شرَّ الزّمان كأنّه / لم يدرِ أنّي ناقدٌ للزّائفِ
قد كنت أُلحِي فيه كلَّ مفارقٍ / فَالآن أُلِحي فيه كلَّ مُقارفِ
وإذا الشّكوكُ تقاربتْ وتلاءمتْ / فعن الزّمانِ وما حواه تجانُفي
وَإذا اِلتفتّ إلى اِختِلاف خطوبه / فَإلى اِختِلاف عجائبٍ وطرائفِ
يَستَرجعُ الموهوبَ رَجْعَ مناقشٍ / من بعد أن أعطى عطاءَ مُجازِفِ
يا منهلاً للسّوءِ ما ألقى له / في كلُ أحيافِ الورى من عائِفِ
لم يَخْلُ برقُك خُلَّباً من شائمٍ / وسَرابُ أرضِك مُطمعاً من عاكفِ
وحطامُ رزقك وهو جِدُّ مُصَرَّدٌ / في كلِّ يومٍ مِن محبٍّ كالفِ
كَم في صروفك للنُّدوبِ تلاحَمَتْ / بعد المِطالِ ببُرْئها من قارفِ
ويدٍ تَمُدُّ ذراعَها ببليَّةٍ / فتنال شِلْوَ النّازِح المتقاذِفِ
لا يَعصمُ البانين منها ما اِبتنَوْا / واِستَفرشوا من نُمْرُقٍ ورفارفِ
وَأَنا الغبين لأَنْ مَنحتُك طائعاً / قَلبي وفيك كما علمتُ متالِفِي
يا حادِيَ الأظعانِ عرّجْ
يا حادِيَ الأظعانِ عرّجْ / بِي هُديتَ إلى الطُّفُوفِ
عرّجْ إلى ذاك المحل / لِ الفَخمِ والعطَنِ الشّريفِ
حيث الثّرى مُلقىً هنا / ك على قَرا جبلٍ مُنيفِ
حيث القِرى عفو الإلَ / هِ عن القبائحِ للضّيوفِ
ماذا يريبُك ريب غي / رُك من عكوفي أو وقوفي
فَلَقَلَّما نَفِسَ الرّفي / قُ عليَّ بالنَّزْرِ الطّفيفِ
ومتى رأيتَ مدامِعي / تنهلُّ بالدّمعِ الوكيفِ
فعلَى الّتي ولّتْ بها / عن ساحتي أيدي الحتُوفِ
وسَقَينَنِي بفراقها / كأساً من السُّمِّ المدوفِ
وكأنّني لمّا سمع / تُ نَعِيَّها مثلُ النَّزيفِ
أو مُعْجَلٌ دامي القَرا / والصّدرِ منفصمُ الوَظيفِ
أو أعزَلٌ نبذ الزّما / نُ به إلى الشَّقّ المخوفِ
يا موتُ كم لك في فؤا / دي من نُدوبٍ أو قروفِ
ألّا أخذتَ بمن أخذ / تَ تَليدَ مالي أو طريفي
وعدلتَ عن كهفي ودو / نَكَ ما أردتَ من الكهوفِ
كم ذا أَصابتْ مُصمِيا / تُكَ من خليلٍ أو أَليفِ
أضحى معي زَمَنَ الرّبي / عِ وراح عنّي في المصيفِ
فاتَ القويَّ من الخطو / بِ ومات بالخطْبِ الضَّعيفِ
يا مُخرجَ الآسادِ خا / شعَةَ الرؤوس من الغَريفِ
يا قانصاً نفسَ الشُجا / عِ يكرّ ما بين الصّفوفِ
يا مُبرِزَ الغِيدِ الحِسا / نِ من السّتائرِ والسُّجوفِ
ومُعَرِّيَ الأجسادِ مِنْ / سَرَقِ السّبائبِ والشُّفُوفِ
يا فاعلاً ما يشتهي / قهراً على رغم الأُنوفِ
كيف الفِرارُ من الرّدى / وعلى مسالكِهِ وجيفي
أم كيف أنجو من يَدَيْ / أدنى إليّ من الرّديفِ
وإذا سعيتُ أفوتُهُ / لم تدرِ بُطْئي من خُفوفي
