القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الخُبْز أَرْزي الكل
المجموع : 11
يا شادناً بالله قفْ
يا شادناً بالله قفْ / أشكو الصبابةَ والكَلَفْ
ارحم فديتُك عاشقاً / قد صار للبلوى هَدَف
أنت الذي أدنفتَه / فكن الطبيبَ من الدَّنَف
يا واحداً في حسنه / صيَّرتَني نهب التلف
هل حان أن تتعطَّفا
هل حان أن تتعطَّفا / أم بَعدُ قلبُك ما اشتفى
أنت الطبيب فما يضر / رُكَ لو شَفيتَ المدنَفا
مَن في يديك تلافُه / لا تَلهُ عنه فيتلفا
ما ضرَّ مَن هو في القلو / ب مُحكَّمٌ لو أنصفا
ليت الحبيب بُلِي بمن / يجفو الحبيب إذا جفا
صنمٌ تسربل شكله من وَصفِهِ
صنمٌ تسربل شكله من وَصفِهِ / فسَبى القلوبَ بحسنه وبظَرفِهِ
جُمِعت محاسن يوسفٍ في وجهه / فجميع أرواح العباد بكفِّهِ
فالشمس تقبس نورها من نوره / والحور يؤخذ وصفُها من وصفِه
فإذا تَمَرَّضَ لحظُه فكأنَّما / هاروت يسرق سحره من طرفِهِ
عجباً له خداً توقَّد جمرةً / وعليه ماء بهائه لم يُطفِهِ
وإذا تورَّد خدُّه فكأنما / يُبدي جنيَّ الورد ساعة قطفِهِ
وإذا تبسَّم عن تلالي ثغره / أبصرتَ سمطَي لؤلؤٍ في رصفِهِ
وإذا مشى فتن الورى بتخفُّفٍ / من خصره وتثقُّلٍ من ردفِهِ
فتمايلت أغصانُه من فوقه / وترجرجت أمواجُه من خلفِهِ
فيكاد يدخل بعضُه في بعضِهِ / ليناً ويسقط نصفُه من نصفِهِ
جلَّت صفاتُ محمدٍ وتلاطفت / فقد ارتدى بجلاله وبلطفِهِ
حاشا حبيبي أن أُشبِّه وجهه / قمراً يُعاب بنقصه وبخسفِهِ
لا صبر لي عن أُنسه وحديثه / والإلف ليس بصابرٍ عن إلفِهِ
إني أموت ببُعده وبصدِّه / وكذا أعيش بقربه وبعطفِهِ
أشفقت من إخفاء ما لم تخفِهِ
أشفقت من إخفاء ما لم تخفِهِ / فكشفت ما تُخشى غوائلُ كشفِهِ
فمن تحيَّر فيه ماء شبابه / فتحيَّرت فِطَنُ الورى في وصفِهِ
من لا يُحاطُ بكنهه لجلالهِ / ويكاد يخطفه الهواءُ للطفِهِ
غصنٌ من الريحان بالَغ ربُّهُ / في غرسه فسموتَ أنتَ لقطفِهِ
هيهات تقصر عنه كفُّك أو ترى / أسبابُ روحك طاعةً في كفِّهِ
فتُعير قلبك بعضَ رقة خدِّه / وتعير جسمَك بعض علَّةِ طرفِهِ
حتى تصير من النحول كخصره / ويصير حملُك في هواه كردفِهِ
فهناك إن أطفا غليلَكَ زادَه / حتى تودَّ بأنه لم يُطفِهِ
حلو الشمائلِ ناعم الأعطافِ
حلو الشمائلِ ناعم الأعطافِ / عدل القوام وجائر الأردافِ
في وجهه أبداً ربيع محاسنٍ / في وجنتيه الزهر ورد قطافِ
من ثغره نور التبسم ضاحكٌ / بأديمه ماء البشاشة صافِ
تهدي محاسنه إلى أبصارنا / تحفَ المنى وغرائبَ الألطافِ
ويكاد يقطر منه في حركاته / ماء النعيم لرقَّةِ الأطرافِ
كانت حياةُ محبِّه لحبائه / في أُلفةٍ وتواصلٍ وتصافِ