لا تُتّقى منه البَلِي / يةُ بالرّماح أو السّيوفِ
ذلٌّ لنا وشِعارنا / حبٌّ لنافرةٍ صَدوفِ
مثلُ البَغِيِّ تبطّنَتْ / عَطَلاً ولاحتْ بالشُّنوفِ
تُعرِي التقيَّ من التُّقى / وتَزِلُّ بالرّجلِ العفيفِ
وَلَكَمْ بها مِن مَخْبَرٍ / صَدئٍ ومن مرأىً مَشوفِ
ولقد ألِفتُ وصالها / فرجعتُ مستلفَ الأليفِ
صِفْرَ اليدين من القنا / عةِ والنّزاهةِ والعُزوفِ
والعزُّ كلُّ العزِّ في الد / دُنيا لطَيّانٍ خفيفِ
ترك المُنى وأَقام ير / قُبُ هَتْفَةَ الأجلِ الهتوفِ
ماذا جَنَتْه ليلةُ التّعريفِ
ماذا جَنَتْه ليلةُ التّعريفِ / شغفتْ فؤاداً ليس بالمشغوفِ
ولو اِنّني أدري بما حُمِّلتُهُ / عند الوقوفِ حذرتُ يومَ وقوفي
ما زال حتّى حلّ حَبَّ قلوبنا / بجماله سِرْبُ الظِّباءِ الهِيفِ
وَأَرَتْكَ مُكْتَتمَ المحاسن بعدما / أَلقى تُقَى الإحرامِ كلَّ نَصيفِ
وقنعت منها بالسّلامِ لو اِنّه / أروى صَدى أو بلّ لَهْفَ لهيفِ
وَالحبُّ يُرضي بالطّفيفِ معاشراً / لم يرتضوا من قبله بطفيفِ
ويُخِفُّ من كان البطيءَ عن الهوى / فكأنّه ما كان غير خفيفِ
يا حبَّها رفقاً بقلبٍ طالما / عرّفتَه ما ليس بالمعروفِ
قد كان يرضى أن يكون محكّماً / في لُبِّهِ لو كنتَ غيرَ عنيفِ
أطرحتِ يا ظمياءُ ثِقْلَكِ كلَّه / يومَ الوَداِع على فقارِ ضعيفِ
يقتادُه للحبِّ كلُّ مُحَبَّبٍ / ويروعه بالبين كلُّ أَليفِ
وكأنّنِي لمّا رجعتُ إلى النّوى / أبكي رَجعتُ بناظرٍ مطروفِ
وبزفرةٍ شهد العذولُ بأنّها / من حاملٍ ثِقْلَ الهوى ملهوفِ
ومتى جَحَدْتُهُمُ الغرامَ تصنُّعاً / ظهروا عليه بدمعيَ المذروفِ
وعلى مِنىً غُرَرٌ رمين نفوسَنا / قَبْلَ الجِمارِ من الهوى بحُتُوفِ
يسحبن أذيالَ الشّفوفِ غوانياً / بالحُسنِ عن حَسَنٍ بكلِّ شُفوفِ
وعدلْنَ عن لبس الشُّنوفِ وإنّما / هنّ الشّنوفُ محاسناً لشنوفِ
وتعجّبتْ للشّيب وهي جنايةٌ / لدلالِ غانيةٍ وصدِّ صَدوفِ
وأناطت الحسناءُ بِي تَبعاتِهِ / فكأَنّما تفويفُهُ تفويفي
هو منزلٌ بُدّلتُهْ من غيره / وهو الغِنَى في المنزلِ المألوفِ
لا تُنكرِيه فهو أبعدُ لُبْسةً / من قذفِ قاذفةٍ وقَرْفِ قَروفِ
وبعيدة الأقطارِ طامسة الصُّوى / من طولِ تَطْوافِ الرّياحِ الهوفِ
لا صوتَ فيها للأنيسِ وإنّما / لِعصائبِ الجنَّانِ جَرْسُ عزيفِ
وكأنّما حُزُقُ النّعامِ بدوّها / ذَوْدٌ شردن لزاجرٍ هِنِّيفِ
قَطَعَتْ ركابي وهي غيرُ طلائحٍ / مع طولِ إيضاعي ونطِّ وَجِيفي
أبغي الّذي كلُّ الورى عن بَغْيهِ / من بين مصدودٍ ومن مصدوفِ
والعزُّ في كلّ الرجال ولم يُنَلْ / عزٌّ بلا نَصَبٍ ولا تكليفِ
والجَدْبُ مغنىً للأعزّةِ دارِهٌ / والذّلُّ بيتٌ في مكانِ الرّيفِ
ولقد تعرَّفَتِ النّوائبُ صَعْدَتي / وأجاد صَرْف الدّهرِ من تشفيفي
وحللتُ من ذلِّ الأنامِ بنجوةٍ / لا لَوْمتي فيها ولا تعنيفي
فبدار أنديةِ الفخار إقامتي / وعلى الفضائل مَربَعي ومصيفي
وسرى سُرَى النَّجمِ المحلِّق في العُلا / نَظْمِي وما ألّفتُ من تصنيفي
ورأيتُ من غَدْرِ الزّمانِ بأهلِهِ / مِن بعد أن أمِنوهُ كلّ طريفِ
وعجبتُ من حَيْدِ القويّ عن الغِنى / طولَ الزّمانِ وخطوةِ المضعوفِ
وعَمَى الرّجال عن الصّواب كأنّهمْ / يعمون عمّا ليس بالمكشوفِ
وفديتُ عِرْضِي من لئامِ عشيرتي / بنزاهتِي عن سَيِّئِي وعزُوفِي
فبقدر ما أحميتُهمْ ما ساءهمْ / أعطيتُهمْ من تالِدِي وطريفي
كم رُوّع الأعداءُ قبل لقائهمْ / ببروقِ إيعادي ورعدِ صَريفِي
وكأنّهمْ شَرَدٌ سوامُهُمُ وقد / سمعوا على جوّ السّماء حفيفي
قَومي الّذين تملّكوا رِبَقَ الورى / بطعانِ أرماحٍ وضربِ سيوفِ
ومواقفٍ في كلِّ يومِ عظيمةٍ / ما كان فيها غيرُهمْ بوَقوفِ
ومشاهدٍ ملأتْ شعوبَ عُداتهمْ / بقذىً لأجفانٍ ورغمِ أُنوفِ
همْ خوّلوا النِّعَمَ الجسامَ وأمطروا / في المُمْلقين غنائمَ المعروفِ
وكأنّهمْ يومَ الوغى خَلَلَ القنا / حيّاتُ رَمْلٍ أو أُسودُ عَزيفِ
كم راكبٍ منهم لغاربِ سَدْفَةٍ / طرباً لجودٍ أو مهينِ سَديفِ
ومُتَيَّمٍ بالمكرُماتِ وطالما / ألِفَ النّدى مَن كان غيرَ ألُوفِ
وحللتُ أنديةَ الملوكِ مُجيبةً / صوتي ومصغيةً إلى توقيفِي
وحميتُهمْ بالحزمِ كلَّ عَضِيهةٍ / وكفيتُهمْ بالعزمِ كلَّ مخوفِ
وتراهُمُ يتدارسون فضائلي / ويصنّفون من الفخار صُنوفي
ويردّدون على الرُّواةِ مآثري / ويعدُّدون من العَلاءِ أُلوفي
ويسيّرون إلى ديار عدوّهمْ / من جُنْدِ رأي العالمين زُحوفي
وإذا هُمُ نَكِروا غريباً فاجئاً / فَزِعوا بنُكرهمُ إلى تعريفي
دفعوا بِيَ الخطبَ العظيمَ عليهمُ / واِستَعصموا حَذَرَ العدى بكنُوفي
وصحبتُ منهمْ كلّ ذي جَبْرِيّةٍ / سامٍ على قُلَل البريَّةِ موفِ
ترنو إليه وقد وقفتَ إزاءَه / بين الألوف بناظِرَيْ غِطْرِيفِ
فالآن قلْ للحاسدين تنازحوا / عن شمس أُفقٍ غير ذاتِ كسوفِ
ودعوا لِسيلِ الواديين طريقَه / فالسّيلُ جرّافٌ لكلّ جَروفِ
وتزوّدوا يأْسَ القلوب عن الذُّرا / فمنيفةٌ دارٌ لكلِّ مُنيفِ
وأرضَوْا بأنْ تمشوا ولا كرمٌ لكمْ / في دار مجد الأكرمين ضيوفي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025