إحسانُ ذاك وحُسن ذا متكافئٌ / لا ذا ملول هوىً ولا ذا جافِ
مزج الهوى رُوحَيهما فتمازجا / كزلال ماءٍ في رحيق سلافِ
جسمين قد قُسِما بروحٍ واحدٍ / كُلٌّ بكلٍّ مُسعَدٌ مُتَوافِ
فترى الحسودَ يقول حين يراهما / ما العيش إلا أُلفة الأُلّافِ
بيني وبينَك يا ظلومُ الموقفُ
بيني وبينَك يا ظلومُ الموقفُ / والحاكمُ العدل الجواد المنصفُ
فلقد خشيتُ بأن أموت بغصَّتي / أسفاً عليك وأنت لا تتعطَّفُ
لي مهجة تبكي وطرف ساهر / وجوارح تضنَى وقلب مدنفُ
أسفٌ يدوم وحسرة ما تنقضي / وجوىً يزيد وكُربةٌ ما تُكشَفُ
وكأنَّ لي في كلِّ عضوٍ واحدٍ / قلباً يحنُّ وناظراً ما يطرفُ
أشكوكَ أم أشكو إليك فإنني / في ذا وذا متحيِّرٌ متوقِّفُ
أخشاك بل أخشى عليك فتارةً / أرجو رضاك وتارةً أتخوَّفُ
أتلفتُ روحي في الهوى فإلى متى / تلهو وتترك مَن يحبُّك يَتلفُ
لا مت أو تُبلى بمثل بليَّتي / فعسى تَذوق كما تُذِيق فتنصفُ
لا تنكرنَّ تأسفي إن فاتني / روحُ الحياة فكيف لا أتأسفُ
لو أنَّ لقمان الحكيم رأى الذي / أبصرتُ منك رأيتَه يتلهَّفُ
شوقاً إلى من لو تجلَّى وجهُهُ / للبدر كادَ من التحيُّر يُكسَف
بل لو رأى يعقوبُ حُسنَ محمدٍ / ما كان يحزن إذ تغيَّب يوسفُ
طاووس حُسنٍ بل أتمُّ محاسناً / صنم الملاحة بل أجلُّ وألطفُ
بشمائلٍ أغصانُها تتعطَّفُ / وروادفٍ أردافُها تتردَّفُ
تتصلَّف الأرضُ التي هو فوقها / زهواً به وتراه لا يتصلَّفُ
متشرِّب ماءَ البشاشةِ وجهُهُ / فعليه ريحان القلوب يرفرفُ
متفرِّد في لونه فكأنَّه / ماءٌ زلالٌ فيه خمرٌ قَرقَفُ
وكأنَّه في سَرحِهِ ضرغامُهُ / صاف الى مُهَج الورى يتصرَّفُ
ما ضرَّه أن لا يكون مقلَّداً / سيفاً ففي عينيه سيفٌ مرهفُ
وكأنَّ قوس الحاجبين مقوّساً / سَهمٌ فويلٌ للذي يستهدفُ
قد صُبَّ في قُرمُوصِه بلياقةٍ / صَبّاً ففيه تمكُّنٌ وتخفُّفُ
إنّي لأحسدُ باشِقاً في كفِّه / أتراه يدري أيّ كفٍّ يألفُ
إن كان باشقُهُ يحلِّق طائراً / فمحمدٌ لقلوبنا يتخطَّفُ
مولاي لو وصفَتكَ أفواهُ الورى / طُرّاً لكنتَ تجلُّ عَمّا تُوصَفُ
قد ساعَفَتك محاسنٌ قد حيَّرت / فيك العقولَ وأنت لا تتسعف
سل ورد خدِّك أي حُسنٍ غرسُهُ / إنّا نراه يعود ساعةَ يُقطَف
لو لم تضاعف لي عذابي في الهوى / ما راح نرجُس ناظريك يضعِّفُ
علمت لواحظُك الضِّعاف تجلُّدي / ومن العجائب غالبٌ مستضعَفُ
لو لم تُرِد قلبي بغير جنايةٍ / ما كنت تنكر في الهوى ما تعرفُ
فرأيتَ في النَّوم الذي أنكرتَه / في يقظةٍ من هاتفٍ بك يهتفُ
فتألَّفَت أرواحُنا عند الكرى / إذ كانت الأجسامُ لا تتألَّفُ
فأتَتك روحي حين ذاك بقولها / بيني وبينك يا ظلومُ الموقفُ
يا مَن بكى عند العِتا
يا مَن بكى عند العِتا / بِ لفَزعِهِ من قارِفِه
غَطَّيتَ ذنبَك بالبُكا / عنّي فلستُ بعارِفِه
فكأنَّ مكرَكَ بي ودَم
فكأنَّ مكرَكَ بي ودَم / عَكَ إذ تجود بذارِفِهْ
مَكرُ ابن هندٍ بالوَصي / يِ ورَفعُه لمَصاحِفِهْ
يا مَن على وجناتِهِ
يا مَن على وجناتِهِ / من كلِّ نابتةٍ طريفَهْ
للشكل فيك لطائفٌ / يلعَبنَ بالفِطَن اللطيفَهْ
طرَّزنَ منك محاسناً / بطراز ألفاظٍ ظريفَهْ
ما آفة المحبوب من / ك سوى لواحظك الضعيفَهْ
عاقبتُ قلبي في هوا / كَ عقابَ مَن قَتَل الخليفَهْ
إن أعرضوا فهم الذين تعطَّفوا
إن أعرضوا فهم الذين تعطَّفوا / كم قد وَفَوا فاصبر لهم إن أخلَفوا
كم قد تصدَّوا للِّقاء فصنتُهم / عنه لمعرفتي بما لم يعرفوا
وحملتُ أثقال الفراق مخافةً / أن يحملوا ثقلَ العتاب فيضعفوا
فالآن قد خرج الهوى بأخيكمُ / عمّا يريد فساعِدوا وتلطَّفوا
هاتيكم دار الأحبَّة فاقصدوا / وقِفُوا بها لي وقفةً وتعرَّفوا
وصِفوا له شوقي إليه فما أرى / طبّاً يداوي علَّةً لا توصَف
للدهر ما بين الأنام وَزِيفُ
للدهر ما بين الأنام وَزِيفُ / ولصَرفه بين الورى تصريفُ
تلك النوائب وهي مأدبَة الفَتى / والزاعِبيُّ يقيمه التثقيفُ
غِيَرٌ تُحاجي ذا الحجا عن صبرِهِ / فإذا عرى فقويُّهنَّ ضعيفُ
وإذا تنكَّرتِ الليالي لن يُرى / نكرانُها إن يُعرَف المعروفُ
ما تُثقِل الأعناقَ إلا مِنَّةٌ / لفتىً له عن مُثقَلٍ تخفيفُ
نظرتْ إليَّ الحادثاتُ فرَدَّها / عنّي الأميرُ وطرفُها مطروفُ
لمّا استعنتُ على الزمان بأيِّدٍ / نكص الزمان فصَرفُه مصروفُ
لولا خلائق في الكريم كريمةٌ / لم يستَبِن أنَّ الشريف شريفُ
هذا نزارٌ زان فرعَ أرومةٍ / هو تالدٌ في المكرمات طريفُ
تنميه صِيدٌ أُسدُ حربٍ ما لهم / إلا القواضب والرماح غَرِيفُ
يمشون في الحَلَق الحَصِيف وتحتها / نَسجُ الشجاعةِ في القلوب حَصيفُ
لو أنهم عدمو السيوفَ تحدَّرَت / عزماتُهم في الروع وهي سيوفُ
تُجري النَّدى مجرى الدماء أكُفُّهم / فهمُ حياةٌ للورى وحتوفُ
مَن كان وهّابَ الأُلوف ولم يكن / ليروضه يومَ العِطاف أُلوفُ
يقسو ويعنُفُ في الحروب وشأنُه / في السلم بَرٌّ بالأنام رؤوفُ
يدنو ويبعد هيبةً وتواضعاً / فيجلُّ وهو مع الجلال لطيفُ
يا ابن المكارم إنَّ أولى ما به / تُبنى المكارمُ أن يُغاثَ لهيفُ
وإذا المَنَاسِب لم تكن معدودةً / لصنائع فبَدِينُهُنَّ نحيفُ
ذاك الفخار على المساعي دائرٌ / وله إذا وقف السُّعاة وقوفٌ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025